كلمة الميثاق - 17 يوليو 1978م يوم فارق في تاريخ اليمن المعاصر ويدوّنه في صفحات سفْره بأحرف من نور يزداد توهجه قوةً واتساعاً ورسوخاً في الذاكرة الوطنية اليمنية بمرور السنوات.
وهذا هو سياق الاحتفال بذكرى المناسبة الثامنة والثلاثين والتي تأتي بعد خمس سنوات من أحداث فوضى الخريف العربي وأربع سنوات من تسليم الزعيم علي عبدالله صالح السلطة بإرادته من موقع الرئيس الشرعي المنتخَب حرصاً على اليمن وحفاظاً على المكتسبات والانجازات الوطنية الكبرى السياسية والاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية والمنجز الأهم الوحدة، والديمقراطية التعددية الحزبية وبمعانيها ومضامينها المجسدة لحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ومن خلال انتخابات تنافسية رئاسية وبرلمانية ومحلية حرة ونزيهة.. وهكذا أصبحت سلطات الدولة اليمنية الموحدة الحديثة مستمدة من الشعب تعكس إرادته وتعبر عن حكمه لنفسه بنفسه.
وعلى الصعيد الاقتصادي التنموي والخدمي والاستثماري تحقق للوطن والشعب اليمني قفزات كبرى وانتقالات نوعية في كافة المجالات ومختلف القطاعات التعليمية والصحية والاتصالات والمواصلات والطرقات والتي تجاوزت شبكاتها عشرات الآلاف من الكيلومترات، وعشرات الآلاف من المستشفيات والمنشآت الصحية، ومثلها من مدارس التعليم الاساسي والثانوي والجامعي اضافة الى المعاهد المهنية والفنية والتي غطت كل مدن ومديريات وعزل وقرى الجمهورية على امتداد مساحة اليمن بما في ذلك المناطق النائية، وكذلك في مجالات الصناعة والزراعة التي شهدت تحولات غير مسبوقة سواءً فيما يخص المنشآت الصناعية الكبرى أو المتوسطة أو الصغيرة، وفيما يخص الزراعة والتي تجلَّت شواهدها في آلاف السدود والحواجز المائية ومشاريع الري الأخرى، وما أوردناه ليس إلاَّ غيضاً من فيض 17 يوليو.. فعلى صعيد بناء القوات المسلحة والأمن فإن الزعيم علي عبدالله صالح منذ اليوم الأول لتولّيه السلطة أَوْلى هذه المؤسسة الوطنية الكبرى جل اهتمامه وجهده، محوّلاً الهدف الرابع للثورة اليمنية «26 سبتمبر و14 أكتوبر» الى واقع ملموس والمتمثل في بناء جيش وطني قوي وحديث -تسليحاً وتدريباً وتأهيلاً- وبنائها على أسس علمية تخصصية عصرية مواكبة لمجمل التطورات التسليحية والتقنية والمعرفية في عالم اليوم حتى تكون عند مستوى المهام والواجبات المقدسة الملقاة على عاتق منتسبيها في الذود عن حياض الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله ووحدته والحفاظ على أمنه واستقراره وصون مكتسبات منجزات ثورته.. هنا يتأكد أن 17 يوليو والزعيم علي عبدالله صالح هما عنوان نماء وتطور الشعب اليمني ونهوضه الشامل ورمز حكمته وحريته واستقلاله وكرامته وعزته.
|