الميثاق نت -

الإثنين, 01-أغسطس-2016
عباس غالب -
رسائل ونصائح عدة حملتها مضامين خطاب الزعيم علي عبدالله صالح، عقب توقيع المؤتمر وأنصارالله وحلفائهم على إنشاء المجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون الدولة إثر الفراغ الدستوري والعدوان السعودي الغاشم والمستمر على بلادنا منذ أكثر من عام ونصف العام.
أحسب أن خطاب الزعيم في دلالاته وتوقيته ومضمونه وشخص قائله يعبّر أصدق تعبير عن مرحلة جديدة في هذا الظرف الاستثنائي, بل ونقطة فاصلة بين مرحلة الفراغ الدستوري وحالة العدوان المستمر وبين مرحلة جديدة تقوم على حقائق الأمر الواقع الذي وضع حداً للمماطلة والتسويف والابتزاز السياسي الذي مثل -ولايزال- مظلة لتبرير العدوان السعودي.
ربما كانت الرسالة الأهم في سياق هذا الخطاب الإعلان عن تأسيس مرحلة جديدة, لعل أبرز سماتها إغلاق مكامن الضعف الداخلي التي أدت إلى ضبابية المشهد السياسي القائم بين الشرعية الثورية التي طبعت الفترة المنصرمة، وبين استئناف الشرعية الدستورية سواء في عودة الحياة في المؤسسات الدستورية أو في التوافق بين القوى الوطنية في الداخل على الشراكة في ادارة شئون الدولة والمجتمع.. وهي - بالقطع- إشارة واضحة لا تخطئها الدلالة في أن مشاورات الكويت المفترض تواصلها ينبغي أن تضع بعين الاعتبار هذا المستجد الوطني، فضلاً عن المتغيرات الاقليمية والدولية التي تتضح معالمها في أكثر من ساحة على مستوى الوطن العربي.
وبالطبع ليس جديداً أن يقدم الزعيم صالح سرداً بانورامياً للعلاقة مع "الشقيقة الكبرى" التي لا تزال تتعامل مع اليمن بعنجهية وصلف وغرور.. وأنه قد حان الوقت لتصحيح هذه العلاقة على أسس من الاحترام والندية والتكافؤ.
لكل ذلك كان تركيز الزعيم صالح على أن أية حلول للمستجد اليمني الذي تورطت فيه السعودية هذه المرة بصورة مباشرة ينبغي أن يضع النقاط على الحروف في حوار مباشر وندي لتصحيح مسار هذه العلاقات.
وفي هذا السياق لا أنسى الإشارة إلى تلك القراءة الواعية التي قدمها الزعيم صالح لإرهاصات الواقع السعودي الداخلي المضطرب أساساً والذي تحاول قيادة المملكة الهروب منه وتصديره إلى خارج حدودها.. ولعل تأكيد الزعيم في هذا الصدد أن المحاولات السعودية الدؤوبة لإعادة تموضع اليمنيين على حدودهم الشطرية سوف يترك الباب مفتوحاً أمام تفكك جغرافيا المملكة إلى ثلاثة كيانات تتحدد معالمها في نجد والحجاز ونجران..
ولأن المحارب الشجاع علي عبـدالله صالح لم يفر من معركة التصدي لهذا العدوان وبقي ملتصقاً بهموم ومعاناة شعبه يشاركهم في السراء والضراء حتى الخروج من هذا التحدي منتصرين، وقد كان لهم ذلك في الصمود البطولي طيلة هذه الفترة دون أن تلين لهم قناة.
لم ينسَ الزعيم صالح التأكيد على الدعوة للسلام القائم على الحرية والاستقلال والسيادة، وليس على المذلة الاستسلام والمهانة والتبعية التي تحاول الصيغ المطروحة أمام مشاورات الكويت فرضها على المفاوض الوطني.
باختصار شديد جداً فإن مضمون رسالة الزعيم للجميع بأن يتذكروا أن توقيت إعلان قيام المجلس السياسي الأعلى قد جَبَّ ما قبله من تفاصيل وشخوص مؤامرة الأزمة والحرب.. فهل مَنْ يستوعب رسائل ونصائح الزعيم صالح؟

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46733.htm