الأحد, 17-يوليو-2016
الميثاق نت -     د. محمد حسين النظاري -
أن تبقى في بلدك بشجاعة وشرف، في حين يغادرها الآخرون، وان يخرج للعلن في خطاباته وتنقلاته، في حين يتوارى الآخرون، وان يطرح الحلول والمبادرات التي من خلالها يمكننا الخروج مما نحن فيه، في حين يضع غيره العراقيل...
كل تلك الخصال تجتمع في رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، وهذا ما اكسبه مزيداً من التأييد الداخلي والاحترام الخارجي، وتجلى ذلك في الزحف الجماهيري لميدان السبعين في الذكرى الاولى للعدوان السعودي على بلادنا 26 مارس 2016م.
سنركز هنا على زيارة المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ والتقائه برئيس المؤتمر في مقر اللجنة الدائمة بالعاصمة صنعاء التي تعرضت وما زالت للعدوان، وفي اللقاء الذي حضره الوطني الجسور الاستاذ عارف الزوكا أمين عام المؤتمر رئيس وفد المؤتمر لمفاوضات الكويت.. في اللقاء جدد الزعيم التأكيد على الثوابت التي يتمسك بها ومازال يقولها: انهاء العدوان ورفع الحصار واخراج اليمن من البند السابع والعودة للحوار ولما كانت عليه المفاوضات.. وجميعها ليست مطلبه شخصياً بل مطلب السواد الاعظم من الشعب اليمني، التواق لعودة الامن والسلام، كما ان مجيئ المبعوث الدولي للقاء رئيس المؤتمر في العاصمة صنعاء، هو اكبر دليل على ان المنظمة الدولية مقتنعة بأن الزعيم يمثل رقماً صعباً من خلال حزبه ومناصريه ومن خلال الدور السياسي الريادي الذي يقوم به..
كما يبين اللقاء الذي جرى تحت سقف اللجنة الدائمة وبوجود العلم الوطني والى جواره شعار المؤتمر، يبين ذلك ان المؤتمر مازال حزباً رائداً يعول عليه الداخل والخارج الاسهام في رأب الصدع وتضييق الهوة بين المتنازعين .
ما لم يفهمه حتى بعض أولئك الذين ارتموا سريعاً في احضان الغير تحت مسميات متعددة، ما لم يفهموه ان المؤتمر كبير، وانهم ذهبوا للآخرين مع احتفاظهم بالشكل الخارجي للانتماء الصوري ليس إلا.. وهذا يدل على تذبذبهم وانهم يلهثون خلف مصالحهم فقط، في حين صمد الوطنيون في المؤتمر على مبادئهم ، بالرغم من انهم اصبحوا خارج وظائفهم ، ولكن ذلك لم يثنهم عن الاصطفاف مع بقية قواعد المؤتمر وتجلى ذلك في الامسيات الرمضانية التي عقدت في المحافظات والمديريات ولم يغب عنها الا من غيب نفسه فقط.
في الآونة الاخيرة وبعد أن رأى الجميع الدور الذي يلعبه الزعيم صالح والوفد المشارك في مفاوضات الكويت، رجعوا من جديد لمخادعة كوادر المؤتمر من خلال انشاء مجموعات في وسائل التواصل الاجتماعية لضم شخصيات عرف عنها انها خرجت للساحات ونادت بإسقاط المؤتمر ورحيل قياداته، مدعين ان هذه الشخصيات تم تعيينها من حصة المؤتمر الشعبي العام، ولو كانوا يفقهون في العمل السياسي والاداري، لأدركوا أن المؤتمر في خندق واحد مع الاحزاب الوطنية ضد العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي، أما ما يحدث في مؤسسات الدولة فهي لا تمثل المؤتمر، وان كان المؤتمر وكل المنتمين له ومن خلال حسهم الوطني لم يعملوا كما عمل من قبلهم في ارباك المشهد الوظيفي، بل تحلوا بكل الشجاعة التي جعلتهم يكبرون على معاناتهم.
إن المؤتمري الحقيقي هو الذي لا يزايد على حزبه بالمجاملات مع شخصيات بعينها قصد التربح، وهنا نثمن الدور الذي تلعبه فروع المؤتمر ومنهم رئيس فرع جامعة البيضاء الدكتور سيلان أحمد العرامي ورئيس فرع محافظة البيضاء الدكتور محمد عبدالولي السماوي، ومعهم كل كوادر المؤتمر في محافظة البيضاء ومديرياتها وجامعتها وكلياتها.
بعد التقاء الزعيم بالمبعوث الدولي ولد الشيخ أعادت بعض عناصر كوادر المؤتمر قراءة حساباتها وان المشهد يسير على غير ما في مخيلتهم..ونحن في المؤتمر لا نلغي أحداً ولكن على الزعيم صالح وكل قيادات المؤتمر الالتفات الحقيقي للوطنيين في المؤتمر الذي لم ينقلبوا على أعقابهم ، وان تكون مصلحة الحزب في اطاره التنظيمي هي العليا من خلال الاهتمام بالكوادر التي ظلت وفية لمبادئ وأهداف المؤتمر ولم تسعَ لاقتسام المغانم.
في الذكرى الغالية للـ17 من يوليو يستذكر اليمنيون تولّي الزعيم مقاليد الحكم ويباركون له هذه المناسبة وهو قد ترك مقاليد ادارة البلاد في نهج لم يكن موجوداً في السابق.. وغلّب مصلحة البلاد في تسليم السلطة قبل وقتها حقناً لدماء اليمنيين وترسيخاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة.. المهم سيبقى الزعيم رقماً صعباً ومرجعاً مهماً في المعادلة اليمنية.

جامعة البيضاء
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46587.htm