الثلاثاء, 16-أغسطس-2016
الميثاق نت -        أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور -
جبهة جديدة لصد العدوان
تنفس اليمانيون الصعداء حينما شاهدوا أيادي ممثلي الشعب ترتفع عالياً للمصادقة على الاتفاق التاريخي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وانصار الله وحلفائهم في لحظة إستثنائية دقيقة سيسجلها التاريخ اليمني بأحرف من نور ، وصل صداها وأثرها الى مديات بلغت الجهات الأربع لكرتنا الارضيّة ، لكن ما يهمنا هنا ان يسمع ويعي جيراننا العرب ٠
هل تستطيع النخب السياسية من الأمراء والمثقفين والأكاديميين وعلماء الدين المستنيرين في المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي تعاونت لضرب اليمن في هذه الحرب الظالمة ، أن تستوعب ما حدث يوم السبت بتاريخ 13أغسطس 2016م ، وماتلاه من ايام من فهم واستيعاب ما حدث ، وان ممثلي الشعب اليمني إستعادوا المبادرة السياسية والتشريعية من جديد ، وان أعضاء مجلس النواب اليمني استطاعوا حسم الجدل القائم حول شرعية انعقاد الدورة الإعتيادية بالنصاب القانوني من عدمها ، وان العدد الذي حضر الجلسة او من ارسل موافقته من الخارج لما سيتمخض عنه هذا الإجتماع التاريخي لتقرير مصير اليمن في قادم الأيام ، إجتماع إعتيادي بنصاب قانوني وفقاً لمحضر دورة المجلس المعلن٠
لماذا اتجهت بالتساؤلات لهذه النخب في البلدان ( الشقيقة ) ؟
وهل بيدها شيء كي تعبر به عن ذاتها ؟
سأجتهد في وضع عدد من الملحوظات رأيتها هامة في هذا السياق مبوّبة في الآتي :
أولاً :
خلال مسيرتي المهنيّة وزياراتي المتعددة لدول مجلس التعاون صادفت الكثير من الشخصيات المحترمة والمؤثّرة والمؤهلة تأهيلاً عالياً في مجال إختصاصها العام والدقيق ويمتلكون خبرات ومعارف في الحياة تؤهلهم للتمييز بين الحق والباطل ، وقلت في قرارة نفسي هل سيعملون وفقاً لمبداء تغيير المُنكَر حتى باللسان او القلب في أضعف الحالات ، ولا أظن ان هناك من لم يميز بعد بين الدعاية والتضليل الهائل في وسائل الإعلام ، وان عدوان يُشن من قبل حكوماتهم بكل انواع السلاح والمال والتأثير العالمي يصدر من دولهم الغنية ضد جارهم الشقيق الفقير ، ولمدة تتجاوز العام والنصف ، هل لا زالوا لم يستوعبوا حكاية صدمة العدوان على أشقائهم٠
ثانياً :
كلنا يدرك بان تجمع مجلس التعاون الخليجي تنعدم فيها الحريات الديمقراطية الشخصية منها والسياسية وحتى إبداء وإظهار الرأي والرأي الآخر ، ومن تجراء بقول رأيه جهاراً يعرّض ذاته للمسائلة والعقاب وفقاً لأحكام ولوائح القرون الوسطى أو لسنن وأعراف بادية الصحراء القادمة من زمن عنترة بن شداد ، والغظنفر وطرفه ابن العبد ، ، هذا اذا لم يتم تجريده من جنسيته او تطبيق حكم الإعدام عليه ، صحيح نعرف ذلك ، لكن الصحيح إيضا انهم يستطيعون إيصال أرائهم عبر القنوات الناعمة وهي عديده ٠
ثالثاً :
هناك شركاء في الملك للأسر التي تملك القرار السياسي في أدارة شؤون الحكم في كل دول مجلس التعاون ، مثال الأعمام ، الأصهار ، أبناء العموم ، ونعرف كذلك ان ليس الجميع شريك في قرار العدوان على اليمن ، لكن ملحوظاتنا عليهم بانهم أدمنوا السكوت الأبدي وفضلوا الجلوس طويلاً على كراسي المتفرجين ، وهم يدركون ان الدم اليمني المسفوح ظلماً وعدواناً ، من أطفال ونساء ورجال اليمن لن تسقط بالتقادم لأنها أرواح تزهق ودماء تراق وكرامه يحاولون العبث بها ، كيف سينعكس ذلك غداً في علاقة الجيرة والإخاء ، هل سينسى اليمني كل ذلك الظلم وهو يعرف غريمة ؟
رابعاً :
أنفقت السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة قطر كل هذه المليارات من الدولارات لكي تُخضع الشعب اليمني لإرادتها ، ألم يتسائل المواطن الخليجي البسيط بنُخبه العديدة ، وتقول في ذاتها هل نجحت حكوماتها في ما ذهبت اليه من خطط وأهداف عسكرية بعد عام ونصف تقريباً ؟
ام إنها فوجئت بما شاهدته من على كل القنوات الفضائية التابعة لها والمخالفة لها بالرأي جلسات مجلس النواب اليمني ينعقد برآسة المجاهد الشيخ / يحيى علي الراعي – ابو الشهداء حفظه الله ، وهو يعلن عن بدء الجلسات وبنصاب لافت له دلالاته الكبيرة ، معمدة بقرارات نوعية ستغير معادلات عديدة في قادم الأيام ، على الرغم من كل العراقيل التي مورست بحق ممثلي الشعب اليمني كي لا يصلوا حرم قُبَّة البرلمان ، وهي بالتأكيد عديدة ليس أقلها تدمير كل الطرقات والجسور المحيطة بصنعاء ومنع تحليق وهبوط الطائرات بالمطارات اليمنية وبالذات مطار صنعاء الدولي ، ومع ذلك لبى أعضاء البرلمان الشجعان نداءالشعب اليمني ، وأنجزوا المهمة بمسؤولية عالية٠
خامساً :
إستطاع المال الخليجي المسموم من شراء صمت العديد من قيادات ونُخب الأحزاب السياسية اليمنية والقابعة بفنادق الرياض عن طريق شرائهم بالمال كمُستأجرين منافقين ، وشراء مواقف بعض حكومات العالم ، وعدد من الدول العربية ، والدول الغربية عن طريق صفقات الأسلحة وغيرها ، وإستطاعت أيضا إسكات عدد من الهيئات الدولية للأسف ، لكنها لم تستطع شراء موقف الأحرار اليمنيين من كل الأحزاب تقريباً ، ولم تتمكن من إغراء وترهيب أعلى سلطة تشريعية برلمانية في اليمن ، فقد أجتمعوا وبواعز من الضمير الجمعي الحر لليمنيين ، ليستأنفوا نشاطهم التشريعي من جديد ليظهروا للعالم أجمع ان لا صوت يعلوا فوق صوت الشعب اليمني ، إذ صادقوا وباركوا الاتفاق التاريخي الموقع بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وبين انصار الله وحلفائهم ، وشاهد العالم أجمع أداء اليمين الدستورية من قبل الأخوة رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية تحت قبة البرلمان اليمني ، والأسماء هي :
الاستاذ / صالح علي الصماد رئيساً
الدكتور / قاسم محمد لبوزه نائباً للرئيس
الشيخ / صادق أمين أبو رأس عضواً
الاستاذ/ يوسف عبدالله الفيشي عضواً
الشيخ /محمد صالح النعيمي عضواً
اللواء / مبارك صالح الزايدي عضواً
الشيخ / جابر عبدالله غالب الوهباني عضواً
الشيخ / ناصر بن ناصر النصيري عضواً
وتعذر في الجلسة أداء اليمين الدستورية من قبل الأخوين ، الشيخ / سلطان أحمد السامعي ، والأستاذ / خالد سعيد الديني عضوا المجلس السياسي الأعلى بسبب إغلاق المجال الجوي ومطار صنعاء تحديداً من قبل دول حلف العدوان لمدة تصل الى 144 ساعه !!! ٠
ما حدث هو انجاز سياسي نوعي للقوى السياسية المقاومة للعدوان ، وصفعة في وجه الدول العربية التي بررت عدوانها على اليمن بانه من اجل الدفاع عن الشرعية الدستورية للشعب اليمني ، ماذا سيقولون الآن بعد هذه القرارات التاريخية التي أعادت الى الواجهة السياسية والتشريعية الإرادة التشريعية القانونية للشعب ، ولا أظن بان قانوني عاقل واحد في العالم سيخالف ما أقره ممثلوا الشعب اليمني ٠
الخلاصه /
الآن يمتلك الشعب اليمني قيادة شرعية دستورية ، أقسمت اليمين الدستوري أمام أعضاء مجلس النواب ، اي أمام نواب الشعب وبنصاب قانوني ودون خوف ٍ أو إكراه من أحد ، وبشفافية كاملة ، امام أعين المراقبين ووسائل الإعلام ، وامام الشعب اليمني كله وهو مصدر السلطة ومالكها ، إذاً فالأمم المتحدة ومجلس أمنها الدولي معنية بمراجعة كل الحسابات ، والقرارات ، والتحدث مع الجهة الشرعية الوحيدة التي تمثل اليمن أرضاً وانساناً ٠
وعلى الدول الحليفة بالعدوان وبالذات دول مجلس التعاون المشاركة في هذه الحرب العدوانية ان تراجع حساباتها الف مره من الآن وصاعداً لانها لا تستطيع ان تتستر في عدوانها على أية شرعية خارج نطاق قرار مجلس النواب مطلقاً ، والمأمول من القيادة السياسية الجديدة ان تواصل صمودها وثباتها في المقاومة مع فتح نوافذ للحوار مع المعارضين بالخارج والبدء بفتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية لمن أراد العودة الى وطنه ٠
وهي دعوة صادقة لكل الأخوة الأمراء والشيوخ والمثقفين والأكاديميين الذين لم يكونوا يوماً ضمن دائرة أصدار القرار بالعدوان على اليمن ، وهذا امر بديهي ، لكن مايحزننا كيمنيين اننا نشاهدهم صامتين او مصدقين بعد سنة ونصف تقريباً بان حرب حكوماتهم موجة ضد الإيرانيين ، او الحوثيين او المؤتمريين ، لا لا يا ساده يا كرام ان هذه الحرب موجهة ضد الشعب اليمني وتقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ، كما حدث في جريمة قصف طيران العدوان مدرسة في محافظة صعده يوم السبت الموافق 13اغسطس 2016م وقتل عدد من التلاميذ ، وقد ادان هذه الجريمة المستر / بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة ، وحتى المرضى لم يسلموا من جرائم القصف الوحشي كما حدث يوم الأثنين الموافق / 15أغسطس 2016م بمستشفى عبس محافظة حجه ومقتل عدد من المرضى والأطباء وبضمنهم ممرضين وأطباء من منظمة أطباء بلا حدود الدولي في آخر جريمة تقترفها طيران العدوان !!! ، ان هذا الغلو في التجبر والتكبر والغطرسة مآلهُ الفشل لا محاله ، وسينعكس سلباً على استقرا وأمن ونماء شبه الجزيرة العربية برمتها ، والله اعلم من جميعاً ٠
﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾
أستاذ الإدارة العامة بجامعة عدن
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46911.htm