الإثنين, 29-أغسطس-2016
الميثاق نت -     محمد علي عناش -
تتوالى الانتصارات المذهلة التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جميع جبهات معارك العزة والشرف وخاصة جبهات ماوراء الحدود التي يتجرع فيها العدو السعودي أمرّ الهزائم العسكرية والنفسية والأخلاقية.. مشاهد الانتصارات العسكرية في العمق السعودي داخل نجران وعسير وجيزان والتي بثتها القنوات اليمنية الحرة والشريفة وتفاعلت معها المئات من القنوات العربية والأجنبية، باستثناء قنوات الارتزاق والكذب والتضليل التي لم تخجل من تكذيب هذه المشاهد ومحاولة التقليل من شأنها وتأثيرها لكن دون جدوى نظراً لقوة هذه المشاهد وماتخللها من بسالة وتكتيك عسكري واقتحامات مذهلة لمواقع العدو السعودي في معارك العزة والشرف التي يخوضها الجندي اليمني ومعه اللجان الشعبية.. ولأن العدو السعودي ومرتزقته يدمنون الكذب وصناعة الانتصارات الوهمية، ولأنهم بلاقضية وبلاحقيقة لها قيمة واحترام، وإنما يمتلكون حقيقة واحدة هي أنهم بشر منحرفون سياسياً وثقافياً ودينياً، ومهزومون عسكرياً، ولذا ترعبهم الحقائق الناصعة فيواجهونها بشراء الكذب وبالرشوة والابتزاز.. مقولة "سلّم نفسك ياسعودي" التي اطلقها مجاهد يمني وهو يقتحم أحد مواقع العدو في نجران داست على كرامة العدو وأصبحت هشتاقاً عالمياً متداولاً في جميع وسائل الإعلام..
لم تكن ضمن فيلم امريكي من وحي الخيال العلمي، وانما أطلقها مجاهد يمني في مشهد حي وحقيقي في ميدان المعركة مع جنود العدو السعودي على مشارف مدينة نجران، هو عدو متغطرس يعتقد ان الانتصار يصنعه برميل نفط وشيك مفتوح فذاق الهزيمة المرة لأنه لم يحسب أي حساب للمقومات الأخرى للانتصار والتي يمتلكها الجندي اليمني وفي مقدمتها الإيمان بالقضية العادلة والدفاع عن سيادة الوطن، كما أن مشهد هروب المدرعات العسكرية وتصادمها بتلك الصورة المخزية، لم تكن تفحيطة لمراهق سعودي في شوارع جدة وبسيارة امريكية فارهة، وإنما تفحيطة فرار وفزع عسكري سعودي في ميدان المعركة وبمدرعة عسكرية ودبابة أبرامز امريكية حديثة.. ولم تتوقف المشاهد العسكرية الأسطورية للجندي اليمني عند هذه المشاهد في نجران بل توالت المشاهد المماثلة في عسير وجيزان وكأنك أمام جيش سعودي كرتوني تقحمه أسرة آل سعود في معركة لايدرك فيها لماذا يقاتل ولايشعر بأي قضية تجبره على أن يقاتل اليمنيين..
هذه المشاهد الحقيقية التي بثتها قناة «المسيرة» قتلت العدو السعودي أخلاقياً ومعنوياً وهزمته نفسياً، الا أنه وكالعادة لم يواجه الحقيقة والفضيحة العسكرية المدوية بوسائل محترمة وإنما بوسائل ساقطة، كالانتقام بقصف الأسواق الشعبية وارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين، وكذلك بالشيكات المفتوحة لإسكات صوت الحقيقة التي ترعبه وتفضحه على جميع المستويات، ولذا كان الثمن هو اغلاق قناة «المسيرة» من على القمر نايلسات..
الجندي السعودي تم قذفه الى ميدان المحرقة وكأنه لايعلم ما سيواجهه أو كأنه ذاهب الى نزهة عسكرية، تم تزويده بسلاح حديث وأيضاً بمكواة الملابس ودهان الشعر وبكراتين اللحمة وأطباق الحلوى المستوردة، وأيضاً بكاسيتات تعبوية للعريفي والسديس والقرني التي تصور له المعركة دفاعاً عن الدين والحرمين الشريفين وتحرضه على جهاد مقدس أولى من جهاد الصهاينة وهو جهاد المجوس والروافض في اليمن.. لكنه في أرض المعركة وجد نفسه الجندي السعودي أنه خواء ومعركته سراب، واكتشف الحقيقة المرة التي لم يشعر بها الا في هذه المعركة، أنه بلا وطن ولاقضية وانه يدافع عن تجار دين يتكسبون بالفتاوى والنفاق ويستحلون الدماء دون أدنى شعور بالذنب والخوف من الله، ويدافع عن أسرة تسلبه السلطة والثروة وتقذفه الى معركة لاناقة لهم فيها ولاجمل، بينما ترسل أولادها الى مختلف دول العالم للدراسة والنزهة والاستثمار والتجارة.. السعودية بدأت تشعر بأن عظامها تتكسر وتشعر بمرارة التحولات العسكرية الخطيرة في الحد الجنوبي والتي بدأت تطال شركات النفط، الا أن ذلك لم يجعلها تفيق من غيها وتعيد حساباتها كي تدرك أن استمرار القصف الجوي ولأكثر من سنة ونصف هي مراهقة عسكرية سخيفة ولعبة سمجة لاتصنع انتصاراً، فمايزالون يمارسون هذا السخف ويستخدمون المال بهيستيريا وجنون لشراء جنود أجانب ومرتزقة للدفاع عن أراضيها ومرتزقة لفتح الجبهات في اليمن، ولايكفيها مائة قناة لتسويق الوهم والانتصار الكاذب، ومازالت تشتري المزيد وتدفع المزيد لإسكات صوت الحقيقة، مازالت تشتري السلاح وتشتري المواقف، لكن كل هذا لن يصنع لها الانتصار، بل انهار وانداس تحت أقدام جندي يمني صرخ - سلّم نفسك ياسعودي- ووصل صدى صوته مجلجلاً الى قلوب وآذان أمراء السوء من صنف بشري مشوه انجبته الصحراء القاحلة..
يأتي في هذا السياق مؤتمر جدة الذي حضره جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، هو نابع من هذه المخاوف والهيستيريا ونابع من استنجاد سعودي بأمريكا تحت عنوان بحث الحل السياسي في اليمن، رغم أن المؤتمر لم يشارك فيه أي شخص من المرتزقة في فنادق الرياض، في دلالة واضحة أن قرار حل وتسوية الأزمة اليمنية ليس بيد المرتزقة وإنما بيد السعودية.. كيري والجبير بدا عليهما الإرباك والانزعاج والقلق بما يحدث من انتصارات متسارعة للجندي اليمني لم تستطع أحدث الأسلحة الأمريكية ايقاف جماحها، ولذا لم يناقشوا مسألة الحل السياسي في اليمن وانما تم توجيه رسائل تحمل في باطنها التهديد والوعيد، وكرسوا الاجتماع لمناقشة الأمن السعودي الذي بات يقلق كيري في جنوب المملكة، لكنه لم يعبر عن قلقه من المجازر التي ترتكبها الطائرات السعودية من جرائم بشعة بحق المدنيين والدمار الهائل الذي تحدثه بكل مقومات الحياة في اليمن.. لم يقلق أن كل هذه الجرائم تُرتكب بسلاح أمريكي بما فيها القنابل الهيدروجينية والعنقودية..
في المؤتمر الذي خيم عليه القلق السعودي والأمريكي مارس كيري وجسد أسوأ أنواع النفاق السياسي والأخلاقي الذي جعلهم يظهرون عراة ومفزوعين حتى العمق من صرخة «سلّم نفسك ياسعودي»..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47064.htm