الخميس, 30-يونيو-2016
استطلاع/ محمد أحمد الكامل -
عيد بأية حال عدت ياعيد.. هذا هو لسان حال المواطنين للعام الثاني وهم يستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك تحت وطأة استمرار العدوان والحصار الظالم وارتفاع الاسعار بشكل جنوني مقابل سعر صرف الدولار ما تسبب في عزوف الكثير من المواطنين عن الأسواق لشراء حاجيات ومستلزمات العيد..
اسواق العاصمة صنعاء هذا العام تشهد انخفاضاً في درجة الاقبال من قبل المواطنين على السلع المرتبطة بالعيد، مصحوباً مع حالة من البؤس والألم التي تجدها او تشعر بها في وجوه المتسوقين بديلاً للفرحة والسعادة بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك والاستعداد له..
صحيفة «الميثاق» قامت بالنزول الميداني الى احد الاسواق الشهيرة بالعاصمة صنعاء والمعروف بسوق الملح لنقل صورة حية عن حركة البيع والشراء وكيف سيستقبل المواطن عيد الفطر المبارك هذا العام.. فإلى الحصيلة..
* كانت البداية مع صاحب محل العسوب توفيق بدر الذي تحدث قائلاً: في الحقيقة السوق وحركة البيع والشراء تأثرت بشكل كبير بسبب الحصار واستمرار العدوان.. الله يرحم ايام زمان وتحديداً قبل عام 2011م كان كل شي سابر.. متابعاً: قبل خمس سنوات كانت السوق زحمة وحركة في مثل هذا الوقت كل سنة الا انه تفاقم الوضع سنة بعد سنة الى الآن ومع العدوان والحصار , وللعام الثاني على التوالي نحن محاصرون جواً وبراً وبحراً تخيل ذلك لا عاد بيع ولا شراء.. غلاء في الاسعار وارتفاع سعر صرف الدولار زاد الطين بلة.. مضيفاً: كل البضاعة وخاصة الجنابي التي كنا نستوردها من الصين او تركيا ارتفع سعرها جداً , مع صعوبة وصولها نتيجة حجزها من قبل قوات العدوان، بل اني اعرف بعض التجار أصيبت شاحنات وحاويات بضائعهم بعدما خسروا عليها ودفعوا دم قلوبهم «خليها لك على الله».. وقال توفيق : هذا العام نحن في معاناة جميعاً.. لم نعرفها من قبل سواء تاجراً او مشترياً.. المواطن ما عنده قدرة يشتري ونحن أيضاً لا نستطيع البيع بخسارة.. ارتفعت الاسعار وعلينا إيجارات ورسوم شحن ونقل وقيمة بضاعة وهذا كله مع الحصار والعدوان، متمنياً في نهاية كلامه سرعة وقف العدوان رفع الحصار عن الشعب والسماح بوصول البضائع ورفع الحجز عنها الى جانب ضبط المتلاعبين والمستغلين لعدم وجود الرقابة رفع الأسعار.
غلاء الدولار
* ويعاني احمد السنيدار صاحب محلات بيع أحذية من المشكلة ذاتها والمتمثلة في تأثر حركة السوق بدرجة كبيرة، فقد أصبح إقبال الناس عليه لشراء احتياجات العيد قليلاً جداً بسبب ارتفاع سعر الدولار الى جانب الحصار والعدوان حيث يقول: لا توجد حركة في عملية البيع والشراء وان اقبال الناس على شراء حاجات ومستلزمات العيد قليل جداً متحسرا بقوله : انت عارف لو جيت لي في سنين سابقة في مثل هذا الوقت مع بداية العشر الاواخر من رمضان ما كنت بقدر اكلمك بسبب الزحمة والعمل اما الآن مثل ما أنت شايف ما بش الا زبون ولا اثنين وتابع قائلاً: كنا نشتري الدرزن الاحذية بـ12000 ريال الآن نشتريه بـ20000 او 22000 نسبة الارتفاع تصل الى 100%. .. وأضاف: بسبب الحصار والعدوان عندي بضاعة بقيمة 20 مليون ريال لم تصل للآن الحاويات من الصين.. ماذا نفعل، حرب وعدوان وقصف بالصورايخ وحصار يمنعك من شراء او ادخال حاجيات الناس، ولو قدرت تشتري ووصلت البضاعة بأمان بعد التكلفة العالية ما يقدر المواطن يشتريها بسبب السعر الغالي.
لاتوجد رقابة
* بعد ذلك اتجهنا الى احد محلات بيع الزبيب واللوز وجعالة العيد والذي تحدث صاحبه عبدالله الخولاني قائلاً: مثل ما تشوف الحالة ولا زبون من الظهر الى بعد العصر ما قد تبدَّينا بريال.. مابش مع الناس فلوس ولا مرتبات.. ان شاء الله يتحسن السوق وحركة البيع والشراء في الايام القادمة.. وعند سؤاله عن الاسعار وتأثير العدوان والحصار قال: الشراء غالي الكيلو الزبيب البلدي بـ4 ألف ريال واللوز بـ6 آلاف ريال والزبيب الصيني الذي كان سعر الكرتون بـ4500ريال الآن يصل سعره الى 10 او 11 الف ريال..
مبيناً ان ارتفاع سعر الدولار وايضاً تلاعب بعض التجار بالاسعار زاد الطين بلة جنباً الى جنب مع الحصار والعدوان..
مختتماً حديثه: اطالب الجهات المعنية بوجود لجان رقابية لضبط التجار المتلاعبين وتوحيد اسعار السلع في السوق، الى جانب مناشدتنا الامم المتحدة بسرعة رفع الحصار والسماح للبضائع المختلفة بالدخول.
تفاوت الاسعا
* وعن رأي المواطنين بالعيد هذا العام وكيفية استقباله يقول احمد السريحي: في الحقيقة هذا اول يوم انزل فيه السوق وقد اشتريت حاجات النسوان باقي العيال الاثنين حيث ان لي من الابناء بنتاً وطفلين بالإضافة الى زوجتي. وعن مشكلة ارتفاع الاسعار هذه السنة اوضح احمد أن الاسعار مرتفعة جداً وهناك اختلاف في السعر من تاجر الى آخر متسائلاً: اين الرقابة ودورها .. لا احد سائل فينا !! مضيفاً: تصدق ان حتى اسعار المواصلات تختلف من فرزة الى اخرى فرزة بخمسين واخرى بـ100ريال -الله يعيننا..
مختتماً حديثه: ما عاد درينا ايش نلاحق لا عمل ولا مرتب واسعار نار وحصار وعدوان وعيد... العيد عيد العافية...
الراتب لايكفي
* من جهته علي احمد محمد يقول: انا احد ساكني صنعاء القديمة ومعي اربعة عيال خرجت اليوم السوق اشتري لعيالي كسوة العيد، موضحاً: طبعاً هذه السنة غير «عيد ايش» هناك معاناة يتجرعها المواطن المسكين اين الرقابة كل تاجر يبيع على ما يشتي.. وقال والحسرة ترتسم على محياه: كنا نظن ان التغيير سيكون للأحسن ولكن الحقيقة والواقع للأسوأ.. صحيح ان العدوان والحصار سبب رئيسي ولكن بعد 2011م عموماً ماعاد شفنا خيراً فقبل ذلك كنا في نعمة كانت الامور سهلة.. اكراميات ومرتبات وحوافز وكنت حتى تقدر تشتغل وتجمع لك مصروف العيد، ولكن الآن لو معك خمسة عيال او اربعة فلا يكفيك المعاش لكسوتهم وانت واصل الصوم في العيد «هذا لو انت تشتي يقع عيالك مثل عيال الناس»..
مختتماً كلامه قائلاً: ما عاد عرفنا ايش نسوي وان كلمت التاجر يا اخي مالك غالي قال ما نفعل لك الشراء غالي... حصار وعدوان وتجار ما يخافون الله يحاربونك حتى في رزقك وعملك والمواطن المسكين له الله.. وأرجو من خلالكم ان يصل صوتي وتصل معاناتنا الى الجهات المعنية.
عيد «الحراف»
* مواطن اخر هو رأفت الغرباني، قال ساخراً: العيد هذا العام عيد الحراف، لأول مرة اعرف معنى العيد عيد العافية.. مضيفاً: الدنيا حراف والناس مابش معاهم زلط يتكسوا لجهالهم حتى بعضهم ما قد استلم مرتبه وبدل فرحة العيد تجد الهم والمعاناة على وجوه الناس.. مبيناً ان اسعار هذا العام خيالية بسبب بعض مرضى النفوس من التجار، حتى الذين معهم بضاعة مخزنة من قبل سنة او سنتين او ثلاث..
مواصلاً: نحن في حصار وعدوان وحرب وموارد الدولة توقفت والتاجر ما يخاف ربه يخزن بضاعته وما يخرجها للسوق الا بعد ارتفاع الاسعار.. موضحاً ان العدوان اثر بشكل واضح في عملية الشراء واستقبال العيد حيث ان بعضهم فقد عمله ومصدر دخله ولا يلاقي ما يأكل.. فمن أين ايشتري كسوة وملابس المواطن المسكين ما عاد هو داري من اين يلقاها.
بعنا الذهب !!
* كانت نهاية جولتنا الميدانية مع المواطن احمد يحيى والذي تحدث الينا ومعالم الهم والسخط تبدو عليه لدرجة رفض معها ان نصوّره قائلاً: لا.. مشتيش اتصور، مضيفاً: أيَّن عيد وأيَّن طلي والله لو ما الجهال ما اخرج اشتري حاجة الدنيا نار بس ايش ذنب هذا الطفل ان كل شيء ارتفع سعره.. مشيراً الى ان له من الابناء ثلاثة وانه قام ببيع جزء من ذهب زوجته ليكسوهم ويشتري جعالة العيد..
مختتماً كلامه: ايش نفعل مابش معانا عمل، متحسراً بقوله: تصدق ان كل سنة في مثل هذا الوقت وقد اشتريت حاجة العيد كلها من كسوة وجعالة ويزيد ويبقى معي زلط صرفة للعيد وعوادة للمكالف.. خليها على ربك بس.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46485.htm