الإثنين, 20-يونيو-2016
استطلاع/ محمد أحمد الكامل -
صمت دولي بعد نجاح السعودية في شراء دول العالم بأموالها المدنسة بدماء اليمنيين، والضمير العالمي أصيب بالشلل والعمى فلا يرى حقيقة ما يحدث لشعب بأكمله يعيش منذ 15 شهراً مأساة إنسانية بكل معاني الكلمة تحت وطأة عدوان مستمر وحصار شامل والجميع يقفون متفرجين ومتواطئين.. اليمنيون 80٪ منهم بحاجة الى مساعدات غذائية.. ثلاثة ملايين فقدوا أعمالهم بسبب الحصار.. ثلاثة ملايين نزحوا بسبب العدوان..لا كهرباء لا ماء لا أدوية..
حول هذا الموضوع قامت صحيفة »الميثاق« باستطلاع آراء عدد من الأكاديميين.. فإلى الحصيلة..

استطلاع/ محمد أحمد الكامل


* في البداية تحدث الدكتور عرفات الرميمة قائلاً : مع الأسف لا يوجد ما يُسمى الضمير العالمي الا في فلسفة الأخلاق فقط ، أما الواقع فهو عكس ذلك، وما يسمى بالنظام العالمي أحادي القطب فهو يحتكم لسياسة المصالح القذرة، وبالتالي فكل الوسائل متاحة ومبررة في سبيل الوصول الى غايات سياسية ومصالح اقتصادية حتى لو أدى ذلك إلى تعاظم حجم الكوارث التي لحقت بالشعب اليمني جراء عدوان مستمر وحصار شامل وما يولده يومياً من مأساة إنسانية بحق شعب كامل بكل المقاييس والمعايير المختلفة..
وأضاف: وإزاء كل ذلك لم يحرك هذا النظام العالمي وضميره المزعوم ساكناً وسيبقى الجميع متفرجاً على الشعب اليمني، وقبله الكثير من الشعوب الفقيرة على امتداد قارات العالم.. فالعالم للأسف تديره الشركات العملاقة التي تبحث عن مصالحها عبر رؤساء الدول الكبرى ولا تديره جمعيات خيرية كي تبحث عن مصالح الفقراء ورفع المعاناة عنهم وجرائم الإبادة التي يتعرضون لها سواء في اليمن او في أي رقعة على هذه البسيطة..
وتساءل الدكتور عرفات: متى كان العالم يمتلك ضميراً أصلاً؟!.. في حين ان الدول الكبرى تتعامل بسياسة برجماتية صرفة وتقدم مصالحها على كل شيء وتستخدم مصطلحات حقوق الانسان والديمقراطية والضمير العالمي وغيرها من المصطلحات الرنانة لأغراض سياسية وليس لأهداف إنسانية.. فعلى سبيل المثال: أين منظمات حقوق الانسان المزعومة التي يتشدق بها الغرب عما يجري في فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ سبعين عاماً تقريباً؟!.. ولماذا لا تطالب امريكا والدول الغربية بتطبيق الديمقراطية وحقوق الإنسان في ممالك الخليج التي لا يوجد بها دساتير ولا يُسمح للمرأة في بعض دولها حتى بحق قيادة سيارتها؟!.. وأين الضمير العالمي فيما حدث من مجازر في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن ؟.. وبالتالي المعايير سياسية وليست إنسانية كما أسلفت سابقاً..
وعن دور المال السعودي في إسقاط كل القيم ولجم الضمير العالمي تجاه مايفعله بالشعب اليمني أوضح ان المال السعودي لن يفعل ما فعل لو لم يجد له سوابق في ذلك وخصوصاً أفعال امريكا وتحكمها بالقرارات الدولية وتعليقها لمساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة حتى تنفذ كل رغباتها..
مشيراً الى ان أمريكا استخدمت الفيتو أكثر من 66 مرة في مجلس الأمن الدولي لصالح إسرائيل ضد كل القرارات التي كانت تُدين أعمالها بالإجماع الى جانب ان أمريكا هي التي تدفع النسبة الأكبر من المصاريف التي تُدير الامم المتحدة سنوياً، وعليه يمكن ان نفهم كيف ضغطت أمريكا ضد قرار إدخال إسرائيل القائمة السوداء بعد حربها الهمجية على غزة، وبالتالي المال السعودي اذا لم يجد سوابق أمريكية في تغيير قرارات الامم المتحدة فإنه لم يكن يتجرأ مطلقاً في فعل ما فعل.
وقال الدكتور عرفات في ختام حديثه: وإزاء هذا الصمت والتغاضي عما يحدث لليمن أرضاً وإنساناً علينا ان لا نركن على الآخرين من اجل إيصال صوتنا للعالم ، يجب التحرك بشكل فردي وجماعي ايضاً من اجل فضح جرائم العدوان السعودي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل الوسائل الإعلامية المختلفة..
مضيفاً: كما يجب على منظمات المجتمع المدني الموجودة في اليمن القيام بدورها الإنساني والوطني في فضح جرائم العدوان بالتوازي مع وجود دور بارز للمثقفين للتعريف عن فظائع وفضائح العدوان السعودي عبر كل الوسائل المتاحة.
* من جانبها ترى الدكتورة اسهام الارياني ان العالم اصبح رهين الإعلام والمنظمات غير الحكومية التي أصبحت تباع وتُشترى من قبل أنظمة الدول الكبرى، وما تغاضي اغلب المنظمات غير الحكومية والإعلام الدولي عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمنى من قبل السعودية وتحالفها الا دليل على أنها قد أصبحت رهن المصالح الأمريكية والغربية والأنظمة النفطية الاستبدادية المتخلفة والإرهابية والتي تمولها وتوجهها حسب أجندتها..
مضيفةً: ومع الآسف فإن الجمهور المحلى والدولي يستقي معلوماته من خلال هذه المصادر، فإذا ما تحدثنا عن الجمهور العربي ولِمَ ظل صامتاً على هذا العدوان دون ان يحرك ساكناً فإن فساد الأنظمة السياسية العربية قد جعلتهم مشغولين بهمومهم وقضاياهم غير آسفين لما يدور حولهم ومتجاهلين أن ترابط المنطقة يجعل النأي بالذات مسألة عدمية وغير منسجمة مع الواقع الميداني..
موضحة ان السعودية في عدوانها على اليمن منذ 15 شهراً، شنت حرباً وحشية إجرامية حرصت فيها على تركيع اليمن وإعادته إلى سيطرتها لأنها ترى أنّ تحقيق أهدافها في اليمن لا يكون إلا عبر حكمها بواسطة دمى تحرّكها هي، وتقرّر عنها ما يكون وما يجب أن يكون، وتكون تبعيتها لها..
مضيفة وهي في هذا لا تعبأ بإرادة شعبية ولا بسيادة وطنية ولا بقرار مستقلّ، المجتمع الدولي ممالي للسعودية في عدوانها على اليمن - حيث اشترت فيه الذمم بالمال والصفقات،- حتى بات عاجزاً عن الاستمرار في التغطية على جرائمها والاستمرار في مواكبة عدوانها المباشر أو غير المباشر..
مشيرة الى ان هذا العجز مردّه حجم الفظائع التي أحدثتها الجرائم السعودية في اليمن، ومنها ما هو من طبيعة جرائم الحرب وجرائم إبادة جماعية ضدّ الإنسانية بالإضافة الى تنامي قدرات الجماعات الإرهابية مما تقدّم.. وهناك أمر اخر يتعلق بمسار المواجهة في الميدان والنتائج المحتملة والمرتقبة منه، حيث إنّ المحترف الموضوعي العاقل من أصحاب الشأن والاختصاص بات على يقين أنّ الحرب على اليمن مهما طالت فلن تصل إلى أيّ نتيجة تريدها السعودية بل إنّ السعودية باتت مهزومة مأزومة فيها..
مؤكدة ان صمود الداخل وتماسكه ولد قناعة لدى الجميع وبخاصة قيادة العدوان بأنّ الحرب والأعمال العسكرية لن تحقق شيئاً، وأنّ العمل السياسي وحده هو السبيل الذي يمكن التعويل عليه للخروج من المأزق مع تحقيق قدر معيّن من المكتسبات والمصالح في اليمن.. وبقبول القوى الوطنية فى الداخل التفاوض فى الكويت مع من تسيرهم دول العدوان يكون الشعب اليمنى قد فضح العدوان وزيفه فى دعمه للسلام وخيار الأمن فى المنطقة.
* الدكتور مجاهد عبدالعزيز نوفل تحدث باقتضاب قائلاً: لا يوجد شيء اسمه ضمير او اخلاق في السياسة وان المصلحة هي من تحكم او تسير النظام العالمي وتسن القوانين الدولية وتعطلها ايضاً اذا ما دعت المصلحة لذلك، فنحن امام مخطط معد مسبقاً من قبل دول الاستكبار وفي مقدمتها امريكا واسرائيل والمنظّرون لها، أما الضمير العالمي واقصد هنا ضمير الشعوب فقد تم التلاعب به إعلامياً بصورة محبوكة حتى لا يرى حقيقة ما يحدث في اليمن وغيرها من الشعوب الفقيرة، وان لمست هذه الشعوب جزءاً من حقيقة ما يحدث تشعر معها بأن لا حول لها ولا قوة سوى التنديد والشجب.. وأشار إلى أن المال السعودي هو خزينة مال للدول المذكورة آنفاً وليس بيدها الا الصرف بالوكالة بما يضمن استمرار السكوت الدولي والتغاضي عن نقل الصورة كاملة لهذا العدوان الوحشي وبما يحقق الأهداف التي رُسمت سلفاً..
وأمام هذا المخطط ليس لنا سوى مواصلة الصمود وتماسك الجبهة الداخلية وعدم المساس بالنسيج الاجتماعي ومواصلة الذود عن سيادة اليمن والدفاع عن وحدته واستقلاله وحرية شعبه..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46398.htm