الميثاق نت -

الأحد, 17-يوليو-2016
محمد أنعم -
< يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الثامنة والثلاثين لانتخاب علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية في 17 يوليو عام 1978م.
وتمثل هذه الذكرى مناسبة وطنية عظيمة في حياة الشعب اليمني، حيث استطاع الزعيم علي عبدالله صالح أن يقود سفينة الوطن وسط الأمواج المتلاطمة والحرائق المشتعلة الى شاطئ الأمن والاستقرار والسلام والبناء والإعمار.
فخلال ثلاثة عقود تجلت عبقرية وحكمة وحنكة موحد اليمن والتي كشفت عن قائد تاريخي فذّ.. قاد أعظم التحولات في تاريخ اليمن واليمنيين في بضع سنين ونجح في إعادة الاعتبار للشعب اليمني الذي كاد أن ينساه العالم بعد أن ظل قروناً يعيش داخل القمقم المحكم.. بل يمكن وصفه بشعب يعيش في وطن لم يتغير منذ بداية الخليقة.
واستطاع أن يقود أعظم ثورة تغيير في حياة الشعب اليمني وفي وجه اليمن.. ثورة بيضاء استندت الى نهج حضاري لقائد عبقري اتسع صدره لكل أبناء الوطن في الشمال والجنوب منذ اليوم الأول لانتخابه رئيساً للجمهورية.
جاء الزعيم الى الحكم واليمن كانت يمنين، والحروب الداخلية تغطي ألسنة نيرانها كل مدن وقرى اليمن.. كانت الاغتيالات والتصفيات والموت هي الشيء الوحيد المتوافر في بلادنا اليمن، والتي طالت رؤساء في الشمال والجنوب، خلافاً عن التدخلات الخارجية التي حولت اليمن الى ساحة صراعات لتصفية حساباتها وتنفيذ أجندتها عبر عملائها وعلى حساب اليمن واستقلالية قراره الوطني.
غير أن عهداً جديداً وُلد في اليمن مع انتخاب الرئيس الصالح في 1978م والذي غير مجرى التاريخ في حياة الشعب والمنطقة الى الأبد.. ونجزم اليوم أن الزعيم علي عبدالله صالح نجح في طي هيمنة قوى الجهل والتخلف والتسلط والاستبداد وتحرير الشعب اليمني من قيود بقايا القوى المتخلفة التي حاولت الالتفاف على أهداف ومبادئ ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م والـ14 من اكتوبر 1963م وتقدمها الصفوف تحت مسميات ثورية مختلفة.
ولقد كشفت مؤامرة 2011م ان القوى المشاركة في ذلك المخطط الانقلابي هي قوى فرزتها طبيعتها التسلطية الاستبدادية الرافضة لعملية التغيير التي يقودها موحد اليمن وباني نهضتها، ولذا خرجت تلك القوى الى ساحات الفوضى لوقف أعظم ثورة تغيير تسترد حقوق الشعب اليمني من تلك القوى التي ظلت تعتبر اليمن مجرد إقطاعية ورثتها بدعاوى باطلة.. بيد أن تلك المؤامرة فشلت بالتنازلات التي قدمها الزعيم ومنها تسليمه السلطة طواعية .. اتخذ ذلك القرار عن إيمانٍ صادق بأن الشعب اليمني قد شب عن الطوق وان أية محاولات لمصادرة حقوقه والالتفاف على مكاسبه ستبوء بالفشل، وستتصدى لها الجماهير التي عاشت في يمن الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة والاحتكام لصناديق الاقتراع لإدارة الشأن العام في البلاد.
وعندما تخلّى الزعيم علي عبدالله صالح طواعية عن الرئاسة في فبراير 2012م استطاع بذلك أن يوجه ضربة قاتلة لقوى الظلام والارهاب التي أرادت أن تستولي على السلطة بالقوة وقررت الانقلاب على إرادة الشعب اليمني، وهكذا نجد أن الزعيم استخدم أقوى سلاح والمتمثل بالديمقراطية والتعددية والانتخابات والالتزام بالدستور والقوانين لأية عملية انتقال سياسي، وبهذا السلاح الفتاك انتصر موحد اليمن للشعب اليمني ومكاسبه وأطاح بأوهام ومخططات المتآمرين في الداخل والخارج.
المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني يدركون استحالة إعادة التاريخ الى الوراء في اليمن وأن الانقلاب على منجزات الشعب اليمني التي تحققت في عهد الرئيس الصالح من سابع المستحيلات، لاسيما بعد أن فشل الفار هادي عبر التمديد خلافاً عن المبادرة الخليجية في ان يلغي شرعية الانتخابات ومبدأ التداول السلمي للسلطة.. كما فشل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن منذ 26 مارس 2015م في أن يفرض حاكماً على الشعب اليمني يصل على دبابات آل سعود الى القصر الجمهوري، أو أن تستطيع الأحزاب العميلة أن تفرض على الشعب اليمني حكومة تعينها السعودية أو غيرها.
لذا فإن صمود الشعب اليمني في وجه العدوان الذي تقوده السعودية والحصار الجائر يمثل انتصاراً للمشروع الحضاري الذي شيد مداميكه الزعيم علي عبدالله صالح.. هذا الانتصار الوطني لا تحكمه عواطف ولا مصالح ولا إغراءات شخصية ولا مكاسب خاصة.. فجماهير الشعب اليمني التي تلتف اليوم حول المؤتمر بقيادة الزعيم الصالح وكل القوى المتصدية للعدوان وفي المقدمة أنصار الله جميعها تدافع عن استقلال اليمن وسيادته ومكاسبه الوطنية العظيمة.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46576.htm