لقاء/ محمد احمدالكامل -
في اطار رسالتها الإنسانية ومسئوليتها الاجتماعية قامت صحيفة «الميثاق» بتسليط الضوء على موضوع الجرحى والمصابين جراء العدوان البربري وذلك في حوار خاص مع الدكتور علي الشامي- مدير عام مستشفى القدس العسكري- والذي تحدث لنا عن حالة الجرحى والمصابين في المستشفى وما يحظون به من رعاية خاصة وما تم تقديمه لهم.. وتطرق الى ما تعانيه المستشفى من مشاكل وكيفية التعامل معها في المرحلة الراهنة، وسعي المستشفى للعمل بما يُعرف بنظام الجودة الطبية الشاملة.. فإلى تفاصيل الحوار:
♢ في البداية ترحب بكم صحيفة «الميثاق» دكتور علي وتشكركم على اتاحة هذه الفرصة ونبدأ حوارنا بالسؤال الأهم وهو مسالة الجرحى والمصابين.. كم يبلغ عددهم في المستشفى؟
- نرحب بكم في مستشفى القدس العسكري إحدى مستشفيات دائرة الخدمات الطبية العسكرية، ونجدها فرصة سعيدة ان نتحدث الى صحيفتكم الرائعة والرائدة «الميثاق» ونشكركم على هذه الزيارة واهتمامكم بموضوع الجرحى..وللاجابة على سؤالك عن الجرحى والمصابين في المستشفى فأعدادهم في تفاوت نسبي من يوم الى آخر بحسب الوضع الميداني والاحداث حيث هناك حالياً ما يقارب (60) جريحاً ومصاباً موزعين بين اقسام الجراحة واقسام العظام، مع العلم ان هناك من تعافى وتحسنت حالته، وقد يغادرون المستشفى قريباً.
♢ هل يحظى الجرحى بالرعاية اللازمة من قبل المسؤولين.. وما الذي تم تقديمه لهم في هذا الجانب؟
للأمانة.. اللجنة العليا لرعاية الجرحى لم تقصر فهي تتردد بشكل دائم لزيارة الجرحى وهناك ايضاً مندوبون ومشرفون سواء من اللجنة العليا لرعاية الجرحى او اللجنة الثورية متواجدون على مدار الساعة في المستشفى لرعايتهم بشكل خاص وتقديم ما يلزم مثل توقيع عقود علاجية مع بعض المستشفيات والمختبرات والمراكز الصحية في حالة عدم توافر ذلك لدينا بحيث يتم نقلهم مباشرة بسيارة اسعاف خاصة بالجرحى الى الأماكن التي يحتاجونها وتتوافر فيها الخدمة الطبية اللازمة.
♢ من خلال تقييمكم للحالات هل هناك حالات نقلت للعلاج في الخارج والى اين ان وجد ذلك؟
- نعم هناك بعض الحالات من الجرحى نُقلوا الى خارج الوطن لاستكمال العلاج وذلك بعد ان تقوم لجنة خاصة في هذا الجانب بعمل استمارات طبية للحالات التي تستدعي ضرورة السفر خارج الوطن لتلقي العلاج، واعتقد أن جزءاً منهم سافر عن طريق سلطنة عمان ولكن في الحقيقة لا اعرف الى اين بالضبط.
♢ ما المشاكل والصعوبات التي تواجهها المستشفى بشكل عام؟ وكيف تتم معالجتها؟
- حقيقة هناك مشاكل كثيرة مع ان بعضها قد حُل وأخرى في طريقها الى الحل بالتعاون مع قيادة الخدمات الطبية مثل مشكلة تسوية الحافز مع المستشفى العسكري او إشكالية المتعاقدين السابقين وما يتقاضونه من مرتبات ضئيلة تصل الى عشرة آلاف فقط، هذه مشاكل تم حلها، وهناك أخرى كما قلت نعمل على حلها مثل مسألة المساواة في بدل الاستلام لان الممرض يتقاضى 500ريال فقط كبدل استلام في مناوبة واحدة، كذلك مشكلة النفقة التشغيلية القليلة جداً وربما تندهش لو عرفت انه وضمن خطة التطوير والتحديث للمستشفى توسعة القدرة السريرية بسعة 130 سريراً فيما الميزانية التشغيلية العامة 700 الف ريال فقط شهرياً، هذه مشاكل وأخرى قضايا مرفوعة أمام الأخ مدير الدائرة المالية ونحن على ثقة من قيادة الخدمات الطبية في معالجة هذا الامر..
أما الجانب التجهيزي والفني فنحن بتوجيه من الخدمات الطبية قمنا بعمل خطة تحديثية للمستشفى في الجانب الفني والبشري عبر ادخال كوادر طبية وتمريضية شابة واختصاصيين وجراحين وأطباء تخدير او أطباء عموم، حيث تعاقدنا مع سبعة أطباء عموم وأيضاً تفعيل وتشغيل قسم الولادة والذي كان مغلقاً نتيجة مغادرة الطبيبة الروسية فتعاقدنا مع ثلاث طبيبات يمنيات وقابلتين هذا بالإضافة الى برنامج مجمع 48 الطبي وهي هنا فرصة لشكرهم حول ما يقدمونه لنا من دعم سواء من خلال تنفيذ خطة برنامج الجودة الطبية الشاملة او تزويدنا بالنظام الالكتروني او ما يعرف بنظام الخدمة الطبية الالكترونية وذلك بتوفير ثلاثة أجهزة حاسوب مع تمديد الشبكات ومازال البرنامج مستمراً بالتعاون بيننا وبينهم من خلال التأهيل والتدريب لبعض الكوادر الطبية الشابة.
ونظراً لمغادرة الكادر الاجنبي البلاد بالاضافة الى ان اغلب الكادر التمريضي الموجود في المستشفى هم عبارة عن كوادر طبية بشهادات الخبرة لذا اضطررنا لاستيعاب حوالي 50 طبيباً وممرضاً- تعاقد- سواء من الجانب المدني او من المتعاقدين الذين تم تحويلهم من الوحدات الطبية العسكرية الاخرى وبالتالي اصبح لدينا قاعدة تمريضية ممتازة في المستشفى ما سينعكس ايجاباً على حالة المرضى بشكل عام.
♢ تكلمت ايضاً عن برنامج الجودة الطبية الشاملة.. ماذا تقصد به؟
- نظام الجودة الطبية الشاملة هو العمل وفق سياسات طبية حيث ان كل عمل له ملفات سياسية طبية بأصول ثابتة لا احد يخرج عنها سواء طبيباً او مخدراً او ممرضاً او حتى اداري وهو نظام يُعمل به في مستشفى 48 الطبي والذي تصل تكلفته الى مليون دولار، هذه الفكرة قام الأخوة في مجمع 48 الطبي مشكورين بنقلها وتنفيذها في مستشفى القدس العسكري، وهي فرصة لمناشدة وزارة الصحة إلزام المستشفيات العسكرية والمدنية والخاصة بالعمل بالجودة الطبية الشاملة حتى يضمن المريض في بلادنا الحصول على رعاية كاملة وحقوق وافية، فبدون نظام الجودة الطبية الشاملة هو هدر للمال العام وللصحة وهو أيضاً سبب في اتجاه كثير من المرضى للاسف الشديد الى دول مجاورة للعلاج.
♢ كيف يتم التعامل مع الحالات الحرجة من المصابين والجرحى ؟
- في الحقيقة بعد خروج المريض من غرفة العمليات لا يتحول الى القسم إلا بعد ان يصحو تماماً وبنسبة 100% وهنا أعددنا غرفة الإنعاش بأجهزة تنفس مستقلة بدون الحاجة الى نظام الشبكات الطبية، صحيح ليست فعالة 100% لان بعض الأجهزة تحتاج لنظام الغازات الطبية عبر محطة الغازات والتي نحاول قدر الإمكان تشغيلها في أقرب فرصة.
♢ ما تقييمكم لدور المنظمات الدولية ذات العلاقة فيما يخص الجرحى والمصابين؟
- في الحقيقة زارتنا إحدى المنظمات وبعد ما شاهدوا المستشفى وشرحنا لهم وضعنا كانت الإجابة سلبية ومحطمة لنا، اذ قالوا لماذا لا تنقلون المستشفى من هنا؟ أنتم تعرفون ان هذا المكان مستهدف، وبالتالي اتضح لنا ان الموضوع ليس موضوعاً طبياً فقلنا لهم إذا كنتم تريدون نقل المستشفى اقترح نقل اليمن الى دولة اخرى.
♢ كلمة اخيرة تودون قولها؟
- اشكر اهتمامكم بقضايا الجرحى وزيارتكم إلى مستشفى القدس العسكري.. والشكر ايضا للأخ القائم بأعمال وزارة الدفاع ونائب رئيس الاركان وما تقدمه لنا وزارة الدفاع من دعم والذي نأمل ان يظل مستمراً طالما هناك حاجة لذلك.. لدينا طموحات طبية كبيرة فنحن نسعى للعمل بنظام الجودة الطبية الشاملة صحيح ان هذا النظام تكلفته المادية عالية لكننا مصممون على ذلك وقد بدأنا في ذلك بالتعاون مع الاخوة في مجمع 48، ونتمنى تطبيقه وتنفيذه بشكل كامل.
|