محمد عبده سفيان - < أجبر العدوان البربري الغاشم الذي تشنه على وطننا وشعبنا اليمني مملكة بني سعود والمتحالفين معهم من أنظمة الشر العربي والعالمي منذ مارس العام الماضي 2015م والحرب المجنونة التي أشعلها حكام السعودية وإمارات الخليج بين أبناء الوطن من خلال دعمهم غير المحدود مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً للميليشيات المسلحة التابعة لعملائهم ومرتزقتهم تحت مسمى إعادة الشرعية التي اتخذوها شماعة لتبرير عدوانهم الوحشي على الشعب اليمني..
العدوان السعودي والحرب الداخلية التي تدور رحاها في عدد من المحافظات ومنها محافظة تعز التي تعرضت ومازالت تتعرض لقصف جوي من قبل الطيران الحربي التابع لتحالف العدوان، وتدور في أحياء وشوارع عاصمتها (مدينة تعز) وعدد من المديريات حرب شعواء أجبرت الغالبية العظمى من سكان مدينة تعز والمناطق التي تتعرض للقصف الجوي وتدور فيها المواجهات المسلحة على النزوح الى بعض المناطق الآمنة مثل الحوبان وخدير والراهدة وماوية ومحافظات إب وذمار والحديدة والعاصمة صنعاء.. معظم هؤلاء النازحين غادروا منازلهم بالملابس التي يرتدونها، البعض منهم اضطروا للسكن في المدارس والبعض تمكنوا من استئجار منازل والبعض استقبلهم أقرباؤهم.
عام كامل مضى وعدد النازحين من مدينة تعز يتزايد يوماً بعد يوم ومع كل يوم تزداد معاناتهم، حيث إن الغالبية منهم لم يحصلوا على أية معونات إغاثية، والبعض منهم استلم لمرة واحدة فقط، فيما قليلون ممن يعرفون الطرق الملتوية يتسلمون معونات بصورة مستمرة ومن جهات عدة.
المؤسف أنه لا توجد جهة محددة معنية بالنازحين، فتعددت الجهات والجمعيات والمنظمات التي تدعي أنها مسؤولة عن تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين وكل جهة تمارس مهامها دون تنسيق مع الجهات الأخرى، فسادت العشوائية وفتحت الأبواب على مصارعها للمتاجرة بمعاناة النازحين حين لا ندري لماذا لم يتم إصدار قرار من قبل اللجنة الثورية العليا بإنشاء وحدة خاصة بالنازحين تكون هي المعنية باستقبال المساعدات الإغاثية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية ويكون مقرها في العاصمة صنعاء ولها فروع في المحافظات وتتولى عملية توزيع المساعدات الإغاثية للنازحين شهرياً بموجب بطاقات محدد فيها عدد أفراد الأسرة ومقدار المواد الغذائية التي يستحقونها شهرياً.. أما الطريقة التي يتم بها صرف المساعدات فهي عشوائية وغير مجدية.
فعلى سبيل المثال تم تسجيل النازحين في العاصمة صنعاء لدى الإدارة العامة للتغذية المدرسية للحصول على المعونات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وتمت عملية التسجيل بطريقة عشوائية، فتكررت الأسماء في أكثر من كشف ولم يتم الإعلان عبر وسائل الإعلام عن عملية التسجيل بل تمت بطريقة عشوائية عن طريق أشخاص محدودين، وبعد انتظار لأكثر من شهر تم الإعلان عن توزيع المساعدات وحددت أربعة أو خمسة مراكز للتوزيع ولفترة محدودة، فالبعض ممن تم تسجيل أسمائهم حالفهم الحظ وتسلموا كيس قمح و4 لترات زيت طبخ وخمسة كيلو بقوليات وخمسة كيلو سكر و20 قطعة بسكويت فقط لا غير، والبعض الآخر لم يحالفهم الحظ، فلم يجدوا أسماءهم ضمن كشوفات المستحقين للمساعدات، والبعض لم يعلموا بموعد التوزيع، فخُرموا من استلام حصتهم من المساعدات المستحقة لهم، والبعض وجدوا أن هناك أشخاصاً قد استلموا حصتهم وبصموا في كشوفات الاستلام نيابة عنهم.
ما من شك أن الآلية التي يتم بها توزيع المساعدات الإغاثية للنازحين فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، فقد سهَّلت الطريق أمام الذين لا يخافون الله للمتاجرة بمعاناة النازحين، ولذلك فإنه يتوجب إعادة النظر في هذه الآلية والعمل على إيجاد جهة مسؤولة عن النازحين تقوم بالمهام المناطة بها وفق نظام مؤسسي بعيداً عن العشوائية والمزاجية.
|