الإثنين, 16-مايو-2016
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
خلال ما سلف من أيام توالت الانهيارات الأخلاقية للمرتزقة في الرياض وفي عدن، وهذا التوالي في المستوى الأخلاقي دليل على غياب المشروع والقضية للذين يتحدثون عن الشرعية ويصرون على العودة الى صنعاء لممارسة المهام الدستورية، ومثل ذلك الانهيار الاخلاقي سواءً على مستوى المباحثات في الكويت أو على مستوى التفاعل اليومي في المحافظات الجنوبية والواقعة تحت السيطرة الشكلية للمرتزقة، كان عامل حسم وبداية انتصار للقضية الوطنية، وأحدث انحرافاً مشهوداً في موقف المحتمع الدولي تجاه ما يحدث في اليمن وكان ذلك بالتظافر مع الرؤية الحكيمة والمنطقية التي قدمها وفدنا الوطني القادم من صنعاء والتي حملت أبعاداً إنسانية وسياسية واضحة المعالم وقالت بضرورة التوافق والشراكة وهو الأمر الذي كان متضاداً مع رغبة مرتزقة الرياض، ومن بعدهم حكام المملكة العربية السعودية التي باشرت العدوان والقتل والتدمير في اليمن لأكثر من عام،.
ويبدو أن المملكة ترغب في عودة هادي وحكومته الى صنعاء حتى تشرعن لكل ما أحدثته من دمار وقتل وتشريد في اليمن، وحتى تتمكن من الهروب من المسئولية المباشرة والاخلاقية عن آثار العدوان على اليمن، وهي الآن واقعة بين قوة القضية وقوة منطقها في الكويت وبين التبدل في موقف المجتمع الدولي وبين الظروف الاقتصادية التي تحد من فاعليتها في التحرك وشراء الذمم، فالإعلام الأمريكي بدأ يحدّ ألسنته على سياسة المملكة والدوائر الدبلوماسية بدأت تعبر عن رغبتها في العودة الى صنعاء.
وبدأ المحللون السياسيون الأمريكيون يصرخون في وجه العدوان قائلين: لا يمكن للقصف الجوي أن يعيد رئيساً لا يحظى بشعبية الى بلده، مثل تلك المؤشرات كانت وراء حالة الاضطراب والقلق وحالة اللااستقرار النفسي والأخلاقي لرئيس وفد الرياض عبدالملك المخلافي، وهي وراء الشعور بالدونية وفقدان القيمةالتي بدا عليها عبدالعزيز الجباري، فهو يرى الواقع الذي يتشكل ويذكر الماضي فتصبح القضية الوجودية عنده قضية جوهرية، ولذلك يبدو ساهماً تتنازعه خاصيتان، هما خاصية التذكر وخاصية التجميع، فكان الشتات والرغبة في استمرار العدوان هو المعادل الموضوعي الذي يحقق له القيمة المفقودة من وجهة نظره ولذلك انسحب من اللجنة الأمنية والعسكرية اثناء مناقشة اللجنة آلية تثبيت وقف إطلاق النار، وقد توافق ذلك الانسحاب مع تصريح للواء علي محسن في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وهو يقول فيه إن فشل مباحثات الكويت في تحقيق السلام سيجعل الخيار مفتوحاً في اقتحام صنعاء، ويحمل تصريح اللواء في فقرته الأخيرة تهديداً يبدو مثيراً للسخرية، بل قد أثار سخرية نشطاء «الفيس بوك» وهم يسطرون تعليقاتهم على المنشور. لقد انتصرت القضية الوطنية في الكويت قبل أن تصل الى أي تسوية حقيقية، انتصرت بعدالتها وبسلامة ومنطقية المحاور الوطني الحقيقي، وانتصرت أخلاقياً، وكشفت مباحثات الكويت صفحة هادي وزمرته الذين تلقفتهم صنعاء عام 1986م بالمحبة والحنان، فكان تهجير أبناء الشمال من عدن ولحج هو جزاء سنمار، بل والأدهى أنه يتحدث عن شرعية تمارس كل هذا الإذلال لأبناء اليمن، ومثل ذلك التناقض والسقوط الأخلاقي عزز من استحالة عودة هادي خاصة بعد تصريحات محافظ عدن الذي قال إن تهجير أبناء الشمال جاء وفق خطة أمنية وافق عليها هادي ورئيس وزرائه بن دغر، ويبدو أن تلك الورقة كانت الملاذ الأخير للنظام السعودي وقد سقطت وسقط هادي وحكومته، ولا يسع السعودية بعد كل ذلك السقوط إلاّ الدخول في حوار مباشر مع الوفد الوطني ومنح مرتزقتها اجازة مطولة.
لقد كان هدف التهجير واضحاً وهو الصدام على أسس مناطقية، بيد أن وعي ابناء الشمال كان سداً منيعاً أمام نظام آل سعود ومرتزقته ولذلك نؤمل أن يرتفع منسوب الوطنية، وتتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة كل تلك المؤامرات، وثمة مؤشرات تبدو لنا اليوم عن تنامي الحس الوطني وتماسك الهوية اليمنية بعد أن كانت قد وقعت تحت طائلة التشظي والانقسام.. وقديماً قيل: رُبّ ضارة نافعة..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46049.htm