الميثاق نت - في حوار مع القناة الروسية الأولى.. الزعيم: ضحَّينا بالسلطة تجنباً للصراع وحرصاً على عدم إراقة الدم اليمني
أكد الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- أنه سيناضل وسيبقى مناضلاً، وأنه سيترك العمل السياسي ويلزم مسكنه ويكتب مذكراته إذا استقرّت الأوضاع في اليمن. وقال رئيس الجمهورية السابق في حديث مع قناة «روسيا 24»: إنه أثناء ما سمّي بالربيع العربي قام بصياغة المبادرة الخليجية وسلّمها للأشقّاء في مجلس التعاون الخليجي، تجنّباً للصراع وإراقة الدم اليمني الذي نراه يراق اليوم.
وقال: "ليس صحيحاً أنني أرغمت على تسليم السلطة، كان دافعي هو تجنّب العنف وإراقة الدم اليمني فتحرّكت مع عدد من المعاونين والمساعدين لصياغة المبادرة الخليجية وسلّمناها للخليجيين، يعني نريد أن نلبّي طلب الشباب والشارع، ولأن السلطة ليست مغنماً ولكنها مغرم فتركنا السلطة وقدّمنا المبادرة الخليجية لهادي بصفته كان نائباً للرئيس".وأكد أنه لا يطمح في العودة للسلطة على الإطلاق، ولا يريد العودة بأي وسيلة وتحت أي مسمّى إلى السلطة التي سلّمها سلمياً في 2012م.
«الميثاق» تنشر نص الحوار..
< فخامة الرئيس نشكركم على اللقاء.. ما هي الدوافع التي جعلتكم في العام 2011م تقدمون على تسليم السلطة لاسيما وانتم من السياسيين المتميزين في العمل السياسي؟
- في 2011م كان هناك ما يسمّى بالربيع العربي وحدثت اعتصامات وأعمال شغب وكنا نتجنب الدخول في الصراع مع المعتصمين في الشوارع وبالذات الذين كانوا في حي جامعة صنعاء والبعض في بعض أحياء مدينة تعز، فقمنا بصياغة المبادرة الخليجية وسلمناها للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي تجنّباً للصراع وإراقة الدم اليمني الذي نحن اليوم نرى إراقة الدم، فكان ذلك انطلاقاً ورغبة مني أن نضحي بالسلطة وأن نترك السلطة ونتجنب العنف، فهذه هي كانت الدوافع لتجنب العنف الذي نحن ندفع ثمنه اليوم.
< قلتم في احد الخطابات في ميدان السبعين بأن دولة قطر تتآمر على اليمن وبعد ذلك الخطاب حصلت محاولة الاغتيال عليكم وعلى رجال الدولة أثناء تواجدكم في مسجد الرئاسة؟ حدثونا عن ذلك اليوم؟
- قطر ضمن تحالف لدول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية عدا الأشقاء في سلطنة عُمان الذين لم يكونوا مع هذا التحالف، فكانوا انجروا إلى الدفع بالشباب وبالذات ما يسمّى بحركة الإخوان المسلمين والتي دعمتها عدد من الأحزاب وكان رأس الحربة هم الإخوان المسلمون كانوا يتلقون الدعم الكامل من دولة قطر قبل أن يأتي الدعم السخي والكبير من بعض دول مجلس التعاون في المقدمة المملكة العربية السعودية..
< لكن ماذا حدث في ذلك اليوم في داخل مسجد الرئاسة كيف كان الوضع؟
- ما كنا متصورين أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من أعمال عنف واستهداف لرجال الدولة ورئيس الدولة، كنا نعتبر أنه يمكن أن يحدث مظاهرات تعبير عن آرائهم طلباتهم بتغيير السلطة بإحداث تغيير للأوضاع الإقتصادية، ما كان عندنا مشكلة، لكن ما كنا نتصوّر أن تصل الأمور إلى استهداف رئيس الدولة ومعاونيه وكبار رجال الدولة، فالذي حدث أنهم استهدفوا الرئيس وحدث قتل أكثر من 11 شخصية وأكثر من 200 جريح في هذا الحادث الإجرامي وانتقلت إلى المستشفى وانتقلوا رفاقي إلى المستشفيات ومنها انتقلت إلى المملكة العربية السعودية وكانت السعودية قد رحبت بنا واستضافتنا وبذلت جهداً مشكوراً عليه في استضافتنا وتلقينا العلاج والعناية الكاملة من المملكة العربية السعودية، فنحن ممنونون ونسجّل هذا الامتنان للمملكة العربية السعودية ولم نكن جاحدين بما قدمته المملكة العربية السعودية فنحنا كنا ممنونين.
< وفي الآخر تم إرغامكم على ترك السلطة ولكن الاختيار بين طرفين مجور وهادي؟ لماذا جاء اختياركم على هادي؟
- ليس صحيحاً أنني أُرغمت على تسليم السلطة كان دافعي هو تجنب العنف وإراقة الدم اليمني فتحركت مع عدد من المعاونين والمساعدين لصياغة المبادرة الخليجية وسلمناها للخليجيين، يعني نريد أن نلبي طلب الشباب والشارع، ولأن السلطة ليست مغنماً ولكنها مغرم فتركنا السلطة وقدمنا المبادرة الخليجية لهادي بصفته كان نائباً للرئيس.. وعلي مجور كان رئيس وزراء لكن هادي كان نائباً للرئيس فهو في المرتبة الثانية بعد رئيس الدولة، واتفقنا مع كل القوى السياسية ومع الإخوان في مجلس التعاون الخليجي على الانتقال السلمي للسلطة وتسليمها لهادي في إطار انتخابات مباشرة لمدة عامين لفترة انتقالية كرئيس توافقي لأنه لم يكن هناك منافسة أو مرشحون آخرون، كان هناك اتفاق لنقل السلطة سلمياً إلى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي، هذا الذي تم..
< هل كنت واثقاً في هذا الشخص؟
- في حقيقة الأمر كان طبيعياً كونه نائب رئيس، لكن لا أحد يعرف ما في السر وما في القلب عنده، ما كان عندنا أن نعرف أن تصل به الأمور إلى ما وصلت إليه انه يكن العداء لوطنه ويقتل أطفالنا ونساءنا ويدمر مساكننا ومصانعنا ومستشفياتنا ومدارسنا من اجل السلطة، كان من المفترض أن يترك السلطة مثل ما سلّمها علي عبدالله صالح سلمياً، يتركها وكان سيدخل التاريخ، لكن أراد أن يدخل التاريخ بشكل آخر من الباب الخلفي من باب الإجرام من باب ارتكاب خيانة عظمى في حق الشعب اليمني، ومازال يصرّ على أنه رئيس شرعي وقد انتهت شرعيته، هو رئيس توافقي لمدة سنتين ولا له أي شرعية عدا أنه متشبث بقرار 2216 الذي تبنته الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وبريطانيا وقدمته للأمم المتحدة، وفي حقيقة الأمر أن الأمم المتحدة مجاملة للمملكة العربية السعودية كدولة لديها ثروة ودولة تربطها علاقات بالغرب وبالولايات المتحدة الأمريكية وبالآخرين مصالح، فجاملوها وأصدروا قرار 2216، نحن بالنسبة للقرار 2216 انتهى بالعدوان، والمبادرة الخليجية انتهت بالعدوان، كان ممكناً أن يحافظ الأشقاء في مجلس التعاون على المبادرة الخليجية ولا يشاركوا في العدوان أو لا يقوموا بعدوان على اليمن، كان ممكناً أن تظل سارية المفعول، لكن طالما قاموا بالعدوان انتهت تماماً و2216 انتهى، لأن عبدربه كان رئيساً توافقياً لا يمكن فرض رئيس بالقوة وبقرار أممي فالرؤساء والملوك والأمراء تختارهم الشعوب لا تختارهم الولايات المتحدة الأمريكية ولا الجامعة العربية ولا أي منظمة دولية على الإطلاق، هذه فلسفة جديدة انه قرار أممي، أنا أريد أن اسأل سؤالاً ويجب أن يرد عليه المهتمون بالقانون الدولي ما مدى سريان قرارات مجلس الأمن الدولي في قضية الصراع العربي الإسرائيلي؟ ولا قرار نُفذ على الإطلاق لماذا يُنفذ على اليمن وتضرب اليمن براً وبحراً وجواً وتقتل الأطفال والنساء، والعالم يسمع ولا يستنكر ولا يقوم بأي دور؟؟ إنها معايير مزدوجة من عنده مال هو المنتصر، في حقيقة الأمر نحن نعاني من هذا العدوان ومازلنا نواجه العدوان وسنستمر في مواجهة العدوان وقلنا إن قرار 2216 هادي انتهى مفعوله وحكومته انتهت ولا مكانة لهم، ولكن نحن نمد أيدينا للحوار المباشر مع المملكة العربية السعودية سواء مباشرة أو برعاية أممية، نحن على استعداد من اجل السلام بيننا وبين السعودية وبيننا وبين العالم الذي يدّعي أن هناك خطراً من اليمن على أمنه القومي رغم أننا لا نشكّل أي خطر على الأمن القومي لدول الجوار..
< سبب هذا الوضع هل هو خيانة داخلية أو تدخل خارجي؟
- تدخل خارجي بحت بالمال وإغراءات لدول عربية أخرى ومنظمات دولية للعدوان على اليمن، أمَّا اليمن حالة الفقر موجودة، الذين يذهبون ويقاتلون مع دول العدوان هم بحاجة إلى المال ليس عن عقيدة عدا ما يسمى بحركة الإخوان الذين عندهم عقيدة إقامة الخلافة الإسلامية تحت عدة مسمّيات تنظيم القاعدة داعش النصرة.. الخ، مسمّيات كثيرة السلفيين، هذه حركة الإخوان المسلمين في العالم يريدون أن يقيموا الخلافة الإسلامية، يسببون حتى مشاكل في روسيا الاتحادية في الشيشان وفي أماكن كثيرة وفي أوروبا في فرنسا في بروكسل في ألمانيا هذه حركة عالمية، نحن جزء من الدول المستهدفة، حُجّة السعودية أو دول مجلس التعاون أنهم يدافعون عن أمنهم القومي من إيران، إيران لا وجود لها في اليمن على الإطلاق وهذا غير صحيح، وإذا لكم خصومة مع إيران معاكم حدود بحرية مع إيران صفّوا حساباتكم معاها، لا تصفّوا حسابكم بأطفالنا ونسائنا في اليمن، هذه ذريعة وكلام غير مقبول، العالم والولايات المتحدة الأمريكية على علم وروسيا الاتحادية على علم المخابرات الدولية على علم انه لا وجود لإيران في اليمن، وأنا قد تحدثت من يومين أو ثلاثة ما عندنا مشكلة لو كانت إيران تريد أن تتحالف معانا سنتحالف معاها لمواجهة العدوان، ما عندنا تحالف عقائدي، هم خلافهم مع إيران خلاف عقائدي هؤلاء شيعة وهؤلاء وهابيون، نحن في اليمن زيدية وشوافع ولا تشعر بأي فرق بين الشافعي والزيدي على الإطلاق، يعتبرون القسم الزيدي انه متشيع وهذا غير صحيح غير صحيح على مدار آلاف السنين ونحن لن نختلف كشوافع وزيود على الإطلاق، الخلاف بين إيران والسعودية أو من يعادون إيران، انه خلاف مذهبي، طيب حلّوا مشاكلكم مع إيران ما تحلّوها في صعدة في تعز ما تحلوها في صنعاء ما تحلوها في أي مكان، تفضلوا واجهوا إيران، لماذا تواجهونها هنا؟ أعطونا دليلاً واحداً أن هناك تواجداً عسكرياً أو تواجداً سياسياً أو اقتصادياً لإيران، لا يوجد، نحن لسنا ضد إيران، فإيران دولة إسلامية شقيقة، وليس بيننا وبينها أي اتفاق أو تحالف الآن، ونحن نُقصف، والعدوان علينا نحن نمد أيدينا إلى إيران للتحالف إذا ترغب في التحالف معنا لمواجهة العدوان.
< من أهم إنجازاتكم السياسية توحيد اليمن، هل ترون أن التفكير بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم سيعود باليمن إلى الوراء ما قبل عهد التشطير؟
- هذا جزء من المؤامرة وليست جديدة، فقد حيكت المؤامرة السعودية في عام 1994م لتجزئة اليمن وشنت علينا حرباً بدعم خليجي وفشلت في التجزئة، والآن هي تعيد الكرّة لأنها لا تريد أن يكون هناك يمن موحد تريد أن يكون دويلات صغيرة تستطيع أن تسيطر على هذه الدويلات الصغيرة مثل ما هو حاصل في المنطقة دويلات صغيرة، فهذه دولة تطل على البحر العربي وعلى البحر الأحمر وعلى مضيق باب المندب عدد سكانها ما يقارب 27 مليون مثقفين سياسيين بلد تاريخي بلد عريق بلد زراعي بلد نفطي بلد لديها المعادن لديها خيرات كثيرة فتريد أن يكون هذا البلد ممزقاً إلى عدّة أقاليم، ولكن في حقيقة الأمر اليمن توحدت في 1990م وتم الاستفتاء على الوحدة وتم إقرار دستور دولة الوحدة والاستفتاء عليه، فالمساس بهذا الدستور يعني المساس بالوحدة، أي شخص يمس بالدستور هو مساس بالوحدة، ولهذا يريدون تعديلات دستورية لأنهم يعرفون أن أي تعديلات تؤدي إلى الإضرار بالوحدة اليمنية، فالوحدة اليمنية معمدة بالدماء مهما صارت عندنا هذه الحروب في المحافظات في كل مكان، لكن نحن موحدون موحدون وستستمر الوحدة وسندافع عن الوحدة من أجل بقاء هذه الوحدة مهما كانت الدوافع ومهما كان الثمن.
< أثناء تواجدكم بالحكم كنتم تمارسون سياسة توازن ممتازة والتوافق بين القوى القبلية والسياسية والحفاظ على سياسة الدولة المركزية لماذا في رأيكم هادي لم يتمكن من تحقيق هذا التوازن..؟ أمْ أن هادي كان له أهداف أخرى في السلطة؟
- هادي هو ضابط كان في جنوب الوطن قبل أحداث 86م، فحصلت مجزرة في الجنوب في عام 86م فكان من العناصر الرئيسية الذين اقدموا على أعمال العنف وتصفيات جسدية في الجنوب، وبعدها فر إلى الشمال مع كثير من رفاقه وهم جزء من عناصر الحزب الاشتراكي، كان الجيش في الجنوب محزّباً وهو واحد من أعضاء الحزب وجاؤوا إلى الشمال واحتضناهم في الشمال بحكم أن اليمن واحد احتضناهم، وعندنا مثل عربي شعري (إن أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)، هذا هو من المتمردين على كرم استقباله وضيافته واحترامنا له ولغيره ولرفاقه.. فهو ضعيف في حقيقة الأمر، هو ضعيف الشخصية ضعيف إرادة، عقلية تآمرية، شكاك يشك في كل شيء إذا شافك تجلس مع احد وهو بجوارك يشك ماذا تتحدث معه، انه يشك في هذا الأمر، فهو شكاك في حقيقة الأمر، لا استطيع أشخصه هو شخصيته هكذا، لم يعرف دولياً لن أدخل في تفاصيل، هذا هو هادي لو كان ذكياً لو كان سياسياً لأدار البلاد بشكل جيد بحكم انه انتخب كرئيس توافقي، وإذا كان أدارها بحكمة وبروية وبهدوء وبأعصاب وأخذ معاونين جيدين، لكن كان متخبطاً، ارتمى في حضن حركة الإخوان المسلمين من أجل حمايته، وبعد ذلك اختلف معهم واحتضن أنصار الله وجاء أنصار الله وتحالف معهم وبعد ذلك اختلف معهم، وبعدما اختلف معهم قدّم استقالته، كان من المفروض أن تُقبل استقالته في البرلمان فكان أنصار الله والمؤتمر وبقية الأحزاب تريثوا ربما يعدل عن قراره، ولكنه فرّ إلى الجنوب ومن الجنوب إلى سلطنة عُمان ومن عُمان إلى السعودية هذه هي شخصية هادي، يصرح يقول أنا لا أعرف بعاصفة الحزم إلّا وأنا في سلطنة عُمان وقد أبلغوني الأمريكان أنه ما فيش حرب وبعد ذلك يناشد ويطالب بعاصفة الحزم واستمرار عاصفة الحزم، وذهب إلى مؤتمر شرم الشيخ وطالب باستمرار عاصفة الحزم، وكل خطاباته ولقاءاته يطالب بعاصفة الحزم هو وما يسمّى بحركة الإخوان المسلمين أو قيادة حركة الإخوان المسلمين الفارين بالسعودية على رأسهم الزنداني المطلوب أمنياً، وهو من العناصر المطلوبة أمنياً كانت تطالب به الولايات المتحدة الأمريكية وأنا على رأس السلطة،أن هذا من العناصر الإرهابية قلت لهم إذا عندكم دلائل على الزنداني أو غيره قدموها ونحيله للقضاء لكن نسلم مواطناً يمنياً لا يجوز، دستورنا لا يسمح وأخلاقنا وعروبتنا لا تسمح بتسليم مواطن يمني إلى دولة أجنبية، وكان مطارداً فكان في القائمة، والسعودية كانت تطارده، الآن هو في السعودية والآن يبارك عاصفة الحزم ويقول هذه العاصفة الجميلة الرائعة، أي إسلام تنتمون إليه؟ وأين الإسلام منكم؟؟ هؤلاء منتفعون ويتسلقون نحو السلطة على دماء الأبرياء على دماء الشهداء، وأنتم في روسيا تعرفونهم حق المعرفة في الشيشان في كل مكان في مختلف المناطق في أوروبا، هذه هي حركة الإخوان المسلمين، طيب أنا استطيع أن أقول الإخوان في السعودية لم يكونوا مرتاحين لهم؛ كانوا يدعمونهم في البداية فهم تربيتهم لكن عندنا حدث ضغط أمريكي أوروبي على السعودية وعلى المنطقة تركوهم، وإلّا كانوا يدعمون في قضية أفغانستان أيام ما بيقولوا أنهم يحاربون الاتحاد السوفييتي، وبعد ذلك تغيرت المعادلات وجاء الضغط على المنطقة وتركهم السعوديون ودول الخليج، والآن احتضنوهم مرّة ثانية، الآن هم على مرأى ومسمع في عدن في أبين في حضرموت داعش وتنظيم القاعدة يقومون بإعدام الناس ويمارسون عنف منقطع النظير بدعم من دول التحالف.
< يتهيأ لي بأن التحالف مع أنصار الله كان اضطرارياً.. لماذا قررتم الدعم والوقوف مع الحوثيين؟
- الحوثيون سلطة أمر واقع بعد فرار هادي، وفرار ما يسمّى بحركة الإخوان المسلمين وبعض الناصريين وأحزاب صغيرة وبقية الاشتراكيين بعدما هربوا إلى السعودية، نحن بالضرورة نكون مع أنصار الله لمواجهة العدوان،أنصار الله يمنيون وهم يواجهون عدواناً وكان من الضرورة أن المؤتمر الشعبي العام وكل تكويناته وأنصاره وحلفاؤه يكونون في خندق واحد مع أنصار الله لمواجهة العدوان الذي يستهدف اليمن بشراً وحجراً وشجراً.
< بالنسبة للقاعدة في جنوب اليمن وداعش هم يمنيون أيضاً هل سيتم الاتفاق معهم أيضاً؟
- هم عناصر يمنية بالتأكيد،إذا اقلعوا عن الذنب وتركوا السلاح وأعمال العنف ودخلوا في إطار حوار شامل مع كل القوى السياسية في الساحة اليمنية ما عندنا مشكلة، وكان لنا حوار مع الإخوان المسلمين ما يسمّى بتنظيم القاعدة وباطلاع الولايات المتحدة قبل 2011م كنا على حوار معاهم واصلحنا عدداً كبيراً منهم واعلنوا توبتهم واقلعوا عن الذنب وكان شيئاً جيداً،أي واحد يقلع عن الذنب والعنف والإرهاب نحن نمد أيدينا لأي واحد يقلع عن الذنب والإرهاب في اليمن أياً كان نحن مستعدون للتفاهم.
< هل نتوقع أنكم تصفّون خصومكم من خلال أنصار الله؟
- هذا غير صحيح، هذه دعايات باطلة من قبل أعداء الوطن المستأجرين والمدفوع لهم من الخارج، نحن لا نقوم بتصفية خصوم ولا معنا خصوم نحن الذي خاصم الوطن نخاصمه سواءً أكان إخوان مسلمين أو كان قاعدة أو كان داعش نحن في خصومة معاهم،أي واحد يعتدي على الوطن ويخاصم الوطن نحن ضده لكن اننا نستخدم قوى سياسية ضد قوى سياسية هذا غير وارد، نحن وأنصار الله في خندق واحد لمواجهة العدوان.
< انتم من اكثر الشخصيات حنكة وتأثيراً على السياسة في اليمن ولكن لن يسمح لكم بالعودة إلى الرئاسة، ما هو الدور المناسب في المرحلة القادمة لكم..ربما قد يكون منصباً سياسياً كوزير وإلّا سوف تفضّلون أنفسكم أن تكونوا لاعباً مؤثراً في الظل؟
- هذا غير وارد انا لا اطمح في العودة للسلطة على الإطلاق،أنا يالله تخلصت منها في 2012م لا أريد العودة بأي وسيلة وتحت أي مسمّى إلى السلطة،أتمنى أن يستتب الأمن في اليمن ويكون هناك سلام شامل كامل في اليمن وان تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية وتأتي قيادات جديدة، أنا شخصياً إذا استقرت الأوضاع سأترك العمل السياسي وألزم مسكني واكتب مذكراتي، لا أفكر على الإطلاق لا بمنصب كبير ولا بمنصب صغير،أريد واطمح أن اليمن يستقر وسأناضل وسأبقى مناضلاً، إن شاء الله نتوفّق في استقرار البلد لكن نضالي لا يعني أن أعود للسلطة بشكل مباشر أو غير مباشر، صحيح انه كمؤتمر شعبي عام من حقه أن يشارك في السلطة حزب سياسي ورئيسي، لكن أنا هذا غير وارد، هذه دعايات من حاقدين ومرضى ومن مهووسين نقول عليهم هوس السلطة يريدون السلطة، يقولون علي عبدالله صالح لماذا واقف على أقدامه ولماذا يظهر؟ إلّا لأنه يريد السلطة،أبداً لو كنت أريد السلطة وأريد الاستمرار كان لدي إمكانات هائلة في 2011م كان حسمتها عسكرياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً كان حسمتها، لكن أنا تجنّباً لإراقة الدم لا أريد ولا قطرة دم،السلطة تركتها وسلّمتها سلمياً، مفروض أنهم يقولون شكراً شكراً صالح يا الذي سلمت السلطة،لا أحد يقدر، وأنا قلتها في أكثر من مرّة أنه ما في أكبر شنب في اليمن يقول إنه أرغم علي صالح على تسليم السلطة، هذا أبعد من عين الشمس،أنا سلمت السلطة بقناعة، ولا أريد العودة إليها بقناعة، وأريد أن أتخلى عن العمل السياسي إذا استتبت الأمور والأمن والاستقرار في اليمن فأنا أول من يلزم بيته ويكتب مذكراته خلال أربعين إلى 45 عاماً من خلال مسيرة النضال ومسيرة الإدارة العسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية فأنا أميل إلى كتابة المذكرات.
< على ضوء إفشال السعودية مفاوضات الكويت واستئناف العدوان كيف ترون تطور الأحداث والسعودية لا تريد أن تعترف بهزيمتها والطرف الثاني أيضاً قوي هذا معناه تطويل الحرب فكيف ترون الموضوع؟
- نحن صراحةً منذ وقت مبكر منذ حضرنا جنيف 1 وجنيف 2 وحضرنا مسقط وحضرنا الكويت، نحن نعرف أن هذا تسويف وأنهم غير جادين في الحوار، كان السعوديون يريدون أن يحققوا انتصاراً على الأرض انتصاراً عسكرياً، صحيح حققت انتصاراً اقتصادياً حققته باختلالات أمنية حققته، كسب مرتزقة حققته، لكن هي كانت تريد ان تحقق انتصاراً عسكرياً كاسحاً على الأرض ما قدرت فكانت تحاورنا في جنيف 1 وجنيف 2 ومسقط والكويت بوفد ما يسمى بالشرعية (شرعية هادي) هؤلاء عبارة عن موظفين تسلّم لهم السعودية رواتب وساكنين في الفنادق والقصور في السعودية وترسلهم لجنة لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً، صراحةً هم إخواننا وأبناؤنا ما يعملوا شيء الأمر ليس بأيديهم، وما هو إلّا مضيعة للوقت يحاوروننا وهم يكثّفون من غاراتهم الجوية ومن الكسب لعدد من الولاءات المحلية لكي يحققوا لهم انتصارات على الأرض، ما قدروا ولن يقدروا،أنا أعلنت أكثر من مرّة أن الحل هو الحوار المباشر اليمني السعودي سواءً مباشرة أو برعاية دولية فالحل هو أن نتحاور مع المملكة العربية السعودية مباشرة أو برعاية أممية ما عندنا مشكلة.
< الآن الكل يسأل أين روسيا من اليمن يعني في الوضع هذا كيف ترون العلاقة الروسية اليمنية وهل هي تقدر أن تكون أكثر نشاطاً في اليمن ؟
- روسيا الاتحادية هي أقرب الأقربين إلينا، وروسيا لها مواقف إيجابية في الأمم المتحدة في مجلس الأمن واستخدمت حق النقض (الفيتو)، فروسيا هي الأقرب إلينا ونحن نمد أيدينا إلى روسيا في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب المدعوم من دول المنطقة من دول العدوان، ونحن نمد أيدينا إلى روسيا ولدينا اتفاقيات مع روسيا الاتحادية كانت مع الاتحاد السوفييتي لكن الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي هي روسيا الاتحادية، فنحن على استعداد لتفعيل هذه المعاهدات والاتفاقيات التي كانت بيننا وبين الاتحاد السوفييتي مع روسيا الاتحادية ونفعلها ونتفق على مبدأ هو مكافحة الإرهاب، أمَّا أنها تقاتل معنا العدوان لا..نحن سنقاتل العدوان نحن، لكن في مجال مكافحة الإرهاب، نحن نمد أيدينا ونقدم كل التسهيلات، والاتفاقيات والمعاهدات معروفة، تسهيلات نقدمها في قواعدنا في مطاراتنا في موانئنا جاهزين نقدّم كل التسهيلات إلى روسيا الاتحادية.
|