محمد أنعم -
تبدو ساحة المعركة وكأن الحرب لم تبدأ بعد.. رغم أن السعودية وتحالف العدوان تظهر في حال مزرٍ وهي تخوض معركة همجية ضد الشعب اليمني الذي ظل طوال عام ونصف يمد أياديه للسلام والحوار، ولكن آل سعود لم يستجيبوا لصوت العقل والحكمة..
اليوم.. تغيرت لغة الخطاب.. وإن لم يفهم آل سعود ماذا يعني إعادة اليمنيين ترتيب صفوفهم.. فمعنى ذلك أن المعركة ستبدأ لا محالة، وهي معركة بكل تأكيد لن يكسبها مَنْ عجز طوال عام ونصف من الهمجية والوحشية وحرب الإبادة والحصار عن ان يجبر الشعب اليمني على رفع الراية البيضاء..
< ليس أمام النظام السعودي إلاّ أن يقبل بحوار مباشر وشفاف مع اليمن وعبر سلطاته الشرعية.. كما دعا إلى ذلك الزعيم علي عبدالله صالح مراراً وتكراراً منذ بداية العدوان، ناصحاً إياهم بعدم الرهان على أكذوبة دخول صنعاء.. وإذا لم تقرأ الرياض تفاصيل خارطة أقيال اليمن الذين شاركوا بتحدٍّ في أعمال جلسة البرلمان المنعقدة -السبت- فستندم.. فكل نائب برلماني تقف خلفه جيوش لا طاقة لآل سعود على مواجهتهم عسكرياً.. أو الصمود أمام زحفهم إذا استنفروا للحرب ونادى المنادي »حيَّا بمن شمه باروت«..
< نعتقد أن خوض حوار سعودي- يمني برعاية دولية اصبحت تفرضه فوهات البنادق ودماء الأبرياء، وبات مستحيلاً ومجرماً على أي طرف سياسي يمني أن يخوض أي حوار جانبي مع السعودية بعد كل ما حدث.. هذا الخيار لم يعد متاحاً اليوم، ولكن مازال بالإمكان وعبر الحوار فقط أن تحافظ السعودية على وجودها قبل أن تأفل من خارطة الحياة السياسية وإلى الأبد..
< الحرب لم تبدأ بعد.. تأكد لي ذلك حقاً بانعقاد البرلمان وتشكيل المجلس السياسي.. لكن استمرار المعركة لم يعد لصالح السعودية على الاطلاق.. فصمود الشعب اليمني غيَّر الموازين على مستوى المنطقة.. وهذا يعني أن على السعودية أن تدرك أن الساحة أصبحت للمارد اليمني وأن مستقبل المنطقة تقرره اليمن وليس الرياض بعد اليوم، وهذه نتيجة طبيعية في كل نهايات الحروب..
< الحروب على مر التاريخ هي التي تعيد رسم الخارطة السياسية للدول والشعوب.. وإذا كان آل سعود يحركون »براميل الحدود« لتمددهم وتوسعهم على حساب دول المنطقة.. فاليوم بيادات الجنود اليمنيين كلها تحث الخطى نحو شيطان نجد لكسر قرنه وإلى الأبد..
وصدق من قال: »صنعاء بعيدة.. قولوا له الرياض أقرب«.