الميثاق نت -

الإثنين, 18-أبريل-2016
أحمد الزبيري -
< اليمنيون يعودون الى الكويت الشقيق بعد 37 عاماً.. الفارق بين 28 مارس 1979م ابريل 2016م ما يقارب زمنياً أربعة عقود خلالها شهدت اليمن والكويت والمنطقة والعالم أحداثاً كبرى ومتغيرات وتحولات عميقة.. في نهاية سبعينيات القرن الماضي عقد لقاء قمة يمنية في دولة الكويت برعاية أميرها المغفور له -بإذن الله- الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، جمعت الزعيم علي عبدالله صالح والرئيس عبدالفتاح اسماعيل، وكان الدور الرئيسي في نجاح تلك القمة وإنهاء الحرب اليمنية وإعادة الوضع الى المسار الوحدوي السلمي السياسي لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الحالي والذي كان في ذلك الحين وزير خارجية الكويت.
صحيح أن قمة الكويت اليمنية جاءت بقرار من الجامعة العربية، لكن ما أنجزته تلك القمة يُحسب بشكل أساسي للقيادة الكويتية، ولسياستها الخارجية الحكيمة العربية والدولية بصفة عامة، وعلاقتها الصادقة الفاعلة النبيلة بجنوب الجزيرة العربية - أي اليمن المشطر حينها الى جنوب وشمال- بصفة خاصة.. لن نستغرق في تفاصيل ما جرى خلال ثلاثة عقود وسبع سنين لأن فيها يكمن الشيطان رغم إدراكنا أهمية ذلك لفهم تفسير الحاضر واستيعاب الأسباب التي أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم يمنياً وإقليمياً وعربياً ودولياً.. ويكفي الإشارة هنا الى أن الصراعات والحروب والأزمات التي عاشها اليمن طوال أكثر من نصف قرن ليست صناعة يمنية بالمجمل، ولو ترك أمر قضاياه ومشاكله وأوضاعه لأبنائه مع وقفة إيجابية خيّرة من جيرانهم وأشقائهم الأقربين في شبه الجزيرة العربية والخليج لما وصل هذا البلد والشعب العربي المسلم المسالم العريق والأصيل الى ما وصل اليه.
المهم أن اليمنيين يذهبون مجدداً لدولة الكويت الشقيقة للتشاور أو التفاوض أو للحوار برعاية الأمم المتحدة هذه المرة وفي ظل حرب عدوانية وحشية سعودية تجاوزت العام، فيها طرفان الأول لم يكن يريد هذه الحرب ولم يسعَ اليها ووجد نفسه مضطراً مكرهاً لخوض غمارها دفاعاً عن وطنه وشعبه وحاضره ومستقبله، وطرف مصطف مع هذا العدوان مستقوٍ به معتقد أنه سيصل الى الهدف والغاية التي يرومها وفشل وعجز عن تحقيقها لأنها غير منطقية غير مشروعة ومستحيلة، والأخطر فيها أن المعتدين على اليمن لم يشنوا حربهم الباغية الظالمة من أجله، وهذا واضح وجلي لكل ذي بصر وبصيرة لكنهم لا يريدون أن يروا هذه الحقيقة الساطعة.
في عام 1979م نجحت دولة الكويت في ما فشل فيه العرب وجامعتهم وكان حالهم أفضل من اليوم بما لا يقاس أو يقبل المقارنة.
في الحاضر هل ستنجح الكويت وأميرها في ما فشلت فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في جنيف 1و2؟ بطبيعة الحال نحن لن نكون متشائمين، وسيظل بصيص الأمل والتفاؤل موجوداً فقط لأنها الكويت وأميرها الحكيم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي نثق بنواياه الطيبة المخلصة المستمدة من خبرته وتجاربه وأدواره ومساعيه الخيّرة السابقة المجسدة في وقوف الكويت قيادة وشعباً وفي مختلف المراحل الى جانب اليمن وشعبه الكريم الوفي الذي سيظل يقدر ويحفظ للكويت أياديها البيضاء التي شواهدها تملأ أرض اليمن بعشرات المشاريع التنموية والخدمية التعليمية والصحية وفي مجالات البنية التحتية.
الشعب اليمني يعي أن قوى العدوان الحقيقية عليه لا تريد أن يبقى موحداً آمناً مستقراً، ولو كانت فعلاً تريد ذلك لما شنت هذه الحرب عليه خاصة وأنهم سلموا أمرهم لها، فلم تعمل إلا على إشعال نيران الفتن بينهم وتأجيج الخلافات وإشغالهم بالصراعات والحروب وصولاً الى عدوانها الغاشم والغادر، وهي اليوم تمنع أي حل أو مساعٍ للسلام بين أبنائه، وهذا بيّن وواضح.. توافق على الهدنة قولاً وترفضها عملاً، بل وتجعل منها فرصة للتصعيد وإشعال الجبهات مندفعة جواً وبراً وبحراً بصورة غير مسبوقة هي ومرتزقتها لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه في عدوانها، قبل موافقتها عليها وعلى وقف اطلاق النار مستغلةً التزام الشعب اليمني وجيشه ولجانه، لأنه يريد السلام والاستقرار له وللمنطقة والعالم.. نحن اليمانيين شعب سلام ونعمل من أجله، ونتمنى أن تكون الكويت خاتمة الحرب العدوانية الظالمة عليه.. سلام على الكويت الشقيق قيادةً وشعباً في كل الأحوال وأياً كانت نتيجة لقاء ابريل 2016.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45753.htm