د. محمد الشدادي - ما من شعب على وجه الارض إلا وله ثوابته الوطنية والوجودية..
تلك هي الأسُس التي تجمع بين شتات ابنائه وتوحد فكرهم ورؤاهم في الحاضر والمستقبل..
وبالمقابل حين يفقد شعب ما ثقته بهذه الثوابت الاساسية او يضعف الولاء الوطني ويبث سموم الاحقاد والكراهية لدى ابنائه فإنه يكون قد افتقد روابطه الاساسية..
وفقد معها مقومات النهوض والحضارة.. واصبحت عرضة للتمزق والانهيار.. ناهيك عن مشاريع التآمر التي تتم ضد هذا الشعب او ذاك..
ونحن في اليمن الحبيب..
يمن 26 من سبتمبر..
ويمن 14 من أكتوبر ..
ويمن 30 من نوفمبر..
ويمن "22"من مايو (عيد الأعياد اليمانية)
من اكثر شعوب الارض قاطبة امتلاكاً لهذه الثوابت الوطنية والروحية.. لذلك لابد أن نكون في مقدمة شعوب العالم حرصاً على هذه الثوابت الوجودية..
حقاً..اذا كانت ثورة الرابع عشر من اكتوبر وانتصارها العظيم وليدة شرعية لثورة السادس عشر من سبتمبر الخالدة..فإن ثقافة الوحدة والجهود المبذولة هي الوقود المتدفق الذي حرك مشاعر الاندماج واعلان وهج الاندماج والتوحد من جديد وتضميد جراح الزمن الاستعماري والشتات الغادر..
وعندها استعاد اليمن مكانته الطبيعية وموقعه على مستوى المنطقة والعالم ..
حيث كانت انظار العالم تنظر الى حنكة وعظمة الحكمة اليمنية وقائدها الموحد المناضل الرئيس علي عبدالله صالح، في الوقت الذي الرأسمالية العالمية آنذاك تنهار "الاتحاد السوفييتي"..
واحسب ان عيد 22 من مايو عيد الاعياد اليمانية لما له من اهميه في تحقيق اللُحمة اليمنية المشطّرة..
حقاً انه يوم تاريخي ومفصلي لن تنساه الاجيال ولا السنين والمؤرخون.. انه تحديداً يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م عندما رفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً في سماء عدن الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية اليمنية السابق- ومعه كل القيادات الوطنية من الشمال والجنوب الذين عملوا على تحقيق هذا المنجز العظيم ، فكان ميلاد وطن .. والذي يعتبر اكبر إنجاز يُحسب لزعيم اليمن..
نعم ..لم تكن الوحدة اليمنية مجرد ضم شطرين متباينين يجمع بينهما مجموعة قواسم مشتركة وحسب.. ولكنها كانت جهوداً ولقاءات بُذلت واثمرت لتجتمع جذور وشتات المجتمع اليمني تحت مسماه الكبير..
واليوم تأتي هذه المناسبة التاريخية وشعبنا اليمني يواجه تحالف العربان وحرب إقليمية بل كونية عليه ليس لها اي مبرر سوى غطرسة وظلم وقتل وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع وصمت غير مسبوق..!
ومانسمعه او نشاهده هذه الايام من المساس بصاحبة الصون اليمني والعفاف الشعبي العظيم"الوحدة اليمنية" ماهي الا اصوات نشاز واصوات مسعورة مأجورة لا تؤثر على التلاحم الشعبي والنسيج اليمني مهما كان التآمر والتخاذل الأرعن من قبل السلطات بعدن ولحج او اي منطقة اخرى..
كما تأتي هذه المناسبة العظيمة وأنظار اليمنيين شاخصةً نحو دولة الكويت حيث حوارات فرقاء اليمن هناك.. آملين بإذن المولى عز وجل ان تتكلل هذه الحوارات واللقاءات بالسلام والامان لليمن شعباً وأرضاً ووحدة الصف والانسان ..
وايضاً جاءت هذه الذكرى العظيمة وجيشنا ولجانه الشعبية يسطرون اجمل انواع الثبات في التزامهم بضبط النفس وشروط الهدنة رغم الخروقات والاستفزازات المتكررة يومياً ..
وعينهم الاخرى على اي تقدم او عمل جبان في اي جهة في ربوع الوطن الحبيب..
ورغم ذلك ندعو الله ان يلم وطننا وشعبنا اليمني بلطفه وعنايته..
واهمٌ من يرى عنا تراجعاً..
يا سبتمبر..يا أكتوبر..
واهمٌ من يرى عنا تراجعاً او مايسمى فك الارتباط يا مايو العظيم.. إلاّ في رؤوسهم فقط..
لان هذا الحدث الجوهري الذي صنعه اليمنيون أتى بهودج الحرية، مشتعلاً بلهيب ارادة الجماهير اليمنية قاطبة..
فالوحدة اليمنية ليست شوراً وقولاً ..بل هي مصير وقدر الشعب اليمني ..
ولانها كذلك.. فهي الجذع والمنبع الجامع لليمنيين.. فهي التي سوف تملي ماهية التشكل على الذين يرضعون على الهامش زيف قامتهم المنصوبة على جدار التبعية، والهيمنة الاقليمية والخارجية.. والواقع هم الخشب المسندة التي لاتعرف شعبنا العظيم..
فكل الهامشيين سوف يسقطون، وسيبقى الجذع الحي الذي استقام على اصل ثابت من عمق التاريخ اليمني ..
وحدة ابدية مهما تآمر عليها المتآمرون..
فالقاعدة التي التحمت بالقمة أعلنت قبل ذلك وجهتها القدريّة..
وهذا العام اظن انه اكبر محطة امتحان للشجرة اليانعة التي جمعت اليمنيين.. من قبل اعداء الوطن وضعفاء النفوس ورغم ذلك يتم بإيعاز من قبل الكارثة هادي وعربان الخليج..
الاّ اننا كشعب يمني نثق بقدسية هذا الثبات لانه اكبر نضال ناضل لأجله الشرفاء والعظماء من الشعب..
وأغلى مكسب لليمن كله..
|