علي الاشموري -
تذكَّروا أن اليمن مقبرة الغزاة، وحُجبت الشمس التي راهنت امبراطورية فيكتوريا أنها لا ولن تغيب، وغابت تحت ضربات المقاومة من جبهتي القومية والتحرير بعد قرن ونيف من الزمن وأخذ المستعمر عصاه ورحل بفضل الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، فهذا التاريخ المجيد يشكل أعظم الملاحم الاسطورية ضد أعتى مستعمر.. لكن في زمن الانبطاح وانتهاء الايديولوجيات التحررية انبطحت «الثورات» تحت «الدولارات».
وأصبحت المقاومة المدافعة عن الأرض والعرض «إرهاباً»، والعمالة موضة يتباهى بها شباب العصر.. فهل أصبح الريال فوق الوطن؟!!
نزل خبر على كاتب السطور كالصاعقة بإحلال «جنود» مرتزقة من عدن وحضرموت محل الجيش السعودي «الفرار» في نجران وعسير وجيزان.. خبر محزن يخفي في خباياه خبثاً دولياً للهروب من مسئولية المجازر والحرب الظالمة التي شنت على اليمن أرضاً وإنساناً منذ عام و7 أشهر لتصبح القضية بدلاً من مجازر وعدوان بربري حرباً يمنية - يمنية، فهل فكر أولئك الذاهبون الى المحرقة بالعواقب.. وهل المال أصبح فوق الوطن، والمحرقة هي النهاية لتاريخ اسطوري.. عجباً!!
أما الاعلام الدولي فإنه مشارك في قلب الحقائق على جرائم الحرب الوحشية في اليمن بأموال البترودولار السعودي ومعها الإعلام العروعبري الذي يبرر جرائم العدوان على الشعب الصامد، الذي كسر مؤامرات المنبطحين وعبيد خدام خدام أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
فالجنون الهيستيري بالأسلحة المحرمة دولياً ضد اليمنيين من قبل آل سعود ومن والاهم، لن يرحمهم التاريخ عاجلاً أم آجلاً..يتساءل البعض عن أسباب الهيستيريا السعودية -الأمريكية - الاسرائيلية بالقصف الصاروخي على مدار الساعة مؤخراً في المحافظات اليمنية، والقتل بالهوية الذي لم يعمله حتى التتار والمغول في حروبهم واحقادهم الجنونية.. ويأتي الجواب أن فشل تحالف العدوان في شرخ النسيج الاجتماعي اليمني قد جعل ميزان «الكاش» يسقط تحت أحذية الجيش واللجان الشعبية والشعب الذي خرج في مليونية السبعين تأييداً للمجلس السياسي الأعلى والتحام المؤتمر الشعبي العام وانصار الله يقدمون على خطوة جريئة وعظيمة باركها البرلمان بأغلبية، وساندها دعماً الشعب بالملايين الهادرة التي اكتظ بها ميدان السبعين ومداخل ومخارج العاصمة صنعاء، فهيستيرية العدوان من الصفعة والضرب لمرتزقته تحت الحزام، قد جعلته يقصف الحشود وتسقط دماء شهداء وجرحى في بوابة الرئاسة، وهذه جريمة ستسوق مرتكبيها الى محكمة الجنايات الدولية..
والصفعة الثانية قرار تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية فأصيب العدوان السعودي وتحالفه بالصدمة الهيستيرية لأنهم فعلاً لم يقرأوا التاريخ لأصل العرب اليمن.. ولأن اليمنيين لم يتبقَ لهم ما يخسرونه من شدة الطلعات الاسرائيلية الأمريكية و«بنكنوت» الذهب الأسود السعودي وخبث هذا العدوان فإن الأسلحة الأمريكية البريطانية الاسرائيلية قد سقطت بصفعة أمام العالم تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية التي تساقطت وتهاوت مواقعها في الأرض المحتلة «نجران، جيزان، عسير» وحجبت فضائية «المسيرة» بعد أن فضح إعلامنا الحربي تحالف العدوان بالردود القاسية في العمق السعودي.
ومن باب التنكيت والتبكيت، تحلق طائراتهم لتقصف جيوشها من الجنجاويد وبلاك ووتر وغيرهم من المرتزقة لتغطية الجرائم والحرب العبثية التي مرغت أنف السعودية وحلفائها في الوحل وضرب العدوان لمرتزقته الذين يقاتلون معهم، وتحت أعلام القاعدة وداعش هُجرت الأُسر وسُرقت المحلات وعاثوا ولاثوا فساداً وسحلاً في تعز، وكانت جريمة مذبحة شرعب والمخا وغيرهما السابقتان والحاليتان واللاحقتان جرائم حرب.
وخوفاً من السقوط أسراً في أيدي الجيش واللجان الشعبية تقصف طائرات العدوان مرتزقتهم، خوفاً من جيشنا الكرار، وسقطت اسطورة التحالف في الميدان ليتحول مرعوباً الى جيش «فرَّار» رغم البون الشاسع بين أحدث أسلحة العدوان والكلاشينكوف «السوفييتي الروسي الذي انتصر على هيستيريا البرامز وأحدث أنواع الأسلحة متعددة الجنسيات وأحدث الطائرات والطيارين الأمريكيين والاسرائيليين، وأمام هذا المشهد السياسي العسكري سقطت الشرعية الزائفة لـ هادي وحكومة فنادق الرياض.
فبعد الصمود الاسطوري للجيش واللجان والشعب الصامد المؤمن بعدالة قضيته، المدافع عن الأرض والعرض اسقطت الرهانات وقلبت الموازين العسكرية بتحالفات الجو التي انهارت أمام موازين صمود الأرض، رغم القنابل العنقودية التي القيت على الجسور والمزارع والاحياء السكنية في صعدة وصنعاء وتعز.وبعد سقوط التحالف والرهانات الخاسرة جاء وزير الخارجية الأمريكي الى السعودية منزعجاً على حلفائه والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين الصامدين فكان الحوار السري بين «الجبير وكيري» لساعات طويلة حول الملف اليمني، لكن تخبط تصريحات الجبير والهروب من الحقائق ووجهت بالنقيض من قبل كيري الضالعة بلده في الحرب على اليمن.
فأين حقوق الانسان التي يتشدق بها المجتمع الدولي؟! وأين إعلانه؟!
في اليمن ذُبح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بدءاً من ادخال السعودية في قائمة الإرهاب، ونزعها من القائمة بالرشاوى بعد ساعات. والآن يتناقص عدد الشهداء المدنيين من قبل المنظمة من 9700 شهيد الى 3000 شهيد لكي تكون السعودية راضية؟!
متناسين أمام «الرشاوى» أن القانون الدولي يجرم استهداف المدنيين بشكل مباشر حتى ولو كان شخصاً واحداً.. فلماذا السكوت على الحرب الجائرة في اليمن.. طبعاً السعودية وحفنة من اللصوص المرتزقة اشتروا الذمم وأسكتوا العالم عن الجرائم، وماكنة الاعلام المتسعودة تبرر بشكل مقرف ومخجل، ومنها يمنية خلعت رداءها عن الوطنية.. وفي الأخير لا يصح إلاّ الصحيح.