الميثاق نت -

الأحد, 22-مايو-2016
علي محمد الزنم -
ونحن نحتفل بالعيد الوطني الـ26 لقيام الجمهورية اليمنية في ظل هذه التعقيدات الكبيرة والأحداث التي فرضت علينا، من المعيب أن نتحدث خلاله عن مستقبل الوحدة اليمنية وبمعنى أدق كأننا نتحدث عن مشروع يوشك على الانهيار- لاقدر الله.. ومن باب المكاشفة والمصارحة ومن خلال التداعيات التي يشهدها الوطن وتهديد أعظم منجز للشعب اليمني هل يمكن القول إننا فشلنا فيه ولم نستطع طيلة ربع قرن من الزمن أن نرسخ مفهوم الوحدة اليمنية بشكلها وأبعادها الوطنية والدينية وتصبح جزءاً مهماً من ثقافة الشعب اليمني وخيار لارجعة عنه؟! أم أننا غرسنا مفاهيم سلبية رافقت عمر الوحدة وعلقت في ذاكرة إخواننا في المحافظات الجنوبية والشرقية ومنها أن الوحدة فيد ونهب للأراضي والممتلكات العامة والخاصة، وخلقنا حلقات قوية وحلقات أضعف في تلك المحافظات حتى تحولت الوحدة من حلم جميل ناضل الكثير وتطلعت إلى إنجازه جماهير الشعب اليمني شمالاً وجنوباً الى كابوس مرعب وبصورة ألَّبت علينا الصديق قبل العدو وهنا يجب أن نعترف بشجاعة بأن الأمور لم تعالج بشكل صحيح بعد حرب صيف 94م وأنا أعد كتاباً كاملاً عن الحرب ووثقت كل مجرياتها وأهم المواقف العسكرية والسياسية.. وما يحز بالنفس أن معظم من شوهوا صورة الوحدة اليوم أصبحوا هم الشرعية، عموماً لن نرمي الكرة في ملعب أحد ونقول جميعنا أخطأنا لأن النتيجه كانت مخيبة للآمال مؤداها تهديد خطير جداً على مستقبل الوحدة اليمنية المباركة وقد يأتي طرف آخر يقول بأن المؤامرة الأقليمية وتحديداً من دول الجوار كبيرة ونسلّم جدلاً بذلك لكن لو وجد وعي شعبي وإيمان حقيقي بأهمية الوحدة الوطنية وأصبحت ثقافة لدى الأجيال الحاليه لتخلصنا من الكثير من عقد الماضي ولما وجدت السعودية وحلفاؤها حاضناً قوياً للاستجابة الفورية لمشروع الانفصال الذي أصبح يطرح بجرأة في هذه الأيام بعد تكالب قوى الشر والعدوان ومشروع الاحتلال الجديد وحروب داخلية طاحنة وزاد الأمور تعقيداً تواجد القاعدة وداعش وإن كانوا لايؤمنون بالانفصال لكن كلها أمور تنهش في جسد الوحدة الوطنية فأصبحنا نتحدث باستحياء عن مستقبل لمشروع وطني عربي قومي إسلامي أسمه الوحدة اليمنية وكلنا أخطأنا من حيث أردنا الإصلاح.. وختاماً هناك من يقول بأن الوحدة اليمنية ليست مسألة دين أو موت وحياة، وبالتالي المسألة نسبية قابلة للانفصال أو البقاء لكن بقالب آخر.. ورأيي الشخصي أن رهاننا لا يمكن أن يُبنى إلا على المواطن ومن خلاله فهو من سيتمسك بالوحده ويناضل من أجل الحفاظ عليها رغم كل الظروف، ونعيد مفهوم الوحدة بصورتها الجميلة لدى الشعب اليمني وإقناعه بأهميتها بعيداً عن أخطاء الأشخاص أم أن الصورة المعتمة أصبحت هي السائدة لدى إخواننا في جنوب الوطن لأنني أؤمن بأن الحروب لا تخلق تعايشاً ولا وحدة مستقرة، فالحوار وصياغة مفهوم الوحدة المبنية على الشراكة الحقيقية والمتزنة هي الحل متى ماصدقت النوايا.

٭ رئيس الدائرة السياسية بفرع المؤتمر بمحافظة إب
عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46115.htm