الثلاثاء, 03-مايو-2016
الميثاق نت -     أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور -
مُعظم الأخبار التي تتوارد من مدينة عدن في هذه الأيام ليست مفرحة ولا تبشر بالخير لمدينتا الوادعة ، وتزيد من معاناة أهلنا وأحبابنا في حياتهم اليومية ، وان حاول المستفيدون من الوضع تزيين وتجميل الصورة لما يحدث في عدن بعد ان تم احتلالها بشكل مباشر من قبل القوات الغازية المُعتدية مُنذ مُنتصف يوليو 2/ 15م ..
ولمزيد من الإيضاح بعد ان دنست القوات السعودية والإماراتية ارضنا الطاهرة في الجزء الجنوبي من الوطن وبالذات تدنيسها لعدن الحبيبة ، لم ترَ هذه المدينة سوى الموت والخراب والرعب والدمار.
وكي لا نتجنى على الحقيقة المُرة التي يواجهها المواطن العدني في يومياته المريرة والمُرعبة دعونا نستشهد بعدد من الأمثلة للجرائم والحوادث شبه اليومية والتي أصبحت عدن مسرحاً مفتوحاً لها ، وهي على النحو الآتي :
أولاً : أمثلة من جرائم الاغتيالات :
- اغتيال العلامة الحبيب / ابوبكر بن علي السقاف وابنه وهو معتمرٌ في صومعته الروحية ، جامع الوهط م/ لحج في شهر رمضان الماضي ، وأوردنا ذكره لانه عالم جليل مُحترم خدم العلم والدين الوسطي المُعتدل طيلة حياته رحمة الله عليه .
- اغتيال الشيخ / علي عُثْمَان إمام مسجد الطريقة الجيلانية بضاحية كريتر/ عدن برصاصات غادرة وهو خارج من مسجده العامر بروحانية الدين الإسلامي بتوجهه الصوفي المُعتدل .
- اغتيال / الشاب أمجد العوذلي ذي الـ20 عاماً وسُحل جثمانه في شوارع عدن بدءً من ضاحية التواهي مروراً الى المعلا ومن ثم القلوعة .
- اغتيال غادر وخسيس للعديد من ضباط الجيش والأمن طيلة الفترة ما قبل وبعد الإحتلال وسُجلوا بالعشرات ضد قاتل مجرم مجهول ، والمُخيف والمحزن ان دماء هؤلاء الشهداء سُفكت بروح اللون المناطقي المقيت .
- اغتيال القاضي / محسن علوان رئيس محكمة الاٍرهاب بعدن في وضح النهار في شارع التسعين بضاحية المنصورة وأربعة من مرافقيه .
- اغتيال الشيخ / محمود السعدي رجل الأعمال وعضو المجلس المحلي لمحافظة عدن ونهب سيارته .
- اغتيال الشيخ / مازن العقربي وأحد مرافقيه.
- اغتيال اللواء / جعفر محمد سعد محافظ عدن الأسبق ومرافقيه ونهب منزله في ضاحية التواهي .
- اغتيال عدد من الأشخاص المنتمين لطائفة الإسماعيليين ونهب ممتلكاتهم بعدن ومن ثَم تم تهجيرهم الى خارج المدينة
- اغتيال العميد / عبدربه حسين الإسرائيلي ورفيقه العميد / جعبل علوي أمراس امام منزلهما في حي الممدارة بضاحية الشيخ عُثْمَان مدينة عدن .
- اغتيال المسنين والمُسنات والراهبات المُشرفات على دار المسنين وعدد الشهداء بلغ 17 شهيدة وشهيداً واختطاف القس الهندي المقيم في الدار والمشرف الإداري على الراهبات ودار المسنين .
- اغتيال الشيخ ورجل الاعمال/ محمد التميمي في المنصورة بعدن .
- اغتيال العقيد / سالم ملقاط / مدير شرطة التواهي في جولة كالتكس وفي وضح النهار .
- اغتيال القاضي / عباس العقربي أمين سر المحكمة الجزائية بعدن في ضاحية مدينة الشعب .
- اغتيال الشيخ السلفي / سمحان عبدالعزيز الراوي بضاحية البريقا .
- اغتيال الأستاذ / إبراهيم علي هيثم عضو اللجنة الهيئة العليا لمكافحة الفساد بالجمهورية في حي إنماء بضاحية المنصورة .
- اغتيال الشيخ / عبدالرحمن مرعي العدني بمنطقة الفيوش بالقرب من عدن .
- اغتيال الشاعر / ناصر صالح المرفدي بضاحية المنصورة بعدن .
- اغتيال الاستاذ/ أحمد صالح الحيدري رئيس نادي شباب المنصورة الرياضي الاجتماعي والامين العام لمديرية المنصورة والمنتخب شعبياً ونجله الأصغر ، بضاحية المنصورة .
- اغتيال عدد من الأشخاص بواسطة قطع رؤوسهم وتركها على جثامينهم او على قارعة الطريق في كل من ضاحية دار سعد ومدينة الحوطة.
- آخر الاغتيالات الوحشية ماتعرض له الشهيد الشاب / أحمد عمر باطويل ذي الـ17 ربيعاً بواسطة فتوى التكفير والخروج عن الدين الإسلامي وشتم الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قبل المجموعات التكفيرية الإرهابية .
ومازالت قائمة أسماء ضحايا الاغتيالات طويلة ، أوردنا الأسماء السالفة للتذكير فحسب .
أمثلة لأهم حوادث الاختطافات والمداهمات المُعلنة :
- اختطاف البروفيسور / صالح محمد مبارك بن حنتوش عميد كلية الهندسة بجامعة عدن ، تم اختطافه من الكلية لجهة مجهولة ولساعات ومن ثم تم الإفراج عنه بوساطة اجتماعية.
- اختطاف البرفيسور / عبدالرحمن عبده الصبري عضو هيئة التدريس بجامعة عدن ونائب رئيس جامعة تعز والقائم بأعمال رئيس الجامعه ، واستمر الاختطاف لليلة كاملة بعدها نهبوا سيارته وهواتفه وثائقة.
- اختطاف رجل الأعمال العدني محمد سليم محمد من امام متجره في حي المعلا بعدن.
- مداهمة الآلاف من المنازل تحت مبررات عدة منها وجود الخلايا النائمة والارهاب والمجموعات المسلحة ، لكن المتتبع يلاحظ انها تصفية حسابات من قبل قوى وحركات ومجموعات خارجة عن القانون ، ولدواعي النهب والسلب والترويع والاستملاك (منزل الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل مؤسس الحزب الاشتراكي مثالاً صارخاً).
- اقتحام ونهب المحتويات الثمينة لمسكن اللواء / محمد جميع الخضر باهميل وكيل جهاز الأمن القومي في حي الدرين ضاحية المنصورة، واختطاف اثنين من ابنائه وابن أحد أقاربه وأخذهم الى جهة مجهولة وحتى كتابة هذه الأسطر ، وحينما عبر عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من أبناء محافظة شبوه ببيان استنكار وشجب للحادث لم يُستجب لهم وتم الرد عليهم ببرود من ( قيادات عدن الحالية ) بانهم لايعرفون شيء عن الحادث ولم يوجهوا بالاقتحام ولا بخطف أبناء أل باهميل !!! .
- اقتحام ونهب منزل الأخ / أوسان مهدي صالح الكازمي في حي ريمي ضاحية المنصورة ، من قبل قوة أمنية تابعة لأمن عدن .وإذا ما استرسلت في الكتابة فلن أتوقف لكثرة الإنتهاكات والتجاوزات والجرائم .

التفجيرات بالعبوات الموقوتة الناسفة :
فهذه حكاية لا نهاية لها ، فقد شاهد العالم بأسره التفجير الانتحاري لمقر الحكومة بعدن والمفترض ان يكون أكثر الأمكنة احترازاً وأمناً لكنه فُجر ، وحادث تفجير المحافظ ومرافقيه، وتلتها سلسلة من التفجيرات المتتالية في كل أحياء عدن والذي راح ضحيته المئات من الأبرياء من سكان المدينة ، وآخر هذه التفجيرات كان في ضاحية التواهي بالقرب من منزل الاخ / شلال علي شائع وهي ليست المرة الأولى ، وهو الشخص المكلف بحماية أمن المواطن بعدن ، لم يسلم هو الآخر من التهديد الإرهابي فكيف سيحمي الآخرين ؟
تسعة أشهر من غياب مظاهر الدولة :
خلال تسعة أشهر ويزيد تعيش محافظة عدن وضواحيها حالة من الفوضى العارمة في كل مناحي الحياة والسبب انهيار كامل لأجهزة الدولة في هذا الجزء العزيز من اليمن .
واليكم بعض مظاهر ذلك الغياب المُخيف :
أولاً: لم تستطع القوات الأجنبية المُرابطة بعدن ولا القوى المحلية المتحالفة معها تأمين المقرات السيادية لها ، إذ تم الاعتداء على المكاتب الرئاسية في كل من معاشيق والتواهي وفندق القصر ، وآخرها ماتعرضت له هضبة المعاشيق من إطلاق قذائف الهاون عليها قبل أيام .
ثانياً : لم تُفعّل الإجهزة القضائية والضبطية في المدينة لانعدام الأمن .
ثالثاً : تعدد الجهات والجماعات المسلحة التي تمتلك كل أنواع الأسلحة ، وهي ما تسمى بجماعات المقاومة ، وبالتالي يصعب تحديد الجهة التي ترتكب الجرائم شبه اليومية .
رابعاً : تغلغل الجماعات الإرهابية في الأحياء الشعبية ، بعد ان حصلت على حق المشاركة في المقاومة المسلحة للجيش اليمني واللجان الشعبية وتمدد زمن شهر العسل بين كل من (السلطة الشرعية وقوى التحالف والحراك المُسلح والتنظيمات المتطرفة الإرهابية) في علاقة غير شرعية أشبه بما يُعرف بـ«الاسترخاء في أحضان الشيطان».
خامساً : حينما غزت واجتاحت دول حلف العدوان لمدينة عدن ، ظن المواطن في هذه المدينة ان تتحول عدن الى (دبي جديدة) ، لكن المواطن العدني يسأل اليوم بإستغراب ودهشة ، أين مطار عدن الدولي ؟ ولماذا هو مُغلق حتى الآن ؟ واين بقية الخدمات في المدينة المنكوبة؟ الكهرباء ، المياه ، الصرف الصحي ، الصحة ، التعليم والنظافة.. إلخ.
سادساً: الفريق الذي سُلمت له إدارة مدينة عدن ليسوا سوى قادة ميليشيات مُحاربة وسجلهم الشخصي الجنائي فيه الكثير من نقاط الضعف والتي تحتاج منهم الى تنظيف وتصحيح ، والتخلي عن روح المناطقية المقيتة التي أغرقت جنوب اليمن في وحل الصراعات الخطيرة مُنذ الاستقلال الوطني وحتى اللحظة ، لأن طبيعة عدن مُحصنة بمَدَنيتها وثقافتها ، وطبيعة عدن لاتنسجم مع السلوك والفكر المناطقي القروي الضيق ، واين أبناء عدن الذي يتم إقصاؤهم من المواقع القيادية بشكل فاضح؟
سابعاً: ليس بالفهلوة وحدها ، ولا بصور السيلفي ، ولا اللعب في الشوارع مع الأولاد ، ولا بشرب الليمون في البوفيهات العامة ، تُحل مُعضلة الاستقرار المدني والأمني في عدن ، بل ان الحل السياسي الوطني لعموم اليمن بانتهاء وإيقاف العدوان يستطيع المواطن حينها ان يتنفس الصُعداء .ما أوردنا أعلاه ما هو إلا النزر اليسير من تردي الأوضاع المعيشية والنفسية والأمنية في مدينة عدن ، وقد كررنا مراراً بأن الحل لكل هذه التحديات التي تجابه عدن ، هو في الحوار والحل السياسي ، وهو تحدٍّ يتحمله جميع الشركاء في الوطن .
وربما وبتفاؤل حَذر قد تبشرنا الأيام القادمة ومن دولة الكويت تحديداً بحلول جذرية لمستقبل أجيالنا في قادم الأيام ، في وطن يمني جمهوري وحدوي اتحادي يستظل فيه اليمنيون في دولة النظام والقانون وبشراكة متكافئة بين أطياف الشعب اليمني الصابر والصامد والمقاوم.. «وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»..
محافظ م/ عدن _ رئيس جامعة عدن
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45934.htm