الإثنين, 30-مايو-2016
الميثاق نت -   عبدالله المغربي -
منذ شهرٍ وبضعة ايام غادر وفدنا الوطني العاصمة اليمنية صنعاء يحمل معه أمل إيقاف العدوان وفك الحصار عن الشعب الصامد لما يزيد عن سنة في ظل غاراتٍ هيستيرية وحربٍ بربرية وهجمةِ تحالفٍ همجية..

تحمَّل ابناء اليمن في الداخل معاناة الحصار وويلات الحرب والدمار ورفضوا كل المغريات التي عرضها كثيرٌ من المرتزقة على بعض الأبطال الصامدين في وطنهم ولم يخنعوا او يستكينوا ابداً ..

وظل مرتزقة الخارج مستمرين في حشد المرتزقة وقصف مواقع الجنود وجموع الوطنيين الحاشدة كل ذلك ليكسبوا الرهانات الخاسرة وحتى يعودوا الى جمهورية اليمن المُدمّرة، وبوضاعتهم المعهودة وانبطاحهم المشهود له نُشاهد الكثير منهم يمتدح من دمر منشآت بلاده وقتل ابناء وطنه وهدم دور أهله وأقاربه، ناسياً او متناسياً انتسابه لهذا الوطن واعتقاده أن ديانته التي يعتنقها ما زالت الاسلام ..!

وفي ظل مشاورات جارية بين وفدٍ وطني كان انطلاق الطائرة التي غادروا بها من مطار العاصمة صنعاء، وكانت طائرة مماثلة قد أقلت من ينعتون انفسهم بوفد الشرعية منطلقة من مطار عاصمة المملكة المعتدية وبأوامر ملكية ممن اعتدوا علينا وعلى بلدنا..

شدٌ وجذب ومدٌ وجزر واخذٌ وعطاء وتهديدٌ ووعيد واشتراطات وتنازلات ونقاط متعددات وسفراء دولٍ عظمى ودويلات وانسحابات وخروقات وصيغ ودراسات ولجانٌ كبرى واُخرى مُصغّرات منذ ما يزيد عن أربعة أسابيع ومازال المُتشاورون من الوطنيين والمرتزقة مُستمرين في مشاوراتهم واطروحاتهم ..!

في فنادق فخمة وغرفٍ فارهة يسكنون، وبحراساتٍ خاصة يمشون، وَمِمَّا لذ وطاب لهم يأكلون، ونادرون وقليلون جداً من فيهم يُحسون ولأوضاع البلد مُتابعون.. لا بأس يا وفد حكومة الارتزاق والترزق ولا بأس كذلك عليكم يا وفدنا الوطني دعوكم قليلاً من مشاوراتكم المملة ومباحثاتكم الطويلة ولتُتابعوا وتتبعوا اوضاع محافظاتٍ ساحلية وحال مواطنين من اصحاب الوجوه السمراء والقلوب الطيبة البيضاء .. ستجدون عندها ان حواركم المزعوم لا يريده هؤلاء، وشرعية المرتزقة لا ينتظرها ابناء تلك المحافظات، وحكومة الانصار العازمين على تشكيلها ان فشلوا او أفشلوا المفاوضات، ولا يود ذاك الذي يموت من شدة الحر ان يسمع بحزب الجماهير الشعبي العام ما دام ممثلوه لم يُفيدوه او يلتفتوا اليه..

الى المتشاورين والمتباحثين والباحثين عن المكاسب والكراسي والمناصب واصحاب سلطة الامر الواقع مكتوفي الايدي إلاّ من التعيينات وتقاسم ما تبقى في المخزون والخزانات عليكم أن تُدركوا جميعاً ان هناك يمانيين يموتون دون ذنب، وأن مواطنين يعانون الويلات ولا يجدون من يلتفت اليهم او حتى يشفق لحالهم .. هناك من يشكون ومن شدة الحر يبكون ولا يجدون أحداً يصغي إليهم.. يا هؤلاء جميعكم ألا ترحمون..

الى المتشدقين بشرعيتهم أنقذوا من قتلتم أقاربهم وابناءهم وهدمتم الدور على رؤوسهم وافعلوا ما يُخَفِّف حر الصيف عليهم ..

الى الوفد الوطني من الصامدين ممن خرجوا ليبحثوا عن إيقاف عدوان المعتدين.. انقذوا أبناءكم اليمنيين من كانوا ولا يزالون معكم والى جانبكم صامدين وللعدوان رافضين وإن حضر المرتزقة سترون انهم لهم المُقاتلون..

ولسلطة امر الواقع - المُكبلون- من لا يملكون من امر سلطاتهم سوى إقصاء كوادر وموظفين وإحضار آخر بعد اصدار قرار تعيين ، دعوا الصحفيين يوثقون واتركوا للحقوقيين حق الوصول الى مطار صنعاء الصمود لينقلوا صيحات اطفال اليمن ودموع أرامل البلد وبكاء اولاد الشهداء وأفسحوا المجال امام كاميرات القنوات والمنظمات ولا تمنعوا عن بلادنا ذلك وتكونون بذلك الفاصلين ليمن الايمان والحاجبين لصوت شعب الحكمة عن العالم الذي لم يعرف الكثيرون فيه أن جارة الشر ومملكة آل سعود يقودون حلف حرب للتدمير وعدواناً بربرياً وليُدركوا أنهم يُمعنون في قتل ابناء اليمن دون ذنبٍ يُذكر وبلا مسوغٍ يمنحهم حق الاعتداء .. ورغم ذلك كله يبقى كثيرون في كوكبنا غير مدركين كل ما يحدث في بلادنا والسبب - عقليات البعض ممن يَرَوْن ان كل صحفيٍ او باحثٍ أو حقوقي هو اداة لجهازٍ استخباراتيٍ ما تابعٌ لنظامٍ كافر ملعون "ٍ لا يمكن التعامل معه ..!

يا هؤلاء.. جميعكم - نعم دون استثناء - لِتُدركوا ان التاريخ لا يرحم وان زمانكم هذا سّيُدرّس للاجيال وسيذكركم المؤرخون ويكتب عنكم المثقفون ولا تنسوا النقد اللاذع للصحفيين والمدح للشعراء والسجع في كلمات الروائيين.. فعسى ان تتوحدوا لفعل شَيْءٍ قد يُكفّر عن سيئات بعضكم ويُحسن قبح وجوه البعض فيكم وسيزيد من اعتزاز الشعب بالوطنيين في هؤلاء جميعهم..

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46195.htm