كلمة الميثاق -
مشاورات الكويت بين الوفد الوطني ووفد الرياض والتي تجري برعاية أممية تضعنا أمام تساؤل عن حقيقة ما الذي عمله التدخل الخارجي الإقليمي والدولي لليمن.. وما الذي ألحقه في السنوات الخمس سلباً لإخراجه من أزمته؟! الجواب لا شيء إن لم يكن هذا التدخل أسهم بفعالية في نقل اليمن من الأزمة الى الكارثة والحرب السعودية العدوانية الوحشية الغادرة والشاملة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وماتزال مستمرة في منحى تصاعدي للشهر الخامس عشر دون توقف ولو لساعة واحدة عن سفك دماء اليمنيين وتدمير كل ما يمت لحياتهم ومعيشتهم بصلة.. البنية التحتية والمنشآت الخدمية والاقتصادية التنموية.. جميعها تتعرض لتدمير ممنهج من العدوان السعودي.. المنازل، المدارس، والمستشفيات، والمصانع والموانئ ومحطات الكهرباء والطرقات والمزارع.. الآثار والمنشآت السياحية والرياضية حتى دور الرعاية الاجتماعية.. كل هذا مصحوباً بحصار بحري وجوي وبري.. إنها حرب إبادة لشعب حضاري تاريخي عريق مسالم.
وبعد أكثر من عام على هذا العدوان والغزو والاحتلال تأتي مشاورات الكويت التي استبقت بإعلان الأمم المتحدة وقف إطلاق النار، ولكننا في زمن المفاهيم والمعاني المعكوسة وعلى هذا النحو تعاطى معه العدوان السعودي والمتحالفون معه..
مشاورات الكويت تقترب من إكمال شهرها الثاني وبدلاً من تثبيت وقف إطلاق النار يجري التصعيد من تحالف العدوان وبوتيرة طردية مع أحاديث ولد الشيخ خاصة فيما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الذي يعي المعتدون أن نسبة نجاحه 80-90٪.. فضاعفوا الغارات الجوية والتحشيد والمواجهات بذات النسبة.. وهكذا عندما يتحدث عن الوضع الإنساني يضاعفون الحصار على الشعب اليمني، وعلينا أن نتصور حال شعب يُمنع عنه ما يسد رمقه ويخفف من آلامه وأوجاعه.. وكيف الحال بسكان المناطق الساحلية التي تتجاوز فيها درجة الحرارة الـ50 درجة مئوية.. صحيح أن الشعب اليمني كله يعاني للعام الثاني على التوالي من العدوان السعودي وحصاره الجائر، لكن أبناءه في هذه المناطق وضعهم الإنساني مأساوي وكارثي، ومع ذلك يمعن العدوان في حقده ووحشيته.. دمر الموانئ ومحطات الكهرباء ومنع سفن الوقود من الرسو، وكل هذه الحرب القذرة تجري ومشاورات الكويت تتواصل، وكأن الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني لا تعنيهم، والأبشع من ذلك أن المجتمع الدولي بمنظمته ودوله الديمقراطية ومؤسساته الحقوقية والإنسانية جعلتها المصالح والمال النفطي السعودي تصاب بالعمى والصمم وموت الضمير.. خلاصة القول: إن مشاورات الكويت المراد منها تمكين العدوان من تنفيذ مخططاته الدموية التدميرية وتحقيق أهدافه المتمثلة بإبادة الشعب اليمني وتقسيم وطنه، وذلك هو سقف هذه الحرب العدوانية..
الشعب اليمني دفع ويدفع الثمن، وكلما عظم الثمن عظمت نتائجه على آل سعود والمتحالفين معهم في عدوانهم على اليمن.. وعلى المجتمع الدولي أن يعي هذه الحقيقة ليتحمل واجبه القانوني والأخلاقي والإنساني ويوقف هذه الحرب العدوانية الهمجية على الشعب اليمني قبل ان تحترق المنطقة برمتها.