الإثنين, 25-أبريل-2016
الميثاق نت -    عبدالرحمن مراد -
< ذهب الوفد الوطني الى الكويت رغبة في السلام بعد أن عاث العدوان السعودي فساداً في الأرض وأهلك الحرث والنسل ودمر الحجر والشجر، وبعد أن شهد العالم حالة اسطورية جسدها هذا الشعب الصابر والمدافع عن وطنه وعرضه، وتقول ذهب الوفد الوطني الى الكويت رغبة في السلام، وليس شروعاً في الاستسلام لأنه يدرك أنّ قوته في مظلومية هذا الشعب وفي صبره وفي صموده الذي أذهل به العالم، ويدرك أن المعادلة العسكرية على الأرض لم تستطع البوارج ولا الطائرات الحديثة ولا الأقمار التجسسية ولا حركة الاستخبارات العالمية ولا الشركات العسكرية العالمية أن تغير من موازينها أو تفرض عليها واقعاً جديداً، لأن الطاقة النووية الحقيقية والقوة العسكرية تكمن في الذات الوطنية التي تشعر بالتحدي أمام آلة الدمار التي جاء بها التحالف الدولي بقيادة السعودية.. والذات اليمنية كما هو معروف عنها عبر السنين والحقب والعصور المتعاقبة عصية على الانكسار لا تقبل الهزيمة، ولا تستسيغ الاستسلام، ولم يُؤْثَر عنها إلا إصرارها على الانتصار، وقد قالت أيام العدوان ذلك عنها، فالذي حدث أن اليمنيين تداعوا الى بلادهم وهبطوا ساجدين في المطارات اليمنية بعد أن علقوا في المطارات العربية والعالمية وأصروا على العودة الى بلادهم رغم القصف المكثف على مدنهم وقراهم، وقد قالوا بمثل ذلك إن عزة الفقر في بلادهم أعز وأشرف لهم من هوان الغِنَى تحت مظلة المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية، وتلك لعمري حالة امتاز بها أهل اليمن عمن سواهم من البلدان وقد سطروا بها مجداً مؤثلاً لم يكن يبدعه سواهم، فهم أهل عزة ونجدة وكرامة وأهل شرف وأهل مروءة وبمثله تحدثت العرب عنهم وبمثله قالت كتب التأريخ والآداب والأخبار العربية، ولم يبرح اليمنيون تلك الشيم ولا ذلك النبل ولا تلك المروءة والشهامة والمعاني والمبادئ الإنسانية والأخلاقية التي يتوارثونها كابراً عن كابر.
لقد رأيت الوفد الوطني في مطار الكويت وهو يتوّج نفسه بتاج العزة والكرامة ..بتاج النخوة والنجدة والشرف الكبير، ورأيت الذل والخزي والعار على وفد الرياض الذي يشعر بهوان نفسه على نفسه وبهوانه على الناس وإن حاول أن يستر نفسه بغلالة الانقلاب واستعادة الشرعية وإن حاول أن يجد لنفسه مبرراً موضوعياً معادلاً لحالات الذل والهوان والنكوص التي هو عليها، فهو يصغر أمام نفسه أضعاف شعوره بالنقص والذل والهوان في عيون أبناء اليمن.
ذهبنا الى الكويت ونحن نحمل قضية وعلى هاماتنا تاج العزة والفخار، تاج الكرامة والشرف، وتلك معاني لا يدرك قيمتها من يهن، ومن يهن يسهل الهوان عليه، أما نحن فلا قيمة للحياة لدينا إذا بلغت بنا مبلغ الهوان، وشعار الصغار قبل الكبار في اليمن كما قال زاملهم: «إما حياة بعز أو موت من بعد الشرف»، وقد تحدثت عنهم الجبهات وتحدثت عنهم ميادين الشرف والبطولة التي شهدت أروع الملاحم في هذا الزمن، إنهم الرجال الرجال وليسوا أشباه الرجال، لقد قهروا كل آلات الدمار الحديثة بقوة الإرادة وليس بقوة الآليات والمدمرات والبوارج والكاسحات والطائرات، قهروها بطاقات الذات التي تتفجر في وجه الطغاة، فتأبى إلا الانتصار أو الحياة الكريمة.
لقد ذهبنا الى كاظمة ونحن نحمل تاج الفخار وندرك أن كاظمة هي معيار السلام، فقد دلّ تأريخها على المواقف الكبيرة وعلى الصدق في المبدأ وعلى الرغبة الصادقة في إحداث التوافق بين فرقاء السياسة في اليمن، بذلك تحدث تأريخها وبذلك نعرف الكويت منذ حالات الصراع التي شهدها اليمن بعد تفجر ثورته في منتصف القرن الماضي، والكويت من خلال المؤشرات والرموز التي تبعثها تصرّ على نجاح العملية السياسية بين الفرقاء، ومن خلال تجاربها التأريخية ترتفع مؤشرات الأمل عند المواطن اليمني الى أعلى مستوى لها منذ بدء المفاوضات في جنيف وفي مسقط.
لقد آن لكل مرتزقة الرياض أن يعوا أن اليمن التي يتنكرون لها اليوم لن يجدوا حضناً دافئاً سواها غداً.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45834.htm