الأربعاء, 24-أغسطس-2016
الميثاق نت -   عباس غالب -
جـاء احتشاد السبعين بمثابة طلقة مدوية في وجه قوى العدوان والظلم والجبروت.. إذ يتضح من خـلال هذه التظاهرة الجماهيرية الملايينية قدرة اليمنيين على استنهاض إمكانات اضافية وتوظيفها في مسار التحولات الحضارية وتحديداً في هذا الظرف الاستثنائي من المؤامرة الكونية التي تستهدف اجهاض الحلم اليمني العظيم.
ولقد استبشر اليمنيون كثيراً وباركوا الاتفاق السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله وحلفائهم مؤخراً وما تبعه من تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون الدولة ومواجهة العدوان السعودي الغاشم والمتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام.. وبالتالي السعي نحو تشكيل حكومة تنفيذية لإدارة مجمل الحياة الداخلية في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن.
وفي نفس الوقت يثبت المؤتمريون حقاً صدقية الانتماء والوفاء للمؤتمر الشعبي العام كتنظيم رائد في العمل السياسي وبناء دولة القانون منذ انطلاقة تأسيسه الأولى في (24/أغسطس/1982م).
وعلى وقع هذه الاحتفائية يبرز دور هذا التنظيم في أشد المراحل التاريخية اليمنية صعوبة بملكاته ورموزه وأدواته على تجسيد الوفاء والدفاع والمنافحة عن قيم الثورة والوحدة والديمقراطية والتغلب على تلك المحاولات المستمرة لإفراغ مضمون المشروع الوطني الذي قاده المؤتمر طوال هذه الفترة.
ومنذ لحظة التأسيس الأولى واجه المؤتمر تحديات عدة لعل أبرزها إقناع التيارات السياسية والحزبية في تلك الفترة بالانضمام إلى قوام المؤتمر والاسترشاد بالميثاق الوطني كصيغة تستظل تحتها هذه المكونات التي كانت وقتها تعمل تحت الطاولة وتثير كثيراً من التناقضات وتعميق الأزمات.
وثمة مسؤوليات إضافية تصدى لها المؤتمر حيث كان في طليعة قيادة التحول التاريخي في سفر النضال الوطني لصياغة اتفاق الوحدة وإنجازها مؤسسياً في 22 مايو 1990م ..وبالتالي خوضه معترك التصدي لمؤامرة الانفصال1994م التي كانت تغذيها نفس القوى الخارجية راهناً التي تحاول مجدداً الإجهاض على هذا الحلم اليماني، إذ كان المؤتمر أيضاً مستشعراً خطورة هذه المؤامرة التي ارتدت قفازات العدوان الهمجي المستمر حتى اليوم في محاولة للنيل من مكتسبات الوطن واخضاعه لهيمنة القرار السعودي-الأمريكي دون جدوى، إذ أن السياقات التاريخية لمسار التصدي مخطط الهدم قد نجح في احباط تلك المؤامرات.
ومن الطبيعي أن ينجح المؤتمر في تجاوز تلك الصعوبات كما تجاوز غيرها كثيراً.. وبدأ طليعياً وقوياً في معترك البطولة والبسالة خاصة وهو يخوض هذا المعترك إلى جانب القوى الوطنية، ولعل التوافق السياسي بين المؤتمر وحركة أنصار الله لإدارة الدولة ومواصلة الصمود وترجمة تطلعات اليمنيين بعد فشل مباحثات السلام في الكويت وتصلب الطرف الآخر في وضع اشتراطات تعجيزية، قد أكد مجدداً صوابية خيار هذه القوى في استشعار هذه المرحلة بمزيد من التوافق والاستبسال للتصدي للعدوان الكوني على اليمن من جهة، والتعبير عن الإرث الحضاري لشعب موغل في التاريخ لا يمكنه -بأي حال من الأحوال -الخضوع والاستسلام وإن كان على استعداد تام لإقامة السلام العادل والشامل الذي لا يسمح لأية قوى أن تركع هذا الشعب مهما كان جبروتها وتسلط أنظمتها الأسرية والدكتاتورية.
ولا شك أن اقتران هـذه المناسبات وأعني تحديداً التوافق على خيارات إدارة مؤسسات الدولة بمعزل عن أوهام ما يسمى بشرعية الخارج ووفقاً للدستور الذي لايتعارض مع حيثيات قيام المجلس السياسي الأعلى وبين دلالات الاحتفال بتأسيس المؤتمر الشعبي العام، فضلاً عن هذا الدعم الجماهيري الذي خرج يوم السبت وأذهل العالم تأييداً ومباركة لهذه الخطوات إنما يؤكد على حقيقة بشارة المستقبل الواعـد بالخير والنماء والاستقرار بفضل هـذا التلاحم والتوافق الوطني.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47017.htm