الميثاق نت -

الإثنين, 29-أغسطس-2016
حاوره/ محمد أحمد الكامـل -
كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور-تميم الشامي أن العدوان السعودي يعرقل وصول الأدوية والمساعدات الطبية وتأخير وصولها خارج الموانئ اليمنية بهدف التأثير في فترة صلاحية الدواء..
وقال في حوار خاص مع صحيفة «الميثاق»: إن المنظومة الصحية في اليمن خرجت عن الجاهزية بنسبة 70- 80% بسبب استهدافها من العدوان السعودي.. لافتاً أن الأمم المتحدة قامت بتزوير وتزييف العدد الفعلي في عدد الضحايا من الأطفال اليمنيين وخاصة القتلى والجرحى من المدنيين وألأطفال.. موضحاً أن الاطفال في اليمن يعانون معاناة إنسانية فعلية، مشككاً من دور بعض المنظمات الدولية في اليمن.. فإلى الحصيلة..
< في البداية صحيفة «الميثاق» ترحب بكم دكتور تميم وتشكركم على إتاحة هذه الفرصة.. ونبدأ حوارنا بالسؤال عن حقيقة الوضع الصحي والمأساة الإنسانية في اليمن بعد عام ونصف من العدوان؟
> حقيقة لم تعد تكفي الكلمات للتعبير عن وحشية وجرم هذا العدوان الذي اسرف في سفك الدماء وقتل الأبرياء من المدنيين بقيادة جارة السوء السعودية وتحالفها الشيطاني فبعد اكثر من خمس مائة يوم من عمر هذا العدوان ونحن نعيش مأساة انسانيه ليس فقط في الجانب الصحي بل على جميع النواحي التي تجر بعضها بعض سواء كانت الناحية الصحية اوالاجتماعيه والاقتصادية مهددة معايير الحياة الكريمة ووجود اليمن واليمنيين.أما اذا ما تكلمنا عن الوضع الصحي في اليمن فكما هو معروف فقد وصل بنا الحال في كثير من الأيام إلى انعدام الأدوية الطارئة والمستلزمات الطبية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل محاليل الغسيل الكلوي او أمراض السرطان او السكري او القلب ، كل هذه الأدوية وغيرها في كثير من الاحيان انعدمت تماما بعد استهداف وضرب مخازن الأدوية في كثير من محافظات في الجمهورية مثل مخازن أدوية الملاريا في تعز او مصنع الأكسجين في صعده وصنعاء مع بداية العدوان، الى جانب الحصار الظالم المصاحب لهذا العدوان وما نتج عنه من توقف غرف العنايات المركزة والعمليات عن العمل نتيجة لعدم توفر النفط ومشتقاته وأيضا لعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة التي من المفروض تواجدها في هذه الغرف الخاصة بالعمليات والعناية المركزة بالإضافة الى تعطل وتلف الكثير من الثلاجات التي كانت تعمل على حفظ بعض المواد والأدوية مثل اللقاحات والأمصال وغيرها.
< كيف يتم التعامل مع هذا الكم من المشكلات؟
> في بداية العدوان أرسلنا الكثير من المناشدات ونداءات الاستغاثة الى كثير من المنظمات ذات العلاقة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر وغيرها سواءً أكانت محايدة او إقليمية ودولية ، وللأمانة كان هناك نسبة وجزء بسيط من التجاوب ولكنه لم يكن يكفي أو يصل الى أدنا المستويات المطلوبة من المدد الصحي بالأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى.
الا اننا احيانا نتجاوز كل تلك المشاكل بإيصال بعض المساعدات البسيطه مع اشكالية عرقلة وصولها إلينا في الموانئ التي تسمح لهذه المواد بالدخول اليها و المرور عبرها.
< ممكن توضحوا لنا أكثر..؟ وما هو الهدف من تأخير وصول الأدوية؟
> تكرمت بعض المنظمات بارسال بعض مواد الاغاثة والادوية ولكن للاسف الشديد في الفترة الاخيره وصلت بعض الادوية وقد اصبحت فترة انتهاء صلاحيتها قريبة جداً.. ومع انه يشترط في أي دواء في العالم عندما يصل الى أي ميناء لا يكون قد تعدى ثلثي فترة صلاحية الانتهاء ولكن كثيراً من المواد والادوية التي وصلت اليمن كانت قد تجاوزت ثلثي الفترة المحددة لانتهاء هذا الدواء او ذلك المحلول.
كما لاحظنا ان الكثير من تلك المستلزمات والادوية تعرقل احيانا وفترة انتهائها ما زالت بعيدة ولكنها تعرقل في موانئ خارج الموانئ اليمنية من قبل العدوان في جيبوتي او مناطق أخرى الى ان تصل وقد أصبحت فترة انتهاء صلاحيتها قريبه فتصبح فاعليتها غير مجدية ولا يمكن استخدامها.
وتجدر الإشارة هنا الى ان المعدل او الكرب وما نسميه بالخط او الرسم البياني لاستيراد الادوية من الخارج طبعا تضائل وتدنى في فترات الحصار والعدوان.. ولكن هناك ملاحظة بسيطة بأنه في العام 2016 تحسن بنسبه بسيطة 20% عن العام 2015م والذي تدنى فيه مستوى استيراد الادوية بوصولة الى نسبة30% من المستوى المعتاد والذي عادة يجب ان يكون هذا الرسم البياني للاستيراد في ارتفاع دائم كوننا دوله مستوردة ولا نصنع الا بالكم القليل من الادوية.
< لو تكلمنا حول مسألة عدد الضحايا المدنيين من الشهداء والجرحى.. ماهي آخر الإحصائيات والأرقام لديكم ؟ وجزئية خاصة بالمصابين الذين تستدعي حالتهم الصحية السفر للخارج.. كيف تتعاملون معهم ؟
> ابدا من حيث انتهيت لدينا في وزاة الصحة اكثر من 500 حالة مسجلة تستدعي درجات إصابتهم وحالتهم الصحية السفر للخارج ولكن نظراً للعدوان والحصار حالت الظروف دون ذلك وبالتالي التعامل معهم تم بحسب ما نقدر علية وما تتوافر لدينا من إمكانات.
أما فيما يخص الجزء الأول من سؤالك عن عدد الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء فهناك إحصائية كلية إجمالية لجميع محافظات الجمهورية وإحصائية أخرى خاصة بكل محافظة على حدة ولك ان تحصل على صورة لكل منها. وجميعا مسجلة وموثقة حتى تاريخ 11/8 /2016م حسب البلاغات الواردة إلينا وبالتحديد 505 يوم من عمر هذا العدوان الوحشي.
< ماذا عن وضع البنية التحتية للمنظومة الصحية وما تعرضت له من تدمير على مدى أكثر من 500 يوم من العدوان.. وكيف تم التعامل مع هذا الوضع المأساوي؟
> في واقع الامر نتعامل مع هذا الوضع بالطرق الرسمية وبحسب القوانين الدولية.. وتجدر الاشارة انه عندما يكون هناك أي حروب في أي منطقه في العالم فان القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ومعاهدة جنيف وغيرها من المعاهدات والتي أصبحت اسماً او حبراً على ورق ولا تمثل الواقع المعاش وهذه مسالة نلمسها فعلاً.. حيث ان هذه المواثيق تحرم وتجرم في فترات الحروب لأي طرف من الإطراف سواء كان الطرف المعتدي او المعتدى عليه بان يتم الاعتداء على المدنيين وقتلهم المدنيين والاعتداء أو قتل الكوادر الصحية وان تضرب المنشئات الصحية والطبية .
في حين اننا نجد ان العدوان السعودي الغاشم على اليمن استهدف وبشكل ممنهج له الكثير من المشافي الكبيرة الحكومية والخاصة والمراكز الطبية والوحدات الصحية.
فقد تم ضرب اكثر من 90% من المنظومة الصحية ومن المباني والمنشأت الصحية داخل المناطق الحدودية خصوصاً في صعدة بالإضافة إلى الكثير من المشافي والمراكز الصحية في أنحاء الجمهورية مثل محافظة تعز وشبوة وغيرها سواء بشكل جزئي او شكل كلي ، كذلك تضررت المنشئات الصحية في صنعاء كمثال عندما تم تم ضرب القنبلة النيترونية في نقم كان هناك ضررا كبيرا في مختبر وبنك الدم في مستشفى الثورة وخرج عن الجاهزية لأسابيع ، هنالك أيضا مستشفى السبعين عندما ضرب هنالك منازل وضرب الأمن المركزي، كما تضرر مستشفى السبعين لثلاث مرات متتالية وخرج عن الخدمة بل ان المرضى تأثروا بما في ذلك هناك أطفال خدج وأضرار في بعض الغرف التي انقطع عنهم الأكسجين وسجلت حالتي وفاة جراء ذلك في مستشفى السبعين.
هذا كله وغيره ادى في الأخير أننا وصلنا تقريبا في لحظة من اللحظات الى ان تخرج عن الجاهزية تقريباً مابين 70 إلى 80% من المنظومة الصحية الموجودة في الجمهورية اليمنية.. إلا انه تم إعادة تأهيل جزء منها وعادت الى العمل وأيضا تم توريد واستيفاء بعض المواد اللازمة والأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية وتأهيل بعض المشافي والمراكز للعمل من جديد.
< لو خصصنا الحديث عن الأطفال ووضع الطفولة في اليمن عموما على مدى 500 يوم من العدوان؟
> نعم .. لا شك ان ألتركيبه النفسية والعضوية لهذا الطفل إلى حد ما اضعف اذا ما قارنها بتركيبة الشخص الكبير ، ومن منطلق أيضا ان هذا الطفل لا يستطيع الدفاع عن نفسه نجد هذه الشريحة هم الأكثر ضررا سواء كانوا في حالات عدد الوفيات او بما ينعكس عليها من العوامل العصبية والنفسية والآثار الجانبية المترتبة على هذه الحرب القذرة جاعلة في أحيان كثيرة هذا الطفل الذي هو اللبنة الأساسية للمجتمع ان يفقد القدرة على العيش والتواصل مع الآخرين والتحصيل العلمي الصحيح والسريع، الأمر الذي يهدد توازن المجتمع.
هناك أيضاً الأمراض والأوبئة وانتشارها في أي منطقة بسبب العدوان والحصار نظراً لعدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية ، مع الأخذ بالاعتبار ان الجهاز المناعي لهذا الطفل اقل مقاومة كما هو الحال عند الشخص الكبير ومن هنا يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوبائية وبمستويات عالية كأمراض حمى الضنك والملاريا وغيرها
حقيقة الأطفال والطفولة في اليمن يعانون معاناة إنسانيه كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من تراجيديا لا يمكننا تجاهلها وان لم نستشعرها فستظهر أثارها النفسية والجانبية مستقبلا على السلوكيات والقدرات العقلية لهذا الطفل وعلى قدرته للإنتاج والعمل في المستقبل..
< كيف ترى دور منظمة اليونيسيف ورعايتها لحملات التحصين واللقاحات الخاصة بالأطفال ونجاح الوزارة في هذه الحملات من جهة.. واين القوانين الدولية فيما يتعرض له الأطفال في اليمن من قتل على مرائ ومسمع من ذات المنظمة نفسها وغيرها من المنظمات التي تدعي دفاعها عن حقوق الانسان والطفولة؟
> فيما يتعلق بقضية اللقاحات خلال فترة العدوان الى ألان اذا لم تخنني الذاكرة قامت الوزارة بحملتين الى ثلاث سواء للقاحات الثلاثية او اللقاحات المضادة لشلل الأطفال مغطيه كل مناطق الجمهورية ولم تستثني احدا حتى المناطق والمحافظات المحتلة من قبل الغزاة في الجنوب تم التسجيل رغم العراقيل الكبيرة التي كانت تمنع تنفيذ مثل هذه الحملات، ولكن تكللت معظم الحملات التي قامت بها وزارة الصحة بالنجاح، وعلى الرغم من تلك الحملات واللقاحات الخاصة بالأطفال الا ان منظمة الصحة العالمية والممثلة بمنظمة (اليونيسيف) وهي المهتمة بقضية الأمومة والطفولة نجدها اهتمت أكثر بتوفير اللقاحات والأمصال الخاصة بالأطفال متجاهلة ان هذا الطفل نفسه يموت بسبب نقص في الأدوية باعتبار ان هذه اللقاحات وقائية من نشوء أي مرض كشلل الأطفال او غيره.. وهو ما يثير علامة استفهام حول دورها الفعلي الإنساني!.. هل تقوم بدورها الحقيقي بما يملي عليها ضميرها الانساني ؟ بدور إلزامي يتمثل بقيامها بتوفير الدواء ام اللقاح ولا تهتم بهذا الطفل الذي يقصف ويقتل بالصواريخ السعودية والذي يسفك دمه وتتناثر اشلائه في كل مكان.
ومن هنا نرى ان دور المنظمات منعدم تماما ليتضح جليا لنا وللعالم ولكل الشرفاء على هذا الأرض بان القوانين الدولية التي يتغنون بها ويدقون على أوتارها ليست الا فرقعات إعلامية وادعاءات بهدف استغلال الشعوب الضعيفة وخلق صورة وسمعة غير صحيحة..
اما الصورة الصحيحة فهي واضحة جداً بالنسبة لنا نحن اليمنيون حيث ان هذه المنظمات متواطأة وتسهل وتشرعن كل السلوكيات الإجرامية التي يقوم بها العدوان بغلاف وشعارات وحقوق الإنسان والإنسانية والصحة..
< أدرجت الأمم المتحدة السعودية ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفولة في اليمن ثم قامت برفعها واخراجها من نفس القائمة في عملية فاضحة لاقت انتقادات واسعة.. ما هو تعليقكم على ذلك؟
> نعم بالفعل كان قد تم إدراجها في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الانسان في اليمن.. مع ملاحظة ان هذه المنظمات والقوانين الدولية تركز بشكل خاص على النساء والاطفال غالبا كون هذه الشريحة من الناحيه العقلية والمنطقية محايدة من أي حرب او صراع اذا جاز لهم التعبير بذلك..
ومن هنا نقول ان ادارج السعودية كان لاسباب واضحة بان هناك بعض الضمير الانساني لدى بعض الموظفين وليسوا من القيادات داخل هذه المنظمات فحكموا ضمائرهم بما يتفق وواقع الحال والحقيقة التي وجدوها في اليمن بأن هناك انتهاكات واضحة وصريحة ضد الانسانية وضد الطفولة والنساء ايضا قامت بها السعودية وتحالفها من خلال عدوانها علي اليمن.ولكن للأسف الشديد استخدمت السعودية اموالها المدنسة لشراء الضمير العالمي وتغيير المعايير الفعلية ولعب المال السعودي الدور الرئيس في رفع السعودية وازالتها من القائمة السوداء وايضا ماتم ودار خلف الكواليس وتحت الطاولة دون ان نكتشفه الا اننا نرى اشارات ظاهرة فعليا تعبر عن ارتهان المنظمات للمال السعودي.
حيث تم أيضاً تزوير وتزييف العدد الحقيقي للضحايا من أطفال اليمن بعد اطلاعنا على عدد القتلى والشهداء والجرحى من الاطفال وان الامم المتحدة لديها أرقام وقوائم اقل من ما لدينا نحن في وزارة الصحة بحث حمل هذا الرقم من عدد الاطفال الى عدد الرجال بهدف التضليل والادعاء بان هؤلاء القتلى هم من الطرفين المتحاربين ولدينا الوثائق والحجج الدامغة التي تثبت بان العدد الفعلي للاطفال من القتلى والجرحى هم ما تم إيراده لدينا في قوائم وزارة الصحه وبالاسم.
< ما هي الرسالة التي تريد توجيهها الى هذه المنظمات والمجتمع الدولي؟
> الرسالة التي اريد توجيهها إلى هكذا منظمات والى الضمير العالمي هي رسالة ذات شقين اننا لا نعول عليهم وان اعتمادنا هو على الله وعلى احقية ومضلومية هذا الشعب وما اطلاقنا المناشدات وندائات الاستغاثة لهذه المنظمات الاقليمية والدولية وغيرها كانت الا لاقامة الحجة على منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات لكي لا يقال بانكم لم تدعوا او تبلغوا ونحن ابلغناكم منذ بداية العدوان وحتى هذه اللحظه سواء قمتم بشيء ام لم تقوموا وهذا يرجع لمعرفتنا بمدى ارتهان هذه المؤسسات والمنظمات للمال السعودي وتجاهلها وتسترها عما ترتكبه السعودية من جرائم وحرب إبادة في اليمن منذ اكثر من 16 شهرا وما زالت، ولنا في اسقاط السعودية من القائمة السوداء بعد ادراجها ضمن منتهكي حقوق الأطفال خير دليل على ذلك.
ومع ذلك نقول لهؤلاء والضمير العالمي بكل مؤسساته ومنظماته مرة اخرى.. نحن نبلغكم الحجة ومن اول يوم للعدوان السعودي على اليمن وايضا ندعوكم ان تحكموا ضمائركم ان ما زال فيها حياة او عرق ينبض بان تقوموا بواجبكم بالوقوف مع المستضعفين وضد كل معتدى عليه والوقوف مع الشعب اليمني وقفة إنسانية بدرجة اساسيه فبغير ذلك سيكون الدمار ليس على اليمن فقط وما يحدث له وانما سيكون الدمار والخزي على كل من شارك وكل من صمت.


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47072.htm