محمد عبده سفيان -
يعيش شعبنا اليمني أوضاعاً مأساوية منذ اندلاع ماسُمي بـ(ثورات الربيع العربي) مطلع العام 2011م والتي أثبتت الوقائع والاحداث وبالأدلة الدامغة أنها مؤامرة صهيوأمريكية لتدمير الدول العربية وقدراتها العسكرية والأمنية والاقتصادية وتمزيق النسيج الاجتماعي لشعوبها على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي كمقدمة لتنفيذ المخطط الصهيوني العالمي الذي أفصح عنه الرئيس الامريكي السابق بوش الابن (الشرق الأوسط الجديد) والذي يتضمن اعادة تقسيم دول الوطن العربي الحالية الى دويلات صغيرة على اساس طائفي ومذهبي ومناطقي ويجري تنفيذه بوتيرة عالية في وطننا اليمني وسوريا وليبيا والعراق بتمويل من آل سعود وحلفائهم بعض حكام امارات الخليج العربي.
ماحدث ومايزال يحدث حتى اليوم في اليمن من ازهاق للارواح البريئة وسفك للدماء الزكية وتدمير ممنهج لكافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسستان العسكرية والأمنية بدءاً بما سمي (اعادة الهيكلة) وانتهاء بالعدوان الغاشم والجائر الذي يشنه آل سعود وتحالفهم من انظمة الشر العربي والعالمي منذ شهر مارس 2015م والذي استهدف ومايزال يستهدف بشكل أساسي تدمير القدرات العسكرية البشرية والأسلحة والبنى التحتية للقوات المسلحة والأمن الى جانب البنى التحتية الاقتصادية والتنموية والخدمية والتعليمية والثقافية والرياضية وكل مقومات الحياة.
مخطط الشرق الأوسط الجديد تتجسد ملامحه على أرض الواقع في وطننا اليمني من خلال العدوان السعودي والحرب المجنونة التي تدور رحاها في عدد من المناطق بين أبطال الجيش المسنودة باللجان وبين الميليشيات التابعة للخائن الفار هادي ومايسمى بـ(الحراك الجنوبي الانفصالي) وحزب الاصلاح والناصريين والاشتراكيين والجماعات السلفية المتطرفة وتنظيمي القاعدة وداعش وأنصار الشريعة والمدعومة من السعودية وحلفائها بالمال ومختلف انواع الأسلحة وبغطاء جوي وبحري من الطائرات الحربية إف 16 والآباتشي والزوارق الحربية ومن خلال الشحن الطائفي والمذهبي والمناطقي وإثارة الاحقاد والضغائن بين ابناء الشعب اليمني والذي اتضح بعمليات التهجير القسري لابناء المحافظات الشمالية من عدن ومن خلال تواجد القوات الاجنبية الامريكية والسعودية والاماراتية والسودانية والمرتزقة الأجانب على أراضي وطننا الحبيب في عدن ولحج وحضرموت وشبوة ومأرب والجوف.مايحدث في اليمن منذ العام 2011م ومايحدث منذ العام الماضي 2015م أمر في غاية الخطورة وينذر بكارثة رهيبة وعواقب وخيمة على وطننا وشعبنا حاضراً ومستقبلاً، ولذلك فإنه يتوجب من كل العقلاء وكل الوطنيين الشرفاء بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية والحزبية العمل على وأد الفتنة واطفاء نارها المستعرة وذلك بالامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) صدق الله العظيم.
يجب إعمال العقل وتغليب الحكمة لوقف نزيف الدم اليمني وتدمير مقدرات الشعب وتمزيق نسيجه الاجتماعي وذلك بالجنوح للسلم من خلال الاستجابة الصادقة لدعوات الحلول السلمية والاستجابة لدعوات الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- المتكررة لاجراء مصالحة وطنية شاملة لاتستثني أحداً والتي جددها في كلمته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأكد فيها على ضرورة إبداء روح التسامح والمحبة والوئام والقبول بالآخر بكل الوسائل المتاحة والممكنة لتطبيب النفوس وتهيئة المناخ الصحي المطلوب للذهاب نحو مصالحة وطنية شاملة لاتستثني أحداً لتكون سياجاً منيعاً لحماية السلام والوئام وتعزيز الأمن والاستقرار.
دعوات الزعيم الصالح المتكررة الى مصالحة وطنية شاملة لاتستثني أحداً نابعة من الاحساس الصادق والحرص الشديد والمسؤولية الوطنية والدينية والاخلاقية لحقن دماء اليمنيين والحفاظ على ماتبقى من مقدرات الوطن ووحدته وسيادته الوطنية وانقاذ الشعب اليمني من كارثة لاتُحمد عقباها.. فالمصالحة الوطنية الشاملة هي سفينة النجاة لليمنيين من الذهاب نحو نفق مظلم وهاوية سحيقة.