الثلاثاء, 10-مايو-2016
-
وضعت القوات الأمريكية أقدامها بالقوة على الأراضي اليمنية في تدخل عسكري سافر يضع اليمن امام سيناريوهات أكثر دموية من ذي قبل، حيث تؤكد الحقائق التاريخية ان التدخلات العسكرية الامريكية في دول العالم ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ألحقت كوارث بالدول والشعوب التي سقطت تحت هيمنتها وماتزال تعاني تلك الشعوب من ذلك حتى الآن.
وعلى مدى قرابة اسبوع من وصول أول قوات عسكرية الى مدينة عدن صباح يوم الثلاثاء 3 مايو وانتقال وحدات منها الى قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج، لم تصدر المكونات السياسية اليمنية بيانات توضح موقفها كما لم تصدر السلطات التابعة للاحتلال السعودي الاماراتي في عدن اي تصريح توضح فيه حقيقة طبيعة ومهام القوات الامريكية التي وصلت منها دفع جديدة الى مدينة عدن يومي الخميس والجمعة..
وكان موقع ميليتاري تايمز الاعلامي المتحدث باسم البنتاغون نقل -الجمعة- عن النقيب جيف دافيس قوله: لدينا عدد قليل من الافراد الذين يقومون بتقديم المساعدة الاستطلاعية.. وأضاف: تم ارسال العسكريين الامريكيين الى اليمن قبل أسبوعين تقريباً وهم يعملون كمستشارين بالقرب من مدينة المكلا.
وكانت فجر الجمعة شوهدت عشرات الشاحنات التي تتحرك من عدن الى قاعدة العند تحميها العديد من طائرات الاباتشي التي ظلت تحلق بشكل اثار هلع السكان الى ان وصلت تلك المعدات والآليات العسكرية الى قاعدة العند- حسبما أكدت مصادر محلية لـ«الميثاق» في لحج.. مشيرة الى ان اكثر من 30 طائرة أباتشي و«بلاك هوك» قد وصلت الى قاعدة العند.. ويتزامن هذا مع عبور حاملة الطائرات الامريكية مضيق باب المندب.
وعلى الرغم من تضارب اهداف التدخل الامريكي لدى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين والخبراء العسكريين الا ان الشارع اليمني استقبل خبر التدخل الامريكي بحالة من الغضب، ادراكاً منه ان القوات الامريكية الغازية لم تأت الى اليمن لتلعب الجولف أو لاصطياد الارانب أو مطاردة عناصر القاعدة وانما لتنفيذ سيناريو استكمال تدمير اليمن وقتل شعبها وتمزيقها كما مارست الولايات المتحدة هذه السياسة في العراق وسوريا وليبيا وقبلها مع الصومال وافغانستان وغيرها التي ماتزال شعوب هذه الدول تعيش حروباً داخلية طاحنة منذ سنوات.
مصادر متطابقة تؤكد حقيقة التواجد الامريكي في اليمن وتعده مؤشراً خطيراً يكشف عن رغبة امريكية في السيطرة على اهم المناطق الاستراتيجية في اليمن وتحديداً في المحافظات الجنوبية وان هذا الهدف ليس جديداً على أحد بل ان الاساطيل الامريكية ظلت تجوب البحر العربي والمحيط الهندي منذ عشر سنوات خلت تارة بدعوى مكافحة الإرهاب وتارة اخرى بدعوى محاربة القراصنة في القرن الافريقي أو تأمين مصالحها في المنطقة.. مشيرة الى ان وصول الاوضاع في اليمن الى هذا المستوى من الانهيار دفع امريكا الى التدخل بكل سهولة بعد ان عجزت عن تحقيق رغبتها تلك في عهد الزعيم علي عبدالله صالح وتحديداً عقب التفجير الارهابي الذي استهدف المدمرة الامريكية كول في ساحل عدن في 12 اكتوبر 2000م، حيث حشد الامريكيون قواتهم لدخول عدن الا ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقف لهم بالمرصاد وابلغهم بأنه اعطى توجيهات للجيش اليمني باسقاط اي طائرة امريكية تحاول الهبوط في مطار عدن بالقوة، فتراجع الامريكيون امام الاصرار اليمني على مقاومتهم.
مصادر اعلامية ذكرت ان القوات الامريكية التي وصلت مدينة عدن الثلاثاء مكونة من قرابة مائة جندي من قوات الصاعقة البحرية الامريكية (الرينجر) تلى ذلك وصول طائرات شحن تقل عتاداً عسكرياً واجهزة خاصة بهذه القوات..
الى ذلك نقلت وكالة اسوشييتد برس (الجمعة 5 مايو 2016م)، ان الجيش الأمريكي يساعد ما أسماه القوات اليمنية والإماراتية التي تقاتل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي سيطرت مؤخرا على ميناء المكلا.
ونقلت الوكالة عن مسؤول امريكى رفيع المستوى - اشترط عدم الكشف عن هويته - أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية يرشدون قوات التحالف في المنطقة، وأنهم متواجدون ويعملون في مقراتهم باليمن وليس بالقرب من الصراع.
من جانبه قال الكابتن البحري جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون: إن الولايات المتحدة تقدم "دعماً محدوداً إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية في المكلا وحولها، مشيراً الى ان الدعم يشمل التخطيط والمراقبة جواً، وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الطبي، والتزويد بالوقود والاعتراض البحري.
ورفض ديفيس مناقشة ما إذا كانت قوات العمليات الامريكية الخاصة موجودة فعلاً في اليمن، لكنه قال ان الولايات المتحدة ارسلت عدداً من السفن الى المنطقة بما في ذلك مجموعة سفن "يو اس اس بوكسر البحرية" ووحدة المارينز الـ13، التي رافقت مجموعة السفن. بالاضافة الى حاملة الطائرات "USS Gravely" و "USS Gonzalez"، والمدمرتين البحريتين.
وقال ديفيس: "لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يشكل تهديدا أمنيا خطيرا للولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة، ونحن نرحب بهذه الجهود لإزالته وتدمير قواعده وخصوصاً في المكلا".
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45999.htm