الإثنين, 16-مايو-2016
الميثاق نت -  رجاء الفضلي -
رغم ما صدر من ردود أفعال غاضبة بسبب ترحيل عدد من أبناء المحافظات الشمالية من مدينتهم عدن, والتساؤلات الكثيرة التي أثارها هذا الفعل المخطط له والموجه، لاسيما في هذا التوقيت الذي تشهد فيه أطراف الصراع "مفاوضات" في الكويت - رغم ردود الأفعال تلك إلا أن الأهم في اعتقادي يكمن في البحث عن صاحب المصلحة الحقيقية من وراء ما حدث والغاية التي يريد تحقيقها ويسعى إلى تجذيرها في قلوب اليمنيين من أبناء عدن والمحافظات الجنوبية لاسيما المطالبين بالانفصال أصحاب الشعارات المناطقية والعنصرية المقيتة.!
وراء الأكمة ما وراءها .. فأصحاب هذا الفعل فضحوا أنفسهم وكشفوا مدى حقدهم على أبناء اليمن الوحدويين شمالاً وجنوباً على حد سواء, وسعيهم إلى تأجيج الأحقاد والكراهية بين اليمنيين وتجذير الشعارات التفتيتية والمناطقية والانفصالية, وبالتالي فرض أو طرح خيار الإقليمين ، وبعبارة أصح الانفصال كمطلب ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار سواء في المفاوضات الجارية في الكويت إن استمرت وقادت إلى وضع حلول توافقية وهذا ما لا أعتقده, أو فشلت في الخروج بأية حلول تؤدي بالتالي إلى استمرار الحرب العدوانية في المناطق الشمالية وتأجيج الصراعات بين أبنائها, وإبعاد عدن والمحافظات الجنوبية عن تلك الصراعات على طريق بناء دولة جنوبية يتحكم بمصيرها تحالف العدوان ويتقاسم تسيير شؤونها.لست متفائلة لأقول غير ذلك، فالمشاهد الدراماتيكية المعتملة سواء في عدن وبعض المحافظات الجنوبية عبر قوى تحالف العدوان, أو في الكويت عبر مسار "المفاوضات" تجعلني أتيقن بأن المؤامرة الموضوعة تسير وفق ما خطط لها التحالف، لاسيما من قبل "الإمارات والسعودية"، الدولتين اللتين لهما مآرب وأطماع معروفة ومعلنة ،لاسيما في عدن وحضرموت وليست بخافية على أحد..
اليوم وعبر تلك العملية الموجهة والمخطط لها تتكشف الأوراق الحقيقية من وراء شن العدوان على اليمن، وتبدو الأطروحات التي قرأنا عنها في أوقات سابقة - وتم طرحها من قبل بعض الخبراء والدبلوماسيين العرب والغربيين حول أطماع السعودية والإمارات وتوجه البعض الآخر من شركاء التحالف نحو السيطرة على باب المندب - تبدو وكأنها تسير صوب التحقق، وما قدوم القوات الأمريكية والبريطانية إلى قاعدة العند والمكلا إلا لتقسيم الكعكة اليمنية..
المؤسف ومع كل ما يحدث أن يظهر "وفد الرياض" وكأنه معصوب العينين ولا يريد أن يدرك حجم المؤامرة التي كشفتها قضية ترحيل بعض أبناء المحافظات الشمالية والتي تمت بناء على توجيهات صادرة من "رئيسهم الشرعي" عبدربه هادي .!!
هذا ماقاله محافظ عدن عيدروس الزبيدي المعين من هادي والذي اكد ان الذين تم ترحيلهم بشكل جماعي من عدن كانوا مشمولين بـ"المرحلة الثانية من الخطة الأمنية" والتي تقضي بترحيل ابناء المحافظات الشمالية من عدن بشكل تدريجي ..!!
إن من سيدفع الثمن الأكبر لما يحدث في عدن وفي اليمن عموماً هم حلفاء العدوان من الداخل وخاصة حزب الاصلاح وشركاءه الذين ظهروا كالأطرش في "زفة هادي" ودفعتهم كراهيتهم المقززة وحقدهم الأعمى إلى إثارة النعرات المناطقية والمذهبية القذرة بين اليمنيين واشعال هذه الحرب , التي تسببت بمقتل وجرح عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية وتحويل اليمن الى دولة معطلة فاشلة وتتآكل ولاحول لها ولا قوة..
السعودية وبعض دول الخليج المشاركة في العدوان اشترت العالم كله بأموالها لتضمن سكوته عن هذه الحرب التي تشنها على اليمن والحصار الظالم المفروض على اليمنيين منذ عام ونيف, حتى تلك البلدان التي كنا نعول عليها بأنها لن تسكت إزاء الجرائم البشعة التي ارتكبتها السعودية ولا تزال، كانت أول من انبطح راكعاً أمام المال السعودي والخليجي, فما بالنا بمن يسمّون أنفسهم المدافعين عن "شرعية هادي" المتسابقين لإرضاء سادتهم آل سعود والذين رفضوا ادانة واستنكار ترحيل الشماليين من عدن وكأن ماحدث لا يعنيهم ولا يشكل أي قضية ..!لاعزاء لهؤلاء الأغبياء الذين يسبّحون بحمد آل سعود .. ويهرولون صوب مخطط تفكيك المجتمع اليمني بقيادة السعودية والامارات ، على طريق تحويل اليمن الى كانتونات متصارعة يقودها ويحكمها تجار وامراء الحروب ..
إن كان هؤلاء يعلمون بهذا المخطط ويساعدون في تنفيذه فتلك مصيبة ، وإن كانوا لايعلمون فالمصيبة أعظم ..!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46046.htm