فيصل عساج - عانى الشعب اليمني منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى من الظلم السعودي المتغطرس، وظل العدوان الغاشم على اليمن منذ قرنين ونصف يمثل حقبة حزينة في تاريخ اليمن.. وما تلقاه شعبنا من القهر من هؤلاء البرابرة لمؤسف للنفس البشرية.. ونتذكر بخير القائد ارنيست تشي جيفارا ذلك الثائر القادم من أمريكا اللاتينية والذي قاد ورفيقه فيدل كاسترو حركة التحرر في بلدان العالم الثالث.. لقد مثلت ممارسات السعوديين شكلاً من أشكال الاستعمار وهم جانب من أولئك المغتصبين لحقوق الشعوب العربية والشعب اليمني على وجه الخصوص.
ولن ينسى البسطاء من أبناء شعوب العالم في خمسينيات ايلقرن الماضي مقولة جيفارا عن ظلم الاشخاص فما بالكم بظلم الشعب اليمني.. وتنسب لقائد حركة التحرر المقولة: «الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه».
والدولة السعودية لهي بحق دولة ظالمة لكل مبادئ الانسانية وبدلاً من أن تساعد الشعوب تعمل على الهدم وسفك الدماء وهي أساس الحلف بين مؤسس الحركة الوهابية وآل سعود.. والنظام السعودي قام على هتك الأماكن المقدسة في جميع مناطق العالم الإسلامي وما اقتحام الحرم المكي في أواخر السبعينيات إلاّ نقطة في بحر ناهيك عن تدخله في الشئون الخاصة للمراكز والمعاهد الاسلامية في العالم العربي ولقد سار سلمان بن عبدالعزيز على نفس الدرب من التوسع والقتل وخاصة في اليمن.. وما الأرقام المهولة عن تدمير البنية التحتية في كل محافظات الجمهورية اليمنية إلاّ دليل على تجذر الحقد السعودي الدفين في سلالة آل سعود الإرهابية.. واليوم ها هو التاريخ يعيد نفسه فسلمان يريد أن يكون وصياً على اليمن حتى يعيدها الى خاصرته كما يقولون.
إنها قمة السادية لهذا المعتوه والذي بلغ من العمر عتياً ولٍمَ لا وما يشاهد من قتل للنساء والأطفال والشيوخ ولكل حي لشيء مخيف لبشاعة هذا السادي يشعر بالسعادة عندما تتطاير الأشلاء هنا وهناك من أبناء الشعب اليمني الذي لن يسلّم أرضه لأنه يملك العزة والكرامة والكبرياء أما أولئك الذين راهنوا على السعودية ونفوذها، فسيجدون أنفسهم في مأزق محرج ومخجل وحتى لو أجريت مصالحة مع السعودية ولو رجعوا الى الوراء لوجدوا أن التاريخ يعيد نفسه.
أين ابن العلقمي آخر وزير خائن لآخر خليفة عباسي «المستعصم بالله 640-656هـ» فأولئك المرتزقة والخونة كابن العلقمي ونسأل الله أن تكون نهايتهم مثل الخونة الذين احتقرهم التاريخ وشعوبهم وهم يريدون أن يسلموا الوطن لآل سعود ومن على شاكلتهم والذين تم نشر الجزء اليسير من اسمائهم والباقي سيأتي وهم معروفون بتسولهم وما كانوا يزايدون به في الماضي شيء مضحك فاليوم انكشفوا ولم يَعُدْ بإمكانهم الضحك على عقولنا وقلوبنا بأنهم قاموا بثورة للاطاحة بالنظام السابق، وأية ثورة هذه التي هدمت وخربت وقتلت وأعادت البلاد الى الوراء عشرات السنين، ابحثوا لكم عن شيء آخر فكل أساليبكم الخسيسة انكشفت ورصيدكم من الوطنية انتهى ولم يبقَ لديكم إلاّ العمالة والخيانة.
وما روح الخيانة لديهم إلاّ عامل وراثة فقد استمدوها عبر آبائهم وأجدادهم وقد كان الخونة يرعبون قادة العالم في الحرب العالمية الثانية 1939-1945م ويوماً سئل أحد القادة العظام لجيش الألمان وهو الجنرال هانيريش هيملر عن مخاوف الزعيم الألماني من الحرب فرد عليه هيملر: إنهم الخونة والذين يطعنون في الظهر وعليك يا صديقي الجنرال أن تحذر العدو مرة والصديق ألف مرة.. ولن يرسم أولئك الخونة حدود الجمهورية اليمنية لأن الآلاف من الذين قتلوا من المدنيين جراء القصف هم الذين سوف يرسمون مستقبل اليمن.. وصدق الثائر العالمي جيفارا عندما قال عن ذلك «علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن».. واليوم لا ندري على ماذا يراهن حكام السعودية في هذه الحرب الملعونة..
ألم يستفيدوا من الماضي طيلة مراحل الصراع اليمني السعودي.. فاليمنيون صراعهم مع حكام آل سعود من أجل الانسانية والحفاظ على كرامة اليمنيين وكذا الأرض اليمنية، وصراع السعوديين مع اليمنيين هو من أجل التوسع والنفوذ والهيمنة والتي لن تحقق لهم شيئاً، وستظل اليمن موجودة رغم أنف المرتزقة سواءً الذين نعرفهم أو من لا نعرفهم ،وللأسف فإن أمراء آل سعود أغبياء ولم يستوعبوا الدروس المتلاحقة، فلقد زرعوا الكره والحقد في قلوب شعوب الدول العربية بشكل عام ودول الجوار بشكل خاص ضدهم.. وصحيح أن الحكام قد باعوا أنفسهم للمال المدنس، وهذا حال الدنيا في زمن رخيص ماتت فيه القيم والمبادئ والأخلاق.. والمجد كل المجد لهذه التربة الطيبة التي لفظت كل عميل وغازٍ لأنها تربة طاهرة ترفض أن تُدنَّس سواءً من الأجنبي أو من المرتزقة الذين يتلونون كل يوم بشكل وهيئة ويغيرون جلودهم بحسب الزمان والمكان، فاليوم يكون يسارياً وغداً يميني وبعد غد سني أو شيعي بحسب ما تقضيه المصلحة..
ومن كان يصدق أن المتشدقين بمبادئ ثورة 23 يوليو 1952م المصرية والذين درسوا ورضعوا المبادئ الناصرية بل حفظوا فلسفة الثورة التي خطها عبدالناصر وبمساعدة من الكاتب هيكل داسوا على تلك المبادئ العظيمة والتي أساساً جاءت ضد اطماع الرجعية السعودية النتنة، وهي أطماع غير معلنة لكنها محسوسة، فمثلاً اطماع السعودية في دول مجلس التعاون الخليجي غير مباشرة وأحياناً تصل الى ضم بعض الأراضي من دول المجلس بالقوة، كما هو الحال مع الإمارات العربية المتحدة وما حقل الشيبه النفطي إلاّ البداية ويقع ضمن أراضي الإمارات العربية المتحدة وهو حقل ضخم نُهب بشكل انتهازي عندما أعلنت الامارات استقلالها وتوحيد الدولة وكانت روايات الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- بأن التنازل عن الحقل للسعودية كان مقابل الاعتراف السعودي بالدولة الوليدة كون السعودية امتنعت عن الاعتراف منذ حكم الملك فيصل بدولة الامارات وعندما أرادت الامارات اقامة جسر بحري يربطها بدولة قطر على غرار الجسر الذي يربط السعودية بالبحرين.. أثارت المشكلة مجدداً واعترضت السعودية لسببين الأول لأنه سيخلق اتصالاً مع قطر عدوها اللدود، والثاني لأن هذا الجسر مثلما تدعي يمر في مياهها الاقليمية، وقد زادت من عداوتها للإمارات فقامت بمنع الامارات من التنقيب عن النفط والمعادن في الجزر المقابلة لحقل الشيبه باعتبار أن ذلك تعدٍّ على أراضيها وسيادتها ومن وقت الى آخر ظلت السعودية تلعب لعبة القط والفار مع الامارات ففي 2005م عرض الأمير نايف بن عبدالعزيز على الامارات اقتسام نفط حقل الشيبه مقابل عدم مطالبة الامارات بالجزر والمياه الاقليمية لخور العيديد وماتزال تتربص بالامارات منذ الايام الأولى للاستقلال واعلان الدولة.
ولقد نهبت السعودية من الاماراتيين الشريط الساحلي وكونه قريباً من خور العيديد «الاماراتي -القطري» بات على القطريين الذهاب الى ابوظبي وباقي الامارات الأخرى عبر الأراضي السعودية وفي سفر بري يزيد على ثمانين ميلاً وكان يمكن اختصار المسافة الى الثلث في حال وجود حدود مشتركة كما كان قبل.. وزاد طمع السعوديين في أملاك الامارات وخاصة منطقة «البريمي» وهي عبارة عن واحات مساحتها «2000»كلم مربع، ادعت السعودية أنها جزء من المنطقة الشرقية على الرغم من أن واحات البريمي مكان نزاع بين ابوظبي وسلطان مسقط وهذا ما أكده البريطانيون.. وقد مارست السعودية عام 1950م القرصنة فقاموا بالبحث عن النفط عبر شركة «b.i.p.c» «بريتش بتروليم» وهذا التنقيب مخالف للقانون الدولي في أراضٍ بين دولتين هما الامارات وسلطنة عمان لتأتي السعودية وتحتل واحات البريمي..
دولة آل سعود قامت على التوسع والاحتلال والابتزاز السياسي كما حصل مع الامارات ونهب حقل الشيبه وواحات البريمي النفطية..
القارئ الكريم لا يعرف أن الامارات خاضت «57 معركة» مع السعوديين خلال «250» سنة الماضية.. وفي تسريبات لوثائق ويكليكس يقول محمد بن زايد «إن السعوديين ليسوا أصدقاءنا الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط».
ورغم العلاقات والمواقف المريبة بين السعودية وايران فأي تقارب إماراتي لا توافق عليه السعودية وهي تريد التفرد بقيادة المنطقة مع المنافس الاقليمي الشرس «ايران» وعلى الرغم من أن علاقات ايران بالامارات يشوبها التوتر بسبب احتلال ايران لثلاث جزر إماراتية لكن التعاون الاقتصادي يغطي على هذا الخلاف وتتحدث الاحصاءات عن «8000» شركة ايرانية تنشط تجارياً في الامارات ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 16% «7 بلايين دولار» ثم انخفض بسبب العقوبات التجارية على ايران وهذه الزيادة أزعجت السعودية كثيراً وقد كان للسعودية حساباتها في اليمن، ونجد أن الامارات تلعب بأجندة أخرى مغايرة للأجندة السعودية.
المعروف أن رعاع السعودية لا يرحبون عموماً بأية زعامات عربية تقاسمهم الموقع السياسي والاستراتيجي خصوصاً اذا كانت دولة صغيرة نسبياً كالامارات وليس لها تاريخ طويل كما يروج آل سعود.. والامارات العربية المتحدة تقع في نفس منطقة الخليج ما يعني أن منافستها للسعودية خطر عليها إذ من الطبيعي أن تعتمد في تنافسها معها على منافستها الآخرين كإيران مثلاً، كما أن هذا يعني منافسة السعودية في أهم منطقة تتمتع فيها بالنفوذ «الخليج».
وبروز الامارات في المنطقة ربما أجبر السعودية على التعامل معها في بعض الملفات لكن هذا لا يعني اتفاقاً دائماً في هذه الملفات وغيرها.
وختاماً تقول إن الخلافات السعودية الاماراتية في اليمن منذ بدء العدوان جاءت لتؤكد أن الامارات شاركت على خجل، وبعض المراكز السياسية تقول إن الاماراتيين قد أبلغوا قادة يمنيين بموعد الضربات الجوية، لكن تبقى تلك الاقاويل مجرد تحليلات، لأن الامارات منذ اللحظة الأولى شنت مع بقية دول الخليج -ما عدا الاخوة في سلطنة عمان- أعنف الأعمال الإجرامية ضد اليمن.
ومسك الكلام فقد اجتمع محمد بن زايد باعتباره الحاكم الفعلي للامارات في 2008م مع قائد العمليات البحرية الأمريكية وقال له: «إن العالم تغير والامارات ستظل متفائلة على الرغم من وجودها في منطقة يغلب عليها التخلف».. وضرب بن زايد مثلاً على التخلف بجارته السعودية التي لا يستطيع 52% من سكانها قيادة السيارة.
السعودية بين الاحتلال العسكري والابتزاز السياسي لليمن والإمارات
فيصل عساج
عانى الشعب اليمني منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى من الظلم السعودي المتغطرس، وظل العدوان الغاشم على اليمن منذ قرنين ونصف يمثل حقبة حزينة في تاريخ اليمن.. وما تلقاه شعبنا من القهر من هؤلاء البرابرة لمؤسف للنفس البشرية.. ونتذكر بخير القائد ارنيست تشي جيفارا ذلك الثائر القادم من أمريكا اللاتينية والذي قاد ورفيقه فيدل كاسترو حركة التحرر في بلدان العالم الثالث.. لقد مثلت ممارسات السعوديين شكلاً من أشكال الاستعمار وهم جانب من أولئك المغتصبين لحقوق الشعوب العربية والشعب اليمني على وجه الخصوص.
ولن ينسى البسطاء من أبناء شعوب العالم في خمسينيات القرن الماضي مقولة جيفارا عن ظلم الاشخاص فما بالكم بظلم الشعب اليمني.. وتنسب لقائد حركة التحرر المقولة: «الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه».
والدولة السعودية لهي بحق دولة ظالمة لكل مبادئ الانسانية وبدلاً من أن تساعد الشعوب تعمل على الهدم وسفك الدماء وهي أساس الحلف بين مؤسس الحركة الوهابية وآل سعود.. والنظام السعودي قام على هتك الأماكن المقدسة في جميع مناطق العالم الإسلامي وما اقتحام الحرم المكي في أواخر السبعينيات إلاّ نقطة في بحر ناهيك عن تدخله في الشئون الخاصة للمراكز والمعاهد الاسلامية في العالم العربي ولقد سار سلمان بن عبدالعزيز على نفس الدرب من التوسع والقتل وخاصة في اليمن.. وما الأرقام المهولة عن تدمير البنية التحتية في كل محافظات الجمهورية اليمنية إلاّ دليل على تجذر الحقد السعودي الدفين في سلالة آل سعود الإرهابية.. واليوم ها هو التاريخ يعيد نفسه فسلمان يريد أن يكون وصياً على اليمن حتى يعيدها الى خاصرته كما يقولون.
إنها قمة السادية لهذا المعتوه والذي بلغ من العمر عتياً ولٍمَ لا وما يشاهد من قتل للنساء والأطفال والشيوخ ولكل حي لشيء مخيف لبشاعة هذا السادي يشعر بالسعادة عندما تتطاير الأشلاء هنا وهناك من أبناء الشعب اليمني الذي لن يسلّم أرضه لأنه يملك العزة والكرامة والكبرياء أما أولئك الذين راهنوا على السعودية ونفوذها، فسيجدون أنفسهم في مأزق محرج ومخجل وحتى لو أجريت مصالحة مع السعودية ولو رجعوا الى الوراء لوجدوا أن التاريخ يعيد نفسه.
أين ابن العلقمي آخر وزير خائن لآخر خليفة عباسي «المستعصم بالله 640-656هـ» فأولئك المرتزقة والخونة كابن العلقمي ونسأل الله أن تكون نهايتهم مثل الخونة الذين احتقرهم التاريخ وشعوبهم وهم يريدون أن يسلموا الوطن لآل سعود ومن على شاكلتهم والذين تم نشر الجزء اليسير من اسمائهم والباقي سيأتي وهم معروفون بتسولهم وما كانوا يزايدون به في الماضي شيء مضحك فاليوم انكشفوا ولم يَعُدْ بإمكانهم الضحك على عقولنا وقلوبنا بأنهم قاموا بثورة للاطاحة بالنظام السابق، وأية ثورة هذه التي هدمت وخربت وقتلت وأعادت البلاد الى الوراء عشرات السنين، ابحثوا لكم عن شيء آخر فكل أساليبكم الخسيسة انكشفت ورصيدكم من الوطنية انتهى ولم يبقَ لديكم إلاّ العمالة والخيانة.
وما روح الخيانة لديهم إلاّ عامل وراثة فقد استمدوها عبر آبائهم وأجدادهم وقد كان الخونة يرعبون قادة العالم في الحرب العالمية الثانية 1939-1945م ويوماً سئل أحد القادة العظام لجيش الألمان وهو الجنرال هانيريش هيملر عن مخاوف الزعيم الألماني من الحرب فرد عليه هيملر: إنهم الخونة والذين يطعنون في الظهر وعليك يا صديقي الجنرال أن تحذر العدو مرة والصديق ألف مرة.. ولن يرسم أولئك الخونة حدود الجمهورية اليمنية لأن الآلاف من الذين قتلوا من المدنيين جراء القصف هم الذين سوف يرسمون مستقبل اليمن.. وصدق الثائر العالمي جيفارا عندما قال عن ذلك «علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن».. واليوم لا ندري على ماذا يراهن حكام السعودية في هذه الحرب الملعونة..
ألم يستفيدوا من الماضي طيلة مراحل الصراع اليمني السعودي.. فاليمنيون صراعهم مع حكام آل سعود من أجل الانسانية والحفاظ على كرامة اليمنيين وكذا الأرض اليمنية، وصراع السعوديين مع اليمنيين هو من أجل التوسع والنفوذ والهيمنة والتي لن تحقق لهم شيئاً، وستظل اليمن موجودة رغم أنف المرتزقة سواءً الذين نعرفهم أو من لا نعرفهم ،وللأسف فإن أمراء آل سعود أغبياء ولم يستوعبوا الدروس المتلاحقة، فلقد زرعوا الكره والحقد في قلوب شعوب الدول العربية بشكل عام ودول الجوار بشكل خاص ضدهم.. وصحيح أن الحكام قد باعوا أنفسهم للمال المدنس، وهذا حال الدنيا في زمن رخيص ماتت فيه القيم والمبادئ والأخلاق.. والمجد كل المجد لهذه التربة الطيبة التي لفظت كل عميل وغازٍ لأنها تربة طاهرة ترفض أن تُدنَّس سواءً من الأجنبي أو من المرتزقة الذين يتلونون كل يوم بشكل وهيئة ويغيرون جلودهم بحسب الزمان والمكان، فاليوم يكون يسارياً وغداً يميني وبعد غد سني أو شيعي بحسب ما تقضيه المصلحة..
ومن كان يصدق أن المتشدقين بمبادئ ثورة 23 يوليو 1952م المصرية والذين درسوا ورضعوا المبادئ الناصرية بل حفظوا فلسفة الثورة التي خطها عبدالناصر وبمساعدة من الكاتب هيكل داسوا على تلك المبادئ العظيمة والتي أساساً جاءت ضد اطماع الرجعية السعودية النتنة، وهي أطماع غير معلنة لكنها محسوسة، فمثلاً اطماع السعودية في دول مجلس التعاون الخليجي غير مباشرة وأحياناً تصل الى ضم بعض الأراضي من دول المجلس بالقوة، كما هو الحال مع الإمارات العربية المتحدة وما حقل الشيبه النفطي إلاّ البداية ويقع ضمن أراضي الإمارات العربية المتحدة وهو حقل ضخم نُهب بشكل انتهازي عندما أعلنت الامارات استقلالها وتوحيد الدولة وكانت روايات الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- بأن التنازل عن الحقل للسعودية كان مقابل الاعتراف السعودي بالدولة الوليدة كون السعودية امتنعت عن الاعتراف منذ حكم الملك فيصل بدولة الامارات وعندما أرادت الامارات اقامة جسر بحري يربطها بدولة قطر على غرار الجسر الذي يربط السعودية بالبحرين.. أثارت المشكلة مجدداً واعترضت السعودية لسببين الأول لأنه سيخلق اتصالاً مع قطر عدوها اللدود، والثاني لأن هذا الجسر مثلما تدعي يمر في مياهها الاقليمية، وقد زادت من عداوتها للإمارات فقامت بمنع الامارات من التنقيب عن النفط والمعادن في الجزر المقابلة لحقل الشيبه باعتبار أن ذلك تعدٍّ على أراضيها وسيادتها ومن وقت الى آخر ظلت السعودية تلعب لعبة القط والفار مع الامارات ففي 2005م عرض الأمير نايف بن عبدالعزيز على الامارات اقتسام نفط حقل الشيبه مقابل عدم مطالبة الامارات بالجزر والمياه الاقليمية لخور العيديد وماتزال تتربص بالامارات منذ الايام الأولى للاستقلال واعلان الدولة.
ولقد نهبت السعودية من الاماراتيين الشريط الساحلي وكونه قريباً من خور العيديد «الاماراتي -القطري» بات على القطريين الذهاب الى ابوظبي وباقي الامارات الأخرى عبر الأراضي السعودية وفي سفر بري يزيد على ثمانين ميلاً وكان يمكن اختصار المسافة الى الثلث في حال وجود حدود مشتركة كما كان قبل.. وزاد طمع السعوديين في أملاك الامارات وخاصة منطقة «البريمي» وهي عبارة عن واحات مساحتها «2000»كلم مربع، ادعت السعودية أنها جزء من المنطقة الشرقية على الرغم من أن واحات البريمي مكان نزاع بين ابوظبي وسلطان مسقط وهذا ما أكده البريطانيون.. وقد مارست السعودية عام 1950م القرصنة فقاموا بالبحث عن النفط عبر شركة «b.i.p.c» «بريتش بتروليم» وهذا التنقيب مخالف للقانون الدولي في أراضٍ بين دولتين هما الامارات وسلطنة عمان لتأتي السعودية وتحتل واحات البريمي..
دولة آل سعود قامت على التوسع والاحتلال والابتزاز السياسي كما حصل مع الامارات ونهب حقل الشيبه وواحات البريمي النفطية..
القارئ الكريم لا يعرف أن الامارات خاضت «57 معركة» مع السعوديين خلال «250» سنة الماضية.. وفي تسريبات لوثائق ويكليكس يقول محمد بن زايد «إن السعوديين ليسوا أصدقاءنا الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط».
ورغم العلاقات والمواقف المريبة بين السعودية وايران فأي تقارب إماراتي لا توافق عليه السعودية وهي تريد التفرد بقيادة المنطقة مع المنافس الاقليمي الشرس «ايران» وعلى الرغم من أن علاقات ايران بالامارات يشوبها التوتر بسبب احتلال ايران لثلاث جزر إماراتية لكن التعاون الاقتصادي يغطي على هذا الخلاف وتتحدث الاحصاءات عن «8000» شركة ايرانية تنشط تجارياً في الامارات ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 16% «7 بلايين دولار» ثم انخفض بسبب العقوبات التجارية على ايران وهذه الزيادة أزعجت السعودية كثيراً وقد كان للسعودية حساباتها في اليمن، ونجد أن الامارات تلعب بأجندة أخرى مغايرة للأجندة السعودية.
المعروف أن رعاع السعودية لا يرحبون عموماً بأية زعامات عربية تقاسمهم الموقع السياسي والاستراتيجي خصوصاً اذا كانت دولة صغيرة نسبياً كالامارات وليس لها تاريخ طويل كما يروج آل سعود.. والامارات العربية المتحدة تقع في نفس منطقة الخليج ما يعني أن منافستها للسعودية خطر عليها إذ من الطبيعي أن تعتمد في تنافسها معها على منافستها الآخرين كإيران مثلاً، كما أن هذا يعني منافسة السعودية في أهم منطقة تتمتع فيها بالنفوذ «الخليج».
وبروز الامارات في المنطقة ربما أجبر السعودية على التعامل معها في بعض الملفات لكن هذا لا يعني اتفاقاً دائماً في هذه الملفات وغيرها.
وختاماً تقول إن الخلافات السعودية الاماراتية في اليمن منذ بدء العدوان جاءت لتؤكد أن الامارات شاركت على خجل، وبعض المراكز السياسية تقول إن الاماراتيين قد أبلغوا قادة يمنيين بموعد الضربات الجوية، لكن تبقى تلك الاقاويل مجرد تحليلات، لأن الامارات منذ اللحظة الأولى شنت مع بقية دول الخليج -ما عدا الاخوة في سلطنة عمان- أعنف الأعمال الإجرامية ضد اليمن.
ومسك الكلام فقد اجتمع محمد بن زايد باعتباره الحاكم الفعلي للامارات في 2008م مع قائد العمليات البحرية الأمريكية وقال له: «إن العالم تغير والامارات ستظل متفائلة على الرغم من وجودها في منطقة يغلب عليها التخلف».. وضرب بن زايد مثلاً على التخلف بجارته السعودية التي لا يستطيع 52% من سكانها قيادة السيارة. |