الميثاق نت - يتابع كثير من المحللين والمراقبين والسياسيين والباحثين باهتمام اسطورة الصمود البطولي للشعب اليمني في مديرية صرواح والجيش واللجان ويتساءلون عن الاسباب التي تقف خلف الصمود والتحدي الذي يسطره ابناء صرواح في وجه العدوان ومرتزقته لاسيما وان المئات من الغارات الجوية شنتها طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية لم تنل من ذلك الصمود الذي مايزال يمثل القصة والحكاية التي يقف أمامها القادة السياسيون والعسكريون

الخميس, 30-يونيو-2016
كتب/ بليغ الحطابي -
يتابع كثير من المحللين والمراقبين والسياسيين والباحثين باهتمام اسطورة الصمود البطولي للشعب اليمني في مديرية صرواح والجيش واللجان ويتساءلون عن الاسباب التي تقف خلف الصمود والتحدي الذي يسطره ابناء صرواح في وجه العدوان ومرتزقته لاسيما وان المئات من الغارات الجوية شنتها طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية لم تنل من ذلك الصمود الذي مايزال يمثل القصة والحكاية التي يقف أمامها القادة السياسيون والعسكريون بانبهار لهذا الصمود والاستبسال الذي هز مملكة النفط وأمراء ودويلات الخليج،.. فشجاعة وبسالة ابناء صرواح الذين يقاتلون الى جانب الجيش واللجان الشعبية في خندق الوطن وسيادته والانتصار لكرامة ابنائه وبأيديهم واسلحتهم المتواضعة يسحقون تعزيزات العدوان ومرتزقتهم واسلحتهم التدميرية يومياً، وعلى الرغم من استخدام الغزاة وعملائهم أحدث انواع الاسلحة الفتاكة والقنابل المحرمة دولياً في محاولة لاختراق هذه المدينة العريقة «صرواح» إلا ان جميع تلك المحاولات فشلت وسقطت معها أحلام الغزاة.. وعبثاً تحاول السعودية اليوم الخروج بإنجاز ونصر عسكري يحفظ لها ماء الوجه، وهاهي تسعى الى فرض رؤيتها في حوار الكويت الجاري منذ ابريل الماضي..
كتب/ بليغ الحطابي
عاصمة الرجال
مدينة صرواح عاصمة مملكة سبأ وحاضنة عرش بلقيس وقصرها وإرثها الحضاري الذي كان له نصيب من القصف الهمجي بطائرات العدوان بأكثر من 7 آلاف غارة.. علماً ان مديرية صرواح ليست (ديمونا) ولايوجد بها مفاعلات نووية.. لكنها مفاعلات للبطولة والرجولة فهي عاصمة الرجال كما هي عدد من المدن والمناطق اليمنية التي لن تقل بطولات وتضحيات ابنائها عن صرواح التي كانت وستبقى - حسب تأكيد الشيخ ناجي بن صالح عباد الزايدي -رمزاً للصمود والعزة والشموخ.. ويضيف الشيخ: على الرغم من ان الطيران لايغادر سماءها والانفجارات وقذائف المرتزقة تدوي وتتساقط على منازلها ومدارسها ومراكز ايواء النازحين، ورغم العديد من الشهداء والجرحى الذين قدموا ارواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن ومن أجل عزته ورفعته واستقراره واستقلاله، وبالرغم من ان العدوان دفع بكل قوته الى مأرب وصرواح بالذات لمحاولة اختراقها إلا انها تقهره وتنتصر عليه بعزة وشموخ وكبرياء.. وتبقى صرواح عصية على الغزاة الذين راهنوا على الحسم فيها خلال اسبوع فمرت الاسابيع والشهور ..
خارطة الحرب
تقع مدينة صرواح إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة، ومن الشمال أرض المفاتح وجبل مخدرة المطل على خولان، ومن الجنوب جبال العجارم، ومن الشرق نصيب المحجر وجبل الأشقري التي تدور معارك فيها يومياً، ومن الغرب جبال مديرية أرحب.. مدينة صرواح تبعد نحو 35كلم عن مدينة مأرب القديمة، ومايسطره ابناؤها اليوم من بطولات قتالية ليس غريباً على صرواح منذ غابر العصور، فعلى أرضها كان يوجد نقش النصر الشهير.. واليوم هاهو يمر عام وأربعة أشهر من القتال العنيف وآلاف الضربات المدمرة للطيران تلقتها هذه المدينة بإباء وشموخ وتصدى لها ابناؤها الى جانب ابطال الجيش واللجان الشعبية من مختلف المحافظات، بينما كل مايفعله العدوان ومرتزقته على الارض سوى الدوران في حلقة مفرغة.. فمنذ اكثر من عام مايزالون في نفس المنطقة لم يتقدموا شبراً واحداً - حسب الشيخ صالح بن سودة طعيمان أحد قادة أبطال الصمود الوطني في صرواح- ومنذ عام ونصف يحاول المرتزقة السيطرة على صرواح التاريخية والتقدم نحوها حيث وصلت عشرات المعدات العسكرية وآلاف الاسلحة المتنوعة، وزج بالآلاف من المرتزقة والمغرر بهم في هذه المعارك لكنهم جميعاً أُحرقوا ومازالوا يلاقون ذات المصير.
وفي جنبات هذه المدينة يتربع جبل مرتفع بشموخ في وادي أذنه، ومحاطة بسور تاريخي أثري كبير وتحتضن تاريخ المقاتل اليمني وأصالته وصموده وشجاعته، يحاول العدو ومرتزقته فتح جبهات في اكثر من منطقة الا انها سرعان ماتتحول - كما يؤكد عدد من المقاتلين وابناء صرواح -إلى مقبرة للغزاة ومرتزقتهم من جبل المخدرة الى المحجر وجبل الاشقري..
حصيلة ثقيلة
ورغم الحصيلة الثقيلة للعدوان في صرواح من ضحايا ومبانٍ ومرافق خدمية وتنموية.. الا ان السؤال الاكثر اهمية يكمن في سر صمود هذه المديرية التي تواجه جحافل تحالف العدوان وهمجيته الصاخبة ونهمه في تدمير وانهاك المقدرات وامكانات المواطن اليمني.. وبالتأكيد فمن البدهي القول ان تحالف العدوان ماكان له أن يفشل لولا صمود هذه المدينة وابنائها الاشاوش الذين قدموا ولايزالون مستعدين- كما يؤكدون في احاديثهم لـ«الميثاق»- لتقديم الغالي والنفيس دفاعاً عن الوطن ورفعته وازدهاره وسيادته ووحدته واستقلاله..
التاريخ يعيد نفسه
إن التاريخ يعيد نفسه ويؤكد الحقائق الواقعة اليوم فيما يخص الرجل اليمني كمقاتل شرس صبور، وهو يقف وبصلابة وبشجاعة، مستمداً من إرث بطولي يحكي بعض تفاصيله امام همجية العدوان السعودي.. هذه الصلابة نقش النصر للملك السبئي «كرب إيل وتر» الذي لايزال حاضراً حتى اليوم.. وهو نقشٌ- كما يقول باحثو الآثار - خاصٌ بالحروب والمعارك التي كان يخوضها ابناء مملكة سبأ في القرون الماضية.. واليوم حيث لم يبق العدوان السعودي في مدينة صرواح على شيء الا ودمره وقتل المواطنين العزل حتى الحيوانات واحرق المزارع، إلا ان الانتصار اليماني العظيم يلوح من أرض صرواح.. يقول الشيخ صالح بن سودة طعيمان شيخ مشائخ صرواح: ان اي شيء يتحرك على الارض قد تم قصفه واستهدافه بالطائرات التي لاتفارق سماء المدينة.. فكل المناطق دمرت ونزح المواطنون من قراهم باتجاه مدينة مأرب وصنعاء ومناطق اخرى لم يطأها العدوان، إلا ان رجال مارب وصرواح تحديداً لن يقبلوا بالغزاة ولا بالعملاء والمرتزقة على أرضهم.
وامام اطلال هذه المدينة التاريخية تتجلى أروع صور الإباء والشموخ والتضحيات الجسيمة للانسان اليمني الحر والشريف الذي يدافع عن الارض اليمنية سواء في صرواح أو غيرها ببسالة ووطنية صادقة ستظل مفخرة لأجيال اليمن الذين سيقفون بإجلال امام الانتصار اليمني الذي ترفرف راياته من صرواح ونهم وذوباب .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46488.htm