الميثاق نت -

الجمعة, 24-يونيو-2016
محمد أنعم -
لا يهم من تطلقوا من السجون والمعتقلات لأن أهم وأبرز المعتقلين الذين تفتقدهم اليمن أرضاً وإنساناً.. باعتبار أنهم الضمان لمستقبل سعيد للأجيال، ويجب ان يركز طرفي مشاورات الكويت على إطلاقهم فوراً وبدون قيد أو شرط لأن اليمن اليوم تدفع أثماناً باهظة باستمرار احتجازهم.. كما لا يمكن ان ترسو البلاد إلى بر الأمان ويخرج الجميع من مستنقع الدم والدمار ويعود السلام وينعم الكل بالأمن والاستقرار إلا بإصدار الجميع قراراً يقضى أولاً قبول أطراف الحوار في الكويت بإطلاق أهم المعتقلين والذين يتم تجاهل الحديث عنهم نكاية بعفاش.. وفي المقدمة الديمقراطية، والتعددية، والقبول بالآخر، والاحتكام لصناديق الانتخابات، وكذلك اطلاق قيم الإخوة والمحبة والتصالح والتسامح والقبول بالآخر، ورفض الظلم والإلغاء والإقصاء والاجتثاث وان يتمثل النخبة القيم الاخلاقية الرفيعة ليكونوا قدوة للمجتمع من خلال دفاعهم عن الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة وحق الانسان في الحياة والدفاع عن مصالح الشعب ونبذ العنف والتطرف والارهاب والخداع والثأر السياسي..
لابد ان يركز طرفي مشاورات الكويت على إطلاق القيم والمبادئ العظيمة التي منذ الانقلاب عليها واختطافها عام 2011م حلت باليمن والشعب هذه الكارثة التي تلتهم نيرانها الأخضر واليابس.. ان السنة نيران الكراهية والأحقاد وتأجيج العداء بين الناس والكذب والغدر والاحتيال والمكر والمغالطات وتزييف الحقائق ونكث العهود ونقض الاتفاقات.. وتمجيد السلوك الاجرامي وسفك دم الاخ لأخيه وتوزيع مفاتيح الجنة.. اضافة الى الممارسات المناطقية المقيتة والتعصب الحزبي الاعمى باتت خطراً تهدد الجميع وستقضي على اية نجاحات تتحقق في المشاورات ومستقبل اليمن.. علينا ان نعترف ان نيران الأزمة اليمنية مستعرة جداً ولا يجب ايهام الناس بأنه يمكن إخمادها بإطلاق سراح مجموعة من الأشخاص المعتقلين، فهذه باعتقادنا حلول سطحية للهروب أو التهرب من حل أزمة كارثية تطحن اليمن.
ونجزم انه حتى ولو تم اطلاق كل المعتقلين والمختطفين والمخفيين، فذلك لن يوقف تداعيات الأزمة ولن يساعد على حلحلتها، بل قد يؤججها اكثر واكثر.. لذا فالمطلوب من الجميع امتلاك الشجاعة واستشعار المسؤولية الوطنية والدينية والشروع بإطلاق خطاب سياسي واعلامي وديني يجسد عظمة التصالح والتعايش المشترك.. خطاب يتصدى لكل النعرات المريضة والمشاريع الصغيرة.. خطاب يحمي المجتمع من نيران اخطر أسلحة تمزق السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتعايش المذهبي.
ان استمرار تأجيج الأحقاد ووغر الصدور بنيران الكراهية وتوزيع تهم وفتاوى التكفير أكثر من اكياس القمح للفقراء والمساكين كارثة ستحرق نيرانها الجميع بما في ذلك القوى »الصامتة«.. كما علينا أن نعترف أن اثارة التعصب المناطقي والشطري والقروي والعنصري والمذهبي، هي أخطر مليشيات تهدد اليمن ومستقبل الأجيال وإذا لم يتم الاتفاق بين الأطراف والمكونات السياسية على تجريم وتحريم الاستقواء بهذه المليشيات، فإن كل توافق أو اتفاق يتم التوصل إليه لن تستمر وستعصف به نيران هذه التعصبات..
اما اذا استمرت المشاورات في الكويت تسير في ظل استمرار خطاب الكراهية والحقد الذي يشبه بخطره أسلحة الدمار الشامل، يوغر الصدور وخصوصا من قبل المتحاورين فبكل تأكيد لن تخرج اليمن من هذه الكارثة القاتلة..
> صحيح.. ان الاهتمام بحرية وحقوق الإنسان وكفالتها يجب أن تتصدر المشاورات لكن ما جدوى أن تستعيد حقوق أشخاص في الوقت الذي يجري فيه الشرعنة لمصادرة وسلب حقوق ومكاسب شعب بقوة الميليشيات..
فقط لأنها من منجزات عفاش!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46451.htm