الميثاق نت -

الأحد, 22-مايو-2016
علي الأشموري -
يحل علينا العيد الوطني للوحدة وقيام الجمهورية اليمنية الـ26 وقد شهد الوطن والمواطن أخطر مؤامرة في التاريخ القديم المعاصر خلال عام ونيف استخدمت فيها السعودية و17 دولة اخطر الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً وفُرض على الوطن وشعبه حصار من الجو والبر والبحر، فقُتل الطفل واستشهدت المرأة والكهل ودمرت البنى التحتية ووصلت الجراح إلى كل منزل في ظل صمت دولي مطبق تحولت خلاله القوانين الدولية والاعراف والمواثيق الإنسانية إلى مزاد على موائد اللئام و»خزناتهم« فسميت بالحرب المنسية.



الربيع والثورات الملونة

> وكما هو رجل المواقف فقد آثر الرئيس الفذ علي عبدالله صالح تسليم السلطة حقناً لدماء اليمنيين رغم الشرعية التي يمتلكها والسلاح والجيش والأمن، ومقومات الدفاع.. لكن الربيع »العبري« سرعان ما انكشف وتبددت خيوط اللعبة الداخلية- الخارجية التي نفذ فصولها »كومبارس« فنادق الرياض هادي وشلة الطامحين إلى »الكرسي أو الموت« والعملات المدنسة فكانت المعادلة »للمهلكة« ومرتزقتها من الداخل والخارج تسعى وبكل وقاحة إلى تدمير كل منجز شيد خلال العقود الماضية، فالشعب اليمني يمتلك رصيداً حضارياً لأكثر من عشرة آلاف عام، لكن انعكست الآية واصبح المال البديل عن كل القيم الإنسانية واصبحت اسرائىل شقيقة ومقاومة والشعب اليمني ارهابياً في نظرهم، ووقفت الجامعة »العبرية« مباركة للعدوان غير المبرر على اليمن، ووقفت الأمم المتحدة أمام الجنون والطيش السعودي ومرتزقته تراوغ وتراوح »بخطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف« في جنيف 1 و2 ومشاورات الكويت التي اصبحت مناورة في ظل العولمة ومشروع الشرق الأوسط الجديد فظهر من العباءة السعودية الأقزام و»البنكوت العفن« الذي حشدهم مع كومبارس الإعلام المتسعود الفاشل بحجة »الشرعية« الميتة الغرض.. »الشرعنة« لتدمير اليمن الإنسان والحضارة في ظل »العولمة ومشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة« وتعود حليمة إلى عادتها القديمة..

ولضرب اليمن حتى تعود ما تسمى بـ»الشرعية« المنتهية منذ عامين إلى احضان العروبة؟!!

ومحاولة تسوية اليمن بالأرض من اجل ذلك بشروط تعجيزية والمعادلة المضحكة في الطرف المقاوم الآخر محاولة تسوية الأرض السورية المقاومة بالأرض إذا لم يرحل الأسد من سوريا وهو الشرعي.. ومحاولة تسوية اليمن بالأرض إذا لم يعد الفار هادي وحكومة فنادق الرياض!!

وانبطح بعض القوميين والاخوان المتفرخين من جلابيب السعودية »داعش والقاعدة« التي حشرت انفها في كل دول الربيع »العبري« بخطة قديمة استخدمت في المنطقة لكيفية تنفيذ مؤامرة »الثورات« الملونة في بعض الدول الاشتراكية والدول المقاومة.. فانكشف المستور للعالم ومن تحت الطاولة ظهرت إلى السطح المؤامرة واصبح الكيان الاسرائىلي هو حليف قرن الشيطان الذي وصل إلى مائة عام وصار قاب قوسين أو ادنى من الانكسار..؟!

ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لنجد سيناريو التقسيم والتمزيق للدول هو نفسه الذي تعرضت اليمن للمؤامرة والحروب الغرض منها نهب الثروات وجعلها »اقاليم« و»كانتونات« ضعيفة والمخطط التآمري يرمي إلى المحافظة على قيمة »الأخضر« الأمريكي من الاضمحلال والزوال والبقية تأتي على شعوب المنطقة..



عودة للمقارنة!!

في العام 1993م ظهرت رائحة عفنة انتقلت من الداخل إلى الخارج عبر المماحكات والمناكفات فواصلت السعودية تنفيذ أجندتها »الوهابية« بمساندة أبناء جلدتنا للأسف علنا فقد دخل السفير السعودي رافعاً العلم بمدرسة الجالية اليمنية في أديس أبابا بـ»موركاتو« دون استئذان السفير، فثار وكان رده قاسياً.. ورحم الله عميد السلك الدبلوماسي في أثيوبيا وأمين سر تنظيم الضباط الأحرار السبتمبري اللواء حسين الغفاري، وتطورت الأمور، فكان الملك حسين ملك الأردن الراعي للملمة الشمل اليمني..

ورغم خطاب البيض الناري رجع مع أعوانه الكومبارس ليس إلى اليمن حسب الاتفاق وإنما إلى السعودية لجلب »العملة« من الباطن، والظاهر أداء العمرة؟!

فالانفصال المبيت والمدفوع الأجر لـ»كومبارس« 94م انكشفت عورة السعودية بإرسالها جنوداً وضباطاً سعوديين ذوي بشرات ناعمة وبدلات وعلامات واضحة سعودية وذقون مسترسلة وساعات في الأيادي اليمنى وظهر الجيش السعودي في المكلا، وجرت المعارك وكان الرئىس صالح والشعب من ورائه يطاردون المرتزقة ودارت حرب ضروس انتصرت فيها الوحدة اليمنية التي كانت حلم كل يمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ففر الانفصاليون بعد نهب البنوك والاستيلاء على ما خف وزنه وغلى ثمنه..

ولأن كاتب السطور عمل مع الاستاذ القدير محمد هاشم الشهاري عام 86م فقد هاتفني ذات مرة بعد عام تحديداً وطلب لقائي بعد اعتذاره عن عدم المشاركة في لجنة إعداد المناهج وهو بالمناسبة أول من وضع المنهج المدرسي في سبعينيات القرن الماضي.. لـ»الجمهورية العربية اليمنية« آنذاك وحدثني وكان معي الزميل محمد أنعم، عن السبب الرئيسي لاعتذاره عن عدم المشاركة في لجنة المناهج، وعلى الفور قال: هل أكتب لديكم في »الوحدة« فقلنا نعم قال يكفيني صفحة اسبوعية ومن حينها استمر في الكتابة حول المناهج وبانتقادات حرف مسار عقول الأجيال.. واستمر في الكتابة لسنوات حتى وافاه الأجل رحمه الله..

اليوم عيد وطني للجمهورية اليمنية نحتفل به كشعب وجيش ولجان شعبية وقبائل وكل الأطياف السياسية الشريفة، والعالم »المادي« يخوض ضد اليمن حرباً ضروساً وهي الحرب الكونية الثالثة بأحدث الطائرات والأسلحة الفتاكة، لكن العدوان وحّد اليمنيين فخاضوا ويخوضون الحرب ضد المرتزقة والـ»شذاذ الآفاق« والمنتفعين من الداخل بحجج واهية لا يقبلها عقل ولا منطق، وكما هي عادة اليمنيين الصامدين فقد سطروا خلال عام ونيف بطولات اسطورية ستدرس في الجامعات..

فَيَدٌ ممدودة للسلام لا للاستسلام، والأخرى ضاغطة على الزناد، فالأرض تدافع عن صاحبها إلى جانب الكلاشينكوف أمام اعتى الأسلحة المحرمة دولياً، والوطن والشعب قد افرز في كل الميادين مَنْ العملاء ومَنْ الوطنيون، ولا عزاء للمرتزقة والمعتدين وأذنابهم، وعاش اليمن والزعيم.. والقائد والجيش واللجان الشعبية والصامدون على الأرض من كافة الطوائف احراراً أباة مهما ماطل محاورو فنادق »الرياض« وتهربوا من الحوار في الكويت الشقيقة مشكورة من الشعب الصامد والمرابط، والشكر موصول من كافة أبناء اليمن الواحد إلى حكيم العرب السلطان قابوس، سلطان سلطنة عمان.. وتحيا الجمهورية اليمنية حرة أبية واحدة في عيدها الوطني ومن نصر إلى نصر سلماً أو حرباً للخروج من العباءة السعودية، فالتاريخ لن يظلم أحداً، فالشعب والزعيم أبو أحمد والقائد أبو جبريل واللجان الشعبية والقبائل الصامدون صمود عيبان ونقم والنهدين سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه.. أما من استجلبوا العداون فإنهم سيدخلون مزبلة التاريخ لا محالة، لأن الشعب قد شب عن الطوق، وتحية لسيد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله وللمفكر العربي الراحل هيكل والعروبي المفكر الصادق إبراهيم عيسى والمفكر يوسف الحسيني وللقلم النابض بالعروبة صاحب القضية عبدالباري عطوان..

وكل عام والشعب اليمني في تقدم وازدهار

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46103.htm