الميثاق نت -

الإثنين, 30-مايو-2016
حاورها في الكويت/ توفيق عثمان الشرعبي - تصوير/ نبيل العياني -
الدكتورة عبير أحمد قائد -باحثة يمنية- استطاعت ان تنتقل عبر ابحاثها العلمية نحو العالمية بسرعة فائقة.. وكلما قدمت بحثاً زادت فرص استقطابها من قبل أبرز الجامعات العالمية.. تتلخص ابحاثها في تحويل الكائنات الحية الدقيقة الى مواد مهمة وعالية القيمة تستخدم في الصناعة خصوصاً الأدوية والطاقة.. صحيفة «الميثاق» التقت الدكتورة عبير أحمد قائد على هامش مؤتمر علمي في الكويت وأجرت معها لقاء لايخلو من الفائدة للقارئ ويعكس في نفس الوقت ماتمتلكه بلادنا من باحثين وعلماء ومخترعين ومبدعين أحبطتهم الصراعات .. فإلى تفاصيل الحوار



وقضايا ساخنة في الحوار التالي مع الشيخ صالح المخلوس الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عمران.. فإلى التفاصيل:



> قبل أن ندخل في تفاصيل البحث العلمي ممكن تقدمين نفسك للقارئ الكريم؟



- شكراً لكم ولصحيفتكم على هذه الاستضافة، أنا عبير أحمد قائد باحثة في الكائنات الحية الدقيقة والتطوير الحيوي حاصلة على الدكتوراة من الاكاديمية الصينية للعلوم وأعمل حالياً في جامعة جنوب افريقيا كمتفرغة للبحث العلمي.



> في الوقت الذي دولة الكويت تستضيف المشاورات اليمنية كانت ايضاً هناك استضافة علمية لباحثة عالمية من اليمن.. هل لك ان توضحي سبب تواجدك في الكويت؟



- حالياً متواجدة في الكويت بدعوة من معهد الكويت للابحاث العلمية للمشاركة بمؤتمر عالمي استمر لمدة أربعة ايام، وهو كنموذج لتحفيز الشباب المبتكر.



> الى أين ستعودين الى اليمن أم الى جنوب افريقيا؟



- أنا أعمل باحثة في جامعة جنوب أفريقيا متفرغة في الجامعة لعمل أبحاث علمية ولهذا من المؤكد اني سأعود الى الجامعة لمواصلة أبحاثي.



> كم ستظلين في الجامعة؟



- سنتان قابلتان للتجديد بحسب التفرغ العلمي والتعاون.



> وفي أي المجالات العلمية تتركز أبحاثك؟



- تتركز في مجالين بنفس الوقت جزء من البيئة وجزء من الصناعة بمعنى أقوم باكتشاف بكتيريا أو كائنات حية دقيقة لم يتم عزلها من قبل.. أو بكتيريا موجودة وأقوم بهندستها بحيث تعطيني الفعالية التي أريدها.



هذه الفعالية دائماً أركز عليها لأنها تحول لي المخلفات الموجودة في البيئة الى مواد مهمة وعالية القيمة تستخدم في الصناعة.. وهناك أكون قد أفدت جانبين، البيئي أي التخلص من المخلفات وأيضاً أحول هذه المخلفات لمواد عالية القيمة تدخل في الصناعة مثل صناعة الوقود الحيوي والمواد الصيدلانية وصناعات اخرى.



> هل هذا التخصص والبحث الذي تقومين به نادر في اليمن؟



- لا أستطيع القول انه نادر ولكنه شحيح، ولا أعرف أحداً في هذا المجال، لديّ زميل هو الآن في ماليزيا يجري ابحاثاً من هذا النوع لكن في مجال واحد هو تحويل النفايات الى وقود حيوي.. وهذا جزء مما أقوم به في أبحاثي التي أعمل فيها الى تحويل النفايات الى قيمة عالية ممكن استخدامها في أكثر من مجال وبالذات صناعة الأدوية.



> كيف وجدت القطاعين الحكومي والخاص بالنسبة للاهتمام بالمبدعين في بلادنا؟



- الاثنان أسوأ من بعض.. لا أحد يتبنى مبدعاً في اليمن، ظللت سنتين أبحث عمن يتبنى فكرة معينة من أفكاري فلم أجد.. وعندما عرضتها على جهة خارجية سرعان ماتم تبنيها وطلبوا مني الحضور فغادرت بلدي بعد أن عجزت فيها عن أن أبدأ.



> هل هذا هو سبب خروجك من البلاد؟



- طبعاً فلو استمررت لأحبطت، البلاد تمر بمرحلة حرجة وانا أيضاً في بدء حياتي ومن الضروري ان انطلق في مشواري العلمي وهذه مرحلة حرجة في حياتي تحتاج مني أن أتصرف تصرفاً سليماً ولا أظل «محلك سر».. الشباب اليمنيون أذكياء وفيهم مبدعون بجد ولو حصلوا على فرص ورعاية لتقدموا على أقرانهم في الدول الغنية..



> كيف وجدت شغف الشباب في الدول التي زرتِها بالعلم والابتكار؟



- رغم ماوفرت لهم حكوماتهم الا انهم في الغالب لايمتلكون الشغف للعلم والإصرار والمثابرة التي يتمتع بها اليمني.



> من الذي شجعك ودعمك لمواصلة هذا المشوار العلمي الذي ينبئ بعالمة ومبتكرة عالمية؟



- والدي حفظه الله هو الذي أخذ بيدي ودعمني كثيراً وواجه من أجلي عوائق وضغوطات مجتمعية، تحمل كل شيء وواجه كل التحديات من أجل مواصلتي لدراستي واستمراري في البحث العلمي.. ولا أنسى فضل والدتي.. وطبعاً والدي لم تواته الظروف لان يدرس ويتعلم وهو الآن يرى ماكان يطمح اليه في أولاده.



> هل تحبذين العودة الى وطنك لاستكمال مشوارك العلمي؟



- حقيقة أحبّذ العودة للعمل في وطني لكني خائفة.



> من أي شيء؟



- من الاصطدام بالواقع الذي لايعير العلم ذلك الاهتمام والتقدير الذي يفترض ان يكون.. كان عندي خطة وانا في الصين ان أعود الى بلدي لأخدم فيه وأعكس ماتعلمته على الواقع ولكني عندما عدت اصطدمت بالواقع وتعقيداته.



> هل لأنك امرأة؟



- لايوجد اهتمام بالمبدعين بشكل عام وخصوصاً البحث العلمي، زد على ذلك ان يكون الباحث امرأة فهذه معاناة مركبة أيضاً..



> كيف تنظرين لمعاناة المرأة اليمنية؟



- معاناتها يعني معاناة المجتمع بشكل عام، ومأساتها لاتفارقني سواء قبل الصراعات أو بعدها.



> ما الذي لو توافر للدكتورة عبير في بلدها ستعود اليه للعمل فيه؟



- طبعاً ان موظفة في القطاع الخاص بجامعة السعيد ومتفرغة حالياً للبحث العلمي وانت تعرف ان العمل في القطاع الخاص غير مستقر، ولو كانت الدولة متبنية لتخصصي وداعمة لابحاثي بكل تأكيد سأعود لخدمة بلدي، انا درست البكالوريوس والماجستير والدكتوراة على حسابي في الاكاديمية الصينية للعلوم وطبعاً انا دخلت بمنافسة على منحة للحصول على الدراسة في الاكاديمية الصينية وفعلاً فزت بالمنحة آنذاك.. حقيقة هناك الكثير أمثالي يتمنون العودة الى اليمن لخدمة وطنهم وشعبهم، هناك ثروة يمنية مبدعة مهدرة ومبعثرة في دول عدة في الخارج للأسف، الغير يستفيدون من خبراتهم وهذا الغير حقيقة ينظر لليمني بدونية..



نتمنى ان تستقر الأوضاع في بلادنا ونحصل على فرصة اهتمام بالعلم لنعود لخدمة وطننا.. نحن لانبحث عن المناصب في بلدنا، مانبحث عنه هو الاستقرار ومراكز أبحاث لنواصل مشوارنا العلمي مع طلابنا ونشر ابحاثنا والتعاون مع الجامعات الأخرى.. اعتقد ان بقاء كل مبدع أو عالم أو مخترع في الخارج يعود لانهم يشعرون بقيمتهم ويجدون من يدعمهم وينشر أبحاثهم.



وأؤكد لك انه لو كانت الاوضاع في بلادنا مستقرة وهناك اهتمام بالانسان اليمني وبمراكز الابحاث لوجدنا حلاً بسيطاً لمشكلة الطاقة ولمشكلة البيئة ومعالجة المياه، كل المشاكل التي تواجه بلدنا سهل حلها بالعلم والتعليم، وحقيقة بقدر ما في اليمن من مشاكل لديها الكثير والكثير من العلماء والمبتكرين القادرين على حل كل مشاكلها.. لدينا ثروة بشرية مليئة بالعلماء والمخترعين.. وأؤكد لك ان اليمن رغم المشاكل والصراعات القائمة لاتزال قادرة على الوقوف وتجاوز هذه المرحلة خصوصاً لو تم الاهتمام بالعلم ومراكز الابحاث.



> هل وضعت الدكتورة عبير جائزة نصب عينيها وتسعى للحصول عليها؟



- أكيد.. طبعاً جائزة علمية.



> ماهو جديدك في مجال البحث العلمي؟



- لديّ بحث علمي مهم سأنشره في شهر يوليو القادم ان شاء الله وهو حول شيء لم يُكتشف حتى الآن بمعنى بحث يحمل سبقاً علمياً مهماً وأثق انه سيلاقي اهتماماً عالمياً 100% ولديّ أمل بأنه سينقلني نقلة نوعية في المجال العلمي.



> كم يأخذ البحث العلمي من وقتك يومياً؟



- أكثر من 12 ساعة.



> هل لديك طموح للانتقال من جامعة جنوب افريقيا الى جامعات عالمية أكثر شهرة؟



- بكل تأكيد، وأتمنى ان تكون الى كندا أو أوروبا.



> ما الذي أخذته الدكتورة عبير من البحث العلمي وما الذي أخذه هو منها؟



- سؤال خطير.. هو أعطاني الكثير ومازلت في بداية حياتي العلمية ولديّ الكثير أستطيع أن اقدمه في البحث العلمي واعتقد ان ماقدمته حتى الآن لايصل إلى 20% مما أقدر على تقديمه في المجال العلمي وطبعاً لم يأخذ مني شيئاً..



> هواية تمارسينها؟



- ركوب الخيل.



> هل انتميت لأي حزب سياسي؟



- لا.. ولن أنتمي وهذا ماجعلني أكثر تركيزاً في أبحاثي العلمية.



> هل هناك مواقف أو مشاكل معينة تؤثر أو لها أثر في حياتك؟



- أتألم كثيراً أن أرى بلدي في هذا الوضع الصعب.. كما أتألم على طلابي الذين كنت ارى فيهم علماء في مجالات علمية مختلفة «لمياء- أفنان- نوف- محمد- فتحي- أيمن» وغيرهم من الشباب المبتكرين.. وأؤكد ان اليمن خسرت بهذه الاحداث في حدود علمي وعملي فقط 18 عالماً وعالمة.. كانوا طموحين ومثابرين بامتياز واليوم يلفهم اليأس والاحباط.



وعبركم أنصحهم بعدم اليأس وإدراك ان المعاناة تصقل المواهب وتحفز الهمم الشابة وتدفعهم لاثبات النجاح.



> كلمة اخيرة تودين قولها؟



- الشكر كل الشكر لوالدي ووالدتي اللذين تحملا من أجلي الكثير.. كما اتمنى من كافة اليمنيين ان يتجاوزوا الخلافات الغبية التي تدعو للكراهية والتفرقة والعنصرية، وتزيد الوطن دماراً..



هناك أوطان لديها خلافات أشد من خلافاتنا سواء في الاديان أو في السياسة لكنهم متعايشون بتناغم ولسان حالهم «لكم دينكم ولي دين» من أجل بلدانهم ونهضتها.. نحن في اليمن إذا استمررنا على خلافاتنا الغبية سنفيق على لا وطن ولادولة..أتمنى ان نفيق ولاتزال بلادنا بخير.. وبالعلم والتعليم نستطيع أن نقف من جديد ونتجاوز غيرنا.. ولو استغللنا هذا الاصرار على الصراع في الخير والبناء لكان خيراً..



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46188.htm