عبدالله محمد الارياني -
على رقعه جغرافية مترامية الاطراف تبلغ مساحتها مليوني كيلو متر مربع يسكنها 30 مليون مواطن (سعودي) تحكمهم اسرة(آل سعود) هذه المساحة الشاسعة التي قامت عليها حضارات مازالت معالمها حاضرة وشاخصة حتى اللحظة حضارات بنت وشيدت بسواعد ابنائها الحصون والممالك والامارات والدول كانت اهمها الدولة الاسلامية التي انطلقت تباشيرها بالدين الاسلامي من قلب مكة المكرمة ومن هذه الجغرافيا انطلقت الفتوحات الاسلامية التي قادها حملة الراية الإسلامية من القبائل العربية الذين سكنوا هذه الجغرافيا والذين لهم تاريخ وجذور سلالية ضاربة في الارض.. هذه القبائل التي نصرت الاسلام وفتحت الامصار وشيدت اركان الدول واسسها قبل الاسلام وبعده قبائل عرفت بعراقة نسبها وجود كرمها وفضائل اعرافها.. قبائل اهتزت لها الحصون والعروش، قبائل متعددة منها قبائل يام وقبائل طي وثقيف وعنزة وشمر والكثير من هذه القبائل التي نسجت سطور التاريخ العربي بسيوفها وعزتها وشجاعتها واليوم بعد هذا التاريخ العظيم وبعد هذه الحضارات وبعد قيام دولة آل سعود على هذه الجغرافيا الطاهرة..
أليس من المعيب ومن المخزي بل ومن العار ان تطمس دولة آل سعود تاريخ وحضارة وجغرافية واصول شعب عربي عريق له امجاد وانساب نحتت على قمم الجبال وما وراء البحار.. أستغرب من ابناء نجد والحجاز اسلال طي وشمر وثقيف وعنيزة.. ابناء قحطان وعدنان كيف كان لهم ان يقبلوا بنظام اختزل حضارتهم وتاريخهم وامجادهم وهويتهم واختصرها باسم عائلة لايعرف لها في الاصول العربية اي نسب وتصبح هوية شعب باسم عائلة مارست كل انواع السفه والتنكيل والطمس والمسخ للاعراف والاخلاق والاديان وجعلت منهم شعباً تابعاً بعد ان كان شعباً منتجاً وحولته إلى مستورد بعد ان كان مصدراً..
شعب يربيه الغير بعد ان كان يربي الغير.. شعب يطلب نجدة الآخرين بعد أن كانوا يطلبونه لنجدتهم.. شعب تنكر للهوية العربية والاعراف العربية بعد ان كان حامي الهوية العربية وواضع اسس الاعراف العربية.. ماذا حدث ومن بث هذه السموم في الدماء العربية ومن عمل على مسخ معتقداتنا وقيمنا ومن يسعى لطمس هويتنا وحضارتنا أليس العدو الازلي اليهود آل صهيون، وما آل سعود إلا امتداد لهم وأحد جنودهم المجندة لتدمير مجتمعاتنا ومناهجنا ومعتقداتنا فكانت اسرائيل بالقرب من بلاد الشام فلسطين العراق سوريا ولبنان سوريا الكبرى وكان آل سعود في الجزيرة العربية مهبط الاديان ومهد الحضارات اليمن الكبرى وبهذا حوصرت الجغرافيا العربية المصدرة للقيم والمعتقدات المربية لحماة الدين وبناة الحضارات، فاللعنة على كل من أراد تمزيق وتفريق وتفتيت هذه الأمة.. واللعنة على من تهاون بحق امجاده وحضاراته واللعنة على كل من تنكر لاصوله وانسابه واللعنة على كل من سهل للعدو اختراق صفوفنا كي ينكل بنا.
الآن وبعد كل ما قامت به هذه الاسرة من تنكيل واستعباد ومصادرة لهوية ابناء نجد والحجاز وبعد سعيها الدؤوب لتشويه حضارتهم وطمس تاريخهم العربي والاسلامي وتدمير كل مايدل على عراقة هذا الشعب وعمقه التاريخي.. بعد ان زرعت العهر وتخلت عن كل القيم التي لاتمت لاخلاق العرب ومبادئ الدين الاسلامي بأي صلة وبثت سموم التنصل والهدم والانحلال وبعد ان اصبح ابناء نجد والحجاز يكنون بالسعوديين نسبة للاسرة الحاكمة وليس نسبة لارض اجدادهم، فهوية الشعوب تنسب لهوية ارضها .
يا أهل نجد والحجاز ألم يحن الوقت لشعبكم ان يثور وان ينتفض لينتصر لهويته ليقتص ممن سلبها.. أولم يحن لكم ان تعيدوا امجاد اجدادكم وتاريخكم المصادر وحضارتكم المطمورة بركام الحضارات الزجاجية المبهرجة والمستمدة من تاريخ من لا تاريخ لهم.. يا ابناء نجد والحجاز ان لم تنتصروا اليوم لهويتكم وتاريخكم وحضارتكم فلن يأتي اليوم الذي تنتصرون فيه لدينكم واعراضكم.. لا تثريب عليكم بأن تأخرتم فالمثل يقول ان تصل متاخراً خيراً من ان لا تصل.