الجمعة, 28-يوليو-2006
فايز نصار -
أسدلت الستائر في ملاعب ألمانيا ، على منافسات المونديال الثامن عشر ، وبدأت الأنظار تتوجه صوب جنوب الجنوب ، حيث من المنتظر أن تستضيف جنوب أفريقيا منافسات المونديال التاسع عشر ، نيابة عن القارة السمراء بعد أربع سنوات .
وتقف المنتخبات التي شاركت في العرس المونديالي الأخير وقفة جرد لنتائج مشاركتها ، لاستخلاص العبر ، ووضع النقاط على الحروف ، قبل وضع البرامج الاستعدادية للمونديال القادم ، الذي يتوقع أن تزداد معاركه التأهيلية ضراوة واثاراة ، وخاصة على الجبهة الآسيوية ، التي أصبحت تستضيف العملاق الأسترالي .
ولا يختلف اثنان ، على كون الكرة العربية ، كانت أكبر الخاسرين في حسبة المونديال الألماني ، لأن ممثلي العرب – السعودية وتونس – خرجا من المولد بلا حمص ، رغم الهالة الإعلامية ، التي رافقت تحضيرات المنتخبين ، فكانت النتائج الكارثية ، التي عادت بالكرة العربية إلى مربع البداية ، ونالت من الصورة المشرقة ، التي رسخها العرب ، بحضور مؤثر أعلن عن نضج الكرة العربية ، في المونديالات السابقة .
فمنذ المونديال الأرجنتيني سنة 1978 تركت المنتخبات العربية بصمات تستحق الإشادة ، وكانت المشاركات العربية فاعلة ، رغم عدم وصول سفراء العرب إلى أبعد من الدور الثاني ، وكانت مشاركة منتخب تونس ، بنجومه ذياب والنايلي وتميم محط إعجاب الجميع ، بعد تعادل مع ألمانيا ، وفوز مستحق على المكسيك .
وجاءت مشاركة المنتخب الجزائري ، في مونديال أسبانيا سنة 1982 معززة للإنجاز التونسي ، عندما تألق ماجر وعصاد وبلومي ودحلب ومرزقان ، وأسمعوا العالم صوت التألق العربي ، وخرج الجزائريون مرفوعي الهامات ، بتواطيء غير رياضي بين الجارتين ألمانيا والنمسا ، فودعت الجزائر البطولة ، رغم فوزها على الوصيف ألمانيا ، وعلى تشيلي .
وعزف المنتخب المغربي ، على منوال المنتخبين الجزائري والتونسي ، في مونديال المكسيك الثاني ، وتمكن بودربالة وتيمومي وخيري والزاكي وكريمو والدولمي من تجاوز كل العقد ، وبهروا الدنيا ، عندما تسيدوا المجموعة الحديدية ، التي ضمت إلى جانبهم منتخبات البرتغال وإنجلترا وبولندا ، وصعد أسود الأطلسي إلى الدور الثاني ، ليخسروا بشرف أمام ألمانيا ، بلدغة من ماتيوس في الوقت القاتل من المباراة .
وخرج المنتخب المصري بشرف من المونديال الطلياني ، بعد تعادلين مع هولندا وايرلندا ، وخسارة مقبولة من انجلترا ، فصفق العرب للبلاء الحسن ، الذي قدمه حسام حسن ومجدي عبد الغني وشوبير وربيع ياسين واسماعيل يوسف .
وفي أول مشاركة للمنتخب السعودي في المحفل المونديالي ، نجح سفراء الجزيرة العربية المنتخب السعودي ، في مهمة التأهل للدور الثاني ، بفوزين مستحقين على المغرب وبلجيكا ، ليخسروا في الدور الثاني أمام السويد ، ليؤكد السعوديون النهضة ، التي جسدها العرب تحت شمس المونديال ، وليسمع العالم أسماء نجوم السعودية الدعيع وجابر وأنور وجميل والثنيان .
وبدا تراجع الكرة العربية في المونديال الفرنسي ، بمشاركة غير موفقة لمنتخبي تونس والسعودية ، وبخروج درامي لأسود الأطلسي ، بعد مؤامرة مكشوفة في مباراة البرازيل والنرويج ، حيث لم يشفع للمنتخب "المزيان" فوزه بالثلاثة ، على سفير بريطاني ، منتخب اسكتلندا .
وكانت الردة العربية غير المقبولة في المونديال الآسيوي ، بمشاركة عابرة لمنتخب الخضراء ، وبهزيمة دامية لمنتخب السعودية أمام ألمانيا بثمانية أهداف ، ليعود منتخبا تونس والسعودية لتمثيل العرب في ألمانيا ، ويخرجا بصمت ، بخسارتين لكل منهما ، وبتعادل باهت في مباراتهما ، التي لم تعكس مستوى الكرة العربية .
ويستحق هذا التراجع الرهيب للكرة العربية ، وقفة جادة من المسئولين العرب ، وخاصة من الاتحاد العربي لكرة القدم ، المطالب بالبحث عن الأسباب الفنية لهذا الفلتان ، ووضع اليد على الجرح ، قبل فوات الأوان .
وقد لمحت في تصريح لرئيس الاتحاد العربي ،سمو الأمير سلطان بن فهد نبرة تؤكد هذا التوجه ، عندما صرح لوسائل الإعلام ان السعودية ستدرس الأمر مع المسئولين في وزارة التربية ، للمساهمة في ترشيد تغذية اللاعب العربي ، وإعداده مرفولوجيا ، لأن كرة القدم لا تنجح باللاعبين الأقزام ، ولأن الصراع على الكرة يحتاج إلى لاعبين طوال القامة .
أملنا أن يتحاور العرب بصوت مرتفع ، حول أسباب هذه الردة ، على أعلى المستويات ، وأملنا أن يشارك الجميع في البحث عن أسباب هذا التراجع ، وأملنا أن يلعب الفنيون دورهم كاملا في البحث عن العلة ، واقتراح العلاج الناجع .
والحديث ذو شجون
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46.htm