الميثاق نت -

الأربعاء, 24-أغسطس-2016
حاوره/ علي حسن الشاطر- أحمد الصوفي- طارق الشامي- عبدالله الحضرمي- نبيل الصوفي- محمد أنعم -
في حوار صحفي مهم مع قيادات إعـلام المؤتمـــر.. الزعيم: المؤتمر اليوم أكثر قـــوة مما كان عليه في السلطة

حاوره/ علي حسن الشاطر- أحمد الصوفي- طارق الشامي
عبدالله الحضرمي- نبيل الصوفي- محمد أنعم

تزامناً مع الذكرى الـ34 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام فتح الزعيم القائد المؤسس صدره واستحضر ذاكرته وكشف -في حوار صحفي مهم خصّ به إعلام المؤتمر- عن معلومات وتفاصيل تاريخية مهمة من مسيرة المؤتمر الشعبي العام، وتحديداً بدايات التأسيس لهذا التنظيم الوطني الرائد الذي قاد أعظم التحولات في تاريخ اليمن.
وبشفافية ومصداقية عالية وضع القائد المؤسس النقاط على الحروف وسجل للتاريخ وللأجيال حقائق وأحداثاً بالغة الأهمية لتكون زاداً وسلاحاً لأعضاء وانصار المؤتمر وجماهير الشعب لمواصلة النضال تحت راية هذا التنظيم الرائد بزعامة القائد الفذ المؤسس علي عبدالله صالح.
الحوار كان يجري تحت تحليق طائرات العدوان السعودي، لكن كان الحاضر عطان اليمن بكل صموده وشموخه.. كان تاريخ المؤتمر حاضراً وقائده يقف في مقدمة الصفوف يحمل همّ الوطن والشعب وهو جدير بتحمل هذه المسئولية والوصول باليمن الى بر الأمان.. وهذا عهدنا به على مر السنين..
فإلى تفاصيل ما جاء بالحوار:
♢ في البداية نهنئكم بالذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، ونحب بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب كل اليمنيين أن تتحدثوا لنا عن قصة البدايات عن تأسيس المؤتمر الشعبي العام، وكيف بدأت عملية الحوار لتأسيس هذا الكيان الوطني الجامع لكل أبناء الشعب اليمني، في الوقت الذي كانت الساحة الوطنية مشتعلة بالصراعات والاقتتال الداخلي والتدخل الخارجي السافر؟
- جاءت فكرة الميثاق الوطني، وكان يوجد فراغ سياسي في الساحة اليمنية، كانت موجودة، لأن تحت الطاولة الحزب الاشتراكي اليمني وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الناصري وحزب العمل واتحاد القوى الشعبية والجبهة الوطنية وعدّة أحزاب، تتحدث عنها كانت موجودة، في حقيقة الأمر كانت تحت الطاولة وتمارس العمل السياسي بخفاء، وكانت تعمل لدينا ثقافة كشباب سياسيين وعسكريين وشخصيات اجتماعية وقبلية، متأثرين بخطاب المرحوم القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني أن الحزبية (تبدأ بالتأثير وتنتهي بالعمالة)، صارت عندنا ثقافة، يعني هكذا أن الحزبية غير صالحة، وفي حقيقة الأمر كانت موجودة تمارس عملها في الخفاء، جاء التطور في الجنوب، تحولت الجبهة القومية إلى حزب اشتراكي من طراز جديد، وبدأ تأسيسه وحاول إخواننا وزملاؤنا في الجنوب أن يغازلونا أو يتفاهموا معنا ويتواصلوا معنا على أن ننشئ حزباً واحداً.. حزباً واحداً يضم كل أبناء اليمن، أرسلوا لي أنا شخصياً مجموعة من القيادات من الجبهة القومية وكانوا بعد ذلك أعضاء في الحزب الاشتراكي على أساس أننا ننشئ حزباً اشتراكياً توجهه من خلال الأدبيات وثقافة رفاقنا في الجنوب: ضد الرجعية ضد الإمبريالية ضد مخلّفات الإمامة والسلاطين، كانت هذه الخطوط العريضة والعامة التي كان الحزب الاشتراكي يتبناها.. الحزب الاشتراكي كان يضم كل اليمنيين صراحة شماليين وجنوبيين من كل أنحاء الوطن، جاءت فكرة، أيام المرحوم الحمدي أن يكون هناك مؤتمر شعبي عام لمواجهة ثقافة الحزب الاشتراكي اليمني الذي كانوا بصدد إنشائه، وصار حوار بيننا في الشمال وخاصة عندما عقد المؤتمر التعاوني في تعز وعلى أساس أن يتكون مؤتمر شعبي عام لمواجهة الفكر السياسي الذي يتبناه الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، وكان حوار بين كل القوى السياسية والشباب ونحن واحد منهم، جاءت الفكرة لإنشاء المؤتمر الشعبي العام وعلى أساس ينعقد في الحديدة، حصلت ضغوط على المرحوم الحمدي من التيار الناصري، كان هناك التيار الناصري وكان هناك تحالف ناصري بعثي وقوى تقدمية فضغطوا على المرحوم الحمدي وأجهضوا انعقاد هذا المؤتمر، كانت الفكرة انعقاد المؤتمر .. مؤتمر شعبي عام وينفض، لا توجد له ديمومة واستمرارية، ولم يتم عقد هذا المؤتمر، نحن كنا مجموعة في تعز واتذكر منهم زملاء مرحومين لقوا ربهم مثل الأخ المناضل عبدالحفيظ بهران والأخ الأستاذ الأديب الشاعر المثقف علي بن علي صبرة، كوّنا فكرة أن تكون هناك وثيقة لعقد هذا المؤتمر ونحاول أن نجدّ مع الرئاسة بعقد المؤتمر، ونواجه الفكر بفكر، (الوثيقة موجودة وممكن نشرها وليس هناك أي حظر عليها)، كان في خلاصتها أو بنودها أو صفحاتها فيها جزء من الطموح الكبير يفوق ما كان يهدف إليه الحزب الاشتراكي في إطار التقدمية، كنا متقدمين أكثر، ولم يتم، توالت الأحداث، استشهد الحمدي وتوالت هذه الأحداث وكان هناك رأي انه في الشمال لماذا لا نكوّن في الشمال تنظيماً سياسياً لمواجهة التنظيم السياسي في جنوب الوطن، جاءت المقادير ونُقلت السلطة بعد اغتيال المرحوم الحمدي واغتيال الغشمي إليّ عبر مجلس الشعب التأسيسي، انتخابات وكنت المرشح لمنصب الرئاسة، كانت ظروفاً صعبة جداً، كان هناك ضغوط كبيرة خارجية، انه هذا ضابط ما عنده تجربة، كيف يتولى رئاسة الدولة، ولكن ممكن أن يكون قائداً عاماً يكون رئيس وزراء ممكن، وتُسلط حركة في اتجاه عدد من القوى النافذة.. لا نقول المتنفذة، للضغط على صالح، أنه ممكن يكون أي شيء لكن ليس رئيساً، كانت الأوضاع صعبة في كل الاتجاهات، في تعز في البيضاء في قعطبة في إب في ريمة في حريب، كانت الأوضاع صعبة جداً وزخم الجبهة الوطنية بدعم من الحزب الاشتراكي اليمني وكان هناك شك لدى كل القيادات الشمالية ان الحزب الاشتراكي يعتمد على المنظومة الاشتراكية وأنه مدعوم من المنظومة الاشتراكية، فلابد أن نواجه، فجاءت فكرة أننا ننشئ لجنة حوار سياسية تضم كل القوى السياسية الناصريين على البعثيين على الاشتراكيين على الإخوان المسلمين على اتحاد القوى الشعبية على المشائخ على الضباط على العسكريين، نكوّن هذه اللجنة، وتشكّلت يوم 27 مايو 1980م هؤلاء لجنة الحوار، شخصيات مهمة جداً، في مقدمتهم وعلى رأسهم المناضل الكبير المرحوم الأخ حسين عبدالله المقدمي، واستمر هذا الحوار فترة من 27 مايو 80م الى 23 أغسطس 1982م وحوار بين هذه القوى السياسية إلى أن وصلنا إلى صيغة توافقية، انا اعتبرته عملاً جبهوياً، لأن كلنا كقوى سياسية موجودون في داخل هذه اللجنة، وتم الاتفاق على صيغة الميثاق، مشاركين فيها الحكومة مشاركين فيها رئاسة الدولة القاضي عبدالكريم العرشي.. عبدالله الأصنج.. محمد باسندوة.. الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، سنان أبو لحوم، أتذكر من هذه الأسماء على أساس إيجاد هذه الصيغة الميثاقية، تم الاتفاق عليها، كيف؟ ماهي الآلية بعد الاتفاق على صياغتها؟ كيف نستفتي عليها؟ أقررنا أنه ينزل هذا الميثاق إلى الاستفتاء، شُكّلت لجان من مختلف التيارات السياسية (بعثي على ناصري على اخونجي على مستقل على عسكري على ضابط على غيره) بحيث لا تكون من طرف واحد، ونزلت عملت استبياناً واستفتاء وحظي بالأغلبية.
♢ لو أقاطعكم هنا، أحب أن تطلعونا كيف استطعتم كقائد ومؤسس أن تجمعوا كل ألوان الطيف السياسي التي كانت موجودة والتي كانت متناحرة وربما كانت تعيش أوضاعاً أشبه ما نعيشها اليوم، كانت هناك الكراهية الأحقاد التعصبات التحريض التكفير، كيف استطعتم أن تشرفوا على هذا الحوار الذي استمر سنتين؟
- انا كنت غير منحاز لأي تيار سياسي، لم أكن أداة في يد أي تيار سياسي يسيّر علي عبدالله صالح أو يوجّهه، لكن كنت اتلمّس كل طموحات هذه القوى السياسية، ماذا يريد البعث، ماذا يريد الناصري، ماذا يريد الاشتراكي، ماذا تريد الجبهة الوطنية، ماذا يريد اتحاد القوى الشعبية، ماذا يريد المستقلون، ماذا تريد شخصيات في الدولة، فكانت علاقاتي بالناس طيبة، كنت اتحاور معهم فرداً فرداً، حتى وصلنا إلى اتفاق أننا نشكّل اللجنة، تشكّلت اللجنة واتفقوا على صيغة الميثاق، فنزل للاستفتاء واستفتوا، بعد الإستفتاء أقررنا عقد المؤتمر العام، لكن في النظام الداخلي عقد المؤتمر العام.. كيف؟ أهكذا نرمي إلى الشارع؟ أقررنا أنه لابد من انتخابات لعقد المؤتمر العام ولكل خمسمائة عضو ممثل للمواطنين في كل مكان، اليمن كدائرة واحدة، لكن لكل خمسمائة شخص مكونان في العزلة في القرية في الناحية في المحافظة، كل خمسمائة شخص يدلون بأصواتهم، وينتخبون مندوبهم إلى المؤتمر العام، ثم انتخبوا المؤتمر العام-700 منتخبون و30٪ معينون- فاتفقنا على هذا، عقدنا المؤتمر بعد الاستفتاء وكان هناك زخم وكل واحد يريد أن يسجّل موقفاً، حصل احتكاك وخطابات في القاعات، لكن كان هناك عقل، كنا نهدّئ الأمور وقلنا لا أحد يفرض رأيه على الآخرين، رأي ورأي آخر، واتسم هذا المؤتمر بالحوار لا أحد يفرض أجندته المعينة، اتفقنا نحن وأنتم على وثيقة وطنية (الميثاق الوطني).. خلاص نشتغل في إطارها، صوّتنا على الميثاق، عقدنا المؤتمر، كان هناك تيار يقول خلاص، عقد المؤتمر خلاص يروح له، مقرّ كوثيقة، جاءت الفكرة ومعها ناس كثير معنا وانا اتذكرهم الأستاذ المقدمي الأستاذ المناضل عبدالعزيز عبدالغني، الدكتور عبدالكريم الإرياني.. الكثير من الشخصيات، أحمد الشجني الله يرحمهم، كثير من الشخصيات، أنه لابد من ديمومة للمؤتمر أن يظل المؤتمر قائماً، وأقررنا نظامه الداخلي وأقررنا أن يكون له ممثل هي اللجنة الدائمة تتكون من خمسين شخصاً منتخبين من القاعة، من قاعة المؤتمر العام في 82م في الكلية الحربية، تم الانتخاب و25٪ معينون، أقررنا التعيين، وقلنا استمرارية اللجنة الدائمة تنتخب لها أمانة حزب، انتخبت من أمين سر وأربعة أمناء عامين مساعدين لأمانة السر، اتذكر أن أمين السر كان أحمد الأصبحي وعبدالحميد الحدي وعبدالسلام العنسي وأحمد العماد هؤلاء الأربعة كانوا أمانة السر، انا أمين عام، وشكّلت لجنة عامة وأمانة سر.. وانتهى واستمر العمل على هذا الأساس مؤتمر شعبي عام.
♢ الحديث عن تشكيل المؤتمر ليس فقط مسألة تنظيمية إعلام.. معنا اشتراكي مثلاً، العالم يقول ينقسم العمل بين الاشتراكية والإمبريالية، معنا الإخوان معنا صراعات محلية أخرى، كيف أصبح كل هؤلاء ممثلين داخل اللجنة العامة؟
- صح كلامك يانبيل.. صحيح كان هناك صراع موجود، اشتراكيون على إخوان مسلمين على قوميين على على، نحن استطعنا أن نوصّل قناعة أن مصلحة اليمن أن نكون في عمل جبهوي في إطار المؤتمر الشعبي العام، وكان المؤتمر يعتبر كمنابر، رأيك ورأي الاشتراكي ورأىي في إطار هذا العمل الجبهوي الذي هو المؤتمر الشعبي العام ممثلاً باللجنة العامة والأمانة العامة وأمانة السر والمؤتمر العام، واستمر المؤتمر الشعبي العام، كان هناك رأي ورأي آخر في اللجنة الدائمة، ماكان هناك أحد يستطيع أن يفرض رؤيته على الطرف الآخر، كان هناك تباين في الآراء، لكن نصل في نهاية المطاف إلى رؤية مشتركة يتضمنها الإعلان السياسي على ما اتفق عليه في الجوانب الاقتصادية في الجوانب السياسية في الجوانب الأمنية في الجوانب الثقافية في الجوانب الاجتماعية، كان يحصل كل شيء.. وتعايشنا.
♢ كان هناك حروب في المناطق الوسطى، والجبهة الوطنية كانت قريبة من محاصرة كثير من المدن، وفي المقابل هناك حروب في كثير من المناطق.. كيف استطاع العمل السياسي أن يحد من السلاح؟
- لأن الجبهة الوطنية كانت ممثلة، فاستطعنا أن نخفف من حدّة التوتر مع الجبهة الوطنية بالتنسيق أيضاً مع قيادة الشطر الجنوبي، كان حوار يمثل الجبهة الوطنية الأخ يحيى الشامي والأخ جار الله عمر والأخ محمد الشيباني، أتذكر هؤلاء وعلى أساس أننا نوقف أعمال العنف في المناطق الوسطى، واتفقنا على إنشاء صحيفة تمثل وجهة نظرهم، وهي صحيفة (الأمل) كان يصدرها الأخ سعيد الجناحي وهو مناضل ثوري وجمهوري من الطلائع من طلائع شباب ثورة 26 سبتمبر، وصدرت هذه الصحيفة وباتفاق مع قيادات الجنوب، على أن نوقف أعمال العنف بالبندقية، وخفت وانتهى ما يسمى الصراع في المناطق الوسطى في عام 82م وبإقناع قيادات الجنوب، يعني وصلنا إلى صيغة اتفاق، واستمر المؤتمر، لكن! المؤتمر كمؤتمر شعبي عام.. عمل جبهوي لا أحد معترف أنه حزب سياسي، عمل جبهوي، منابر داخلية، ناضلنا واستمررنا في نضالنا حتى وصلنا إلى الوحدة، جاءت الوحدة المباركة، ليس أمامنا حل إلّا أننا نعلن التعددية السياسية، هذه اخذت منا وقتاً، كان الإخوة في الشمال متحفّظين تحفّظاً كثيراً على التعددية السياسية وكان هناك تيار محافظ كثيراً.. تيار الإخوان المسلمين وتيار المشائخ، أنه الحزب الاشتراكي منظّم، وإذا أعلنت التعددية السياسية فالحزب الاشتراكي هو الذي سيسيطر، وإقناع كبير جداً وجهد حتى اقتنعوا بإعلان التعددية السياسية، التعددية السياسية أمر واقع، موجودون تحت الطاولة، أُعلنت التعددية السياسية، كثير من الشخصيات الاجتماعية ذهبوا إلى حركة الإخوان المسلمين عندما كان هناك فكرة عن توحيد المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وقالوا خلاص سنضيع كقوى محافظة كإخوان مسلمين وبعض المشائخ، أتذكر منهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر هو كان ليس حزبياً ولكن قال أنا مضطر لأن أتحزّب، لأن القبيلة لن تعود تلك القبيلة الطائعة للشيخ طالما هناك تعددية سياسية كل واحد سيتبع حزبه، فقال انا صليت صلاة الاستخارة، هل أبقى مستقلاً أمْ أذهب إلى الحزبية، قرر الشيخ أن يذهب، لكن في حقيقة الأمر قال إنه مؤتمري وثقافته مؤتمرية.
♢ أنا احب في هذه المساحة أو المناسبة أن توضحوا لنا كيف استطاع المؤتمر الشعبي العام عندما ضاقت الساحة الوطنية بالمشاريع الصغيرة ووصل الجميع إلى التناحر والاقتتال، كيف استطاع أن يتبنى المشروع الوطني الكبير في وقت كان هناك مشروع قومي مشروع اشتراكي مشروع بعثي ناصري؟
- المشروع القومي الكبير هو الوحدة، المؤتمر الشعبي العام كان يضم كل القوى السياسية الفاعلة في المجتمع والمؤثرة، فهي التي انتصرت بثقافتها وثقافة سبتمبر وأكتوبر لمبادئ الثورة، على أننا نناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية هذا هدف سبتمبري، فكان كلامنا هو المقنع على أساس أن هذا المشروع العظيم هو الوحدة، كان هناك معارضة صحيح، معارضة للوحدة معارضة لا لشيء كل واحد يريد أن يفرض أجندته وخوفاً من الحزب الاشتراكي أنه منظّم ويتبع المنظومة الاشتراكية، هذا كان الخوف، فانتصر المؤتمر كقوة سياسية فاعلة يضم نخبة من المثقفين وسياسيين ومن لهم باع في ثورة سبتمبر، فانتصر لصالح مشروع الوحدة، جاءت الوحدة واتفقنا على أنه خلاص إعلان تعددية، جاءت التعددية، خرج من عباءة المؤتمر الشعبي العام هذه القوى السياسية، إخوان مسلمون سمّوا أنفسهم (إصلاح) البعثيون سمّوا أنفسهم (بعث) الناصريون ناصريين، طبعاً كان الإخوان المسلمون متأثرين بالتنظيم العالمي الإسلامي الذي يبحث عن الخلافة الإسلامية، وأن أرض الأمة العربية واحدة لا حدود، وخلافة إسلامية واحدة وهو المشروع الوحيد، طيب ماشي الحال، البعثيون أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وكانت مدعومة بعثياً عراقياً سورياً، وكان الناصريون مدعومين (قذافياً) هذه كلها، المؤتمر الشعبي العام لم يكن عنده أي دعم ..معتمد على نفسه وعلى ثقافته وعلى نضاله وعلى دماء شهدائه الذين ضحّوا بها دفاعاً عن الثورة سبتمبر وأكتوبر، وكان هذا هو دعمه، لم يتبع المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته أي قوى سياسية إقليمية أو دولية، أو تأثير من أي دولة على الإطلاق، هذا هو الشيء الذي نحن نعتز به الآن وسنعتز به باستمرار، أننا لسنا تبعاً خالص، ولا أحد يقدر يؤثر علينا، الذي يؤثر علينا هو الوثيقة الوطنية هو ميثاق المؤتمر الشعبي العام الذي اتفقنا عليه، خرج من عباءة هذه التنظيمات، ونحن في الحقيقة افسحنا له والحقيقة أنه خرجت وهو شيء طبيعي، تتالت الأمور أو تصاعدت وجاءت أزمة 93 و94م وخرج من كانوا متستّرين.. متستّرين في المؤتمر الشعبي العام ليسوا متستّرين وإنما هم حزبيون بعثيون ناصريون إخوان مسلمون كانوا منتفعين، كان بقاؤهم للانتفاع لأن السلطة يعتبرونها في رأس المؤتمر، رغم أن المؤتمر لم يكن الحاكم لوحده.. كان يحكم بالإخوان المسلمين والبعثيين والناصريين في كل مؤسسات الدولة، ولو تبحث إلى اليوم، وإلى دخول أنصار الله إلى صنعاء لا توجد مؤسسات دولة رغم أنه مع احترامنا لبعض العناصر من أنصار الله، يقولون إن الكادر كله حق المؤتمر، ليس حق المؤتمر أبداً، بعثيين على ناصريين على مستقلين على حزب عمل على كل التيارات، لا المؤتمر الشعبي العام.
♢ لو نعود إلى عام 86م بعد أحداث يناير وقدوم قيادات من الحزب الاشتراكي والبعض العسكريين إلى البيضاء وإلى العاصمة صنعاء، كيف تعاملت اللجنة العامة مع هذا الموضوع، هل كان هناك أصوات بضم هؤلاء إلى المؤتمر الشعبي العام أمْ ظل التعامل معهم كقيادات اشتراكية؟
- بعد 86م ونزوح القيادات الحزبية من الحزب الاشتراكي ممثلاً باللجنة المركزية والمكتب السياسي والقيادات العسكرية إلى الشمال.. استقبلهم الشمال، وكنا مازلنا في إطار العمل الجبهوي، المؤتمر الشعبي العام يضم كل القوى السياسية، وكانت رؤية الإخوان الذين طلعوا من الجنوب أن يشكّلوا جبهة لمواجهة زملائهم في الطغمة وأن يستعيدوا السلطة في الجنوب، نحن قلنا لهم: لا نقبل أن تكون الساحة الشمالية ساحة للاقتتال بين الشمال والجنوب، قالوا عاملونا مثل ما كنا نعامل إخوانكم الجبهة الوطنية كنا نقدم لهم الدعم، يتوحد الشمال والجنوب في ظل برنامج الحزب الاشتراكي الواحد والجبهة الوطنية الذي نحن واحد، نحن نكون معكم ونستعيد السلطة، رفضنا هذا الكلام وهذا العرض، حتى بعد ما جاءت التعددية وأقنعنا إخواننا الذين نزحوا إلى الشمال بأن ينضموا إلى المؤتمر الشعبي العام، وعملنا مؤتمراً تكميلياً للإخوة من المحافظات الجنوبية وانضموا وانخرطوا في اللجنة الدائمة واللجنة العامة وفي كل تكوينات المؤتمر، فأصبحنا حزباً واحداً.
♢ في هذا الموضوع بالذات في المؤتمر التكميلي، هل كان عبدربه منصور هادي ضمن أعضاء المؤتمر التكميلي؟
- لا.. لم يكن عبدربه منصور عضواً في المؤتمر التكميلي.. أيضاً اللجنة المركزية الذين نزحوا من الجنوب والمكتب السياسي، الإخوة العسكريون لم يكونوا أعضاء في المؤتمر التكميلي لأنه كان منهم خمسة إلى ستة محكوم عليهم من الجنوب، بحُجة أحداث 86م.. كنا في حوار طويل مع قيادات الحزب الاشتراكي الذين وقعوا معنا الوحدة على رأسهم علي سالم البيض وحيدر العطاس وسالم صالح محمد وعدد كبير كانوا يطالبوننا يقولون لن نطلع صنعاء مادام هؤلاء القتلة عندكم، مخارجة أنه يغادروا صنعاء من أجل أنه تلتم القيادة الشمالية والجنوبية لإدارة شئون البلد الموحد، لم يوافقوا على الخروج إلى الخارج، وزّعناهم في عدد من المحافظات وأخفيناهم في حجة في صعدة في صنعاء أخفيناهم، هم الخمسة المحكومون عدا الأخ الرفيق علي ناصر محمد الذي اقتنع وسافر إلى دمشق، البقية كانوا موجودين، بعد فترة التقوا مع زملائهم الذين جاءوا من الجنوب وإذا هم بضاعة واحدة لم يختلفوا، تلاقوا وتحابوا وصاروا رفاقاً، هذا من ذي قبل، فبقوا معنا في المؤتمر الشعبي العام، جزء منهم كان لهم طلبات مع الحزب الاشتراكي اليمني بعد أحداث 13 يناير كان لهم مستحقات، الحزب الاشتراكي عمل تسهيلات حوّل ما كان لهم من مستحقات سواءً مالاً أو مساكن أو شيئاً خاصاً، وتعايشوا، هذا ما حصل بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، أصبح المؤتمر الشعبي العام مؤسسة سياسية حزبية كبيرة داخل الساحة لا ينافسه أي حزب، هو في حقيقة الأمر هناك تعددية، لكن ظل المؤتمر متماسكاً، ورغم أنه كان هناك توجه في 2011م لاجتثاث المؤتمر الشعبي العام وقياداته كما اجتثوا حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، لكن ظل المؤتمر متماسكاً، فالدعايات أن المؤتمر كان هو الحاكم، أن هذا الحزب الحاكم وهذا الحزب هو الذي يستغل الدولة وهو الدولة وهو مش عارف إيه، وأن المسيرات التي كانت تقام في ميدان السبعين وفي أي مكان بأوامر وبأموال الدولة ووو اشتغلوا شغل جامد، وتحالفوا كلهم، صح كان القائد للاعتصامات في ساحة الجامعة حركة الإخوان المسلمين، انضم اليهم الأحزاب الصغيرة -بقية الاشتراكيين على بقية بعض البعثيين على بقية الناصريين- ماكانوا يشكّلون رقماً، جاءوا لهم بزخم أنصار الله، دعموا الساحة والتقوا مع بعض، أنصار الله كان عندهم حق ان احنا ضد النظام لأن النظام كان في مواجهة معهم في صعدة في ست حروب، مخالفات سياسية وإدارية، طبعاً نحن نفسّرها خروجاً على النظام خروجاً على القانون.. هم يفسّرون أن عندهم مسيرة قرآنية أو شيئاً من هذا القبيل، وتقاتلنا وبعدها كنا نحاول أن نعمل مصالحة مع أنصار الله، وكان هناك تواصل بيني وبين أنصار الله، نوقف الحرب، وتطلع لنا قوى سياسية من الداخل من العسكريين مسيّرون من حركة الإخوان المسلمين ويصرحون هذه خيانة وقف الحرب مع أنصار الله لمصالحهم الخاصة، تجاوزناها وما كان هناك خلاف إيديولوجي أو عقائدي بيننا وبين أنصار الله، خلاف إداري سياسي، جاوبوا المحافظ، اطلعوا للمحافظ هانا شلوا الزكاة، هانا سيطروا على الإدارة، كان خلافاً بسيطاً، لكن كان هناك تصفية حسابات للإخوان في صعدة، صعدة ما كان لها وجود من الحركة، حركة الإخوان المسلمين في صعدة كانوا أقل تواجداً في هذه المحافظة، المؤتمر هو كان المهيمن، حتى القيادات الأساسية، لأول مرّة تسمعها، في قيادات أنصار الله مؤتمريون، ومرشحوهم مؤتمريون والذي مثّلهم في الانتخابات النيابية حسين بدر الدين الحوثي والذي مثّلهم في الانتخابات الثانية يحيى بدر الدين الحوثي مؤتمري، كل القيادات كانت مؤتمرية، كانت الانتخابات الرئاسية، استطيع اقول وأجزم أن محافظة صعدة شكّلت أكثر من 75٪ أو 80٪ أصواتاً صافية نظيفة لصالح الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس صالح، هو مش كذب ان احنا في صراع مع صعدة.. صعدة سلة سياسية سلة ثقافية، سلة زراعية، سلة اقتصادية، يعني تحصل أخطاء مع أشخاص من ذمار من صعدة من صنعاء من تعز من أي مكان، ليش نحمّل صعدة كل شيء هذا كلام غير صحيح، هذا الذي كان خلال هذه المسيرة الميثاقية، المؤتمر أكرر مرّة ثانية سيظل قوة سياسية فاعلة معتمداً الآن على نفسه، والله لا بنك مركزي ولا خزينة عسكرية ولا جيش ولا أمن، صحيح يقاتل المؤتمر إلى جانب رفاقه في القوات المسلحة واللجان الشعبية، نعم يقاتل العدوان، يقولون جيش صالح.. صالح كان قائد جيش لكن استلم الجيش هادي في 2012م وفرّ هادي واستلم الجيش أنصار الله، صحيح لي علاقات كقائد بالجيش.. علاقات لكن أوامرك تجي من قيادة الجيش من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، كلها ادعاءات يريدون أن يحمّلوها كلها صالح، أنا اعتز أنني هدف رئيسي للتحالف العربي أو غير العربي، أن صالح يشكّل هذا الرقم، صالح يبحث عن سلام ويبحث عن استقرار اليمن، وقلتها في مقابلة مع روسيا اليوم، أتمنى أن يستتب السلام والاستقرار في اليمن لأعتزل العمل السياسي وألزم مسكني لكتابة مذكراتي، لا أريد عملاً سياسياً، صحيح هناك مطالبة من بعض الأشقاء أنه لو صالح يعتزل العمل السياسي، دول شقيقة وبعض الدول الصديقة، قلنا لهم، الصديقة بالذات، قلنا لهم طيب انتم تعرفون الأنظمة والتعددية السياسية، ما في واحد يعتزل العمل السياسي بمرسوم ملكي أو مرسوم جمهوري أو مرسوم أميري، هذه قيادات ومؤسسات، المؤتمر الشعبي العام هو مؤسسة سياسية، أوقفوا الحرب فكوا الحصار، الغوا اسم اليمن من البند السابع، اسحبوا قواتكم الغازية من أراضينا، ونحن على التو نعقد مؤتمراً عاماً وننتخب قيادة جديدة، وسأكتب تعهداً رسمياً ألاَّ أرشح نفسي لقيادة العمل السياسي، بس انسحبوا من بلادي، لكن ليس مرسوماً، والله نشتي نتفاهم لو أن المؤتمر الشعبي العام يعيد تشكيله ويأتي بقيادات شابة، قيادات جديدة، ماهو قيادات شابة وقيادة كبيرة مسنة وقيادات وسطية، هذه طبيعة تكوين المؤتمر مش قرار ولا مرسوم لا من هنا ولا من هناك، لا من البيت الأبيض واحد، ولا من تل أبيب اثنين، ولا من السعودية ثلاثة، ولا من دولة خليجية أربعة، المؤتمر الشعبي العام كيان سياسي يمثّل كل الأطراف وكل القوى السياسية الفاعلة وكل المثقفين، أوقفوا العدوان.. نعقد مؤتمراً بكرة الصبح، وعلي عبدالله صالح كادره الذي يفوق أربعة خمسة ملايين عضو.. علي عبدالله صالح في قلب كل واحد منهم، الأربعة الملايين هم علي عبدالله صالح.. أين عتسيروا منهم، هو عيروح البيت ويحال للتقاعد، لكن هو في قلب كل واحد، هذا الشاب وهذه الشابة هما علي عبدالله صالح، تربينا تربية واحدة، تربينا على الولاء للوطن وحب الوطن والدفاع عن الوطن، كرامة الوطن واقتصاد الوطن وثقافة الوطن، ماتربينا على أن نهبر مالاً خارجياً وأن نوالي الطرف الآخر، أبداً، الآن نحن معتمدون على أنفسنا، إذا تلاحظ يوم 26 مارس الذي اكتض ميدان السبعين والشوارع المجاورة له بذلك الجمهور، ويوم 20 أغسطس اكتض ميدان السبعين والشوارع المجاورة له بهذا الزخم.. هذا هو المؤتمر الشعبي العام.. هذا هو المؤتمر وهؤلاء هم أنصار الله.. هذا استفتاء.. إذا كنا انتخبنا هادي كرئيس توافقي بناءً على المبادرة الخليجية لسلامة اليمن من إراقة الدم، هذا الاستفتاء العظيم الكبير في ميدان السبعين يفوق آلاف الصناديق لو نزلناها للاقتراع، هذه رسالة ليست للداخل.. هذه رسالة للأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى وكبرى وتعرف ما معنى العمل الحزبي، وإلى روسيا الاتحادية وإلى فرنسا وإلى ألمانيا وإلى الاتحاد الأوروبي وإلى كل الدول المتحضّرة.. افهموا رسائلنا، تعاملوا مع المجلس السياسي الأعلى الآن هو سلطة، أما القرار 2216 دفناه، والمبادرة الخليجية دفناها.. لماذا ليست حماقة! لأن المبادرة الخليجية لو حافظت عليها السعودية وما دخلت التحالف في الحرب هي على العين والرأس، لكن كيف تدوا لنا مبادرة خليجية وتقوموا بالعدوان، وبالنسبة لقرار الأمم المتحدة كيف من الناحية القانونية تدي لنا تقول هذا طلب شرعي، كلام غير مقبول تقول إننا جئنا نساند شرعية هادي مثل ما ساندنا شرعية الكويت عندما غزاها النظام العراقي، هناك فرق شاسع، ذلك وضع وهذا وضع ثاني، هذا هادي انتهت ولايته في 2014م ليس له أي شرعية على الإطلاق، والآن نحن بصدد حفر حفرة كبيرة جداً ندفن فيها مخرجات الحوار حق موفنبيك سندفنها دفناً كاملاً لأنها جاءت لتمزيق اليمن بالأقاليم، ومن يتحدث عن الأقاليم خيانة عظمى، والذين انساقوا وجاروهم في كلمة فهذا مخطط رهيب لما كانوا يهدفون إليه في حرب 94م لتجزئة اليمن.
♢ لماذا أُجهضت عملية توحيد المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي بعد الوحدة؟
- تيار في الحزب الاشتراكي اليمني كان معظمهم شماليين كانوا عناصر في الجبهة القومية كان لهم دور نضالي في استقلال جنوب الوطن، وعناصر من الجبهة الوطنية، وكان حوار بيننا وبينهم لماذا تصوتون في اللجنة المركزية بإجهاض وحدة الحزب الاشتراكي اليمني مع المؤتمر الشعبي العام؟، قالوا سنتحول بدون لأنه سيكون الحوار شمالياً جنوبياً ستتقاسمون السلطة الشماليون والجنوبيون، هذا كان ردهم.
♢ الأخ علي عبدالله صالح.. تحدثنا ربما عن تفاصيل كثيرة.. لكن نريد أن نستشرف المستقبل.. المستقبل بالنسبة لنا يهمنا كثيراً جداً؛ لأننا نريد أن نحدد رؤيتنا ورؤية الأجيال؟ إضافة إلى ذلك المؤتمر الشعبي العام وأنتم سبق أن تحدثتم في كلمتكم أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى أنه تطهر من كثير من العناصر المندسة والخائنة والمنتفعة.. إلى أين يذهب المؤتمر في هذا الاتجاه في مسألة تطهير بقية العناصر المندسة من صفوفه وما هي رؤية المؤتمر في المستقبل؟
وكيف لا يزال المؤتمر الشعبي العام صامداً كحزب سياسي رغم أن الساحة من 2011م أصبحت تتعامل بغير آلية العمل الحزبي، بل بالحديث عن ثورات أو حروب أو جماعات أو ميليشيات، ومع ذلك المؤتمر الشعبي العام لا يزال يتصرف أو يتحدث باسمه كحزب سياسي برأيك كيف صمد المؤتمر الشعبي العام؟
- نحن لا نتكلم باسم أحد.. نحن كحزب سياسي فاعل في الساحة اليمنية لديه وثائقه ولديه أدبياته ولديه برامجه برنامجه السياسي واضح، ولعل الذي لم يقرأ يقرأ اثنين أو ثلاثة .. الميثاق الوطني برنامج العمل السياسي نظامه الداخلي إقرأها، هذا يحدد، نحن نقبل بالآخرين ونتحاور مع الآخرين نتحاور في إطار مصلحة أمن واستقرار اليمن، نتحاور مع الآخرين وليس لنا عداء مع أحد، لكن من يعادي الوطن فنحن أعداؤه، من يعادي هذا البلد وأهداف ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م والـ14 من أكتوبر 1963م نحن سنواجهه، المؤتمر سيظل مؤتمراً مهما كان.. يروح علي عبدالله صالح.. يروح فلان يطلع فلان هو المؤتمر الشعبي العام، لمّا يحكم على المؤتمر الشعبي العام ان فيه قيادات مؤتمرية في الخارج هذه القيادات التي خرجت من المؤتمر الى الخارج هؤلاء هم كانوا من المدسوسين والذين تطهر المؤتمر منهم، عملوا ذلك من تلقاء أنفسهم لم نفصلهم نحن، هم أنفسهم خرجوا، لأنهم كان لهم أهداف أخرى يخربون المؤتمر من الداخل.. لم نتخذ قراراً في واحد، هم قرروا أن يشتغلوا ضد المؤتمر من أنفسهم، ولا عندنا حتى الآن مشروع قرار بحق من تبقى .. أتوماتيكياً يرحلون وقد رحل الكثير لم يبقَ إلا الشيء اليسير وأنا أستطيع أقول اليسير .. اليسير.. اليسير الذين يبحثون عن مصلحة، أين سأكون في أية مؤسسة في أي منصب في أي وزارة .. أبداً نحن المؤتمر الشعبي العام سنعتمد على كوادرنا وكفاءاتنا ووجوه شابة جديدة كفؤة مجربة.
♢ قبل تشكيل المؤتمر الشعبي العام.. لم تكن الحزبية معترفاً بها ولا بحكم القانون موجودة بل كانت مدانة ومع ذلك فتحتم الخط لكل هذه الأطراف السياسية.. اليوم بنفس الطريقة وأما الاحزاب كلها عملياً منصوص عليها في الدستور والقانون لكن ميدانياً العمل الحزبي أشبه بالعمل المعقد.. المؤتمر الشعبي العام هل لا يزال مستمراً في العمل الحزبي التنظيمي؟
- هذا شغلنا الشاغل ليس لدينا شغل إلا العمل السياسي والتواصل مع كوادرنا وشبابنا ليس بالإغراءات ولا بالمال ولا بالبنادق ولا بالمدافع ولا بالرشاش ولكن بالبرنامج السياسي وبوثائقه، بأخلاق المؤتمريين بالقيادات المؤتمرية المخلقة والمؤدبة والتي تتعامل مع الناس بمسئولية ليس بعنجهية ولا بتهديد وليس بالقوة.. برنامج سياسي وثائق تعال أهلاً وسهلاً مقتنع بها تعال عندي المؤتمر، ما تقتنع توكل على الله الباب مفتوح، والكثير منهم قد لفوا حول بقية الأحزاب لفوا لهم من 2011م لفوا على عدد من الأحزاب ويرجعوا إلى المؤتمر وينطبق عليهم المثل (المهد والمرد لاعند أم الولد) يسيروا ويجوا ثم عيرجعوا للمؤتمر.
♢ في هذه المناسبة فخامة الرئيس كان الناس يتكلمون ويربطون بقاء المؤتمر الشعبي العام حزب علي عبدالله صالح ببقاء علي عبدالله صالح داخل السلطة، خرج علي عبدالله صالح من السلطة ظن الناس أن المؤتمر انتهى؟
- يا ولد عبدالله قالوا إذا خرج علي عبدالله من السلطة انتهى المؤتمر، لماذا؟ لأن المال والجاه وكل شيء هو ما بقى لهم إلّا علي عبدالله صالح إلّا بالمال.. خرجنا من المال خمس سنوات ما تسلمنا ديناراً واحداً من النظام..
♢ لماذا.. كيف.. كيف؟
- لا أدري .. معي 60 ملياراً أنا رصيدي في الخارج كما حددها واحد من حركة الأخوان المسلمين بدون ذكر اسم ذي قالها واحد من الفاسدين.. أنا أصرف على المؤتمر من الـ60 ملياراً.
المؤتمر يصرف على نفسه من التبرعات ، صحيح أن الاشتراكات ما تنفع كثيراً لكن المتعاطفين وأنصار المؤتمر هم الذين يدفعون رواتب، وإيجاراتهم من الشعب ، علي عبدالله صالح هو المؤتمر والمؤتمر هو صالح، ما استطيع أنا أخرج من المؤتمر لأنني لا يمكن أن أترك رفاقي إلا في مؤتمر عام ولا هم يضحون بـ علي عبدالله صالح كرفيق لهم عضو في المؤتمر.. ما يمكن، هذه أخلاقنا كمؤتمريين.
♢ هل أصبح المؤتمر أقوى بعد خروجه من السلطة؟
- أنا أستطيع أن أقول.. أستطيع أجزم .. أجزم أن المؤتمر الآن فوق 77٪ أصبح أكثر قوة مما كان عليه وهو في السلطة.
♢ إلى ماذا يعيدون ذلك.. هل هي رغبة من أعضاء المؤتمر وجماهيركم في العودة إلى السلطة؟
- شوف.. بالنسبة إلى التعددية السياسية من حقنا أن نناضل ونشارك، لا أن نعود لنسيطر على السلطة، بل لنعود في إطار شراكة متكافئة مع مختلف القوى السياسية من خلال الكفاءات لا من خلال الحصص، أدي لهذا كم ما كان .. وادي لهذا كم ما كان.. ما تعرف إيش ثقافته.. أبداً سنعتمد على الكفاءة والشهادات وسنكون شركاء، والصندوق يحكمنا.
♢ عفواً فخامة الرئيس .. الآن كان هناك اتفاق ما بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام هل سيظل مع الانفتاح على بقية القوى السياسية في الساحة بغض النظر عن بعض المواقف التي اتخذتها؟ أم أنه سيغلق المجال وسيكون إطار اتفاق ثنائي؟
- نرحب بكل القوى السياسية في الساحة ممن ترغب في التحالف أو تنخرط مع المؤتمر الشعبي العام في إطار أدبياته.. نرحب بذلك ليقف معنا في وجه العدوان.. ولا نتحفظ على أي قوى سياسية حتى الذين تآمروا علينا وتآمروا عليَّ في جامع النهدين وفي الخندق الذي فتحوه إلى سكني الخاص وإلى آخر مؤامرة الآن ضبطنا على عصابة جديدة من يومين.. ثلاث تستهدف صالح، لنفتح المجال للكل ونرحب بهم لأنهم هؤلاء أبناؤنا أبناء المؤتمر، يعني إغراءات فلوس يقول له اطرح له الشريحة هنا .. تابع سيارته أين سار أين طلع.
♢ بعد الربيع العربي كانت كل الأحزاب الحاكمة قد انهارت إلا المؤتمر الشعبي العام.. ما هي الخصائص التي أمَّنت للمؤتمر أن يخرج من هذه الموجة معافى بكامل قدراته وطاقاته وقادراً على أن يقود حواراً وطنياً؟ مثل التجارب السابقة، ما هي خصائص المؤتمر التي جعلته متميزاً عن كل أحزاب الحكم في المنطقة العربية؟
- شوف يا رفيق.. الأحزاب السياسية كانت ضمن أيديولوجيات وإمكانات ومال مع احترامي للبعث العربي وللجان الثورية حق القذافي ووو والحزب حق حسني مبارك كان معتمداً على الدولة.. نحن خرجنا معتمدين على أنفسنا بقناعة تامة، نحن مؤتمر يجب أن نبقى سبتمبريين اكتوبريين نقود مسيرة الثورة، المسيرة النضالية والحفاظ على مبادئها ووفاءً للشهداء والجرحى، هذا هو المؤتمر الشعبي العام، الشعب المؤتمري ليس مادياً.. أنا أدي لك مثل كنت في يوم من الأيام متعاطفاً في سنة 67م مع البعث في مواجهة حركة القوميين العرب كنا نستلم خمسين ألف ليرة من سوريا والخمسين الألف الليرة كانت تدفعها الخزينة العراقية أيام ما كان شهر العسل بين البعث العراقي والبعث السوري، هذه الخمسين الألف الليرة التي كانت تأتي هذه مزقتنا، اتهامات أنت عميل- أنت عميل- أنت سارق.. لما انتهت الخمسين الألف الليرة توحدنا، موجود على رأسها رفيق زميل أخ نعزه في الحزب الاشتراكي يحيى الشامي والأخ عبدالله الراعي موجودان على قيد الحياة، كان يدوها لنا، والله ما استلمت أنا منها ولا دينار واحد وأنا لست حزبياً لكن كنا متعاطفين مع البعض ضد حركة القوميين العرب، كنا نواجه ما يسمى حزب الطليعة هذا لعلمك لأن هناك اتهاماً أن انا كنت بعثياً أو ناصرياً ، أنا لم أكن ناصرياً ولا بعثياً أنا سبتمبري بحت من يوم 26 سبتمبر إلى اليوم وأنا أحمل بندقي دفاعاً عن الثورة وأعتبر أن ثورة سبتمبر هي الحزب الرئيسي.
♢ في ثمانينيات القرن الماضي ربما بعد تفجر الأحداث في أفغانستان أتيحت الفرصة للمؤتمر الشعبي العام ليحقق نجاحات كبيرة في لجان الحوار من أجل الوحدة.. هل النجاح هذا يعود لأن الإخوان المسلمين ذهبوا إلى افغانستان لهثاً وراء المال أمْ أن ضعف الحزب الاشتراكي كان السبب في هذا؟
- شوف يا أخي يا رفيق، حركة الإخوان المسلمين سارت وفق توجيهات من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لمواجهة المد الشيوعي في أفغانستان وصرفت لهم الأسلحة ومدتهم بصواريخ ستينجر بتمويل أموال خليجية لمواجهة التيار السوفييتي الشيوعي في أفغانستان وكان الإخوان المسلمون حبايب للولايات المتحدة الأمريكية.. الآن حركة الإخوان المسلمين بعد الربيع العربي وعلى وجه الخصوص بعد 2015م ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق أعادت الولايات المتحدة الأمريكية احتضان حركة الإخوان المسلمين وضمها إليهم واستعادت ذكرياتهم عندما كانوا حبايب في مواجهة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.. واضح.
♢ هل يمكن للمؤتمر خلال هذه المرحلة أن يقود مبادرة لحوار وطني مع قوى الداخل لا مع قيادات الرياض ولا مع قيادات الخارج.. وهل يمكن أن يكون شيء من الحوار الوطني حول برنامج برؤية الخروج من هذا المأزق؟
- المؤتمر الشعبي العام مع حلفائه وأنصار الله مستعدون، وقد أعلن رئيس المجلس السياسي الأخ صالح الصماد أننا فاتحون أيدينا وأذرعنا لكل القوى السياسية في الداخل والخارج عدا إسرائيل، هذا يمثل وجهة نظرنا كلنا.
♢ الحديث عن التجربة الحزبية.. اليمن كانت في محيط ضد العمل الحزبي؟
- زمان.
♢ نستعيد بعض الذكريات.. كيف كانت القيادة السياسية في الدول المختلفة مع الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية اليمنية وهي تشهد نمواً.. مثلاً مصر كانت ضد عمل الإخوان بينما الإخوان شركاء في الحكم في اليمن، واليمن لديها علاقة رسمية مع مصر، نفس القصة للأحزاب مثلما السعودية أو غيرها، بالنسبة للحزب الاشتراكي كان العالم العربي يحارب الاشتراكية باعتبارها أداة لروسيا؟
- العالم العربي والعالم الخارجي كان يتعامل مع دولة، عدا خصوصيات بعض الأنظمة من تحت الطاولة مع الأحزاب لإيجاد علاقات حزبية معهم، المؤتمر الشعبي العام توجد له علاقات حزبية.. علاقات مع الأحزاب في الاتحاد السوفييتي في الولايات المتحدة الأمريكية مع الحزب الديمقراطي مع الحزب الجمهوري مع الحزب الصيني لنا علاقات ليس ليدعمني .. نتفق على تنسيق مشترك أو تعامل مشترك في المحافل الدولية في البرلمان العربي وحركة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي.. يعني لنا علاقاتنا، لكن ليس تابعاً، يجب أن نفهم أن المؤتمر الشعبي العام لم يكن في الماضي ولن يكون في الحاضر ولا في المستقبل تابعاً لأي قوى سياسية.
♢ أنت كرئيس جمهورية يومها كيف كانت هذه الدول.. ألا تعبِّر لك عن قلق من التوجهات الحزبية في بلدك، يعني مثلاً يشتكي المصري من الإخوان، اليمن تقدم الإخوان باعتبارهم مقيمين فيها، السعودية ترى أن الحزب الاشتراكي خطر؟
- كل حزب كل دولة كان لها علاقاتها الخاصة بهذه الأحزاب من تحت الطاولة من خلف الستار.. لكن معنا رأساً تعاملوا مع الدولة.
♢ إذا عدنا لتأسيس وانعقاد المؤتمرات في عام 90م وبشفافية.. هل كانت القوى السياسية المتواجدة في أوساط المؤتمر الشعبي العام تتقبل عملية التنافس في انتخابات اللجنة الدائمة أم كان علي عبدالله صالح يحاول أن يوازن بين مصالح القوى في أي انتخابات؟
- ليس صحيحاً.. كانت انتخابات شفافة ديمقراطية مع بعض الهمز واللمز لمصلحة عامة.
♢ بالنسبة لأنصار الله اليوم جماعة سياسية يتحالفون مع المؤتمر الشعبي العام.. هل كان هذا ضمن تحالفات في الثمانينيات 82م وما بعدها كان في نفس الظروف كان هناك حروب؟
- الذي جعلنا نتحالف مع أنصار الله عدوان، وهذا ليس عيباً، وإن شاء الله ينمو هذا التحالف بيننا وبين أنصار الله لمواجهة العدوان ولمصلحة أمن واستقرار اليمن، يتعلمون منا ونتعلم منهم، نحن مكملون لبعض.
♢ من سيحكم الآخر المؤتمر أمْ أنصار الله؟
- نحن قيادة مشتركة لمصلحة البلد لا ينبغي أن المؤتمر يفرض نفسه قيادة على الآخرين ولا نقبل أن أحداً يفرض علينا قيادة من الآخرين.. قيادة مشتركة في إطار شراكة عامة.
♢ عفواً سيدي.. المؤتمر هل سيستأنف نشاطه الفكري والتنظيمي مثل ما كان في الثمانينيات والتسعينيات؟
- هو الآن نشيط من خلال معهد الميثاق الوطني وهناك حالة إقامة ندوات في المحافظات والمديريات، هناك نشاط منقطع النظير بدون أي تعليمات من القيادة العليا للمؤتمر، الآن المؤتمر كشعلة يعمل من نفسه، المؤتمر يتحرك من نفسه.. كل عضو منهم يعتبر نفسه هو رئيس المؤتمر، هو أمين عام؛ شعور وطني رائع لدى المؤتمريين.. لأنه ليس أمامهم مخرج، لن يقبل المؤتمري أن يرجع يطلب استمارة عند الإصلاح أو عند الناصري الذي ما هلوش، قده كيان سياسي.
♢ مجدداً نختتم لقاءنا هذا مع القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، ونحب في ختام هذا اللقاء أن توجهوا رسائلكم لقيادات وأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وجماهير الشعب اليمني بهذه المناسبة؟
- أوجه تحياتي وتقديري وحبي لكل أبناء الوطن رجالاً ونساءً وإلى المؤتمريين والمؤتمريات وأحزاب التحالف وكل القوى السياسية الفاعلة التي تقف في خندق واحد لمواجهة العدوان، أنا أتوجه إليهم وأقول الصمود الثبات، الصمود سيحقق النصر والأهداف التي تطمحون إليها إن شاء الله.
♢ شكراً لكم فخامة الرئيس.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47009.htm