الأربعاء, 24-أغسطس-2016
استطلاع/ فيصل الحزمي -
يظل المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته قبل ثلاثة عقود تنظيماً رائداً وتجربة وطنية فريدة يستمد قوته من جماهيره العريضة في الساحة اليمنية كما أنه لم يرتهن لأي أجندة خارجية وذلك طبقاً لأكاديميين تحدثوا لصحيفة «الميثاق».. مشيرين إلى أن نشأة هذا التنظيم كانت بدوافع وطنية بحتة ولم يكن للعامل او التاثير الخارجي اي دور، الامر الذي يعزز عوامل صمود وبقاء وتماسك المؤتمر في وجه كل التحديات .. وأكدوا أن المؤتمر أسقط كل الرهانات على انهياره، كما وقف في وجه كل المؤامرات التي حيكت ضده وخرج منها أشد صلابة وأكثر تماسكاً.. إلى التفاصيل..
> أكد الدكتور محمود البكاري- استاذ العلوم السياسية-:
- ان مناسبة تأسيس المؤتمر الشعبي العام مناسبة وطنية مهمة يستلهم منها فكرة التأسيس وطريقة التأسيس والتي جاءت في ظل أوضاع حرجة، فمن حيث فكرة التأسيس للمؤتمر فقد جاءت كاستجابة موضوعية للحاجة الى وجود تتظيم سياسي حاكم في الشمال موازٍ للتنظيم السياسي الحاكم في الجنوب حينذاك الحزب الاشتراكي اليمني وذلك بما يسهل عملية التفاوض والحوار بشأن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهذا يعني ان نشأة المؤتمر كانت بدوافع وطنية بحتة ولم يكن للعامل او التأثير الخارجي اي دور، وهذا بحد ذاته من عوامل صمود وبقاء وتماسك المؤتمر الشعبي العام، مشيراً في تصريح لـ«الميثاق» إلى أن التنظيمات السياسية التي ترهن نفسها لأجندة ومصالح وأيديولوجيات خارجية عادةً ما تكون عرضة لأي تأثيرات تهدد وجودها.. موضحاً أن طريقة تأسيس المؤتمر الشعبي العام طريقة متميزة وفريدة فقد شارك في صياغة وثيقته السياسية المعروفة بالميثاق الوطني كافة المنظّرين والمثقفين والمفكرين من معظم التيارات والاتجاهات السياسية والفكرية، ما يؤكد أن المؤتمر الشعبي العام منذ بداية تأسيسه لم يكن منغلقاً على فكر او توجه معين، وتبعاً لذلك انضوى الجميع تحت مظلة المؤتمر وجسد عملياً ولأول مرة مبدأ المشاركة السياسية بصورة نتح عنها استقرار سياسي انعكس على كل الجوانب، وظلت هذه العملية قائمة الي ان تحققت الوحدة اليمنية عام 1990م وهي تجربة رائدة وناجحة، وتمنى البكاري أن يستفاد من تجربة المؤتمر والعمل عليها لمواجهة العدوان والتحديات الداخلية لإخراج البلد مما وصلت اليه من صراع وتشظٍّ بفعل العدوان الخارجي والصراع على السلطة وبطريقة ألحقت الدمار بالبلد ومقدراته..
بشارة خير
> قال الدكتور قناف المراني:
- إن مناسبة تأسيس المؤتمر الشعبي العام والتي تأتي للعام الثاني في ظل العدوان والحصار تجعلنا نحرف البيت الشعري ونقول ما أكثر الأحزاب حين تعدها لكنها في النائبات قليل، فكثير ما ينطبق بيت الشعر هذا على المؤتمر الشعبي العام فكم من أحزاب عريقة اندثرت وكم من أحزاب لها الطابع العقائدي ذابت ولم يعد لها أثر جرفها تيار الأحداث بعيداً بل ولُوحقت قياداتها وسُجن بعضها والأخرى حُلَّت مثل حزب البعث العربي العراقي، الحزب الوطني المصري، والحزب الدستوري التونسي .وأضاف: ولدينا في اليمن ذابت كيانات حزبية وقيادات حزبية وهامات اعتبرناها كبيرة وقت الشدائد، لكن المؤتمر ظل صامداً يقف مع جماهير الشعب ويدافع عن مصالح الوطن.. وكم راهن البعض على أن المؤتمر الشعبي العام سينتهي بمجرد خروجه من السلطة وشبهوه بالسمكة إن خرجت من الماء ماتت.. وجاءت الأحداث تلو الأحداث ابتداءً من ازمة 2011م إلى العدوان الهمجي وكلها كانت تستهدف محو المؤتمر من الوجود لكن المؤتمر كان يخرج من المؤامرات أشد صلابة وأكثر تماسكاً..
هذه الاحداث والتآمرات والعدوان صقلت قيادات وقواعد المؤتمر.. وأصبحت أكثر وعياً وفهماً للواقع وأكثر ولاء لهذا التنظيم الواسع، وكل الفضل يعود لقيادته الصامدة ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح.. وشدد الدكتور المراني على ضرورة أن يضطلع المؤتمر الآن بدوره الوطني في إعادة الأمور إلى نصابها في ظل استمرار العدوان الغاشم من حيث إعادة عمل المؤسسات الدستورية لممارسة مهامها في شتى المجالات وإنهاء الفوضى التي افرزتها الأحداث والعدوان الهمجي والبربري وكذا الحفاظ على ما تبقى من كيان للدولة.. ولعل سعيه الى إيجاد المجلس السياسي لإدارة شئون البلاد كان من روائع إنجازاته خلال العامين المنصرمين وهذه بشارة خير لتوحيد جهود المخلصين من أبناء الوطن للتفرغ للملمة ما بقي من كيانٍ للدولة اليمنية التي عمل العدوان على محاولة تدميرها وافراغها من محتواها وتسليم البلاد للجماعات الإرهابية.. ودعا المراني المؤتمر إلى الضغط على المجلس السياسي للإسراع في تشكيل الحكومة وسد الذرائع والأسباب التي يتخذها العدوان والانتهازيون وأرباب الفوضى للاستمرار في العدوان لتنفيذ أجندة خارجية.. وأهاب بالمجلس السياسي ألا يشركوا في هذه الحكومة أي وزير سابق من أي مكون والعمل على إرساء مبدأ الكفاءة في أي تشكيلة قادمة ووفقاً لإجراءات دستورية سليمة..
> أكد الدكتور فتحي السقاف:
- أن المؤتمر الشعبي العام أسس مدرسة للعمل الوطني والديمقراطي وقدم نتاجاً وطنياً خالياً من كل العيوب.. فمنذ تولي المشير علي عبد الله صالح مقاليد الحكم بعد اغتيال ثلاثة رؤساء عام 1978م كان لزاماً عليه السعي لتأسيس المؤتمر، حيث مر هذا التنظيم بمراحل عدة وشائكة، وبفضل وبتوفيق من الله تعالى تجاوز هذه الموانع التي كانت حجر عثرة امام انشائه، ونذكر هنا اهم المراحل وهي السعي لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. وقال: إن المؤتمر احدث ثورة تنموية كبيرة سواءً في مجالات الطرقات أو استخراج وتصدير النفط والغاز وفي الزراعة وبناء السدود وتطوير التعليم وإنشاء الجامعات أو حل مشكلة الحدود وبناء جيش وطني قوي زرع فيه حب الوطن وساهم في تعميق الولاء الوطني لدى كل يمني اصيل.
لافتاً إلى أن المؤتمر حرص على تجنيب اليمن الحرب والاقتتال، فمنذ احداث 2011م قدم المبادرات تلو المبادرات والتنازلات العديدة وفي الاخير سلم السلطة بطريقة جسد فيها حقيقة ايمانه بالتبادل السلمي للسلطة وكذلك حرصه على الوطن أكثر من السلطة.. كما تحمل المؤتمر خلال حكم الفار«الدنبوع» المؤامرات العديدة من الاقصاءات والظلم، وظل يؤثر مصلحة الوطن والشعب على مصلحة أعضائه، وها هو المؤتمر يقف اليوم في مقدمة الصفوف في وجه العدوان..
وتطرق السقاف الى دور المؤتمر الشعبي العام وإنجازاته خلال 34عاماً قائلاً: لقد اسهم المؤتمرالشعبي العام بخبرته الادارية وبحنكة منتسبيه فأثبت ان الايمان يمانٍ والحكمة يمانية، فحقق نهضة كبيرة رغم شحة الامكانات في مختلف الجوانب بدليل أن تحالف العدوان طوال عام ونصف مايزال يقصف البنى التحتية التي شيدها المؤتمر والذي يثبت للعالم اليوم ان وجهة نظرة هي السليمة والتي تحترم، وينعقد مجلس النواب وسط دعم شعبي كبير يتمثل بالمهرجان العظيم الذي حضره من كل المحافظات اليمنية لمباركة وتأييد المجلس السياسي الأعلى.
مشيراً إلى أن الحشود الملايينية بعثت عدة رسائل اولها إلى هادي وزمرته ومن معه من الخونة والعملاء والمرتزقة حيث أكد لهم أن الشعب مالك السلطة ومصدرها قانونياً ودستورياً.كما أكد للعالم وكل دول التحالف ان الشعب اليمني مع برلمانه الشرعي الوحيد صامد ولن يخضع أبداً.. وتمنى أن تكف الأمم المتحدة عن المتاجرة بدماء الشعب اليمني، لأن لديه قيادة حكيمة لن تفرط بوطنها وشعبها ولن تقبل بوصاية خارجية أبداً..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47010.htm