الميثاق نت -

الإثنين, 09-مايو-2016
فيصل عساج -
يرجع المؤرخون العلاقات بين آل سعود واسرائيل الى ما قبل 1948م.. ففي عام 2006م بدأ الحديث علانيةً من جانب شخصيات نافذة في البيت السعودي بأن اسرائيل لم تعد ضمن قائمة أعدائها، وقد تم رصد فعالية مشتركة بين تل أبيب والرياض توثق وتدعم مسألة التقارب بينهما وأصبحت الرياض وتل أبيب تطالبان بضرورة اعتبار إيران عدوهما الأول.
وقد اتخذت السعودية عدة خطوات كرفع التعامل مع شركات مرتبطة بإسرائيل منذ التسعينيات، ولعل قرار مجلس الوزراء السعودي رقم (5) في 13 يونيو 1995م بإيقاف مقاطعة اسرائيل من الدرجة الثانية والثالثة والاكتفاء فقط بالدرجة الأولى، يعني أن السلطات السعودية ومنذ منتصف التسعينيات قد سمحت للشركات التي لها علاقة بإسرائيل بالعمل داخل أراضيها في مختلف المجالات.
تعهَّد الملك عبدالعزيز آل سعود للرئيس الأمريكي «هاري ثرومان» بأن لا تشارك السعودية في أية حرب يشنها العرب ضد اسرائيل لاستعادة فلسطين بعد أن دفعت أمريكا أموالاً لإنقاذ عرش عبدالعزيز بسبب نفاد الأموال لديه جراء الترف والفوضى في ذلك الوقت.
ويقول الباحث الكساندر بلاي من معهد ترومان في مقالة له في مجلة العلوم السياسية الفصلية «جيروزا ليم لوارترالي) تحت عنوان «تعايش اسرائيلي سعودي سلمي» : «ان السعودية واسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب ثورة اليمن 1962م بهدف منع عدوهما المشترك (جمال عبدالناصر) من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية ولأن شرفاء الغرب ممن يحملون الضمير قد نجحوا في وصف التعاون السعودي الاسرائيلي، ويقول: «جوليان آسانج» صاحب وثائق وكيليكس : «إن العلاقة السرية السعودية الاسرائيلية ليست اتهاماً يفتقر للأدلة بل هي حقيقة تؤكدها الأسانيد، فقد فضحت الوثائق هذا النظام الفاسد الذي يزعم الطهارة السياسية وهو لا يحمل من صفاتها شيئاً».
وفي أحدث نسخة من التعاون السعودي الاسرائيلي شارك سلاح الجو الاسرائيلي في قصف مواقع يمنية حيث كشف الخبير الامريكي غوردو ندوف في موقع «فيترانز تودي» الامريكي عن إطلاق طائرة اسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي قنبلة نيوترونية تكتيكية على جبل نقم في اليمن في مشاركة للعدوان السعودي على بلادنا.
ولعل أكثر من يشعر بالقلق هم حكام السعودية والذين يتخبطون كمن يتخبطه الشيطان من المس، وأسباب ذلك القلق انتهاء عصر الهيمنة الأمريكية على العالم وبروز روسيا والصين وتراجع قيمة النفط وتوافر البديل الصخري وعدم توافر بدائل مالية أخرى كون البذخ الذي تعيشه الأسرة المالكة وحاشيتها وشراء السلاح أوقعها في مأزق، إضافةً الى فشلها في إسقاط بشار الأسد وتورطها في حرب طاحنة في اليمن وتخبطها بحثاً عن حل يكفل لها خروجاً منها مع حفظ ماء الوجه لاسيما في ظل الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الطائرات السعودية وإدانات المجتمع الدولي لها.. وما يقلق السعودية هو ضعف الدولة العبرية على المستوى الدولي، كونها أصبحت منبوذة دولياً وتفجر الخلافات مع أكبر داعميها ومؤيديها في واشنطن، وفشل السعودية في لعب دور إقليمي في الشرق الأوسط كملف إيران النووي وقضية فلسطين، ولهذا هرول السعوديون لإسرائيل حتى يتم تحريك اللوبي الصهيوني ليحقق للسعوديين بعض طموحاتهم السياسية..
وان عداء السعودية الكاذب وغير المبرر ضد إيران جعلها تزيد من تعاونها مع الدولة العبرية.. لقد اعتقد حكام الرمال أن هذا السبب كافٍ ليكون مبرراً لإقامة علاقات تعاون علنية مع إسرائيل حتى يسمح للقوات الجوية الاسرائيلية بالعبور فوق المجال الجوي للسعودية وهذا ما رصدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وقد زادت وتيرة التعاون الاستخباراتي السعودي الاسرائيلي لمنع الإطاحة بعروش آل سعود ونجاح الاسرائيليين مرتين- هذا ما قاله الجنرال الامريكي «جورج كيفان» رئيس مخابرات سلاح الجو الامريكي.
وما امتداح الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز أحد أهم القادة العسكريين السعوديين لإسرائيل إلاّ دليل على ذلك، عندما كتب مقالاً في مجلة أمريكية تحدث فيه عن الكيان الصهيوني وضرورة تقوية العلاقات بين السعودية وتل أبيب، مادحاً كل القيادات الاسرائيلية وخاصة شيمون بيريز.. وقد كتب أحد الصحفيين الاسرائيليين في هارتس «أميراون» معلّقاً على أن الرياض دائماً تغازل اسرائيل بعلاقات جيدة وقد تصل الى مستوى السفراء.
وقد لعبت الاستخبارات السعودية كثيراً من الأدوار المحورية لصالح الولايات المتحدة واسرائيل.. والأمير تركي بن عبدالعزيز ولقاءاته المستمرة في أوروبا مع السفير الامريكي لدى اسرائيل سابقاً «مارتن انديك» وهو من أصول يهودية أمر لا يدعو للاستغراب، فإسرائيل وأمريكا تعرفان ماذا تريدان من السعودية وهي المطية التي تتخذها واشنطن وتل أبيب لتحقيق مصالحهما.
لقد اختارت السعودية والدولة العبرية رؤى سياسية متوافقة سواء فيما يتعلق بسوريا أو قضايا أخرى، مثل لقاءات ضابط الاستخبارات السعودي أنور عشقي مع مساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي خمس مرات وهو «دوري غولد» في ندوة مغلقة استضافها مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن وكانت لهجة الرياض الاستخباراتية السعودية قاسية ضد إيران وأن أمريكا لن تخوض أي حرب عن السعودية بالوكالة.. ورجل الاستخبارات أنور عشقي قد عاصر ملوك السعودية ابتداءً من الملك فيصل وانتهاء بالملك سلمان وهو رجل استخبارات من الطراز الرفيع في تحقيق أهداف اسرائيل وأمريكا، ويعمل تحت ستار رئاسة مركز للدراسات الاستراتيجية وللقانون في الشرق الاوسط.
ووصلت العمالة السعودية اليوم الى رجل الأعمال الوليد بن طلال فهو شريك الملياردير اليهودي «روبر ميردوخ» وهو يدعو باسم العالم السني لإشعال حرب ضد إيران وأن السعودية سوف تشتري القنبلة النووية الاسلامية لأنها وُجدت لحماية العالم السني من المد الفارسي، وأن اسرائيل والدول الاسلامية السنية تؤيد هجوماً إسرائيلياً على إيران، وهكذا تلتقي السعودية واسرائيل في معارضة شديدة للبرنامج النووي الايراني دون باقي المجتمع الدولي، ويوجد تيار وسط الوهابيين يؤكد أن التحالف مع اسرائيل لضرب إيران جائز شرعاً بسبب انحراف الصفويين الذين يتهمونهم بهدم الإسلام من الداخل.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45975.htm