الميثاق نت -

الإثنين, 29-أغسطس-2016
حوار/ نجيب شجاع الدين -
القائم بأعمال وزارة الأوقاف والإرشاد عبدالرحمن القلام لـ«الميثاق»:السعودية تحرم اليمنيين من الحج للموسم الثاني


قال القائم بأعمال وزارة الأوقاف والارشاد الاستاذ عبدالرحمن القلام: إن السعودية منعت الحجاج اليمنيين من أداء فريضة الحج للعام الثاني، مشيراً في حديثه مع «الميثاق» إلى أنها ظلت طوال الأشهر الماضية تتهرب من الايفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسها والموقعة بين الجانبين في محضر رسمي في 17 رمضان الفائت..
وقال القلام: لم يحدث أن تتفق وزارة أوقاف مع نظيرتها السعودية وبوجود مسئول المخابرات السعودية ومسئول الأمن الوقائي ومسئول عن وزارة الداخلية السعودية.. «لم يحدث عبر التاريخ أن تتفق مع كل هذه الجهات الأمنية لتفويج الحجاج»..
وحذر القلام من تدبير المدعو فؤاد أبوبكر الوزير في حكومة هادي لعملية اختلاس ونهب لأموال الحجاج اليمنيين، حيث اسند إلى وكالات مشبوهة وليست ذات ضمان نقدي باستلام مبالغ مالية من اشخاص رغم أنه لايوجد إلى الآن تأكيد على السماح لهم بالحج.. إلى التفاصيل:
♢ إلى أين وصلتم في مسألة انجاز موسم الحج لهذا العام؟
- قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف بدأ من خلال المكلفين والمختصين بمتابعة الجانب السعودي قبل ما يزيد عن خمسة أشهر، وفي 17 رمضان عقد اللقاء السنوي المعتاد بين الجانبين بعد تأخيره ثلاثة اشهر عن الموعد المحدد..
طرح الجانب اليمني على الجانب السعودي خلال اللقاء أهم النقاط التي ينبغي الاسراع بوضع حلول مناسبة لها من قبل الجانب السعودي ليتم استكمال الترتيبات المطلوبة لموسم الحج،، وقد تضمنها محضر الاتفاق الموقع بين الجانبين، حيث التزم الجانب السعودي بمنح التأشيرات لدخول المنظمين التابعين للوكالات والوزارة للتنسيق مع الجهات المعنية بشأن الخدمات الخاصة بالحجاج من مساكن وغيرها اضافة إلى السماح بالتحويلات المالية من البنوك اليمنية إلى السعودية لغرض تسديد برامج خدمات الحجاج..
واشتمل الاتفاق على فتح بعض المنافذ الجوية والبرية التي تم الاتفاق عليها لدخول ضيوف الرحمن، إضافة إلى الموافقة على منح التأشيرات الالكترونية للحجاج لعدم وجود سفارة للسعودية في اليمن وتخفيف إجراءات المسار الالكتروني مراعاة لضيق الوقت والظروف الاستثنائىة في هذا الموسم التي يعرفها الجميع..
طلب منا الجانب السعودي اعطاءه مهلة من 4 أيام إلى اسبوع كي يحصلوا على التوجيهات بتنفيذ كل التعهدات التي قطعها على نفسه اثناء توقيع الاتفاقية النمطية لتفويج الحجاج.
♢ وما الذي حدث بعدها؟
- منذ ذلك الوقت وإلى الآن يستمر الجانب السعودي في المماطلة وتكرار الوعود دون البت النهائي في أهم النقاط المتفق عليها..
وفي 2 أغسطس تم عمل حل جزئي لمشكلة المنظمين ولكن بعد ضياع الوقت بأن يتم ادخال بياناتهم عبر المسار الالكتروني من ضمن التأشيرات الممنوحة لليمن عضو بعثة بدلاً عن التأشيرات الخاصة بالمنظمين..
ورغم ذلك لم يتم السماح للمنظمين الذين تم الموافقة على تأشيراتهم بالدخول عبر منفذ الوديعة وتم عرقلة دخولهم لمدة تزيد عن ثمانية أيام.
وهكذا عمل الجانب السعودي على عرقلة موسم الحج وافشاله من خلال استنفاد الوقت المتاح للتجهيزات والترتيبات دون البت النهائي في أي اجراء يمكّن الحجاج اليمنيين من اداء الفريضة لهذا العام.
ففي 9 أغسطس الجاري فوجئنا بتغيير شفرة النظام الآلي المسلم لمركز المعلومات بقطاع الحج والعمرة بالوزارة حسب المعتاد سنوياً وبدون مبرر مما زاد المشكلة تعقيداً..
كما قام العميل في حكومة الرياض المدعو عمر بن الشيخ أبوبكر بتنفيذ أوامر الجانب السعودي بتشكيل ما اسماه لجنة طوارئ مكونه من أربعة اشخاص لا علاقة لهم بأعمال الحج وليس من مسئولي أو موظفي قطاع الحج والعمرة، والوزارة وبعضهم من اصحاب الوكالات التي اساءت للحجاج وخدماتهم في الموسم الماضي.
♢ ولكن وزير الأوقاف في حكومة العميل هادي كان قد صرح بأن اليمن حصل على حصته من الحج وبواقع 19.500 حاج منحوا التأشيرات؟
- وهذا غير صحيح، المصيبة أن هذا العميل لا يعلم أن حصة اليمن المعتمدة سنوياً هي 28 ألف حاج وليس 19 ألفاً، وللعلم ان المدعو فؤاد أبوبكر ظل 25 يوماً ينتظر استكمال السلطات السعودية اجراءات منحه تأشيرة دخول إليها فما بالك بآلاف الحجاج الذين كان يجب البت في تأشيراتهم منذ 4 أشهر.
والمصيبة الكبرى أن هذا الشخص وآخرين معه يقيمون في الرياض يقومون بتصرفات غير مسئولة ومشبوهة وخارجة عن القانون ومخالفة لبنود الاتفاق الرسمي الموقع بين اليمن والسعودية في 17 رمضان الفائت.
وأؤكد ان وزير هادي ومن خلال ما اسموه «لجنة الطوارئ» يدبرون لاختلاس ونهب أموال الحجاج اليمنيين، حيث تم استبدال وكالات الحج والعمرة المعتمدة والمشهورة وذات الضمان المالي بأخرى غير مستوفية للشروط، وليس لديها الضمانات المالية اللازمة من أجل حماية أموال الحجاج في حال حدوث أي ظروف أو عمليات احتيال على هؤلاء الحجاج.
هذه الوكالات استلمت مبالغ مالية من اشخاص رغم أنه لايوجد إلى الآن تأكيد على السماح لهم بالحج، انها عملية سرقة واختلاس واضحة ومدروسة بعناية عبر هذه الوكالات ولابد أن يتحمل نتائجها كل من شارك فيها.
♢ إلى جانب ضياع الحقوق المالية للمواطنين الراغبين في الحج.. هل من خسائر أخرى تطال هذا الجانب؟
- بالطبع قطاع الحج والعمرة بالوزارة والوكالات اليمنية تكبدوا أكثر من خمسين ريالاً سعودياً خسائر ناجمة عن تعثر موسم الحج لليمنيين للسنة الثانية.
♢ لماذا لا يتم ايقاف الوكالات من الآن؟
- بالنسبة للوكالات التي في الداخل فقد اتفقنا معهم على تخفيض تكاليف الحج نظراً للظروف المعيشية والمادية الصعبة التي يعانيها المواطن بسبب العدوان والحصار المستمر من عام ونصف واشترطنا عليها أن تسجل الراغبين بأداء فريضة الحج دون أخذ أي مبلغ مالي حتى يتم التأكيد للجانب اليمني بالحج.
♢ وزير أوقاف هادي اتهم الجانب اليمني عبر الإعلام بتعطيل الإجراءات وبرَّأ ساحة السعودية من مسئولية أي تأخير وعرقلة؟
- ما الذي تتوقعه من شخص خان وطنه وفر إلى الرياض إلاّ أن يفعل ويقول ما يُملى عليه!!
هو ينفذ أوامر السعودية التي لا تريد أن تتعامل مع اليمن كدولة ولذلك أوعزت إليه تشكيل ما اسمته لجنة الطوارئ للحج.
صحيح أن السعودية تقول انها مستعدة لتفويح حجاج اليمن لكنها لا تعمل على ذلك ولم تفِ بتعهداتها الموقعة عليها في الاتفاق السنوي في 17 رمضان.. ودعني أقول لك إن لجنة البعثات اليمنية للحج لم تصل مع الجانب السعودي إلى هذا الاتفاق الرسمي إلا بعد أن التقت بنظيرتها في وزارة الحج السعودية مع وجود مسئول المخابرات السعودية ومسئول الأمن الوقائي ومسئول عن وزارة الداخلية السعودية، لم يحدث عبر التاريخ أن تتفق وزارة أوقاف مع كل هذه الجهات الأمنية لتفويج الحجاج!!
♢ ربما خائفون من شيء ما؟!
- ليست مسألة خوف وإنما هم- الجانب السعودي- لا يريدون ان يعلنوها صراحة أن الشعب اليمني ممنوع من الحج.. ولكنهم يتعمدون وضع العراقيل..
كل ما في الأمر أن السعودية تتلاعب بكل شيء متاح أمامها لدرجة أنها تسيس فريضة الحج وتستخدمها ورقة في حربها على اليمن.
بالله عليك أي شريعة أو شرعية هذه التي تجيز للسعودية قتل 26 مليون مواطن يمني مقابل ألف شخص مقيم في فنادقها.
♢ هل من إجراءات اتخدتموها لتجنيب المساجد الصراعات وقصف العدوان السعودي لها؟
- تكررت نداءاتنا ومناشداتنا بضرورة تجنيب المساجد أي اعتداء سواءً في صراع داخلي أو استهدافها بصواريخ الطيران السعودي غير أن العدوان يصر باستمرار على قصف المساجد خاصة اثناء تأدية الصلاة..
وخاطبنا منظمات إسلامية وغيرها لكن للأسف السعودية اشترت صمت الجميع بأموالها..
باختصار لاحظ أن العالم في الأمس كانت ستقوم قيامته بسبب غارة للعدوان السعودي على مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في حجة ومقتل اثنين من أطباء المنظمة، بينما لم يحرك العالم ساكناً طوال عام ونصف وهو يشاهد اليمن يدمر والشعب اليمني يقتل بنسائه وأطفاله وشيوخه وشبابه، ومع هذا فإننا سنظل على قناعة بعدالة قضيتنا ومظلوميتنا مهما حاول المجتمع الدولي التهرب من انصاف اليمن أرضاً وإنساناً ومحاسبة العدوان السعودي على جرائمه.
♢ كيف تنظر للمجلس السياسي وأهمية تشكيله في هذه المرحلة؟
- إن الاتفاق الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله يعد خطوة جبارة خطط لها العباقرة ونفذها أبناء الشعب ويحميها أسود البلاد من القوات المسلحة واللجان الشعبية، ونحن على ثقة أن المجلس السياسي الأعلى قادر على اخراج البلاد من هذا المأزق الصعب وسيمنح اليمن الشرعية كدولة حديثة قوية.
إن المجلس السياسي الأعلى يجسد الشرعية الحقيقية للشعب والمعترف به من نواب الشعب وسيعترف به العالم حتماً.. فإذا كان المجتمع الدولي يؤمن بالديمقراطية والشرعية فإن المجلس السياسي وافق عليه نواب الشعب اليمني..
من المعيب على دول العالم أن تظل تتحدث عن شرعية فرد أو عشرة يقيمون في فنادق الرياض، فهي مطالبة الاعتراف بشرعية 26 مليون مواطن واحترام الإرادة الشعبية، فالشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في من يحكمه وليس هادي أو العملاء من اصحاب الدقون قصرت أو طالت!!
واعتقد ان المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدها ميدان السبعين السبت الماضي قد أوصلت رسالة الشعب اليمني للعالم، وأكدت له أن المجلس السياسي الأعلى لن يخسر وسوف يكسب الرهان ويلبي كافة التطلعات والآمال المنشودة بفضل وقوف جميع المخلصين الشرفاء من أبناء الوطن إلى جانبه.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47065.htm