الإثنين, 09-مايو-2016
الميثاق نت -   مطهر الاشموري -
لا يوجد شعب من شعوب المنطقة واجه الإرهاب بالمباشرة كما الشعب اليمني ولولا هذا الدور الفاعل والمؤثر للشعب اليمني في مواجهة الإرهاب ما جاء عدوان النظام السعودي الذي بات الشعب هو الطرف الأساسي والأهم في مواجهته.
لا يوجد شعب آخر في المنطقة فرض نفسه الطرف الأهم في مواجهة المشروع الأمريكي العالمي أياً كان عنوانه أو مسماه كما شرق أوسط جديد أو سايكس بيكو 2 ونحوه.
لو أن الشعب السوري كان مسلحاً كما الشعب اليمني ووقف إلى جانب الجيش السوري في محاربة الإرهاب ما كان يحتاج إلى دور روسيا، ودور الشعب سيكون وسيظل أقوى من الدور الروسي.
تجربة ما يعرف بالحشد الشعبي في العراق لم تأخذ الطابع الشعبي الوطني العام كما اليمن ولم تنجح بالحد الأدنى واقعياً وسياسياً. في سوريا فالجو والبحر ظل لصالح النظام وكذلك في العراق غير غارات التحالف للحرب ضد الإرهاب وفي العراق تحديداً، بينما يفرض على اليمن والشعب اليمني حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً وإلى جانب الحصار فالجو والبحر والجيوش البرية وارهابيي ومرتزقة الإرهاب في العالم يقاتلون في اليمن مع ولصالح الإرهاب.
اليمن في ظل هذا نجح في مواجهة العدوان وحقق إنجازات بمستوى الانتصارات.. والحرب ضد الإرهاب في اليمن هي انجح الحروب ضد الإرهاب.
ليست بغداد ولا دمشق تحت قصف الطيران وصواريخ تطلق من البحر كما حالة صنعاء ومع ذلك لم نشهد مظاهرات في بغداد أو دمشق كما صنعاء.. والخروج بمناسبة مرور عام على العدوان في 26/ مارس الماضي غير مسبوق في حياة اليمن والتاريخ، ولو جمع متظاهرو اصطفافي 2011م فقد يصلون في حاصل جمعهم إلى نسبة 10% فقط من حشد 26 مارس 2016 م.
معيار الشعبية لم يصل إلى مثل هذا والسقف كما بدا بعد مرور عام على العدوان ومع ذلك فالمجتمع الدولي أو الشرعية الدولية تتعامل بفهم و مفهوم الشرعية 2011م أو 2016م وفق حاجيات مشروع عالمي أو شرق أوسط جديد، ذلك أن أقوى شرعية وشعبية في تاريخ اليمن هي شعبية 26 /مارس 2016م ولكن المجتمع الدولي كان مع شرعية 2011م مهما كان الخروج ضئيلاً، وأي شرعية أخرى وبشعبية أكبر لاتقارن لايكترث بها مادامت تتقاطع مع المشروع العالمي.
فتسليم جزيرتين لإسرائيل من خلال السعودية هو من هذا المشروع العالمي فالمجتمع الدولي لم يعد يعنيه أي حقوق أو حريات للشعب المصري وتطلق يد السيسي لممارسة كل أنواع القمع ومصادرة الحريات، فأعيد الشرعنة من المشروع الدولي لأقصى عنف ضد المتظاهرين الذين لوحقوا للشوارع الفرعية كمجرمين وتم إغلاق كل مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحافة الإلكترونية الفيسبوك وتويتر ونحوها.
مثل هذا لم يحدث في اليمن في ظل العدوان، ولا يتعامل حتى مع من يؤيدون العدوان بأي قدر من هذا التعامل.
هذا الموقف القوي والواضح للشعب اليمني يجعلني فوق الاستعمار في الخطاب السياسي حتى يدعي كل طرف أو كل اصطفاف انه يمثل الشعب، ومن اصطفوا مع العدوان وايدوه أو والوه أو ذهبوا للرياض فإنه لم يعد لهم شعبية ولا شرعية شعبية حتى وإن ظلوا يزعمون ذلك.
إننا لا ننكر ثورة مصر 2013 م أو شعبية السيسي وقتها ولكن الشعبية في اليمن أيضاً لاتستمر بالطريقة «السيسية» فبعد تسليم الجزيرتين المصريتين لإسرائيل على أنهما سعوديتان، فأي مرشح مصري سيسقط السيسي في أي انتخابات شفافة وكاملة النزاهة، ومع ذلك فالسيسي سيظل يزعم ليس فقط أنه يمثل الشعب ولكن أنه الأكثر شعبية، ومع ذلك فالسيسي لايستطيع ولا يسمح بأن يكون أو يجعل من الشعب المصري طرفاً مباشراً في الحرب ضد الإرهاب كما اليمن.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45979.htm