الإثنين, 05-سبتمبر-2016
الميثاق نت -    عبدالله محمد الارياني -
أخي المواطن اليمني أياً كان انتماؤك وولاؤك أكنت اشتراكياً أم اصلاحياً، ناصرياً أم بعثياً، حوثياً أم مؤتمرياً.. قبيلياً أم هاشمياً، رعوياً أم شيخاً.. زيدياً أم شافعياً.. مسلماً أم يهودياً.. لا يجب أن نسمح لهذا التنوع بأن يجعل فوارق بيننا تعمل على هدم وتمزيق نسيجنا الاجتماعي فنحن شركاءً في الحياة وشركاء في العيش معاً بكل أطيافنا وتناقضاتنا واختلافاتنا ومرجعياتنا وتوجهاتنا على هذه الارض التي اتخذنا منها وطناً يمثل هويتك وهويتي.. هذا الوطن الذي يعد من اهم المقدسات التي يحرم المساس بها.
ونحن كمواطنين نعيش على ارض هذا الوطن كجماعات وفئات متباينة من حيث اللون والعرق والنسب، وايضاً نتباين من حيث الامكانات والطموحات يجب ان لا نتناسى ان هذه التباينات ذابت عندما توحدت اراداتنا طوعاً لا إكراهاً وخلصت الى ضرورة تخويل سلطة تقوم بتنظيم علاقتنا ببعض كأفراد في هذا الوطن وايضاً علاقتنا كأفراد بتلك السلطة وبما يتناسب مع ظروفنا ومعطياتنا وتطلعاتنا للعيش بسلام وحرية وتجسيداً منا لمفهوم حق المواطنة.
هذا الحق الذي ينظمه دستور وطني انبثقت عنه عدة قوانين نظمت وحددت ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات تجاه الوطن باعتبارنا مواطنين نتمتع بحق المواطنة الذي ينظم بشرطين اساسيين باعتبارهما حقاً قانونياً.
يتمثل الشرط الاول منه بإقامة النظام الديمقراطي ومتطلباته للموازنة بين الحقوق والواجبات، وبين الخاص والعام، وبين الخصوصيات والشمول.
أما الشرط الثاني منه فيتمثل بالدولة الوطنية التي تسعى إلى اقامة مجتمع ديمقراطي يقوم على الانتخاب ويجسد العيش المشترك ويحقق متطلباته والمتمثلة بالامن الجماعي والتعايش السلمي بين جميع مواطني الدولة، وضمان حرية الرأي واحترام الرأي الآخر، والمسئولية الفردية وجعل هذه المسئولية بمثابة الاعلان عن النظام واخذ الموافقة عليه، واخيراً ضمان المساواة التامة بين المواطنين في المشاركة في كل مجالات الحياة المختلفة والعيش بحرية وكرامة من اجل تحقيق البناء والتنمية وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار .
فاذا لم يعترف كلٌّ منا بالآخر واذا لم يقر كلٌّ منا بحقوق الآخر، واذا لم يشارك كلٌّ منا الآخر، واذا ماسعى كلٌّ منا لتقييد حرية الآخر، واذا لم نحترم خصوصيات كلٍّ منا، واذا لم يتقبل بعضنا البعض، واذا لم يحاور كلٌّ منا الآخر، واذا لم يستعن كلٌّ منا بالآخر.. فكيف سيتسنى لنا التعايش بسلام على ارض الوطن وتحت سمائه وفي نطاقه الجغرافي الواحد.
كيف سنتمكن من توحيد صفوفنا وشحذ هممنا...كيف سنعمل على تقوية الارادات لنرسي دعائم البناء وندفع بعجلة التنمية...كيف سنقف موقفاً موحداً في الدفاع عن هذه الارض وحماية الوطن والذود عن سيادته وكرامة ابنائه...كيف سنتمكن من تحقيق الحد الادنى من الامن المجتمعي والامن الغذائي...كيف سيكون لنا أن نواجه اعداءنا باعتبار حمايتة مسئولية جماعية على كل ابنائه بكل اطيافهم وانتماءاتهم .
ففي ظل سعي كلٍّ منا لإلغاء الآخر وإقدام كلٍّ منا على اقصاء الآخر تحت مبررات واهية جعلت وتجعل منا امة ضعيفة هزيلة ومنقسمة على بعضها ومتصارعة سياسياً وفكرياً واجتماعياً الامر الذي يسهل على أعدائها عملية اختراقها واضعافها من خلال استثمارها لانقساماتها وصراعاتها الداخلية بزرع الفتن بين ابنائها وتعميق الخلافات والعمل على تغذيتها وتوسيع بؤرة الصراع فيما بينهم سعياً للانقضاض عليها واسقاطها والسيطرة على ارضها ونهب خيراتها وتدمير حضارتها ومسخ عقول ابنائها والقضاء على ابسط عوامل الوحدة والتعايش المشترك بين ابناء امة تتمتع بتاريخ حضاري واحد، وجغرافية واحدة ،ولغة واحدة ودين واحد.. أمة امتلكت مقومات جعلت منها أُمة عُرفت منذ الأزل وحتى يومنا هذا باليمن الواحد الموحد ارضاً وانساناً.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47155.htm