الميثاق نت -

الإثنين, 09-مايو-2016
كتب/ محمد شرف الدين -
سقطرى.. «جنة الأرض» تعاني جحيم الغزاة.. صهاينة يجوبون الجزيرة تحميهم قوات إماراتية وعصابة «بلاك ووتر»

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على إحكام سيطرتها على ارخبيل سقطرى والتحكم في مجريات الحياة فيها كدولة محتلة يوماً عن يوم .. كما تمارس سياسة تسعى من خلالها الى فصل الجزيرة عن الجمهورية اليمنية بتجنيس ابنائها وبتكثيف تواجدها العسكري تزامنا مع وصول دُفَع من عناصر بلاك ووتر للعيش في الجزيرة تحت مسميات مختلفة ..
ونظراً للأهمية الاستراتيجية لجزيرة سقطرى التي تعد اكبر الجزر العربية واليمنية ، فقد ظلت هدفا لاطماع الغزاة حيث تعرضت للاحتلال من قبل ثلاث دول خلال القرون الخمسة الماضية، ، فقد احتلها البرتغاليون ، ثم البريطانيون ، ومثلت قاعدة عسكرية خلفية للاحتلال البريطاني لمدينة عدن عام 1839م.
غير ان الاطماع الاستعمارية الاماراتية في اليمن تعد بمثابة نكتة لم يستطع العرب ولا المراقبون السياسيون ولا صناع القرار في الدول العظمى ان يقتنعوا بأن تتحول دويلات مثل الإمارات أو السعودية إلى قوى دولية تهاجم وتحتل شعوباً ودولاً اخرى، في الوقت الذي لا يملكون أي مقومات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية تؤهلهم لذلك..
.. ويزداد استغراب العالم اكثر عندما تتناقل وسائل الاعلام العالمية اخبار احتلال دولة الامارات جزيرة سقطرى، ويقهقهون ضاحكين عن سبب إقدام محمد بن زايد على احتلال جزر يمنية، في الوقت الذي يقف عاجزا ومتبلدا وضعيفا ومطأطئ الرأس امام إيران التي تحتل ثلاث جزر إماراتية ولا يجرؤ ان يحرك ساكناً..
غير ان اصرار محمد بن زايد على القتال في اليمن رغم الهزيمة النكراء للجيش الديكوري الذي يقوده وتمرغ وجهه في وحل الذل والعار في مارب وباب المندب وتعز ، يؤكد ان مشاركة الامارات في العدوان على اليمن كانت فرصة بالنسبة له للتخلص من اكبر عدد من ضباط وجنود الجيش الاماراتي الذين كان يشعر انهم يشكلون مصدر قلق لحكمه ولابد من تصفيتهم ..
كما ان هروب محمد بن زايد الى احتلال سقطرى تحديدا ، محاولة للبحث عن بطولة مزيفة يبرر فيها حقيقة فشله وتوريط الامارات وشعبها في عدوان غير مبرر على اليمن .
الثلاثاء الماضي نقلت الامارات قوة عسكرية إلى أرخبيل سقطرى، مكوّنة من قرابة الف شخص ، ممن تم تدريبهم بمعسكرات داخل اراضيها ، في محاولة لاستكمال مخطط احتلال الجزيرة وفقاً لاتفاق مع هادي قضى بتأجير جزيرة سقطرى للامارات لمدة 99 سنة، مقابل مشاركتها في الحرب على اليمن. وهو الاتفاق الذي لا شرعية له اطلاقاً.. وجاء هذا عقب اعلان الامارات في 28 ابريل عن وضع حجر الاساس لمدينة سكنية بدعوى مساعدة المتضررين من سكان الجزيرة غير ان هناك معلومات تؤكد انه يجري بناء مدينة عسكرية وتنفذ بناء على توجيهات من محمد بن زايد وشقيقه حمدان.
يُذكر ان السخط والرفض اليمني للاماراتيين في الجزيرة يزداد يوما بعد يوم وينذر بمواجهات مسلحة ضدهم خصوصا وانه يجري تداول معلومات عن وجود نشاط مريب لخبراء اسرائىليين يتحركون في الجزيرة بحماية قوات خاصة اماراتية وبلاك ووتر وفي ظل تواطؤ المسئولين المعينين من قبل الامارات في الجزيرة.
وكشف عدد من ابناء سقطري لـ«الميثاق»: ان الجزيرة تتعرض منذ 2011 لتدمير فظيع من قبل الاماراتيين الذين يلحقون اضراراً فادحة بالبيئة والتنوع البيولوجي الفريد للجزيرة كما يقومون بعملية نهب وسرقة وتدمير للتنوع النباتي والحيواني الذي تتميز به الجزيرة والتي تعد من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي ..مشيرين الى ان سفناً وطائرات اماراتية تقوم منذ بداية العدوان السعودي على اليمن بنهب منظم للاسماك والاحياء البحرية بطريقة الجرف والتفجير واغراق السوق الاماراتية والمطاعم والفنادق بهذه المنتجات على حساب تدمير الشعب المرجانية والقضاء على الاحياء البحرية في هذه المحمية النادرة ..
وطالب ابناء سقطرى الامم المتحدة واليونيسكو والمنظمات الدولية المتهمة بإنقاذ الجزيرة ،والتدخل لحماية ما تبقى من انواع النباتات النادرة التي تتعرض للاقتلاع او للاحتطاب من قبل بدو الامارات في رحلات صيد عبثية ، او يتم نقلها الى قصور اولاد زايد وغيرهم وبالذات الانواع المصنفة دولياً على أنها نباتات نادرة على مستوى العالم .
مشيرين الى ان طائرات اماراتية خاصة وعسكرية تصل يوميا للجزيرة وتقوم ايضا بتهريب مئات الانواع من الطيور ومنها الصقر الحوام وطائر السوادية الافريقية وطائر الجشنة والمغرد السقطري والتمير وطائر الشلهي والدوري الصغير أو الزرزور والغاق والنورس السويدي والبوم والغراب وغيرها ..
واعربوا عن اسفهم لتجاهل المجتمع الدولي لجزيرة سقطرى ، حيث بات الموروث الطبيعي والثقافي الذي تتميز به الجزيرة والذي اثار اهتمام العالم ، مهدداً اليوم بالضياع ..
..الجدير بالذكر ان قمة الأرض المنعقدة في مدينة ريودي جانيرو البرازيلية في عام 1992م، اعتبرت جزيرة سقطرى ضمن تسع مناطق عالمياً لا تزال بكر ولم تصبها أية عمليات تشويه او استخدام جائراً بمكتنزاتها وأحيائها ، لكن يبدو أن هذا القرار سيصبح مجرد حبر على ورق جراء استمرار النهب والتدمير الاماراتي لأهم ما تمتلكه الجزيرة من ثروة حيوانية ونباتية وطيور نادرة .
وتجاوزت اطماع الإمارات التي تشارك منذ اكثر من عام في العدوان على اليمن ، في العودة إلى إدارة ميناء عدن الاستراتيجي، إلى السيطرة على جزيرة سقطرى التي تعمل منذ سنوات للحصول على موطئ قدم فيها عبر مختلف النشاطات.
السنوات الماضية، تعاملت الإمارات مع سقطرى على أنها أرض إماراتية من خلال زيارة عدد كبير من مسئوليها للنقاهة ولقضاء أسابيع عدة فيها، تقلهم الطائرات العمودية اوطائرات خاصة وأخرى تابعة لسلاح الجو الإماراتي، من دون أي إذن أو إبلاغ السلطات اليمنية.
وفي ظل رفض أبناء سقطرى بيع أراضيهم ، لجأ الإماراتيون إلى الزواج من فتيات سقطريات بهدف الاستيطان في الجزيرة، حيث ارتفعت حالات زواج الإماراتيين من السقطريات السنوات القليلة الماضية إلى أعلى المستويات، الامر الذي يفاقم الغضب ضد الاماراتيين .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45974.htm