كتب/ بليغ الحطابي -
أكدت الأحداث المتلاحقة التي شهدتها بلادنا وما زالت منذ فبراير 2011م إلى اليوم أن هناك مؤامرة دنيئة تحاك ضد اليمن واليمنيين..، وتستهدف قتل كل شيء في الوطن وتحدث نهايتها في العدوان الهمجي السافر الذي يقوده آل سعود.
هذه المؤامرة التي تكشفت خيوطها واتضحت معالمها بعد تنفيذ المحاولة الإرهابية الغادرة التي استهدفت الرجل الأول في الوطن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في أول أيام شهر رجب الحرام أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة.. هذه العملية الإجرامية القذرة لم يكن المستهدف من ورائها الزعيم الصالح وكبار قيادات الدولة فحسب، بل اليمن بأكملها.. كانت تستهدف الأمن والاستقرار، الحب والتسامح، استهدفت إسكات صوت الشعب.. صوت السلام وصوت العقل والمسؤولية.. الصوت الرافض للفوضى والعنف والتخريب والارهاب..
كان الهدف من وراء هذه العملية الإرهابية- التي لن يفلت مرتكبوها من العقاب، وستتم ملاحقة ومحاسبة كل من كانت له يد أو كان طرفاً في هذا الاعتداء الإجرامي الغادر -كان الهدف انتزاع إرادة الملايين الغفيرة من أبناء هذا الشعب، وقتل أحلامهم وإيمانهم وتاريخهم.
حكمة القائد في حل الأزمة..
اندلعت موجة الفوضى الخلاقة وتصدرت أحزاب المشترك مشهد الدمار والعنف وسفك الدماء والتفت على مطالب الشباب وقضت على أحلامهم حينها كان المؤتمر حاضراً وبقوة مقدماً التنازلات ومناشداً الجميع تحكيم العقل والجنوح للسلم لتجنيب الوطن مزالق العنف والدمار.. حاول الرئيس الصالح جاهداً حل الأزمة بالحوار ودعواته المتكررة وإعلانه ترك السلطة حقناً للدماء، وهو اليوم يكررها ويبدي استعداده للتخلي عن العمل السياسي مقابل وقف العدوان ورفع الحصار على الشعب الذي أنهكته عواصف آل سعود وقبحهم التاريخي. رغم ذلك التجاوب من قائد حكيم إلا أنهم أبّوا إلا تنفيذ مخططهم بالعدوان على اليمن وإخضاعه لسياستهم وسيادتهم، فتوجهت طائرات العدوان السعودي بقصف وتدمير جامع دار الرئاسة كدليل على شراكتهم في الجريمة..ويتسق ذلك مع الوثائق التي كشفتها ويكليكس عن معرفة أجهزة الاستخبارات في السعودية وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل عن عملية اغتيال الرئيس صالح. وهو ما أكده المحامي محمد المسوري- محامي ضحايا جريمة النهدين- حيث قال : إن قيام طائرات العدوان السعودي الغاشم بقصف وتدمير جامع دار الرئاسة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك شراكتها في هذه الجريمة الإرهابية عام 2011م.واضاف: ان قصفها للجامع في سياق عدوانها على اليمن أرضاً وانساناً ما هو إلا دور جنائي لاحق بقصد تدمير وإتلاف مسرح الجريمة وما يمثله من دليل قوي جداً ضد تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن وقياداتهم..
بالإضافة إلى إثباتها وإقرارها بدورها وشراكتها السابقة في محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة في جامع دار الرئاسة.
وذكر المسوري محامي القضية أن فريق الادعاء قدّم لنا أدلة جديدة نستطيع من خلالها المطالبة محاكمة النظام السعودي باعتباره شريكاً وفاعلاً أساسياً في الجريمة.وأضاف :سنتحرك دولياً لمقاضاتهم خاصة وان استهداف منزل الرئيس علي عبدالله صالح بالقصف وكثير من منازل أفراد أسرته اثبت كذلك المخطط السعودي القديم لارتكاب هذه الجرائم البشعة، وليعلم العالم اجمع أن نظام آل سعود لابد من أن ينال جزاءه الرادع.. وطالب المسوري النيابة العامة بالتحقيق بشأن هذه الأدلة الجديدة واثبات علاقة الشراكة بين قادة الإخوان المسلمين في اليمن ونظام آل سعود في ارتكاب هذه الجريمة وجرائم حرب وإبادة جماعية ضد اليمنيين.
رسالة اليمن الحر..
ومثلما أكد اليمنيون في ميدان السبعين تمسكهم بالشريعة ورفضهم للعنف والفوضى التي حملها مشروع الإسلام السياسي عام 2011 م..فقد جسدوا الصورة المثالية المعبرة عن الوفاء والإخلاص لقائد حمل هموم مواطنيه لتحقيق مشروع الوطن الكبير الديمقراطي الواحد الموحد متعدد الأفكار والتوجهات..
هبت الجموع المليونية الهادرة بشكل اذهل العالم ولم يتصوره احد.. رسم اليمنيون الأحرار لوحة الإباء والانتصار بإرادة قوية أبداً لن تنكسر، وكتبوا رسالة يمنية خالدة ومؤثرة الى العالم أجمع والى تحالف العدوان الهمجي،هي رسالة العزة والشموخ اليمني، رسالة السلام والإنسانية والحرية والكرامة، رسالة إيقاظ لضميرالعالم الميت، وإيقاظ للحقيقة والعدالة الغائبة،رسالة من الواقع مفادها: أن لاصوت يعلو فوق صوت الشعب، لا شرعية إلا شرعية الشعب، أنه لا مكان للخونة والإرهابيين والمرتزقة فوق ثرى هذا الوطن الطاهر، لا مكان للطائفية والمذهبية والمناطقية في اليمن.
رسالتهم وكلمتهم واحدة "لا مكان لمشاريع الإرهاب الداعشي السعودي في مزاج ووعي اليمنيين الأحرار، كما هي في سوريا وليبيا والعراق كأحد إفرازات ثورات ربيع الفوضى والخراب، هي رسالة عاجلة لوقف العدوان ومحاكمة القتلة ووقف بيع السلاح لهم ولأدواتهم الإرهابية، مالم فنحن جيش يمني جاهز سنتوجه الى ميادين الشرف والدفاع عن الوطن وسيادته.
وثبت الغدر
فشلت يد التآمر والغدر، والحقد والكراهية، والتطرف والإرهاب في إطفاء نور الجماهير اليمانية الذي شع ويشع من وجوهها السلام.. فشلت قوى الحقد والعنف الفكري والطائفي في إسكات صوتها الهادر.. صوت الحكمة والعقل، صوت المحبة والحوار.. فشلوا وارتد كيدهم إلى نحورهم، وجنب اليمن واليمنيين إراقة وسفك الدماء وأرجع يد الإرهاب خاسئة خاسرة تجر بؤس ما خططت له، وارتدت إليهم مليئة بلعنات الشعب وغضبه..
صورة للوفاء
خمسة اعوام مرّت على ارتكاب هذا العمل الإجرامي الغادر الذي أحرق الابتسامة في الوجوه، واستهدف قتل الكحل في العينين، ولكنه لم ينل من إرادة اليمنيين وحبهم الغزير الفياض للقائد.. ولم ينل من صورة وفاء وحب الشعب للقائد، بل زادت كره هذا الشعب لأحزاب الخديعة والدس وإعلام الكذب والنفاق وتجار الأزمات وصناع الفتن.. وخرج الوطن سالماً معافى..
«فوبيا» اجتثاث الموتمر وإخراج صالح
وانطلاقاً من تلك الخسارة لم يرق لقوى العدوان واذنابهم في الداخل تجنيب البلاد مزالق تكالبهم على السلطة وتهافتهم على نهب مقدرات الشعب، والقتل والسحل والتنكيل الذي شهدته أرجاء ساحات الاعتصامات عام 2011م..فانتقلوا من انتزاع حق الزعيم الدستوري رغم أنه كان بإرادته وخياره إلى محاولة اجتثاث حزبه من أي تسويه سياسية، ومروراً بالمطالبة بخروجه من الوطن إلا أنهم هم من خرجوا ورُحلوا عن الوطن لأن ما ينفع الناس يبقى ومايضرهم يذهب ويزول، فبقي الزعيم القائد داخل وطنه وموطنه متحدياً تحالف الشر والعدوان الذي جاء خلف عباءة إعادة سلطة الفار هادي اللاشرعية واللاشعبية لها، بعد انتهاء مدته المستحقة بعامين، والمبرر الآخر الواهي المتمثل في ردع سلطة الانقلاب ،لأنصار الله،الحوثيين،الذين تهيأت لهم الظروف للسلطة وفرض وجودهم ككيان سياسي له شعبيته وجماهيره،بعكس الفار وحكومته الذين فقدوا كل شرعيتهم بلجوئهم لاستدعاء العدوان والتحالف معه كما فعل قبلهم الإصلاح نهاية 2011م بوضع اليمن تحت البند السابع من أجل ملاحقة صالح وحزبه،النابض باسم وهموم الشعب التي صدحت بجموعه مختلف الميادين في الذكرى الأولى من العدوان السافر. ويسود كثير من المحللين والمراقبين العرب والأجانب إيمان بأن المؤتمر الشعبي العام حزب عريق كان له ولايزال له دور أساسي وجوهري في الحياة السياسية والاجتماعية من الصعوبة بل الاستحالة اجتثاثه أو استثناؤه من أي حدث قادم أو تسوية سياسية.
فرغم محاولات اجتثاث المؤتمر وحلفائه كونه كياناً شامخاً يعيق تلك المحاولات نظراً لقواعده الكبيرة جداً ونهجه الوطني المعتدل، وخوفاً من استمرار ريادته وشق صفه الوطني ووحدته الداخلية باءت بالفشل حتى بعد ذهاب ثلة من مرتزقة العدوان ممن استفادوا من المؤتمر وشوهوا صورته والنفعيين وتجار الحروب ومن باعوا مبادئهم لآل سعود.
|