الإثنين, 09-مايو-2016
الميثاق نت -    محمد علي عناش -
مما لاشك فيه أن حركة أنصارالله ، حركة تضخمت وأصبحت رقماً صعباً في الساحة اليمنية لا يمكن تجاوزه أو تجاهله، بل أصبحت هي السلطة الحاكمة في الوقت الراهن، وبالتأكيد أنها انتشرت في مدة وجيزة وبالتحديد خلال السنوات الثلاث التي حكم فيها الإصلاح وملحقاته الاشتراكي والناصري وهي الأعوام2012م- 2013م-2014م..
ومع ذلك فالإصلاح وملحقاته حتى الآن لايريدون أن يسألوا أنفسهم لماذا حدث ذلك وكيف؟ لأنهم أصلاً لا يريدون أن يضعوا أنفسهم أمام مرآة أنفسهم ولايريدون أن يكتشفوا أخطاءهم وسوء إدارتهم للسلطة خلال هذه السنوات، مثلما هم اليوم في المفاوضات لا يريدون حلولاً وطنية ولا يريدون وقف العدوان والصراعات الداخلية، تحت ذرائع واهية وسمجة أبرزها استعادة الشرعية، والتي هي في الحقيقة ليست إلا استعادة السلطة التي فقدوها بسبب متعلق بهم وسياستهم الكارثية.. الحوثي لم يأت بأناس من المريخ ولا من بلاك ووتر والسودان ولاحتى من إيران، كي يحتشدوا معه ويقاتلوا الى صفه، وإنما بجماهير يمنية اكتوت بجحيم هذه السنوات واستاءت من حكم الإصلاح وملحقاته وخطابهم السياسي والإعلامي الذي امتهن التضليل والكيد وتزييف الحقائق والتحريض الطائفي والمناطقي وصولاً الى الخيانة بطلب العدوان وتأييده ومباركته.. الإصلاح وملحقاته من «بكمونات» اليسار، كثيراً ما عبرت سياستهم ومواقفهم عن أنهم لا يريدون وطناً آمناً ومستقراً ولا يريدون ديمقراطية وتداولاً سلمياً للسلطة.
وإنما يريدون السلطة فقط، السلطة التي لا يشاركهم فيها أحد، وبمختلف الوسائل حتى بطلب العدوان لتدمير اليمن أرضاً وإنساناً، والقضاء على خصومهم حتى وإن كان خصومهم يمثلون غالبية الشعب اليمني.. الإصلاح ومن معه من أحزاب لم يذهبوا الى الدولة ولم يعملوا جاهدين على بنائها وتحديثها وإصلاح اختلالاتها وإنما ذهبوا الى السلطة على حساب تدمير الدولة القائمة، وعندما فقدوها مازالت السلطة هي هاجسهم، هذا ما تؤكده مراوغاتهم وتحشيداتهم المستمرة ورفضهم وقف الغارات وعدم جديتهم في الاتفاق على حلول ومخارج لمشاكل الوطن والانتقال بالمفاوضات الى النقاط المتعلقة بالدولة ونظام الحكم والتداول السلمي للسلطة.
ولذلك فوفد الرياض لم يأت الى الكويت وهو يمتلك قراره وإنما أتى مرتهناً للقرار السعودي، أتى بلا مشروع وبلا رؤية وطنية، فبدا مراوغاً ومتعنتاً ومختلق الأكاذيب ككذبة معسكر العمالقة.. دافع السلطة المرتفع لدى عيال سلمان من حزب الإصلاح وملحقاته، والقافز على الدستور وضوابط العمل السياسي المشروع، جعلهم يسقطون الثوابت الوطنية ويتاجرون بدماء أبناء شعبهم ويستلمون ثمن ما ارتكبه العدوان السعودي الغاشم من تدمير هائل للبنية التحتية في اليمن والتي لن تكفي عشرات السنين لإعادة إعمارها.. عيال سلمان وعملاء الرياض وبعد عام من العدوان الهمجي والخيانة وعام من الصمود اليمني الأسطوري، وبعد أن أفلسوا سياسياً وأخلاقياً مثلما أفلسوا عسكرياً، مازالوا يسيرون في نفس الطريق وبنفس التفكيرالغوغائي والعقلية التآمرية، مازالوا يكابرون ويكذبون كما يتنفسون ويعتقدون أن الطريق الى السلطة سهل ومعبد لهم، قافزين على حقائق الواقع التي تؤكد ضآلة حجمهم وهشاشة حضورهم الشعبي، وأنهم يواجهون قوتين طاغيتين في البلد سياسياً وشعبياً، هما «المؤتمر الشعبي العام» و« أنصار الله الحوثيون»، والقفز على هذه المعادلة سواءً بالمراوغات والتآمر أو بالطائرات والبوارج وتحشيد المرتزقة والإرهابيين، هو وَهْم وجنون سياسي وإفلاس أخلاقي الى حد الوقاحة..
كما أن السعودية قد استنفدت الكثير من طاقاتها لتغيير هذه المعادلة في اليمن لكن دون جدوى، وكل مؤشرات الواقع العسكرية والسياسية والشعبية تؤكد ذلك وأنه لم يعد هناك مجال لمن باعوا وطنهم وتاجروا بدماء أبناء شعبهم للاستصراخ باستمرار الغارات واختلاق الأكاذيب والارتهان للخارج من أجل الذهاب الى السلطة، لأنه لم يعد ممكناً الذهاب الى السلطة بالقوة أو حتى بحشد العالم أجمع، وإنما عليهم أن يذهبوا الى الدولة والديمقراطية والشراكة والتداول السلمي للسلطة والتنمية، هذا هو المدخل الحقيقي للحلول والمعالجات وانهاء الصراعات والأزمات.. وهذا أيضاً ما يجب أن تعمله وتفكر به جماعة أنصار الله، عليهم أن يذهبوا الى الدولة والديمقراطية بصدق وبرؤية واسعة وعصرية لا الى السلطة لأن طريق السلطة خارج القنوات الدستورية والسلمية طريق شائك ومدمر، مالم فإنه ما طار طير وارتفع إلاَّ كما طار وقع.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45985.htm