كلمة المبثاق - الحرب الإعلامية التي يشنها العدوان السعودي على اليمن لا تقل جرماً عن الطائرات والبوارج وما تطلقه من صواريخ وقنابل موجهة وذكية وغبية تقليدية ومحرمة دولياً من فراغية وعنقودية وغيرها من أدوات الموت والدمار الشامل التي أمطرت ومازالت الشعب اليمني وبنيته التحتية ومنشآته الخدمية والتنموية والاستثمارية.. فلم تُبْقِ على شيء إلاّ وطالته.. البشر والحيوان الشجر والحجر طوال أكثر من سنة وشهرين، ولكن وأمام صمود الشعب اليمني وتصدي ابنائه الأبطال الميامين في الجيش واللجان الشعبية لم تحصد إلاّ الفشل والهزائم والخزي والعار.
ومع هذا كله يبقى دور الماكنة الإعلامية المعتمد على الكذب والزيف والتضليل للمعتدي السعودي وتحالفه والمشاركين معه في الحرب الوحشية الإرهابية الغاشمة هي الأخبث والأشد بشاعة.. وبقوة الحقيقة والمصداقية التي انتهجها الإعلام اليمني بإمكاناته المحدودة وأدواته البسيطة تصدَّى لعواصف وأعاصير الدجل والخداع والتضليل المقصود مع سبق الإصرار والترصد.
وهنا تبيَّن الدور القبيح للخطاب السياسي والإعلامي للعدوان في هذه الحرب القذرة الشاملة على اليمن، وفي هذا السياق جاءت الاشارة الى ذلك الخطاب في بيان الوفد الوطني بمشاورات الكويت، واضعاً الشعب اليمني أمام حقائق مجريات هذه المشاورات وكذلك الرأي العام العربي والدولي، فاضحاً ما يروج له الخطاب المضلل للعدوان من فبركات وتسريبات أقل ما يمكن القول عنها إنها عارية عن الصحة ولا أساس لها وتهدف إلى التغطية على ما يقوم به وفد مرتزقة الرياض من جهود لإفشال هذه المشاورات والتي باتت جلية بعد طول المدة التي اتخذتها وأصبح استمرارها مع طرف خان وطنه وباع نفسه للشيطان مقابل حفنة من المال النفطي المدنس ضرباً من العبث والعدمية بعد إهدار كل هذا الوقت الذي خلاله كان وفد المرتزقة ومعهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يعملون على إيهام العالم بأن هناك محادثات جدية لإيجاد حل سياسي سلمي لما سموه بـ«الأزمة اليمنية»، في حين اليمن واليمنيون- الوطن والشعب- يتعرضون لعدوان سعودي تحالفي إقليمي ودولي غير مسبوق وحصار شامل دون أي مسوغ قانوني.
لقد قالها الوفد الوطني في بيانه الأحد، أنه أراد من البداية حلولاً موضوعية وقدم خلال المشاورات مقترحات وافكاراً ورؤى تفصيلية في كل الملفات والقضايا والموضوعات المطروحة على طاولة مشاورات الكويت وفقاً للمرجعيات التي على أساسها تُعقد هذه المشاورات وهي مطروحة للنقاش من أجل الخروج بحلول توافقية.. في حين أن وفد الرياض جاء فقط ليراوغ ويماطل ويهدر الوقت وفقاً لأجندة أسياده، ومثله الأمم المتحدة التي ظل ومازال ممثلها يلعب دوراً متماهياً مع وفد الرياض ليتضح أنه ليس فقط هو الخاضع لإرادة المال السعودي وإنما أيضاً أمينها العام بان كي مون الذي اعترف بنفسه أن قرار إخراج السعودية وتحالفها العدواني من القائمة السوداء لقتلهم أطفال اليمن كان بسبب ضغوط هائلة تعرضت فيه المنظمة الدولية لإغراءات وابتزاز المال النفطي السعودي.
ويبقى الأهم في بيان الوفد الوطني الموجَّه بدرجة رئيسية الى ابناء شعبنا، تأكيده على أن أي حل لا يؤدي الى وقف للحرب العدوانية الشاملة على اليمن والى رفع الحصار الجائر والتوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ولجنة عسكرية وأمنية لن يكون مقبولاً من الشعب اليمني الذي عانى كثيراً من وحشية هذا العدوان الغاشم.
|