عبدالولي المذابي -
من الخطأ القول إن المعارضة هي التي حرَّكت الشارع في قضية المتقاعدين، لأن ذلك شرف تدَّعيه المعارضة وتهمة لا تنكرها، والصحيح أن المعارضة استغلت تحرك الشارع لصالحها وكان دورها سلبياً في تلك المظاهرات السلمية، فجاءت بعض قياداتها من خلف الصفوف لترفع شعارات مناطقية وتصب الزيت على النار، واقتصر دورها على إحداث الشغب والتحريض عليه بغرض ابتزاز الدولة.
واذا كان ما قامت به نكاية بالسلطة، فمن الواجب اعادة النظر في دورها ومحاسبتها خصوصاً اذا ما تم توجيه القضية في مسار جنوبي وشمالي.
قضية المتقاعدين اثبتت أن المعارضة بعيدة عن الشارع وبعيدة عن هموم المواطنين، وهو ما يستوجب اقصاءها عن الحوار وإدخال الاطراف الحقيقية التي تمثل قضايا الناس حتى وإن كانت جمعية تنسيق المتقاعدين، أو أية هيئات اخرى لديها قضية حقيقية تهم الناس.
واذا كان المؤتمر الشعبي العام قد أخطأ بإهمال قضية المتقاعدين، فإن المعارضة قد أخطأت مرات بانفصالها عن قضايا أكثر من ٠٣ ألف مواطن يمني، ثم قامت باستغلالها كلغمٍ سياسي..
وأخطأت عندما حاولت التدخل سلباً في تلك المطالبات السلمية بالحقوق القانونية للمتقاعدين واستغلالها بصورة غير وطنية.
ويكفي المؤتمر فخراً أنه اعترف بالخطأ على الرغم من أنه لا يتحمل مسئوليته لوحده، ثم عمل على إصلاحه ومعالجته ولو بعد حين، وهي شجاعة موقف تُحسب له لا عليه.
أما حال المعارضة المعوج فلن يتسنى إصلاحه إلاّ اذا تبنت هموم الشارع واقتربت من الناس لتعمل بشكل ايجابي على حل مشاكلهم وتساعد الدولة في ايجاد المعالجات المنطقية والواقعية من منظور وطني وحرص على المصلحة العامة التي يفترض أنها مسئولية الجميع في هذا الوطن، على اعتبار أن أي اختلالات أو مشاكل تنعكس آثارها على الجميع.