الإثنين, 29-أغسطس-2016
الميثاق نت -    محمد علي عناش -
في فترة سابقة وخاصةً عندما قدم الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي استقالته والتي قصد منها إحداث فراغ دستوري في ظل ظروف سياسية عصيبة تمر بها البلاد، كان لابد حينها أن تُقدَّم الاستقالة الى مجلس النواب للبت فيها، الا أن قيادات المشترك اعترضت وأعاقت اجتماع المجلس معتبرةً أن المجلس أصبح غير شرعي، وعند قيام أنصار الله بالإعلان الدستوري وتشكيل اللجنة الثورية العليا وإغلاق مجلس النواب، عاد هؤلاء الى التباكي على مجلس النواب والتعدي على شرعيته والمرجعية الدستورية، ثم رحلوا الى الرياض طلباً للعدوان.. هؤلاء قبل أن يكونوا خونة ومرتزقة ومتسولين في فنادق الرياض، لم يكونوا ملائكة ولارموزاً ونماذج وطنية، ولم يكونوا أبرياء من التحولات الكارثية التي حدثت منذ2011م والاستنزافات التي حدثت على جميع الأصعدة والمستويات العسكرية والاقتصادية والإدارية، لإنهم منذ هذا التاريخ المشؤوم كانوامبرمجين على هدفين أو خيارين إما السلطة أو الفوضى وتحت عناوين ثورة التغيير الشبابية وكل العناوين التي تم تسويقها تحت مظلة ماعُرف بثورات الربيع العربي، ومازالوا حتى اليوم في زمن العدوان مبرمجين على نفس الأهداف والخيارات إما السلطة أو الفوضى وإشعال الحرائق وتدمير البلاد وتحت عناوين الشرعية والمقاومة الوطنية.. أهدافهم لم تكن قابلة للمرونة والتغيير والعقلانية لتصلبهم حولها وكأنها قدر محتوم وهم صفوة مختارة من السماء، ولذا أفشلوا كل المبادرات والاتفاقيات التي قُدمت لهم على طبق من فضة لحل المشكلة اليمنية على قاعدة التوافق والشراكة والمرجعية الدستورية، مثلما هم اليوم من أفشلوا مفاوضات جنيف1و2 ومفاوضات الكويت.
ظلت مواقفهم غير محترمة للدستور ونصوصه وشرعية ممثلي الشعب، وإنما قافزة عليها ومنتهكة لها، والتمديد لرئاسة هادي خارج كل الأطر والأعراف الدستورية شاهد على هذا الانتهاك والتجاوز الذي لايجيزه او يبرره أي ظرف.
عداوتهم لمجلس النواب وعدم احتكامهم للمرجعية الدستورية في حواراتهم واتفاقياتهم كان الهدف منه إحداث فراغ دستوري طويل يواكب مخطط الانقلاب والسيطرة الكاملة على السلطة بعد إزاحة الخصوم بمختلف الوسائل، ولم يكونوا أبرياء عند التباكي على مجلس النواب لأنهم هدفوا الى إحداث شرخ وتصدع داخل الصف الوطني الواقف ضد العدوان والمدافع عن الوطن وسيادته وخاصة بين أنصار الله الذين تمسكوا بالإعلان الدستوري، والمؤتمر الشعبي العام الذي تمسك بالمرجعية الدستورية.. واليوم إثْر إفشالهم مفاوضات الكويت هاهم المرتزقة بعد الصفعة التي تلقوها بالاتفاق السياسي بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والذي أثمر عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد ومواجهة العدوان وأذياله، عادوا مجدداً الى لغة الطعن في شرعية مجلس النواب الذي بارك هذا الاتفاق وأقر بالإجماع تشكيل المجلس السياسي الأعلى في جلسة برلمانية تاريخية جسدت روح الحكمة اليمانية التي مازالت تسري في دماء اليمنيين الأحرار كما عبرت عن عودة الروح الى الجسد اليمني بعد محطات ومنعطفات كارثية نتيجة عدم الاحتكام للدستور ومؤسساته،جلسة تاريخية حرص تحالف العدوان ومرتزقته على أن لاتنعقد مستخدمين كل وسائل الإغراء ثم التهديدالعلني والصريح في إعلامهم وفي رسالة المعتوه هادي، الا أن البرلمانيين الأحرار لم ينقادوا للإغراءات ولم ينصاعوا للتهديدات بل تدافعوا ملبين نداء الوطن رغم ظروف البعض الصحية الذين حضروا على كراسي إعاقتهم وفراش مرضهم..
إن الاتفاق السياسي بين أكبر المكونات السياسية والاجتماعية -أنصار الله والمؤتمر- والعودة الى الدستور والمؤسسات الدستورية، أزعج العدو ومرتزقته وأصابهم بالهيستيريا وأسقط الأقنعة المزيفة التي يلبسونها، وكشف أكثر حجم خيانتهم وعمالتهم، وكم هم مفلسون وبلامرجعية سوى مرجعية القصر الملكي السعودي، واستمر الشعب اليمني العظيم في إسقاط أقنعة الخونة والمتسولين في فنادق الرياض وكذا أقنعة دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية المرتهنين للمال السعودي، باحتشاده الجماهيري الملاييني في ميدان السبعين يوم السبت 20أغسطس تأييداً للاتفاق السياسي وتشكيل المجلس السياسي الأعلى، هذا الاحتشاد التاريخي الذي تعجز الأقلام عن أن تصفه وتعبر عنه لحجمه الكبير غير المتوقع ولدلالته الوطنية والثورية العظيمة.. اجتمع ممثلو الشعب في البرلمان فأسقطوا بمقتضى الدستور والقانون شرعية الخونة والعملاء والمتاجرين بدماء أبناء الشعب اليمني وبمنجزاته الثورية والوحدوية، وحضر الشعب اليمني بنفسه ليقول كلمة الفصل أن لاشرعية للخونة ولامكان لهم على ثرى هذا الوطن الطاهر والمطعون بخناجرهم وسكاكينهم.. حضر الشعب اليمني الى صنعاء وامتلأت به الساحات والشوارع ليقول للعالم لاشرعية إلا للشعب ومؤسساته الدستورية.. فهل سيخجل العالم ويحترم هذه الشرعية، أم سيظل يتمسك بأشخاص ليس لهم شرعية وليس لهم علاقة بالشعب اليمني العظيم ساعة واحدة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47054.htm