الإثنين, 15-أغسطس-2016
الميثاق نت -    محمد العسيري -
في الربع الأول من القرن الماضي قام الوهابيون في مملكة آل سعود بهدم قبور أئمة البقيع والعديد من آثار الرسول الأكرم وأهل بيته وأصحابه المقربين.. وقبل سنوات هدم «عناصر طالبان» في افغانستان القبور والمعابد، وتكرر الأمر نفسه في شمال مالي وفي العراق حيث اُستهدف ضريحا الإمامين العسكريين في سامراء من قبل العناصر السلفية المتطرفة «القاعدة» مما أدى الى تفجر حرب طائفية بين الشيعة والسنة.. واليوم يستهدف المتطرفون في دول ما يسمى «الربيع العربي» الأضرحة والقبور والمعابد والكنائس، فقد اعتدت يد التطرف والإرهاب على تدمير العديد من المعالم الدينية والتاريخية التي تعكس تنوع وغنى المجتمع السوري وتخريبها ونهب محتوياتها مثل الاعتداء الذي استهدف كاتدرائية السيدة العذراء «أم الزنار» الكائنة في مدينة حمص والتي تحمل أهمية دينية وروحية وتاريخية أثرية كبيرة خاصة عند السوريين حيث يعود تاريخ بنائها الى القرن الأول الميلادي، وأيضاً الاعتداء الذي استهدف الكنيس اليهودي التاريخي الكائن في مدينة دمشق حيث قاموا بتخريبه ونهب محتوياته بالكامل.. وبُني هذا الكنيس في عام 720 قبل الميلاد.. وتم قطع رأس تمثال أثري للشاعر أبو العلاء المعري بحجة أنه كان كافراً زنديقاً.. وأيضاً تدمير ونهب مقتنيات المكتبة الاسلامية في الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب بالكامل والتي تعد من اكثر المكتبات الاسلامية قيمة وتحتوي على مخطوطات قرآنية تعود الى ما قبل العهد المملوكي الذي امتد من 1250-1517م.. ولم تقتصر اعتداءات الجماعات الوهابية الإرهابية على البشر الأحياء بل امتدت لتشمل المراقد والأضرحة وبيوت العبادة للمسلمين والمسيحيين على حد سواءً وآخرها استهداف مرقد الصحابي حجر بن عدي بالتدمير والتهديم والنبش وهو استهداف مشابه لتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006م، والذي أثار اقتتالاً طائفياً في العراق راح ضحيته المئات من العراقيين.
وهنا يأتي التساؤل المشروع عن مغزى استهداف السلفيين الجدد للأضرحة والمشاهد والحسينيات والمساجد والكنائس التاريخية في ليبيا وتونس ومصر وسوريا والعراق واليمن وفي كل الأماكن التي امتدت إليها يد الجماعات الوهابية مثل افغانستان وباكستان.. وما هو سر هذا الاصرار والعناد في هدم هذه المعالم الدينية والأضرحة والمواقع التاريخية والتي ظلت مزاراً للسكان منذ مئات السنين، وهل يعبر هذا السلوك المتطرف عن رؤية الاسلام والمذاهب الاسلامية لتلك الأماكن، أم أنه اجتهاد وسلوك شاذ تتبناه جماعة من الوهابيين بحيث اصبح مذهباً يتمذهب به كل أولئك المتطرفين..
ونريد اليوم تسليط الضوء على الجهات التي تقوم بهذه الاعمال ودوافعها وما هي النتائج والآثار المترتبة على هدم تلك المشاهد، وما هو الدور الذي يجب أن يقوم به المسلمون والهيئات والشخصيات الاسلامية والدولية وكذا الدول والمنظمات العالمية للوقوف بحزم أمام تلك الدعوات والافعال بين المسلمين وغير المسلمين وتهدد التراث الانساني والتاريخي بالفناء؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46902.htm