الشيخ/ عبدالولي الجابري -
الحديث في ذكرى تأسيس حزبنا المؤتمر الشعبي العام أمر غاية في الصعوبة وذلك لأن المؤتمر حزب كبير يستحق منا ألا نبخسه حقه من التدوين والرصد لما قدمه لليمن ارضاً وانساناً وليس مجرد كتابة عابرة لاتفيه حقه ولا تفي حق مؤسسه المناضل الجسور والسياسي المحنك الزعيم علي عبدالله صالح الذي جعل من المؤتمر وميثاقه منهاجاً سارت عليه كل خطط التنمية قبل وبعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي تعد أهم منجزات المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم الوحدوي علي عبدالله صالح والذي جعل من المؤتمر حزب الوسطية والاعتدال حزب كل الشرفاء فاستحق ان يكون رمانة الميزان في العمل السياسي والديمقراطي والتداول السلمي للسلطة منذ تأسيسه وحتى الآن وهذا يعني انه حزب له رصيد نضالي وتنموي كبير لايمكن تجاهله مهما كان لأن المؤتمر الشعبي هو ابن اليمن لانه خرج من رحم الشعب وترعرع في احشاء ووجدان كل شريف في الوطن لانه جاء ببرنامجه السياسي وخططه وانجازاته ملبياً لطموحات الشعب ومترجماً لها وفق منظور وطني خالص لايهتم إلا بكيفية الحفاظ على اليمن ووحدته ومقدراته وهويته اليمنية الجامعة.. حزب نشأ بالتوافق وسار على نهج الوفاق والوسطية والاعتدال فالتف الشعب حوله فازداد بهم ألقاً وقوةً وعنفواناً كحتمية جدلية بين المؤتمر والشعب التواق للحرية والانعتاق من زمن الكبت السياسي المقيت في فترات ماقبل الرئيس صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام.. ويبدو ان للمؤتمر نصيباً من اسمه- شعبي وعام- ببعده السياسي الديمقراطي والتنموي الملبي لطموحات كل افراد المجتمع فاستحق ان يكون شعبياً وعاماً، وليس حكراً على فئة او منطقة او جماعة بعينها..
المؤتمر الشعبي العام خرج فعلاً من رحم الشعب حين صوتوا له واستفتوا عليه قبل اقرار العمل ببرنامجه السياسي فاستحق ان يكون شعبياً عاماً ملبياً لطموحات جميع اليمنيين بكل انتماءاتهم ومشاربهم السياسية دون استثناء او استئثار لابالسلطة ولا بالمال فلم يكن يفرق بين مؤتمري وغيره ممن ينتمون الى الاحزاب الاخرى، ولذا فالمؤتمر للمؤتمريين من حيث الانتماء وشعبي عام في العطاء لكل افراد الشعب..
لاشك ان المؤتمر الشعبي العام قد استطاع ان يحقق كل طموحات الشعب اليمني وتمكن من تحقيق كل اهداف الثورة السبتمبرية الخالدة بعد ان تعثر تحقيق الاهداف الستة نتيجة عدم الاستقرار الذي ساد قبل مجيئ الرئيس المناضل علي عبدالله صالح رئيس ومؤسس المؤتمر فقد أسسه على الوسطية والاعتدال والقبول بالآخر، ولعل هذه الميزة الايجابية هي التي جعلت من المؤتمر حزب الوطن بقدر ماجلبت له الكثير من المشكلات وجعلت البعص ينظر للمؤتمر انه الحضن الدافئ والحصن الحصين لكل خائف وهارب من هذا الحزب أو ذاك، وهنا تحديداً كانت اشكالية المؤتمر حين ولج اليه بعض ممن هربوا من احزاب اخرى طالبين النجاة بأنفسهم ولم يكونوا امناء في انتمائهم له، غير ان احداث 2011م وما تلاها من مؤامرات على المؤتمر وقيادته الحكيمة بل والوطن بشكل عام، كشفت القناع عن المتزلفين فكانت فترة فرز حقيقية زادت المؤتمر قوة وصلابة وعنفواناً والقاً بعد أن لفظ الدنس الذي كان عالقاً..
لقد اثبت المؤتمر انه موجود في كل شبر من يمننا الحبيب فهو موجود في منجزاته التعليمية العامة والعليا والصحية والطرقات والاتصالات والسدود والمياه وغيرها من المنجزات، وقبل ذلك فقد استطاع المؤتمر الشعبي العام ان يبني قدرات الانسان اليمني، وما وجود ملايين الخريجين والكوادر والاكاديميين في كافة التخصصات العلمية والإنسانية إلا ترجمة فعلية لما قدمه المؤتمر للشعب اليمني فاستحق ان يكون متواجداً ومحفوراً في وجدانه الذي عاش في ظل حكم المؤتمرالشعبي العام وعصره الذهبي، عصر الرخاء والعمل المثمر، فاستحق ان يبقى خالداً في وجدانه تأكيداً لقوله تعالى «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظبم