الإثنين, 16-مايو-2016
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
قبل الوحدة اليمنية بسنوات، عندما كان الشطر الجنوبي من الوطن يحكم بسلطة التنظيم السياسي الموحد- الجبهة القومية.. وهذا التنظيم الجبهوي تحول منذ أكتوبر 1978م إلى حزب اشتراكي يمني من طراز جديد.. أقيم احتفال في سبعينيات القرن العشرين بمناسبة افتتاح، أو تدشين، مشروع مياه في واحدة من المديريات الجنوبية، مولته جمهورية الصين الشعبية، في عهد الزعيم "ماو تسي تونج"، وفي حفل التدشين ألقى قبيلي، ماركسي- ماوي- اشتراكي، قصيدة، من أبياتها قوله: "سلام من عاطش إلى ضحى بكين-- الصين فاقوا العرب والمسلمين.. واحنا علينا عار لو جاء ألف دين-- ما با نفارق "ماو" مروي العاطشين"..
هنا، نحن بصدد قبيلي ماركسي مغالٍ في تطرفه وانحيازه للصين الاشتراكية الماوية، بحكم الثقافة التي كان يكرسها التيار الماوي في الجنوب لدى حزبيين قبيليين، لا يعرفون ما الاشتراكية الماوية.. الشاعر الحزبي القبيلي، الماركسي- الماوي، قال حينها: إن من العار مفارقة "ماو" ولو جاءنا "ألف دين".. في منطقة أخرى- وكان هذا أيام الحزب الاشتراكي اليمني، الذي طوح بالتيار الماوي الذي مثله الرئيس سالم ربيع علي- فصارت الماركسية - اللينينية، أيديولوجية الحزب- وتولي الزعامة أولاً عبدالفتاح إسماعيل، عقد اجتماع مكرس لرجال من البدو الحزبيين الاشتراكيين- الماركسيين- اللينينين!.. وقام مفوض الحزب للتثقيف السياسي، يشرح "نظرية لينين حول المسالة الزراعية.."، وقبل أن يتم شرح "نظرية لينين.." قاطعه بدوي ماركسي لينيني ليقول: "أنا أود إضافة شيء مهم إلى ما طرحه الرفيق لينين حول هذه المسألة..!!..
بدوي حزبوه وقالوا له أنت أصبحت اشتراكياً- ماركسياً - لينينياً، " لا هو داري" ما ماركس وما لينين، أحجرتان، أم شجرتان، أم "أوادم"؟ الشاعر البدوي "المنور" قالوا له إن لينين هو منظّر وقائد الثورة الاشتراكية العظمى في الاتحاد السوفييتي الصديق، وهو رجل عظيم.. ويبدو من هول الشحن الماركسي اللينيني، أن البدوي لم يستقل نفسه.
لذلك أراد "إضافة شيء مهم إلى ما طرحه الرفيق لينين".. البدو، الماويون، الماركسيون، اللينينيون، الاشتراكيون، في الجنوب، كانوا أبناء زمنهم، فلا يلامون على ذلك التطرف، لكن بقاياهم اليوم استبدلوا التطرف اليساري بتطرف يميني، ديني ورجعي.. التطرف هو التطرف.. كان الماركسي اللينيني الاشتراكي يعتبر الوحدة اليمنية فرض عين يجب فرضها بالقوة على النظام الشمالي "الرأسمالي البرجوازي العفن"..
واليوم تحول إلى انفصالي "معفن".. كان يدَّعي أن بلدان العالم كلها وطن لأي إنسان، وانتهى به الأمر إلى تهجير فقراء تعزيين يخدمون في مخابز ومقاهي بيافع والضالع وعدن.. المتطرف الذي كان ذات يوم ماركسياً، ماوياً، لينينياً، اشتراكياً، صار متطرفاً إخوانياً وسلفياً وداعشياً وقاعدياً.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46048.htm