مطهر الاشموري - أثقال ما تسمى المقاومة في المنطقة للمشاريع الأمريكية وهي مربوطة بإسرائيل أو عادة ما ترتبط بها كما حزب الله اللبناني وإيران تتحدث بوضوح عن أن التسويات الدولية في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد أو"سايكس بيكو2" حسمت. بمعنى أنه لم يعد يوجد خلاف دولي حول هذا المشروع بل إن التوافق الدولي بدأ الشروع في تفعيله أو تطبيقه بناء على التسويات الدولية وهذا التوافق بات يمارس تطويع أي رفض للمشروع أو المقاومة الرافضة.
الرفض أو المقاومة للمشروع الأهم من حزب الله أو إيران هو مستوى الرفض أو المقاومة شعبياً على مستوى الرفض أو المقاومة شعبياً على مستوى كل شعب وداخل كل بلد، والمفاوضة الأهم التي تجري خلال هذه التطورات والمستجدات هي بين المشروع بتسوياته وتوافقه الدولي بين الشعوب، ولنا قياس الاستجابات للمشروع في واقع العراق مثلاً "شيعة-سنة-أكراد" ومدى الوعي في دور إيران بالعراق ربطاً بالشيعة مثلاً!!
إذا نحن نتحدث عن الجانب الشعبي التلقائي في رفض أو مقاومة للمشروع في إطار كل بلد فإنه لم يوجد أو لم تتبلور قوة رافضة أو مقاومة للمشروع شعبياً في أي بلد كما في اليمن.
فيما القوى المصطفة مع النظام والمال السعودي تماهت مع الإرهاب وتداخلت به أو التحمت فالرفض أو المقاومة الشعبية للمشروع في اليمن تتعامل مع إعلاء الهوية الوطنية اليمنية، غير حالة العراق التي نجحت الطائفية المذهبية أو نجح الأخرون في تأجيجها أو فرضها أكانت السعودية أو حتى إيران وبوعي أو بدونه.
لم تلجأ الرياض ومن في اصطفافها تحالفاً خارجياً وداخلياً لاستهداف الوحدة اليمنية إلا من تسليمها بفشلها في اليمن في إنجاح الفتنة المذهبية أو المناطقية مقارنة ببلدان أخرى.
ومن انفعال أو تداعيات هذا الفشل اندفعت هذه الأقوال إلى أفعال رعونة وحمق ذات سفافة واسفاف لايحتمله حتى التفعيل الصراعي السياسي وفي نماذج الطرد والترحيل القسري مايمثل كجرائم وانتهاك لإنسانية الإنسان وبما لا يبرر حتى من مسعى وسعي الانفصال.
ومع ذلك فهذه الأفعال أو التفعيل أكد أن تماسك المجتمع اليمني ومستوى أو سقف الوعي الشعبي العام بات فوق أي قدرة على إنجاح مثل هذه الألاعيب واقعياً بالرغم من وقعها الصادم وآلامها الواسعة والعميقة.
حقيقةً ان وضع النظام السعودي كجار ومتراكم أعدائه واستهدافه لليمن جعله يمارس إرهاباً بما لم يمارسه في بلد بالمنطقة والعالم ويستهدف اليمن بمشاريع عدة ممولة ولذلك فمواجهة العدوان السعودي على اليمن وارهابه ومخططاته لتمزيق اليمن هي الاصعب من مواجهة أي مشروع آخر خارجي أو دولي كما مشروع الشرق الأوسط الجديد وبغض النظر عن وجوه توافق أو تطابق له مع هذه المشاريع.
مقابل ذلك فالمشاريع العدائية السعودية تجاه اليمن في عهد الأئمة وفي ظل الأممية وقبل وبعد الوحدة أنتجت متراكم استنفار وجاهزية لدى الشعب اليمني للمواجهة في أي لحظة وهذا الاستنفار والجاهزية يستعمل وسيستعمل تلقائياً لمواجهة ماهو استهداف لليمن في المشروع الدولي، ويكفي أن تفضي مشاريع العداء السعودي بما في ذلك العدوان ولو لمثل هذه الإيجابية وعلينا الاعتراف بأن أعداء النظام السعودي لليمن ومشاريعه العدائية رفعت كفاءة الواقع والشعب تلقائياً للتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الجديد أو لمواجهته..
|