الإثنين, 01-أغسطس-2016
الميثاق نت -    عبدالرحمن مراد -
شكَّل الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله حالة انتقال بالغة الأهمية وأخرج اليمن من حالة الانهيار الى حالة التأسيس للبناء، وفي السياق نفسه سلب العدوان ومرتزقته كل أسلحتهم التي كانوا يتباهون بها ويغامرون من خلالها لبلوغ الغايات والأهداف المرسومة في الاستراتيجية الاقليمية والدولية.
لقد وقف المحلل السياسي والقارئ لمجريات الحدث في العالم الفضائي مذهولاً ومدهوشاً من اللحظة السياسية التي تم خلقها في صنعاء فأربكت كل الحسابات والتوقعات وعملت على تغيير المسارات ووضعت مرتزقة العدوان والسعودية في دائرة ضيقة لا يستطيعون منها فكاكاً، فدعاة الشرعية - وفق الإجراءات الدستورية التي سبقت العدوان، قدموا استقالاتهم وبالتالي لا شرعية لهم، وما يقومون به تمرد وأعمال فوضى وتدمير وخيانة وطنية عظمى- ووفقاً لذلك تصبح المملكة ومن تحالف معها تحت طائلة المساءلة القانونية بحكم عدوانها وتطاولها على شعب آمن مسالم سارعت بعدوانها وتدمير مقدراته على إرباك حالة استقراره وتناغمه الاجتماعي والسياسي، وفي هذه الحال تنشط المنظمات العالمية والمهتمة بحقوق الإنسان الى تسطير التقارير ورصد الانتهاكات، وهو الأمر الذي يمهد الطريق لليمن في مقاضاة المملكة ودول العدوان في المحاكم الدولية واستغلال هذه الورقة من قبل الأجهزة الاستخباراتية العالمية وقد تصبح ورقة رابحة في الابتزاز السياسي، وهو الأمر الذي سينعكس على دور المملكة الاقليمي ويعمل على زيادة الاعباء السياسية والاقتصادية وقد يساهم في تفكيك البنى الاجتماعية والثقافية للمملكة مما قد يؤدي الى حالة الاضطرابات والقلاقل وزعزعة حالة الاستقرار التي تنعم بها المملكة، وذلك انطلاقاً من قول الحق جلَّ جلاله فيما معنى الآية: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها.. فحق عليها العذاب فدمَّرناها تدميراً» ولعل حالة العَمَه وحالة الطغيان التي عليها آل سعود وأمراء ومشائخ الخليج تحمل في طياتها مقاصد الله في إحداث حالة الانتقال في المجتمعات التي تمتاز اليوم بالترف والطغيان كالمجتمعات الخليجية.
وبقدر حالة الإرباك التي أحدثها الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله في المنظومة العدوانية على اليمن، حمل قدراً كبيراً من التفاؤل والشعور بالانتصار والاعتزاز والفخر في الشارع اليمني الذي رأى في الاتفاق كل الأمل، وكل الانتصار وكل الاعتزاز بالقيمة وبالمعنى وبالانتماء الحضاري، ومثل ذلك الشعور كان مفقوداً، ولكنه اليوم يتجدد ويحدّد مسار المستقبل ويرسم الغد بكل قدرة واقتدار.
وفي اعتقادي -وحسب علمي- أنه لم يحظَ اتفاق سياسي في اليمن في تاريخ المعاصر بمثل هذا التأييد والالتفاف كما هو حاصل اليوم مع الاتفاق السياسي الموقَّع مؤخراً بين المؤتمر وأنصار الله، إذ لا تكاد تجد فرداً مناهضاً للعدوان إلاّ وهو يعبر عن الحكمة اليمانية، ولا تجد شخصاً مؤيداً للعدوان إلاّ وهو مطأطئ الرأس منكوس الجبين حائراً مُتبلساً، كما أن المتابع لوسائط التواصل الاجتماعي يرى اللعنات التي تتساقط من مؤيدي الشرعية والعدوان على الشرعية والعدوان، ومثل هذا التحول كان كافياً ليكون الاتفاق حالة تحول وانتقال لليمن، وحالة نكوص لدول العدوان، أما مرتزقة العدوان فقد كتبوا نهاياتهم منذ لحظة تأييدهم والكثير منهم كان يدرك النهايات التي تنتظرهم، ولذلك كان المال غايتهم وهدفهم، فقد شاع فيهم حبُ المال، وتحدث الكثير في الوسائط الاجتماعية أن الوزراء يكنزون المال ولا يصل الى القوى الثانوية والقوى المساندة للعدوان شيء، وقيل إن الذين يعملون في الاعلام يعانون من سطوة النافذين، وعلى مثل ذلك يمكن القياس، فالعملاء ومن يخون الأوطان ما قال عنهم التاريخ شيئاً ذا بال بل رماهم بالعار والشنار.
يبقى أن نقول إن تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلد خطوة متقدمة لكن لابد أن تكون وفق خارطة طريق واضحة المعالم وبحيث يتم تشكيل حكومة من كل القوى المناهضة للعدوان، لعل ذلك يعيد ترتيب الورقة السياسية ويعمل على تضييق المساحة التي يتحرك فيها العدوان.
ونصيحتنا: تنازلوا لبعضكم بعضاً، إذ لا ثوابت في السياسة، وأحسنوا البناء والسبك في الخطوات والإجراءات، فالثغرة الصغيرة قد تدمر وطناً وتقتل شعباً.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46737.htm